ما زال الخلاف حول مستحقات المخيمات التي أقامها المؤتمر الشعبي بموازاة ساحة الحرية أثناء الأزمة تتفاقم مهددةً بفضح المستور.. وعلمت "الوسط" من مصادر موثوقة أن مكتب إدارة الرقابة والتفتيش شهد شجارًا بين فئتين من مخيم التحرير - الأحد الماضي - حول المبالغ المصروفة، وتطور إلى اشتباك بالأيدي بسبب ضعف وقلة حيلة رئيس الرقابة نجيب العجي الذي لم تقم إدارته بالتحقيق فيما أُحيل إليها من قضايا من رئيس المؤتمر..

وتفيد ذات المصادر أن أمين راجح، وهو المسؤول عن المخيم، يتهم عارف الزوكا - الأمين العام المساعد - بعدم صرف المستحقات كاملة للمعتصمين، ويُطالب بصرف أربعين مليون ريال في ظل معلومات لم تتأكد منها "الوسط" أن ما تم صرفه في مخيم التحرير حتى فك المخيم 17 مليار ريال، الجزء الأكبر منه من وزارة الدفاع والمؤسسة الاقتصادية اليمنية، حيث منح الزوكا حق التوجيه بالصرف من وزارة الدفاع مباشرة..

وعلى ذات السياق ما زالت قضية مجاهد اليتيم المكلف بمخيم عصر، والذي وجّه رئيس المؤتمر الرقابة بالتحقيق قبل أسبوعين دون حلٍّ بسبب خوف رئيس الرقابة عن فتح تحقيق فيها بسبب رفض الزوكا الحضور للتحقيق في هذه القضية، رغم خطورتها - بحسب الشكوى - التي تقدم بها اليتيم ضد ما قال: إنه حيف عارف الزوكا وقهره، الذي قال: إنه عمل معه طوال عامين آناء الليل وأطراف النهار دون مقابل حبًّا للزعيم وإخلاصًا للتنظيم..

وفي الشكوى كشف اليتيم أن الزوكا كلفه بالإضافة إلى مائتين من الشباب بما قال إنها مهمة صعبة وخطرة في الستين بداية العام 2012، إلا أنه لم يوضح نوع المهمة.

وزاد أنه تم إقرار الفي ريال لكل شاب في اليوم الواحد مقابل (الوجبات الثلاث والقات والماء)، بينما لم يتم صرف أي مستحقات طوال 21 يومًا، وهو ما دفعه لاقتراض المبلغ وصرفه للشباب بعد أن التزم الزوكا بالصرف..

وأوضح: إلا أنه، وبعد عام من المتابعة والوعود، لم يفِ الزوكا بما التزم به، وهو ما عرضه للسجن في أقسام الشرطة بسبب توقيعه على شيك بدون رصيد لشخص اقترض من المبلغ كضمان لـ عارف وتم رفع القضية إلى النيابة.

اليتيم قال: إنه حين أوضح للزوكا بأن وصوله إلى النيابة قد يؤدي إلى مخاطر كشف طبيعة المهمة، وأن الجميع سيتضرر منها، اعتبر الأمر بمثابة تهديد واتخذه ذريعة لعدم وفائه بالالتزام بدفع المبلغ.

وحدد كامل المبلغ المستحق الذي ما زال في ذمة الزوكا بـ6 ملايين و741 ألفًا، منها ما هو مقابل تكاليف الفِرق الفنية حين استقبال صادق أبو راس في المطار، وبقية تكاليف أوبريت الوفاء، بما في ذلك

4,400000 بقية المبلغ المستحق لمهمة الستين..

يشار إلى أن عارف الزوكا كان قد وجَّه رسالة إلى العميد أحمد علي عبدالله صالح أكد اقتراض اليتيم لمبلغ 8 ملايين و400 ألف ريال، ووصفه أنه من الكوادر الوطنية المخلصة، وطالبه بتنفيذ وعده بصرف المبلغ.

هذا ويعيش المؤتمر ارتباكًا في ما له علاقة بالقضايا المالية واستحقاقات موظفيه في مؤسسة "الميثاق"، بالإضافة إلى ضياع الملايين من الدولارات التي قدمها المؤتمر حين كان ما زال حاكمًا كشريك في استثمارات عدة بدون ضمانات، اعتمادا على كونه حاكمًا.

هذا ويُنتظر أن تنظر المحاكم بعدد من القضايا المرفوعة ضد المؤتمر، التي تُطالب بالحجز على ممتلكاته لتسديد استحقاقات الغير.