في ظل الفراغ السياسي والأمني الذي تشهده معظم المدن أصبحت الجماعات المسلحة المدعومة من قبل قوات خارجية تمارس سطوتها وعبثها بالحياة العامة دون رقيب أو سلطة ضبط شرعية تحمي المواطنين من كل هذه التعسفات وآخرها ما يحدث حالياً في الجنوب في ظل تواجد للقوات الإماراتية وغياب سلطة الشرعية بعد تحرير المدن.

لا تزال حملة الترحيل للمواطنين من أبناء المحافظات الشمالية مستمرة في المدن الجنوبية (عدن، شبوة، لحج، حضرموت) وباعتراف من قبل قيادة السلطة المحلية والأمن في عدن بأن ما يحدث يأتي ضمن خطة منظمة تقوم بها السلطات وبموافقة من حكومة هادي.

حيث تواصلت لليوم السادس على التوالي حملة التهجير القسري لأبناء الشمال العاملين في الجنوب بحجة التهديدات الأمنية وهو مجرد وهم بينما الحقيقة هي تدشين للانفصال وكشف لسلطة الواقع التي تحكم في الجنوب حيث لم يعد لهادي وحكومته أي تواجد بالداخل  وهذا ما ظهر في تناقضات حديثه حول الترحيل لأبناء الشمال واصفاً انها تصرفات انفرادية، ليأتي الرد من محافظ عدن عيدروس الزبيدي في حوار أجرته معه صحيفة الحياة يوم أمس قال فيها: أن هذه الإجراءات تم دراستها مسبقا وتمشي بشكل منظم بموافقة من حكومة هادي لمكافحة الجريمة فيما يتعلق بالأشخاص الذين لا يحملون هوية.

هذا وقد دحض الأشخاص الذين تم ترحيلهم هذه التهم عارضين هواياتهم والتي نشرت في الكثير من وسائل الاعلام ليوضحوا حقيقة ما يجري في عدن من امتهان وشطرنه تقوم بها السلطات الأمنية المدعومة من القوات الإمارتية في عدن.

مجلس الوزراء في اجتماعه الأسبوعي يوم أمس بالرياض حاول تظليل الراي العام بما يجري في عدن بل واصل مدحه للمحافظ واللجنة الأمنية في التزامها بقرارته وقرارات الرئيس هادي، على العكس مما صرح به المحافظ من استمرار لعملية الترحيل والملاحقة مما يظهر حجم التناقض وغياب السلطة الواحدة.

قالت مصادر محلية، إن مسلحين أغلقوا صباح الأربعاء 11 مايو/آيار 2016، محلات تجارية في محافظة لحج، جنوب البلاد، يملكها مواطنون ينتمون لمحافظتي تعز وإب.

و أفادت بأن المسلحين قدموا إلى سوق العند على متن أطقم، و باشروا بطلب بطاقة الهوية من العاملين في المحلات التجارية في السوق و محيطه.و أشارت إلى أن المسلحين قاموا بإخراج العاملين في المحلات التابعة للمنتمين لمحافظتي تعز و إب، و اغلقوا المحلات، و نقلوا من كان فيها من المنتمين لمحافظتي تعز و إب على متن الأطقم إلى جهة مجهولة.و أوضحت المصادر، أن المحلات التي اغلقت هي بقالات و ورش فنية و محال تجارية وبوفيات.وطالت الحملة اليوم الأربعاء، عدد من الصحفيين المتواجدين بعدن، حيث أكدت مصادر إعلامية، تم اعتقال الصحفيين رضوان فارع ومرزوق ياسين.ولفتت المصادر، إلى أن عناصر من قوات الأمن، والحراك، قاموا بتوقيف، الدكتور عبدالولي هزاع مقبل، أستاذ جامعي بكلية الزراعة، بجامعة عدن، تمهيدا لترحيله إلى تعز.

وكانت الجماعات المسلحة في عدن قد قامت يوم أمس، بتوقيف واحتجاز، عدد من أساتذة جامعة عدن، منهم نائب العميد لشؤون الطلاب بكلية الزراعة، الذي ينتمي لمنطقة القبيطة بكرش، وكذا الأستاذ الدكتور رئيس قسم الأحياء وأساتذة آخرين لأنهم من مواليد تعز.