الزبيدي يهدد بطرد العليمي من عدن        صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية     
    كتابات /
اسملاش

17/08/2015 15:24:32


 
عبدة الحاج
كانت اللحظة مرعبة وما اصعب ان يجثم الرعب,, ان تراه في ملامح الاطفال ودموع الامهات,, كل الجهات تصدر الموت,, لا ملجا سوي القرية المحاصرة بالظلام والبطالة وشحة الماء,, لكن خيار القرية كان الملاذ الامن لام واطفال يحلمون بنوم هادئ خارج القصف والموت المنتشر بعبثية هنا وهناك,, قررت ومعي زوجتي الفرار الي القرية,, لكن الوضع لم يكن مناسبا فعدت لاعيش تحت رحمة القصف,, لا فائدة من الصمود هكذا شعرت مع ان الهزيمة في حالات من يشبهوني ليست عسكرية او نتيجة لخوف من موت قد يكون مصدره صاروخ قادم من السماء,, الهزيمة بالنسبة لي كانت خليطا من فقدان مصدر رزقي وكذلك ثقتي بصديق كنت اتلذذ بتعبي وانا اشعر بانني معه اخوض نضالا حقيقيا في سبيل الحرية والانعتاق,, جار الزمن علي لكن قناعاتي لم تتبدل,, هاتفت صاحبي ورفيقي وليتني لم افعل نسف كل المشاعر الجميلة التي ادخرها في قلبي,, نسف الطمانينة المكنوزة بداخلي,, قررت الفرار من الالم الذي يمزق كل اجزاء جسدي,, خلدت الي الرغبة في التخلص من الاستقرار الذي بنيته علي مداميك هذا الصديق,, بحثت باخلاص عن الفرار ولم ادر الا وانا في المخا _طبعا فرصة عمل وهمية _ اوهمت نفسي غالطتها,, كانت الرغبة جامحة بعد ان فقدت ماعشت عليه ان اذهب بعيدا عن فجائع حاصرتني حتي وان كانت النهاية الي الجحيم,
في زحمة الالم هذه قاسمني صديقي ابراهيم النويرة مفرداتها وقررنا معا الهروب,, ولم يكن قرارنا مدروسا,, تعبنا في البحر اكثر من 36 ساعة وصلنا الي اليابسة في بربرة ولم يكن معنا من زاد سوي الرغبة في الفرار من واقع انكر انا كنا طيبين وكرماء حين نستطيع,,, وبعد تعب وصلنا هرجيسا عاصمة ارض الصومال ووجدنا من يساعدنا مع اننا كنا فريسة يومية لسؤال قاس : ماذا يحدث؟
بدا التعب يكبر فتشنا معا,, غابت كل الوجوه وبالصدفة جادت ذاكرة الهاتف برقم شخص اصيل هو شيخ الحبشة اسملاش حدوش ولدو، وفي زحمة اليأس لم اكن اتوقع ان يكون هذا النبيل نافذتي نحو امل جديد,, لكنه فعلها ورب الكعبة,
لقد كان نبيلا بما يكفي للتاكيد على عظمة بلاد الله, الحبشة,
عمل باخلاقه واكرمني بثقته واحرجني بصدقه,, لم يقصر في عملية انقاذه لي كشخص كنت على وشك الغرق والانهيار,, بادر وبادر وبادر,, وسعى لتحويلي الي تاجر وفعل الكثير في سبيل تحقيق ذلك,

مالم يكن في حسباني انني وثقت بمن حسبتهم اصدقاء فخانوني وباعوني في اول الطريق في محاولة لافشالي وتدمير علاقتي باسملاش لينالوا من النبل.

صديقي وشيخي وولي امري اسملاش لازلت حديث عهد بالتجارة وتعرضت لالام كثيرة ومغامرات لاتخلو من حمق,, لكن ما سيرافقني بقية حياتي هو اعتزازي بكونك صاحبي الحقيقي والشيخ الذي يستحق التبجيل,
فانت الوحيد في هذا العالم المترامي الاطراف الذي التفت الي في لحظة ضعف كان فيها اقرب الناس الي يصعرون وجوههم,

ثق ايها الشهم النبيل بانني ساظل ممتنا ومخلصا لك وان مت قبل ان اثبت انني احبك واجلك واحترمك فستجدها اهم وصاياي عند اولادي وفي ذاكراتهم.
ودمت حبا لا ينضب.





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign