صنعاء تنهي الجدل الدائر حول شحنات المبيدات الزراعية        واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة للكيان        المدمرة الالمانية الحريية " هيسن "تغادرالبحر الأحمر بعد تعرضها لاكثر من هجوم        صنعاء تشهد مسيرات مليونية داعمة لفلسطين      
    اقتصاد /
شركة "YOU من المجازفة الاستثمارية إلى التعسف غير المسئول في عدن

2022-06-30 23:42:29


 
الوسط / متابعات

في بيئة امنية وسياسية واقتصادية معقدة وكابحة للاستثمارات المحلية والدولية، خاضت الشركة اليمنية العمانية غمار التحدي والمخاطرة لتقدم خدمة الاتصالات في المحافظات اليمنية، رغم إعلان المشغل السابق لهذه الخدمة المثل بشركة " MTN " التي تعد احد ابرز الشركات العالمية انسحابها من اليمن لارتفاع تكاليف التشغيل وتراجع الجدوى الاقتصادي للشركة إلى مستويات متدنية قبل اشهر ، وهو شكل صدمة في سوق الاتصالات اليمني ، كون إعلان شركة MTN في أكتوبر الماضي انسحابها من اليمن وتخليها عن خدمة عشرات الآلاف من عملائها يأتي في اعقاب إعلان السلطات القضائية إفلاس شركة "واي " للاتصالات ايضاً ، وهو ما كان يتسبب بانتكاسة للاقتصاد اليمني ، وفي ظرف كهذا تدخلت شركة" الزمرد" الدولية للاستثمارات العمانية لإنقاذ الموقف بشراء اكثر من 79% من اسهم شركة الاتصالات " MTN " في أواخر نوفمبر 2021 ، لتعزز تماسك قطاع الاتصالات اليمني الذي تكبد خسائر فادحة خلال سنوات الحرب الماضية ، خاصة وأن الخدمات التي تقدمها شركات الاتصالات الأخرى كشركة "سبأ فون " وشركة " يمن موبايل " تراجعت بسبب الانقسام المالي والسياسي والاقتصادي بين اطراف الصراع اليمنيين ، يضاف إلى ارتفاع حدة استهداف أبراج الاتصالات والبنية التحتية للشركات الاهلية والاستثمارية بالتزامن مع منع دخول أجهزة ومعدات جديدة لتطوير أداء قطاع الاتصالات نتيجة الحصار، ضاعف معاناة الشركات العاملة في تقديم خدمة الاتصالات الخليوية وخدمات الانترنت .
في وضع كهذا كان دخول الشركة اليمنية العمانية السوق اليمني المنقسم مطلع مارس الماضي مجازفة استثماريه كبيرة ، إلا أنها قبلت التحدي وعملت منذ الوهلة الأولى لتدشين خدماتها كمشغل باسم "YOU " بديل لشركة " MTN "، على تقديم نفسها كشركة خدمية تضع مصلحة عملائها في قائمة الأوليات، فتمكنت من تحديث الأجهزة السابقة التي لم تعد فعاله بما يكفي، وقدمت في ظرف فترة قياسية خدمات بجودة عالية وعملت على نقل خدمات الانترنت من الثري جي إلى الفور جي ، محركة بذلك الجمود والركود الذي ساد قطاع الاتصالات اليمني ، ومشعلة ثورة تنافسية في قطاع خدمي يعيش اسواء مرحلة تاريخية في اليمن من تحت ركام الحرب وتداعياتها.
هذه التجربة الاستثمارية التي خاضتها الشركة اليمنية العمانية للاتصالات في اليمن، أنعشت قطاع الاتصالات وأعاده الآمال لليمنيين بإمكانية تحسن الخدمات العامة في بلداً انهكته الحرب، وعكست أهمية الدور الذي يجب ان يلعبه القطاع الخاص خلال مرحلة إعادة الإعمار، سيما وان الخدمات التي قدمتها شركة YOU تفوقت على الخدمات التي تقدمها شركات حكومية، وعملت على تمكين المواطن اليمني من الحصول على خدماتها بسهولة ويسر وبأسعار مشجعة ، كما دفعت بشركات اتصالات منافسة إلى الخروج من حالة الركود الخدمي إلى مواكبة المتغير الجديد الذي قدمته شركة " YOU " لعملائها من المستهلكين في السوق اليمني ، لذلك أعلنت شركات أخرى الانتقال إلى تقديم خدمة "الفور جي " كشركة "يمن موبايل " وستدفع بشركات أخرى إلى الانتقال إلى نفس الخطوة لكي تخافظ على عملائها وتطور اداءها وكذلك تحافظ على حصتها السوقية من الانكماش وان كان هذا قد حدث في مناطق سيطرة صنعاء واتاح للمواطن اكثر من خيار للحصول على افضل الخدمات في مجال الاتصالات والانترنت .
فأن دخول شركة الاتصالات إلى السوق في المحافظات الجنوبية وخاصة مدينة عدن التي تمتلك فيها نسبة كبيرة من المواطنين الذين يستخدمون شبكة " MTN " منذ سنوات لما تميزت به الشركة من تغطية واسعة ومن أمان في مجال الاتصالات، فعزز دخول المشغل الجديد إلى عدد من المحافظات الجنوبية ثقة عملاء الشركة الذين وجدوا أنفسهم امام واقع وخدمات افضل من السابق ، وخاصة في مجال الانترنت الذي قدمته الشركة بسرعات عالية وأسعار زهيدة خلافاً لما كان سائد في سوق الاتصالات اليمني قبل إدخال الشركة اليمنية العمانية خدمة الـ" فور جي " بسعات عالية ، ورغم ذلك هناك من لا يرى أهمية هذه الخطوة التي قامت بها شركة " YOU " للاتصالات في مدينة عدن والمدن الجنوبية التي تعيش واقعاً خدمياً صادم منذ سنوات في ظل عجز الجهات الحكومية في مختلف القطاعات ومنها الاتصالات في تحسين هذه الخدمات ، فما حدث من مضايقات لشركة الاتصالات " YOU " وصولاً إلى إيقاف الشركة لأول مرة منذ سنوات في مدينة عدن وبعض مناطق ابين ولحج ، كان أجراء صادم وغير مسؤول اسقط حق عشرات الألاف من المواطنين بالحصول على خدمات هذه الشركة التي نقلت واقع الاتصالات الخدمي من الحضيض إلى مستوى مقبول لبي مطالب المواطن وغطي الفراغ الذي تعيشه تلك المحافظات في خدمات الاتصالات ، وان كان إسقاط هذا الحق الأصيل من حقوق المواطنين بقيام سلطات باغلاق خدمة عامة في ظل غياب البدائل الموازية لها انتهاك جسيم ، فانه ايضاً يكشف مزاجية القرارات التي تتعلق بمصلحة البلد ومصلحة المواطنين ، ويضع تلك المحافظات في قائمة المحافظات الطاردة للاستثمارات المحلية والدولية ، وهنا يجب على السلطات الفاعلة في عدن وكذلك سلطات صنعاء ، أن تستفيد من الاضرار الناتجة عن الانقسام السياسي ، وان تدفع نحو تحييد القطاعات الخدمية والاقتصادية لمنح القطاع الخاص ورؤوس الأموال الوطنية والأجنبية فرصة في تغطية ماعجزت عن توفيره من خدمات في مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية .








جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign