مخاوف سعودية من تحقيق صنعاء المزيد من المكاسب على الارض       واشنطن تجدد اعترافها ,, معركة البحر الأحمر ليس كالمتوقع        عمليات البحر الاحمر تتسبب بانخفاض واردات اسرائيل من السيارات        سفير سابق يسخر من فشل السعودية في جمع اعضاء الرئاسي     
    كتابات /
هذه مخرجاتكم.. وانتم متّنوها

19/03/2015 00:19:20


 
صلاح السقلدي
أحد المتنطعين- وما أكثرهم هذه الأيام تجدهم يقعدون القرفصاء أمام الموائد في عدن، خصوصًا - وهو يسهب بكلام ينضح تملقًا ويفوح تزلفًا لأصحاب الكراسي والمعالي، يعيب على الجنوبيين، وبالذات الحراك الجنوبي، رفضه مخرجات الحوار اليمني، ويطالبه بالقبول بها علنًا وفورًا, بل ويذهب إلى أبعد من ذلك في تملقه بقوله على الحراك الجنوبي أن ينفذ تلك المخرجات، ولا داعي للمماطلة.
هذا الشخص وهو يبحث له عن رزق على باب الحاكم وبنكنوته يتغابى عن الحقيقة الصارخة، وهي أن جُـل المشاركين بذلك الحوار، أنفسهم، غير مستعدين لتفيد تلك المخرجات, أو قل إن كل طرف سياسي شارك بذلك الحوار لا يريد أنْ ينفذ من تلك المخرجات إلا بالجزئية التي يرى أنها بمصلحته.. بل هناك قوى سياسية مثل الحزب الاشتراكي غير مقتنعة بالمحصلة التي خرج بها ذلك الحوار، ويرى فيها شطبًا كاملاً للقضية الجنوبية.
حركة "أنصار الله"، وهي القوى الأكثر فاعلية ولها اليد الطولى اليوم بالمشهد السياسي لها مآخذ كثيرة على الطريقة التي تم تمرير فيها بعض الأمور الخطيرة, ولها موقف رافض من إقرار مشروع الأقاليم خارج قاعات الحوار في مخالفة صريحة للنظام الداخلي للحوار.
المؤتمر الشعبي العام له - أيضًا - تحفظات على مخرجات الحوار.. إلى جانب قوى وأحزاب ومكونات أخرى ليس مكترثًا بهذه المخرجات من أساسه.
هذه عينات فقط من القوى التي ليست مستعدة لتنفيذ تلك المخرجات، فضلاً عن أن مكون شعب الجنوب الذي شارك بذلك الحوار، وبرغم كل التنازلات التي قدمها؛ ظنًّا منه أنه قد يستطيع أن يعمل اختراقًا بجدار القوى الشمالية, قبل أن يشاهد حجم المؤامرة، آثر الانسحاب.
إذًا إنْ كانت هذه هي مواقف من شارك بذلك الحوار تجاه المخرجات، فكيف يطالب البعض الحراك الجنوبي، الذي هو أكثر تضررًا من تلك المخرجات، بأن يقبل بتلك المخرجات؟، بل وما يثير السخرية والسخف أن يبالغ بعضهم - وللأسف معظمهم جنوبيين - في تملقهم ونفاقهم إلى مطالبة الحراك الجنوبي بــ(تنفيذ) تلك المخرجات.. لاحظوا كلمة( تنفيذ) وليس فقط قبولاً.
أليس الأولى بمن قرر هذه المخرجات أن يقوم هو أولاً بالشروع بتنفيذها؟، ثم لماذا الحراك الجنوبي مطالبٌ بأن يقبل هذه المخرجات، وهي فُرضت عليه فرضًا, فرضت حتى على فصيل مؤتمر شعب الجنوب الذي حضر بحسن نية، ولم يأخذوا من برنامجه ولا كلمة واحدة, وكذلك كان الحال مع الحزب الاشتراكي.
ثم لماذا مفروض على الحراك الجنوبي أن يوافق على تلك المخرجات إنْ كان من فرضها بفندق موفمبيك بأسلوب العجرفة والغطرسة يستطيع أن ينفذها بقوة الدبابة والمدفعية مثلما فعل بانتخابات 21 فبراير 2012م، ومن قبلها قد فعل الشيء ذاته حين فرض بقوة الحديد والنار الوحدة القهرية عام 1994م؟.
- حكمة: "الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل".




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign