الزبيدي يهدد بطرد العليمي من عدن        صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية     
    تحقيقات. /
الصلاة المختلف عليها
صراع بين المصلين والحوثيين في جامع التيسير في أوائل شهر الصيام

17/07/2013 20:00:04


 
تقرير / امجد خشافة

خفضت نسبة توتر العلاقة بين جماعة الحوثي ومناوئهم خلال الفترة القريبة السابقة لاسيما بعد أحداث الأمن القومي الأخيرة، ومع قدوم شهر رمضان ينتقل الصراع السياسي إلى داخل المساجد بأمانة العاصمة صنعاء ومدينة صعدة والمناطق التي يتواجد فيها حراك بين السنة والحوثيين.
وفي بداية شهر رمضان نشب خلاف في مناطق متفرقة بين مواطنين سنّة وحوثيين حول إقامة صلاة التراويح في المساجد فقد لقي شاب يوم الخميس ثاني أيام رمضان في منطقة نقم مصرعه (16 سنة) في اشتباكات وقعت بعد صلاة عشاء الخميس، داخل مسجد الريان الواقع في منطقة "نقم" شرق العاصمة صنعاء بعد محاولة أعضاء من جماعة الحوثي إغلاق المسجد بالقوة.
وتشهد كل سنة في مناطق متفرقة حالة توتر في المساجد التي يشترك فيه المصلين من جماعة الحوثي ومخالفيهم في الفكر، ويأتي سبب الخلاف نتيجة لعدم صحة صلاة التراويح في المذهب الزيدي والمذهب "الجارودي" الذي يمثله جماعة الحوثي ويعد المذهب الجراودي أحد المذاهب التي تفرعت من الزيدية.
وفي يوم الجمعة شهدت أمانة العاصمة صنعاء اشتباكات في شارع الزراعة بين مصلين وعناصر من جماعة الحوثي بسبب إقامة صلات التراويح.
الاشتباكات حدثت في مسجد التيسير، وهو مسجد يشترك فيه مصلون، وأشخاص ممن يتبعون جماعة الحوثي، وتم توظيف القضية بشكل كيدي من قبل الطرفين عبر وسائل الإعلام.
حيث نقل موقع "الصحوة نت" التابع لحزب الإصلاح عن إصابة خمسة أشخاص بينهم رجل أمن بطلق ناري في اشتباكات استخدمت فيها الأسلحة البيضاء والنارية - مساء الجمعة - بين مصلين ومسلحين حوثيين على خلفية محاولة أعضاء جماعة الحوثي إيقاف صلاة التراويح وطرد المصلين بالقوة من مسجد التيسير، الواقع خلف "سيتي مارت" بدعوى انه يتبعهم ولن يسمحوا بالسيطرة فيه.

ونقل الموقع أن أحدا أطلق قنبلة بين في صرح المسجد، ولكن دون أن يذكر الموقع من هو الشخص وما هي خلفيته، فيما نقلت صحيفة "الهوية"، وهي صحيفة تابعة للحوثيين أن خمسة جرحى سقطوا إثر حمله شنها مسلحون على جامع التيسير.
وقالت الصحيفة: إن المسلحين من جامعة الإيمان "مدعومون بغطاء أمني رسمي من قوات الأمن العام والأمن المركزي وعناصر الفرقة الأولى مدرع، كان الاعتداء بقيادة طه الويس عضو المجلس المحلي بحي الزراعة ونجيب الانسي مسئول الامن بساحة التغيير التابع للإصلاح بداية الثورة ومحمد المطري مدير عام تحفيظ القرآن في وزارة الأوقاف".
المسجد المختلَف
حسب روايات، التي صدرت عن الحوثيين، عبر وسائل الإعلام التابعة لهم فإن مسجد التيسير تابع للزيدية والإمام والخطيب هم زيدية، فحسب صحيفة الهوية: "إن الجامع يقام فيه يوميا درس في القرآن لمواطنين من سكان الحارة محسوبين على الحوثيين بعد صلاة العشاء في فناء المسجد (الصرح) وفي المقابل يقوم البعض من المواطنين بأداء صلاة التراويح داخل المسجد بعد أن اتفقوا وبعد خلاف قبل يومين على الالتزام بأداء الصلاة بدون مكبرات الصوت نزولا عند أوامر وزارة الأوقاف واعتبارا لمن يتدارسون القرآن في فناء المسجد".
وفيما يعتبر الحوثيون أن المسجد تابع لهم غير أن أمام المسجد والقائم عليه كما هو المعروف هو من حزب الإصلاح، وتقام في المسجد بشكل منتظم سنويًّا صلاة التروايح، وتحدث أحد المصلين في المسجد لـ"الوسط" أن المسجد تابع للإصلاح، وقد حاول الحوثيون أن يمنعوا إقامة صلاة التراويح فيه هذه السنة.
الموقف من الحادثة
على الرغم أن جميع الأطراف المتهمة وراء حادث مسجد التيسير وهي الإصلاح والسلفيون والحوثيون، إلا أنه لم تصدر بيانات رسمية من قبلهم تدين أو تتهم بشكل رسمي أي طرف، في حين هاجمت وسائل الإعلام التابعة للإصلاح جماعة الحوثي، وقالت: إن جماعة الحوثي هي المتسببة وراء الحادث كون عناصر من الحوثيين حاولوا منع المصلين من أداء صلاة التراويح التي تقام سنويا وبشكل منتظم.
وبنفس الموقف لم يصدر عن الحوثيين أي بيان رسمي تتهم فيه أي طرف، غير أن الحوثيين اكتفوا - حسب صحيفة "الهوية" المقربة من الحوثيين - قالت: "إن قيادات في مكتب "أنصارالله" بصنعاء تواصلوا مع رئيس الجمهورية ووزير الدفاع وعدد من المسئولين من بينهم اللجنة العسكرية دون أن يلقوا تجاوباً أو رداً يفسر ما حدث من عدوان على المسجد أو يضع حداً له".
وفي يوم الأحد الماضي اجتمعت قيادات من حزب الإصلاح وممثلون من جماعة الحوثي في منزل الشيخ صادق الأحمر لفض النزاع الدائر حول مسجد التيسير وحل مشكلة الأزمة، ودعا بعض الأطراف المجتمعة قيادات من حزب الرشاد (ممثلون عن السلفيين)، إلا أن الأخير رفض الحضور إلى منزل الأحمر كون ما حدث في مسجد التيسير ليس للرشاد أية علاقة بالحادثة.
وأقرت الأطراف - حزب الإصلاح وممثلون عن جماعة الحوثي - إنهاء الصراع الدائر في حي الزراعة بمسجد التيسير، وبقاء المسجد بيد الأوقاف الذي تسلمه بعد الحادث مباشرة بتدخل من الأمن.
حسن زيد يقول: إن المتسبب وراء حادث جامع التيسير هم أطراف من خارج المسجد ليس لهم علاقة بالسلفيين والإصلاح.
ونشر على صحفته - يوم الأحد الماضي - قوله: "سمعت من بعض الإخوة في الاصلاح نفي علاقتهم بما حدث، ويشيرون إلى أن بعض السلفيين حضروا للمسجد.
ونقل حسن زيد عن صالح هبرة مدير المكتب السياسي لجماعة الحوثي قوله: "كما أبلغني الأخ صالح هبرة أن السلفيين ينفون علاقتهم بما حدث"، ويضيف زيد: "الجميع متصادق على أن الهجوم تم من عناصر من خارج المسجد ولم تكن التراويح قد منعت، بل كانت تقام وتحديدا حدث الهجوم ومن يصلون التراويح يصلون الوتر".
وعلى خلفية وفات الشاب عصام الشتيري - يوم الأحد الماضي - بعد تأثره بجروحه، والذي كان أحد ضحايا الاشتباكات في مسجد التيسير.. يقول رئيس دائرة الإعلام في حزب الرشاد بسام الشجاع: "إن هذا التصعيد الذي تشهده بعض المدن اليمنية بين المصلين وعناصر من جماعة الحوثي بسبب النزاع حول صلاة التراويح هو تصعيد خطير لم نكن نشهده خلال العقود الماضية من تأريخ اليمن، ولم تكن المذهبية هي السبب في الوصول للقتل في قضية صلاة التراويح بين الزيدية والسنة، وهو ما يؤكد تطرف جماعة الحوثي في فرض مذهبها "الجارودي" على الآخرين كما حصل في مسجد التيسير من منع المصلين إقامة صلات التراويح".
وما يمكن تفادي هذا الخلاف حسب ما قاله الشجاع: "هو عدم فرض رأي أو مذهب أية جماعة على الجماعة الأخرى، وعلى جماعة الحوثي عدم ممارسة قمع المصلين سواء في مدينة صعدة أو غيرها من إقامة صلات التراويح، وهي سنة عمرية سنها عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، حتى تكون جماعة يتقبلها المجتمع كبقية الجماعات، وإلا فإن ممارستها السلبية في منع المصلين لإقامة صلاة التراويح سيعكس حالة عنف مضاد كما حدث في مسجد التيسير".

استحداث صراع
مدينة صعدة ليست في منأى عن الأحداث الحاصلة في العاصمة صنعاء من توتر العلاقة بين المواطنين والحوثيين، ففي الأسبوع الماضي قال السلفيون - في مركز دماج التابع لجماعة السلفيين: إن الحوثيين أقاموا استحداثات عسكرية في المناطق المطلة على المركز، والتي كانت وساطة حسين الأحمر قد قضت بانسحاب أي تمترس فيها، وفي البيان الصادر عن المركز قال السلفيون: إن الحوثيين قاموا بخرق الصلح المبرم من قبل لجنة الوساطة، وسعيهم في نقضه بعديد من الأمور -حسب قولهم - منها: زرع ألغام في بعض جبال دماج التي قضت لجنة الوساطة برئاسة الشيخ حسين الأحمر بخروجهم منها، واستمرارهم في التمترس والزحف إلى جهة دماج، وكان - مؤخرًا - رجوعهم إلى نقطة الخانق التي كان فيها الحصار السابق، وإخراج لجنة الوساطة منها وإعادة المتاريس، وتفتيش الداخلين والخارجين من وإلى صعدة، وهذا شروع في الحصار على دماج مرة ثانية، مع محاولة رئيس لجنة المراقبة الشيخ شطاب الغولي بإقناعهم بتخليه النقطة وتهدئة".
غير أن لجنة الوساطة حين التقت بالطرفين برئاسة الشيخ الغولي لم تصل إلى شيء من شأنه إيقاف التوتر، وأن الحوثيين لا يزالون - حسب ما قالت مصادر محلية - تحشد مسلحيهم، وبناء المتاريس في الجبال المطلة على دماج ومواصلة تلغيم تلك الجبال والطرقات المطلة والمؤدية إلى دماج، في إشارة واضحة لرفضهم إيقاف التوتر واستئناف الهدنة التي خرقوها.
في المقابل يتحدث الحوثيون عن عدم وجود أي توتر حاصل في منطقة دماج، ونفى مكتب زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي ما تناقلته المواقع الإخبارية عن حدوث توتر في منطقة دماج بمحافظة صعدة من شأنه عودة المواجهات المسلحة بين جماعة الحوثيين، والسلفيين في المنطقة.
ونقلت وكالة "خبر" عن مصدر حوثي قوله: "إن ما حدث خلال الأيام الماضية هو قيام مسلحين مجهولين بالاعتداء وإطلاق النار على نقطة تابعة لأنصار الله في المنطقة بهدف إثارة الفتنة مجدداً، مشيراً إلى انه تم محاصرة أولئك المسلحين في المنطقة".
وأضاف: "لا توجد أي توترات او احتشاد للمسلحين في المنطقة كما تناقلته تلك المواقع"، وطالب المصدر الصحفيين بتحري المصداقية في النقل والنشر تجنباً للزوبعات التي من شأنها تأجيج الفتن، حد تعبيره.

انتقال الصراع للحوار الوطني
في الحوار الوطني كان ولا يزال هو محط الصراع السياسي والفكري بين المكونات السياسية المختلفة الذي جمع بين نقيض من التوجهات ولم يقتصر الأمر عند الصراع السياسي، بل بدخول تيارات ذات خلفية دينية أضافت حراكا فكريا فيما بينها، ففي مطلع الأسبوع الجاري حدث خلاف في من يؤم المصلين لصلاة الظهر في مؤتمر الحوار، وذلك بين عضو الحوار محمد عيظة شبيبة ممثل حزب الرشاد عضو الحوار، عبدالكريم جدبان ممثل عن الحوثيين.
حيث توجه بعض الأعضاء لأداء صلاة الظهر وتقدم محمد عيظة شبيبة للأذان للصلاة، وبعد أن أتم الأذان تقدم بالناس للإمامة، غير أن عبد الكريم جدبان سارع إلى الصف الأول وبدأ الصلاة بالتكبير.
وفي هذا الفعل أظهر المصلون من أعضاء الحوار استياءهم من هذا التصرف الذي قام به جدبان، وقد أحال عبدالله صعتر - ممثل عن حزب الإصلاح - في إنهاء الخلاف، والذي عمد على التكبير بعد جدبان وأتم الصلاة بعده.
المصلون بعد أن أتموا الصلاة عبروا عن استيائهم للقطيعة التي تظهرها جماعة الحوثي لمن يخالفهم في المذهب والفكر، وهو ما جسده عبد الكريم جدبان، والذي يجب عليه كمثقف أن ينأى بنفسه عن التعصب التي تصل إلى حد عم الصلاة وراء من يخالفهم في المذهب، فيما قال أحد أعضاء مؤتمر الحوار من الحراك الجنوبي: "لم نعرف مثل هذه الأعمال فالرب والدين والإسلام واحد، لماذا هذا الصراع، ألا يكفي ما يحدث خارج الحوار من قتال جهوي"، فيما أوضح جدبان بأن الصلاة خلف شبيبة لا تجوز كونه يُكفر الآخرين، غير أن السلفيين، وعبر ممثلهم محمد شبيبة ينفي ما يزعمه جدبان بأنهم يفكرون الآخرين بمن يخالف في المذهب.

 





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign