الوسط تنشر رثاء نجل شهيد اليمن الكبير جمال عامر باستشهادة        صنعاء تتوعد اسرائيل برد مؤلم على جريمة استهداف الحكومة        صنعاء تودع شهدائها في موكب جنائزي مهيب        بيان نعي ــ رئيس التحرير جمال عامر شهيداً على طريق القدس      
    الاخبار /
الوسط تنشر رثاء نجل شهيد اليمن الكبير جمال عامر باستشهادة

02-09-2025 00:33:51


 
الوسط ــ متابعات

" نص رثاء نجل شهيد اليمن الكبير الاستاذ جمال عامر "، علاء عامر ، نشر هذا الرثاء المخزن في صفحته على الفيس نعي ورثا فيه والده الشهيد جمال عامر وزير الخارجية والمغتربين في حكومة التغيير والبناء الذي قضي شهيداً مع رفاقة من الوزراء في غارة اسرائيلة استهدفت مقر تواجدهم في العاصمة صنعاء الخميس الماضي 

كيف ترحل وفي قلوبنا عقولنا حياتنا تعيش ذكراك تموت وأنت الحر ..ابي يانور الفجر يا وجه القمر و الأرض والسماء... تناديك وأنت تعلو وترتفع طائرا مهاجرا فوداعا يا عزيز وداعا يا شهيد وداعا ياشهيد الوطن وداعاً يا شهيد الانتفاضة وداعا يا شهيد القدس.
أيها الشهيد البطل.. ايها الأبي المقدام.. أيها الراحل إلى دار خير من دارنا.. أيها الأكرم منا جميعا. أي لسان يوفيك حقك فى الرثاء؛ أى كلمات تعطى معنى ما قدمته من وفاء وتضحيات؟!! هل بعد الجود بالنفس والروح من فداء.. من عطاء.. يا سيد الكبرياء فى الزمن المأثور بالصمت، أيها الصاعد إلى عالم الاعتناق، أيها التارك دار الزوال إلى دار البقاء، أيها المصاحب بإختيار الله لكم الرسل والأنبياء.. أى دم رائع هذا الذي منك سال أى عبق هذا الذى منك فاح؟ فملأ الدنيا عطرا وعبيرا أبيت إلا الصمود فوق القمم.
أبيت إلا مكانا فوق النجوم. قلت أنك ستموت ولكن سنموت رجالا و أبطالا وقفت والشمس تشرق فينا إشراقها وتغرب فينا غروبها، شروقك فينا نور لا يفنى وغروبك عنا ذكريات لا تنسى، بطولتك.. شجاعتك.. اقدامك.. ايثارك.. فداؤك، كلها خصال تزينك فى اليوم ألف مره.
أقسم لك أنك أقوى من جراحك، أقوى من زمانك ألف مرة. أنت كل شيئ فينا، ذكراك ستبقى في الفؤاد محبة استهدفوك لأنك ما كنت يوما رقما زائدا ما كنت يوما للغدر معاهدا، بل دوما للحق ناصرا ولنيل الشهاده راغبا. يكفيك أن الله شهد لكم أنكم ما متم ولكنكم أحياء عنده عز وجل يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله.
لا يؤلمنا الا فراق من أحببنا، وهل كفر يعقوب حينما ابيضت عيناه من الحزن وهو كظيم إلا لفراق يوسف.. نعم نبكي رغم يقيننا أنكم أحياء نحزن رغم يقيننا أنكم فرحين بما آتاهم الله من فضله، ولكن ما يحزننا ولا بكائنا إلى حزن وبكاء يعقوب وأسفه على يوسف على فراق من أحب وعشق. كل كلمات الرثاء عاجزة كل دموع الألم غير كافية أنتم في قلوبنا.. فى صدورنا.. بين خلايا أكبادنا أنتم عزنا وفخرنا، بكم يعتز الوطن ويفخر، بكم تعلو الأمة وتنهض... بكم نستمر .
بماذا أرثيك يا ابي..بدمع ٍ قد تحجّر في المحاجر..أم بآهات ٍ مُتنَ في الحناجر..أم يا ترى أرثيك بتراب ٍ ..أهيله على جُثمانك الطاهر..تواريت عن الورى تحت الثرى..والزوايا تناديك..والأماكن..وتناديك المناظر..أعلم بأنك لم تعد تستطيع سماعنا..ولكنه صدى بوح ٍ ..قد تردد في كل خاطر..هاهو هول الصدمة قد مزّق جدران صمتي..فتفقست أحرفي من فم قلمي..تبوح ببكائك اليوم وتجاهر..أراك في كل الوجوه..ترقبنا وأرى الوجوه فيك تنعى حزننا..أحس بوجودك قربنا....كعادتك..أنت مهما تحدثت عنك يا قائدنا و صديقنا واخونا ..أكاد لا أحصي فيك المآثر..يتوه الصوت صمتاً..ونطمس الحروف وتضيع..والدموع تتوارى خجلاً ..وتنكسر الآهات على جدار الحزن ..وما لها بعد الله يا ابي ..من جابر.
لازلنا .. أنا وذكراك نشعر بدفء الأماكن..تلك التي تشتاق لك فيها سويةً..نتجاذب نستذكر أطراف عملك النضالي الوطني ونتسامر الذكرى ..لا يا ابي..ستبقى ذكراك فينا..تجري مجرى الدم في الشرايين..وسيبقى القلب ينبض بها..مهما طال غيابك..بل ستبقى أنت فينا فكل كلمة رسمتها أمامي باتت كلماتي التي نرددها دون أن أشعر بأنها ليست كلماتي أنا و كل قصة و قصيدة رؤيتها و أغنية أنشدتها حفظتها عن ظهر قلب الوطن .
هذا المساء مُرّ في فمي، تتدحرج الذكرى بين زوايا العتمة، وخواطر البوح، وتباريح السفر لا الدمع يكفكف الآم الرحيل، ولا الوجع الضارب في أعماق النفس يخفف لوعة الفقد، ولا التوقف عند محطات الرفاق يجلب شيئا من السلوى
للشهادة جلال يا ابي . كما له مرارة وألم وشعور بالغ بالفقد، نحن وحدنا من تمتد به الحياة نبكيكم، ونذرف الدمع في وداعكم، ونشيعه لمثواهم الأخير، ونحن لا نكاد نصدق أننا لن نراكم بعد اليوم.
إننا في الحقيقة لا نبكيك لأنك استشهدت، بل نبكي أنفسنا لأننا لم نكن معك . إننا نبكي من أجلنا نحن، لأنك رحلت الى جنان النعيم مع الشهداء و الأنبياء و الصديقين ونحن بقينا هنا ولم نذهب معك .جمال عامر