من جرائم الاحتلال الاسرائيلي على التحرير,, أسر بكامل افرادها تحت الانقاض        الدكتور عبدالرحمن الكبسي يرثي شهيد اليمن جمال عامر ورفاقه        عدوان اسرائيلي جديد يثير سخط اليمنيين ,, وصنعاء تتوعد العدو برد غير مالوف        ماذا تعرف عن مطار رامون الذي تعرض للاستهداف من قبل قوات صنعاء      
    الاخبار /
الدكتور عبدالرحمن الكبسي يرثي شهيد اليمن جمال عامر ورفاقه

10-09-2025 22:08:47


 
بقلم الدكتور / عبدالرحمن الكبسي

لأنها دمعة حزن ووفاء في وداع العزيز جمال عامر ورفاقه الشهداء تعيد الوسط نشرها باعتبارها مرثية تعكس مدى الوفاء للشهيد والاعتزاز بمواقفة الوطنية والإنسانية من رجل انصف الشهيد في رثاءه الى نص مرثية الاسيف الدكتور عبدالرحمن الكبسي عن الشهيد جمال عامر ،رئيس التحرير سلام الله على روحة الطاهرة
( منذ قرابة العشرين عاما عرفتك صادقا لا تتنازل عن مبادئك ، مخلصا لوطنك تحمل همومه ، تناقش مختلف أوضاعه متجردا من الهوى متحللا من الرواسب بعيدا عن كل منطلق أو دافع ضيق ، محافظا على شرف الموقف وصدق الكلمة ، ولقد استوقفتني بعض المحطات وانا استعيد شريط الذكريات متأملا في طبيعة المسار وخاتمته واستلهمت بعض الحقائق و ادركت أن الشهادة وسام ليست مؤهلات الفوز به كمؤهلات الفوز بأي وسام وأن الشهادة لا تأتي من فراغ ، ولا يمنحها الله الا لمن يشاء ، كما وان الدفاع عن الحق ومجابهة الظلم شرف لا يمنحه الله لذليل ولا دعي ولا لاهث خلف حطام زائل ، وأن المبادئ والكرامة لا يساوم علبها الاحرار بثمن ،
ولانك أتيت - ورفاقك الشهداء - من اوساط البسطاء الذين يحملون روح هذا الوطن ، وقبم وضمير الشعب الأصيل الصابر الصامد ولم تكونوا امتدادا لمراكز القوى التقليدية التي أستأثرت لعقود بمراكز النفوذ والسلطة واعتبرتها مغنما ورهننت قرارها للخارج الذي ترتمي اليوم في احضانه بينما نحملتم أعباء المسؤلية ومغرم السلطة في هذا الظرف العصيب وبقيتم مع وبجانب هذا الشعب وعلى أرض الوطن تبذلون الدماء رخيصة فداء لترابه فكان ختام المساق نتاجا طبيعيا لتلك المقدمات في اقدس معركة بوجه أشرس واخطر هجمة استعمارية يتعرض لها اليمن عبر تاريخة منذ عشر سنوات بأدوات صهيوأعرابية رجعية ومحلية رخيصة من سماسرة الاوطان وتجار العقائد فكاتت الخاتمة الشهادة كارفع وسام يليق بأمثالكم ولتبقى واقعة استشهاد رئيس وأعضاء الحكومة بما تحمله من مرارة ألم وعمق جراح لا يوازيه الا كبرياء الألم وكبرياء الجراح ، وبما تمثله من عظم مصاب لا يقارن الا بعظم التضحية وبما تمثله من خسارة فادحه لا يوازيها الا معنى الفداء ، ستظل واقعة الاستشهاد هـذه تمثل حدثا فارقا في تاريخ اليمن حاضرا ومستقبلا ، يروي للأجيال عن شموخ وكبرياء رجال اليمن ويسطر تضحياتهم ومواقفهم بحروف من نور كما وسبدون التاريخ بنفس الوقت خطورة وحجم وقذارة المؤامرة على الوطن والشعب و انحطاط اطرافها وسيدون -- في صفحة سوداء --- ضلوع بعض من بني جلدتنا وممن يحملون هوية هذا الوطن في هذه المؤامرة القذرة على مدى عشر سنوات .
استوقفتني بعض المحطات في العقدين الماضيين وتذكرت انك لم تتنازل عن مبادئك ولم تساوم على قناعاتك فلم ترهبك الاتهامات والمحاكمات كما لم تغرك المطاعم ، وبالعودة الى الوراء وبينما كان الكثير من الساسة والصحفيين يتجارون بالوطن _ ولا زالوا منذ ثلاثين عاما _ وتغدق عليهم الأموال فضلت انت عيش الكفاف على أن تمد يدك لا الى الداخل من النظام الباحث عن شراء المواقف ولا الى السفارات تطرق ابوابها بينما كان المتسكعون اليوم في الخارج من حملة الأقلام المأجورة والصحف الصفراء ، على ابواب سفارات دول النفط، يبيعون الوطن بالمال المدنس ويتقاضى بعضهم أنذاك مليون ريال شهريا ، بينما لسان حالك وقلمك لا يرى هؤلاء سوى سقط المتاع الذي اغرى مشغلهم الكائن المتورم فاعتقد أن بإمكانه شراء من يشاء .
كان المعيار الأول الدي تتعامل وتنظر من خلاله هو الوطن ، لم تكن كتاباتك الناقدة لهذا الطرف أو ذاك من أطراف النظام سواء سلطة أو معارضة من سلطات الأنظمة المتعاقبة أو الأنظمة الأقليمية التي لها علاقة باليمن ، بهدف النقد لذاته وانما كان نقد موضوعي بناء ولم يكن بينك وبين اي من تلك الاطراف خلاف شخصي ، ولان الأمر كذلك لم تغض الطرف عن اخطاء أي سلطة فلم تستثن سهام نقدك أحد سلطات اليوم كما سلطات الامس وبنفس الجرأة لأن المبادئ لا تنجزأ ..
في 2007 كنت أنا مستغرقا فب الشأن العربي ، فالمحت لي بذكاء وبسلوبك المحترف وبأدب جم إلى أهمية وأولوية الشأن اليمني ، ووصلت رسالتك المعبرة ..فٱثرت أنا اسبوعية الوسط بعدة مقالات كنت توافق على تنشرها بدون تحفظ رغم ما أثار بعضها من جدل ..
لم تكن تستهويك الكتابات التي تستشعر ان وراءها مأرب خاصة أو مناكافات شخصية أو سياسية ضيقة مهما علا شأن اصحابها، ولم تكن توافق على نشرها، لأنك رؤيتك أوسع وأعمق .
كنت قارئا جيدا للتاريخ والاستراتيجيات وكانت قرأتك للمشهد اليمني ومالات الوضع منذ 2005 قرأه عميقة وكانت الاحداث ترجمة واقعية لتلك القرأة التي لم تكن بهدف الاستعراض أو بحثا عن الشهرة وإنما لأنك كنت معني باليمن أولا وأخيرا حاضرا ومستقبلا وهو ما انعكس في تعاطيك مع الأزمات التي مر ويمر بها الوطن فلم تتنكر كما فعل البعض من ( النخب ) الذين اثبتت الاحداث أن الوطن بالنسبة لهم اشبه بفندق أو مطعم يغادرونه بمجرد ان تسؤ خدماته ، لكنك -- وكما كل الاحرار من ابناء هذا الوطن -- بقيت تحت سمائه وفوق ارضه بين ابناء الشعب الذي يتجرع
مرارة ظلم الأشقاء من دول الجوار والأعداء من دول الغرب البعيد ، وإن غادرت في مهمة عمل لم تكن تلبث ان نعود... . عدت في 2022 من استوكهولم مرددا " صنعاء منتهى التاريخ والمبتدأ وهل يطيب العيش الا بصنعاء " ، لأنك وببساطة لم تكن من أولئك الذين اقتاتوا على لحم الشعب وتركوا عظامه تطحنها قاصفات ( الحزم ) ، وتحاصر اليمن بره وبحره وسمائه .
عند تعينك وزيرا للخارجية و رغم الجهود التي كنت تبذلها لدى بعض الحهات الأوربية والأممية وبعضها بمبادرة ذاتية لفتح مطار صنعاء والتخفيف من الكارثة الإنسانية إلا أنك لم تصرح أو تلمح عند تعيينك وزيرا للخارجية بأنك الأقدر والأجدر ،
كنت تحظى بقبول واحترام لدى تلك الأوساط ليس لحصولك على الجائزة الدولية كأشجع صحفي ..ليس لإنك سبايس مخضرم وتمتلك كاريزما فريدة واسلوب رصين بل لأنك كنت صادقا مخلصا تحمل هم الوطن لم تكن تبحث عن مزايا خاصة أو عن شهرة ، لم تدنس يدك بالمال الحرام .
أمضيت حياتك محافظا على شرف الموقف وصدق الكلمة فكانت خاتمة المسار الشهادة ... فسلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت وعلى رفاقك الشهداء ، سلام على شهداء الحكومة العربية الحية الوحيدة في عالم عربي متخم بالحكومات الميتة .
بهذا المصاب الجلل أحر التعازي للقيادتين الثورية والسباسبة ولكافة أفراد أسر الشهداء وذويهم وللشعب اليمني باستشهاد دولة رئيس محلس الوزراء المجاهد / احمد غالب الرهوي ورفاقه الشهداء الابرار
وأحر التعازي وصادق المواساة إلى الأعزاء محمد و اسامة وعلاء وسامي جمال عامر وكافة أفراد اسرتكم الكريمة وذويه ومحبيه ولافراد الشعب اليمني باستشهاد والدكم الفاضل الأستاذ / جمال عامر رحمه الله ورفاقه الشهداء الابرار واسكنهم فسبح جناته ، انا لله وإنا اليه راجعون )