مركز بحري دولي يحذر من سلاح يمني جديد         مركز بحري دولي يحذر من سلاح يمني جديد        صنعاء تعلن فتح طريق البيضاء ـ الجوبة ـ مارب من طرف واحد        تنديد يمني واسع بجرائم الاحتلال الاسرائيلي في رفح      
    تقارير /
مركز الجزيرة للدراسات : القوى السلفية تقود المواجهة ضد الحوثي وتمثل استقطاب للمقاتلين كما انها البديل الأفضل لحزب الإصلاح

2016-03-12 20:48:08


 
الوسط متابعات
أكدت دراسة لمركز الجزيرة للدراسات أن الجماعات السلفية شكلت القوام الأساسي للقوى التي انخرطت في المعركة ضد جماعة الحوثي خصوصًا في مدينة عدن.
وأضافت الدراسة : أدَّى ما اتسمت به الجماعات السلفية من التزام عقائدي وحماسة وانضباط تنظيمي إلى أن تصبح القوى الأكثر استقطابًا للمقاتلين والدعم وشكَّلت أجندة القوى السلفية ذات الطابع الديني والملتزمة بشكل صارم بقتال الحوثيين دافعًا لالتفات التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات نحوها، فهي من ناحية تعد بديلًا عن جماعة الإخوان المسلمين (حزب التجمع اليمني للإصلاح) التي تثير حساسية شديدة خصوصًا لدولة الإمارات، وليست لديها مطالب سياسية جامحة من قبيل فكِّ الارتباط مثل فصائل الحراك الجنوبي وهو أمر ليس ضمن أولويات التحالف أو ضمن دائرة اهتمامه على الأقل ضمن فترة القتال المستعر حاليًّا مع الحوثيين. كل ذلك جعل من الجماعات الإسلامية السلفية في الجنوب الحصان المأمول الذي انعقدت عليه الرهانات خلال فترة القتال ضد الحوثيين وحليفهم صالح، وسيمكِّنها دورها من حصاد نتائج سياسية في الفترة المقبلة.
وتابعت الدراسة: أدت العمليات القتالية التي شهدتها عدن والضالع وأبين ولحج وشبوة بفعل المعارك الواسعة التي استمرت فيها بعد اجتياحها عسكريًّا، وسقوط المكلا وأجزاء واسعة من حضرموت بيد تنظيم القاعدة، إلى تغييرات عميقة في أوازن القوى الجنوبية. فقد لعبت الهوية الطائفية ضمنيًّا في الصراع مع جماعة الحوثي إلى ترجيح تعريف إضافي للقتال يتعدى الدفاع عن الجنوب واستقلاله ضد قوى شمالية، يشدِّد على الهوية السُّنِّية ضدَّ الشيعة (الروافض في التعريف السلفي لهم)، وهو ما استتبع صعودًا للقوى الإسلامية وخصوصًا السلفية في الجنوب.
وأكدت الدراسة أنه في معظم المحافظات الجنوبية كانت مُحركات القتال ضد الحوثيين متعددة، تراجع فيها نسبيًّا دافع "الهوية الجنوبية" أو الدعوات الحراكية لتصنيف المعركة في مواجهة الشمال، لصالح الدافع المذهبي، كما عبَّر عنه السلفيون والجماعات الإسلامية المختلفة بما فيها القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، والعصبية القبلية خصوصًا في مناطق العوالق في محافظة شبوة، ومناطق الصبيحة في محافظة لحج، وحتى في معظم محافظة الضالع التي حضر فيها الحراك بشكل واضح لكن كانت العصبية القبلية ذات دور حاسم في الحشد والدفع للقتال. هذا الدور القبلي في إطار القتال سيضمن صعود قيادات من الوسط القبلي الجنوبي ضمن الأدوار السياسية القادمة، ولا يُتوقَّع كثيرًا أن ترغب هذه القيادات "المشيخية" بأن تظل ضمن صيغة الحراك الجنوبي السابقة، بل سيكون حضورها في شكل مستقل حتى لو تقاطعت مع الحراك في شعاراته السياسية ولكن مع احتفاظها بمسافة من خيارات قياداته القديمة وبما يلبِّي مصالحها مباشرة. ويشكِّل حلف قبائل حضرموت نموذجًا لافتًا للخيارات القبلية الصاعدة في الجنوب، فهو وإن تشكَّل قبل الحرب الأخيرة، إلا أنه أحد المستفيدين من تفكك قبضة الحراك الجنوبي على التمثيل السياسي في الجنوب -وارتخاء سلطة الدولة أيضًا- خلال المرحلة الانتقالية وخلال الوضع الذي نشأ في الحرب الأخيرة، وهو يعطي الأولوية بشكل جلي لمصالح القبائل المنضوية في إطاره قبل أي شيء آخر، وذلك في علاقته بكل القوى والأطراف المحلية والإقليمية.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign