الزبيدي يهدد بطرد العليمي من عدن        صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية     
    تحقيقات. /
انفراد وتهميش ومصادرة إرادة الشباب.. اليسار يواجهون الإقصاء بمؤتمر مماثل
المؤتمر العام للشباب.. المسمار الأخير في نعش ثورة فبراير

28/08/2013 18:09:51


 
استطلاع / رشيد الحداد

ينعقد المؤتمر العام للشباب، الذي أثار جدلًا واسعًا في أوساط شباب الثورة الذين رفضوا مصادرة إرادتهم بمؤتمر يفتقر لأدنى معايير المشروعية وللشروط المنطقية، فما يعد مؤتمر عام لشباب اليمن بات مؤتمرًا خاصًا بأحزاب سياسية فقط دأبت على تحويره منذ أكثر من عام واستخدمت ثقلها في إجهاض أي صوت شبابي رافض لمنهجية المؤتمر وأساليب تشكيله وفق المحاصصة والتقاسم.
وعلى حين غفلة يعقد المؤتمر خلال الأيام القادمة دون أدنى اعتبار لحق الشباب في التعبير عن إرادتهم، وهو ما يعده الشباب المسمار الأخير في نعش الثورة الشبابية السلمية التي سُلبت.. إلى ما وراء المؤتمر.
تسارعت المؤتمرات الخاصة بالشباب خلال الأيام الماضية في الضالع وحضرموت وأبين وصنعاء وأمانة العاصمة ومحافظات أخرى بهدوء كما خطط لها من قبل الأحزاب السياسية التي أفرغت ثورة الشباب من مضمونه وأحلت رؤاها محل الرؤى الشبابية.
ورغم اتهامات الشباب المشاركين في المؤتمر في المحافظات، ومنها محافظة حضرموت، الذين اتهموا - السبت الماضي - اللجنة العليا للمؤتمر الوطني في صنعاء بإفشاله، وأعلن شباب حضرموت بأغلبية ساحقة تعليق أعمالها وتأجيل جميع ورش العمل إلى أجل غير مسمى، كما تم تجاهل كل الخلافات الشبابية في عدد من المحافظات، ومنها محافظة إب في مصادرة واضحة لإرادة الشباب.
الشباب بحاجة إلى أكثر من مؤتمر
القيادي في الثورة الشبابية ميراز الجنيد أوضح حول التحضيرات لعقد مؤتمر وطني للشباب انه تم تشكيل اللجنة التحضيرية من قبل مجموعة من القيادات الشبابية المحسوبة على اللقاء المشترك بمشاركة بعض الشخصيات الشبابية أصحاب الإرادة المستقلة: عفراء الحبوري وناصر شريف وانتصار القاضي، وحينها انسحب ملتقى قوى الحداثة، وبعدها بفترة انسحب ناصر شريف، وبعدها بفترة انسحبت عفراء وطلال عقلان وممثل الحوثيين، وظلت اللجنة التحضيرية لفترة طويلة تعيش على اسبرين الاعتراف من قبل حكومة الوفاق الوطني بسعادة الوزيرة حورية مشهور، ورغم أن فكرة الحوار الشبابي أتت من مجلس شباب الثورة في مؤتمر صحفي بعد يومين تقدم أبطال الأحزاب الذين يشتغلون أصلاً على رد الفعل، وليس القيام بفعل كماركة مسجلة عند أحزابنا السياسية حتى وهم في أوج قوتهم.
وأضاف: ظلت التحضيرات لفترة طويلة داخل اللجنة متوقفة ووصلت الى مرحلة الشلل التام بعد انسحاب طلال عقلان باعتباره العقل المدبر وكذا انسحاب عفراء الحبوري وممثلي الحوثيين، ورغم أن اللجنة كانت قد استلمت من الحكومة مبالغ مالية للتحضير للمؤتمر الذي جرى التحضير له خلال المرحلة الأخيرة بطريقة مهينة، ولا تعبر حتى عن أدنى أخلاق المسؤولية، ورغم عدم اعتراضنا شخصيًّا عن أن يكون هناك مؤتمرات وليس حتى مؤتمر واحد للشباب، باعتبار الشباب هم الفئة العمرية الغالبة في المجتمع، ولكن لم تتح لهم القوى السياسية إية فرصة للتخلق وبناء مؤسساتهم الشبابية الديمقراطية، وستظل هذه معضلة حقيقية يعاني منها الشباب إلى أن تتشكل مؤسساتهم الشبابية الضامنة لمشاركتهم في بناء وطنهم الذي ضحى من اجله الشهداء وكانوا هم وقود هذه الثورة وشرارتها..
المؤتمر مكون شبابي وهمي
بسام البرق - أحد شباب الثورة المعترض على مؤتمر الشباب العام - وجه خطابه للمشترك،
وإلى شباب الثورة بالقول: "لصالح من نستمر في تمزيق صف شباب الثورة.. متى تعقلون.. ألا يكفي درس مصر لتتعلموا، كل يوم وأنتم من ضعف إلى أضعف، ومع ذلك تصرون على مزيد من تفريق الصف بأنانية مفرطة من أجل فتات يرمى هنا أو هناك تقتاتونه من جسد هذا الوطن المثخن بالآلام والجروح"..
وأكد البرق بأن مؤتمر الحوار الوطني للشباب سيكون مفترق طرق بيننا وبينكم، ونحذّركم من تمرير أي مخططات باسم شباب الثورة للالتفاف على أهداف الثورة أو المساهمة بالمشاريع المشبوهة للتمديد أو الالتفاف على القضية الجنوبية أو إنشاء مكون شبابي وهمي يدعي تمثيل الكل، بينما هو مكون لتمرير سياسات المشترك، وليس كل المشترك، بل متآمري المبادرة الخليجية، قتلة الثورة وأحلام الشعب بدولته المدنية.
أوقفوا مصادرة إرادة الشباب
هايل المحجري - أحد شباب الثورة - علّق على المؤتمر قائلًا: "أوقفوا الفساد الجديد المتستر بعباءة الثورة ومؤتمر الشباب"..
وأشار المحجري - في صفحته على الفيس بوك - إلى أن إرداة شباب الثورة تتعرض للمصادرة من قبل مجموعة ممن لا يملكون أي تفويض أو مسوغ قانوني يحق لهم تنصيب أنفسهم في شخصية اعتبارية اسمها اللجنة التحضيرية لمؤتمر الشباب وتمثيلهم زورًا وبهتانًا، واستلام مبالغ مالية وإنفاقها باسم شباب الثورة الذين لا علم لهم، ولم يتم إشراكهم في إعداد وصياغة الإجراءات القانونية والمعايير لتشكيل اللجنة التحضيرية وممارسة حقهم ترشيح أنفسهم أو انتخاب أو تزكية من يثقون بهم كممثلين لهم في عضوية اللجنة التحضيرية العليا واللجان التحضيرية في المحافظات.
فعالية مزيفة باسم الشباب
هاشم الأبارة - إحدى القيادات الشبابية في الثورة الشبابية - قال: أكثر من مائتي مليون قدمت دعمًا لمجموعة أشخاص من المشترك لإقامة فعالية مزيفة تحت اسم (المؤتمر العام للشباب) لمحاولة إخراج رؤية خاصة بهم وإنسابها لشباب الثورة في كل المحافظات..
وجدد الأبارة رفضه لطريقة إقامة المؤتمر ولطريقة إدارة الأموال التي صُرفت للقائمين عليه، والتي غابت في عملية إنفاقها الشفافية والرقابة والمساءلة، كما ونجدد رفضنا تمامًا للمخرجات التي تصدر عنه، والتي غابت فيها الشراكة والتوافق بين مكونات الثورة.
وأضاف: لم يكن شباب المشترك، وخصوصًا الشباب في المنسقية، الظهور بمثل هذا الشكل المزري، وهم يحتالون على كل شيء وبطريقة تتنافى وأخلاقيات وقيم الثورة، واعتبر المشاريع التي لا تكون قاعدتها الشراكة العادلة والمنصفة مشاريع لا تمثل الكل ومردودة على أصحابها، أما الأموال التي صرفها باسندوة وهادي لشباب المشترك في هذه المسرحية فيحق لنا المطالبة باستردادها لصالح الخزينة العامة.
لماذا الإقصاء للثوار ياحورية
وتساءل حسين الحذيفي - أحد شباب الثورة -: لماذا كل هذا الإقصاء للثوار يا حورية مشهور.. هل أصبحنا من المغضوب عليهم أم أن الشيخ حميد الأحمر ينوي إقصاءنا من جديد، وأضاف: لماذا تم استبعاد الشباب المستقل من هذا الحوار، وتم استبدالهم بشباب حزب الإصلاح، هل الأستاذ محمد سالم باسندوة يريد ذلك، وقال الحذيفي: ألم يكن ياسر الرعيني عضوًا في مؤتمر الحوار الوطني فلماذا إذًا يتحكم في مثل هذا الحوار، الذي يخص الشباب، والذي من أهدافه إيجاد رؤية شبابية موحدة.. هل ستتوحد الرؤى في ظل استبعاد شباب الساحة (الثوار) أم أن الأمر أصبح أكبر من هذا، وهل سيناريو فندق موفمبيك سيتكرر في مثل هذا الحوار لا سيما أن وعودهم باتت شبه كاذبة.
انتقادات لشباب المشترك
من خلال بحثنا عمّن يقف وراء سلق إرادة الشباب بمؤتمر الشباب علِمنا أن هناك إقصاء للقوى الشبابية المستقلة، وتهميشًا لبعض شباب أحزاب المشترك من غير الإصلاح الذي يستحوذ على قرار المؤتمر عبر الشباب الذين دفع بهم أو الشباب الموالين نوعًا ما للإصلاح، والذين تم اختيارهم بعناية بعد انسحاب ممثلي شباب الثورة من تحضيرية المؤتمر.
شباب في المشترك ومستقلون اتهموا زملاء لهم بالاحتيال على الدولة بادعائهم التمثيل الكامل لشباب الثورة، على الرغم من أن معظم القوى الثورية لم تشارك، واستُبعدت من التمثيل بطريقة إقصائية.
وتتجه اتهامات الشباب هذه المرة إلى الإصلاح، متهمين إياه بالضغط على باسندوة باعتماد موازنة المؤتمر التي تفوق 200 مليون ريال من الخزينة العامة للدولة، خصوصًا وأن الشباب أوقفوا تمويل المؤتمر الخاص من قبل الاتحاد الأوروبي.
مسرحية هزيلة
هشام هادي - رئيس اللجنة الإعلامية للمجلس الثوري في إب - وصف المؤتمر بالورشة العامة لشباب المشترك، هذا هو التوصيف الحقيقي، وهي ورشات لا تختلف كثيرًا عما تقوم به منظمات المجتمع المدني، وهنا يصدق المثل القائل: "تمخض عن الجمل فأرًا"، وهي نتيجة طبيعة لآليات المشترك المعتمدة في احتواء المشاريع الشبابية، ومن أهمها المؤتمر العام للشباب الذي تقدم بالمشروع العديد من الجهات الشبابية، غير أن حكومة المشترك اعتمدت الصيغة القريبة من المحاصصة والتقاسم التي تُفرق رؤى الشباب ولا تُوحد جهودهم، ولذلك تعثر مؤتمر الشباب كثيرًا، وما تشاهدونه اليوم هي مسرحية هزيلة، الغرض منها إخلاء العهدة المالية المقدرة بـ 200 مليون، كما أنها محاولة مسبقة لاحتواء إية ردة فعل شبابي حول مخرجات الحوار الوطني وبغطاء شبابي، وهذه الأوراق باتت مكشوفة بالنسبة لنا شباب الثورة، وهنا يجدر الإشارة إلى أن القيادات الشبابية المستقلة والمخضرمة قد قاطعت أعمال هذا المؤتمر في مختلف المحافظات، ففي إب مثلًا رفضت القيادات الشبابية، وعلى رأسها حسين شريف، احمد علي عبداللطيف، شهاب القحم، باسم باسلامة، حمدان الادريسي..
وأشار هادي إلى أن رفض الشباب المستقل والثائر المشاركة لأسباب وجيهة، أهمها إصرار المشترك على اعتماد مبدأ التقاسم والمحاصصة في تشكيل قوام المؤتمر ولجانه التحضيرية، وعدم تبني برنامج واضح، ومع ذلك فما زلنا متمسكين بموقفنا المبدئي من العملية برمتها إذ أن إشراك الشباب وتمكينهم في الحياة السياسية وصناعة المستقبل لن يأتي إلا بإرادات شبابية ترفض التعطيل، وأن تتحول إلى أدوات بيد المشترك، والتي أخفق فيها المشترك، وكانت الاتفاقات المسبقة على المحاصصة كنهج قائم سيد العملية، أضف إلى الرغبة في احتواء الشباب والتعامل معهم كأوصياء، قال هادي: إن مؤتمر الشباب هو تجميل صورة قيادة أحزاب المشترك عند شبابها ومحاولة استيعابهم وامتصاص نقمتهم من سوء إدارة الأحزاب لمرحلة التحضير للحوار الوطني، وأهمه: عدم تبنّي معايير لاختيار الممثلين، تحقق العدالة وتعتمد على الكفاءات.
إجهاض الحركة الشبابية
معظم شباب الثورة اعتبروا انعقاد "المؤتمر الوطني العام للشباب" أواخر الشهر - خلال الأيام القادمة - يعد إجهاضًا للحركة الشبابية؛ كون طريقة التحضير للمؤتمر كانت موجهة لصالح أحزاب معيّنة عمدت على مصادرة إرادة الشباب منذ انضمامها إلى الثورة الشبابية في مارس 2011م.
وها هي تستحوذ على نصيب الأسد من تمثيل المؤتمر العام للشباب لتمرر رؤاها وأهدافها باسم المؤتمر وتُشرعن تلك الرؤى باسم الشباب، وليس الرؤى الشبابية لكافة القضايا الوطنية والسياسية، وكل ما يتعلق بقضايا الثورة وقضايا الشباب العامة والخاصة.
ياسر الرعيني رئيس اللجنة التحضيرية أكد أن اللجنة حددت موعد انعقاد المؤتمر الوطني العام للشباب بتاريخ 28-29 من الشهر الجاري، بمشاركة ما يقارب خمسمائة شاب وشابة من مختلف محافظات الجمهورية.
مؤتمر لليسار
في أول ردة فعل أُعلن في العاصمة صنعاء عن قيام مؤتمر اليسار اليمني للعدالة الاجتماعية، وهو أول مؤتمر يساري في اليمن، وسوف يضم 150 شخصية يسارية من الأحزاب اليسارية التقليدية (الحزب الاشتراكي اليمني - الحزب الناصري - التجمع - البعث الاشتراكي)، ومن اليساريين غير المؤطرين بأحزاب من الأكاديميين والمثقفين والصحفيين والنقابات العمالية والمنظمات الجماهيرية والمرأة والمهمشين، من مختلف محافظات الجمهورية، وذلك يومي الأربعاء والخميس الموافق: 28 -29- اغسطس، وسوف يتضمن المؤتمر أوراق عمل وورشًا نوعية تهدف للخروج برؤية للعمل في المرحلة القادمة.
المؤتمر الذي أعلنت عنه القيادية في الثورة الشبابية بشرى المقطري وعدد من القيادات يتزامن انعقاده في نفس تاريخ انعقاد المؤتمر العام للشباب الذي يصفه شباب اليسار بمؤتمر الإصلاح.

 





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign