مخاوف سعودية من تحقيق صنعاء المزيد من المكاسب على الارض       واشنطن تجدد اعترافها ,, معركة البحر الأحمر ليس كالمتوقع        عمليات البحر الاحمر تتسبب بانخفاض واردات اسرائيل من السيارات        سفير سابق يسخر من فشل السعودية في جمع اعضاء الرئاسي     
    تحقيقات. /
الطفل أنس يكتب رسالة للرئيس هادي بالدموع مطالبًا بإعادة والده
"الوسط" تستطلع أوضاع أسر الضباط اليمنيين المعتقلين لدى جبهة النصرة بعد (7) أشهر من الأسر

23/04/2013 15:05:40


 
استطلاع / رشيد الحداد
شذى حسن الوهيب طفلة لم تبلغ من العمر السابعة، كان يفترض بها أن تلتحق بالصفوف الأولى في مدرسة القرية الابتدائية إلا أنها لم تحمل الدفاتر والورق لتبدأ كتابة "شخبط شخبيط"، بل وجدت نفسها مجبرة على حمل صورة والدها المعتقل لدى جبهة النصرة في سوريا منذ الرابع من سبتمبر الماضي..
حال شذى التي تفترش الأرض وتلتحف السماء بانتظار عودة والدها لم يكن اقل مأساة عن حالة الطفل انس المليكي الذي سابقت دموعه كلامه..
وكأنة يقول يا رئيس الجمهورية ألا ترحم دموعنا.. ألا ترفع عنا عذابات غياب والدنا.. نحن جيرانك يا رئيس.. اتقِ الله فين.. امسح عنا دموعنا.. التفت إلينا لفتة إنسانية، وأعد الينا ابتسامتنا المفقودة منذ سبتمبر الماضي.
"الوسط" اقتربت من معاناة أسر وأهالي الضباط اليمنيين المعتقلين لدى جبهة النصرة في سوريا، واستطلعت أحوالهم ونقلت معاناتهم.. إلى التفاصيل:
أانس - عمر- حذيفة.. ثلاثة أطفال يترقبون الليل والنهار، تمر عليهم الساعات أياما والأيام شهورا، ينتظرون عودة والدهم المقدم المعتقل محمد المليكي الذي خرج قبل عامين وتسعة أشهر قضى منها سبعة أشهر في سجن جبهة النصرة في سوريا مع زملائه الأربعة.
عندما س
عندما سألت حذيفة عن حالهم، قال: نعيش حالة قلق منذ أن علمنا باعتقال والدنا حتى اليوم ونحن بانتظار الفرج وتدخل الرئيس عبد ربه منصور هادي، يعيش حذيفة 13 عام وأخواه عمر وأنس في منزلهم المجاور لمنزل الرئيس هادي بأمتار، حاولت معرفة إن كان للجورة حق على الجار حتى وإن كان رئيساً للجمهورية، فقال: أدخلنا عدة أوراق إلى الرئيس وسبق ان كلف إحدى الشخصيات حسب علمنا بمتابعة والدنا وزملائه.
واختتم الحديث معنا قائلا: أملنا بالرئيس كبير ونحن على ثقة بأن والدنا ما زال موجودان وسيعود، ولكن نريد متابعة.
كان إلى جانب حذيفة شقيقه الذي يصغره سناً انس 9 سنوات، عندما بدأت الحديث معه نظر إلى صورة والده التي كان يحملها أمام منزل الرئيس هادي وأجهش بالبكاء فأبكى من حوله من الناس وأبكاني، كانت دموعه تنهمر بغزارة عندما يذكر والده، ولم يستطيع التوقف عن البكاء، عبر عن خوفه على والده، وكتب أكثر من رسالة للرئيس هادي ولرئيس الحكومة ولوزير الخارجية بتلك الدموع البريئ، مفاد تلك الرسالة: "اتقوا الله في أطفال الضباط المعتقلين ونسائهم وأمهاتهم، قوموا بواجبكم في الإفراج عن الضباط الدارسين المعتقلين رحمة بدموع انس الذي لم يعد يحلم بلعب الطفولة بل بعودة والده سالماً"
فالضباط المعتقلون لدى جبهة النصرة لم يذهبوا بحثاً عن الرزق لأطفالهم بل ذهبوا بحثاً عن العلم لوطنهم الذي بعثهم للدراسة في أكاديمية الأسد العسكرية بموجب اتفاقية ثنائية بين اليمن وسوريا، وذهبوا من اجل اليمن كلها وليس من اجل أبنائهم الذين حرموا من البقاء معهم لأكثر من عامين، وهاهي الدولة تترك أولئك الأطفال يدفعون الثمن.
الوفاق خيبت آمالنا
"الوسط"، التي تبنت قضية الضباط الدارسين منذ الوهلة الأولى لاعتقالهم، التقت عددا من أقارب المعتقلين ايضاً، حيث التقت أنور الوهيب شقيق المعتقل حسن الوهيب والذي أفاد لـ"الوسط" بأن أسر الضباط المعتقلين في سوريا لم يلقوا أي تجاوب منذ سبعة أشهر، ما عدا مدير كلية الطيران والدفاع الجوي الجديد وقائد القوات الجوية ورئيس هيئة الأركان العامة، وحالنا لا يعلمه إلا الله ونأسف من تعامل الحكومة مع القضية بهذا البرود فالناس يموتون ببطء بسبب اعتقال أبنائهم والحكومة لم تشعرنا خلال الفترة الماضية بوقوفها إلى جانبنا..
الحكومة تجاهلت
من جانبه حسين سلامة شقيق المقدم حسن سلامة - أحد المعتقلين الخمسة - قال: إن التجاوب الحكومي مع اسر وأهالي الضباط المعتقلين كان في بداية الأمر بعد نشر شريط الفيديو وعقب تنظيم اسر المعتقلين الوقفة الأولى في أكتوبر الماضي، ولكن مع مرور الوقت بدأت الحكومة تتعامل باللا مبالاة، وشعرنا بأن الجهات الحكومية بدأت تتنصل بالقيام بواجبها بل شعرنا بأن هناك محاولات لتضييع القضية من خلال صعوبة المتابعة لدى وزارة الدفاع والخارجية، وأكد ان اسر وأهالي المعتقلين سيواصلون رفع مطالبهم بقيام الدولة بواجبها حتى يتم الإفراج عنهم، كما سوف يصعدون من احتجاجاتهم بالطريقة السلمية والحضارية..
وفي الوقت الذي عبر عن استيائه من صمت الوفاق على الوفاق وعدم تحركها طالب الرئيس هادي بتوجيه الجهات الحكومية بسرعة بالقيام بواجبها ومتابعة الضباط والعمل على الإفراج عنهم بأسرع وقت ممكن.
نعول على الرئيس
خالد نزار بدوره قال: نحن ناشدنا رئيس الجمهورية بالتدخل العاجل لإطلاق سراح الضباط..
اما وزارتا الدفاع والخارجية فكان التفاعل ضعيفا جدا من قبلهم، وهؤلاء الضباط هم ضباط اليمن، وكان يفترض على الدولة ان تتعامل مع قضيتهم كقضية وطنية، وأن تولي جل اهتمامها للإفراج عنهم..
فالمعتقلون الخمسة دخلوا سوريا للدراسة قبل أحداث سوريا وأوراقهم موجودة..
ولكن لم تقوم الدولة بواجبها تجاه القضية، وعليها ان تتدخل لإنقاذ الضباط الخمسة الذين ذهبوا من اجل اليمن لتلقي العلم، وكانوا في طريق عودتهم إلى اليمن لخدمة هذا الوطن.
وتابع قائلا: لا نعرف لماذا لم تتدخل الجهات الحكومية مع الحكومة السورية، وكذلك المعارضة مع الجيش الحر وجبهة النصرة ورغم نوم الحكومة وتنصلها عن واجبها إلا أننا نعلق عليها الآمال في القيام بواجبها في إطلاق سراح إخواننا وإعادتهم الى وطنهم الأم سالمين.
حالنا يُرثى له
احمد المليكي شقيق المهندس محمد المليكي المعتقل لدى جبهة النصرة قال نناشد الرئيس هادي بالتدخل العاجل بصورة مباشرة للإفراج عن المعتقلين، وأضاف: سبعة أشهر ونحن بانتظار الفرج وحالتنا النفسية تستاء من حين لآخر،ـ. وأشار إلى أن التحركات التي تمت خلال الفترة الماضية كانت تحركات فردية ومن قبل منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام ولم تكن هناك تحركات حكومية جادة.. وعبر عن أمله من قيام الوفاق بواجبها تجاه المعتقلين وأسرهم.
أوضاع نفسية
طالت فترة الاعتقال ولم يعد المعتقلون اليمنيون في سوريا ولكن ما يعانيه أهالي المعتقلين الخمسة ليس اقل من معاناة الضباط المعتقلين، فالأوضاع الإنسانية لأسر وأطفال المعتقلين متردية نفسياً، فالقلق خيم على حياتهم ليلاً ونهاراً، سيما بعد فشل كل وساطة يقوم بها وسطاء غير رسميين لدوافع إنسانية ووطنية بذل الكثير منهم جهودا مضنية في سبيل الإفراج عن الضباط الخمسة ابتداء من أكتوبر الماضي حتى الآن.
مجرد تساؤل
تقول زوجة احدى الضباط المعتقلين إذا كانت الحكومة اليمنية لديها علاقات واسعة مع تركيا فلماذا لا تتوسط أو تطلب من تركيا التدخل الفوري لإطلاق سراح المعتقلين كون تركيا المفتاح الأساس للحل وسبق لها أن أفرجت عن العشرات من المعتقلين.
هذا إن كانت الحكومة اليمنية لا تريد بحث القضية مع أي فصيل مسلح في سوريا، وشككت بدور الحكومة في جديتها في الإفراج عنهم منذ سبتمبر الماضي.
ترقب وخوف
يترقب الأهالي يوميا ما يحدث في سوريا من دمار عبر شاشات التلفزة ومواقع الانترنت، وكلما اشتد القتال في مدينة حلب وريفها تضاعفت المخاوف، فالأهالي يتمنون توقف القتال في سوريا؛ لكي يتسنى لهم معرفة مصير أبنائهم الذين يقولون إنهم ما زالوا أحياء وما يزيدهم ألماً أنهم لم يستطيعوا إنقاذهم من الأسر.
تجاهل حكومي
غضب عارم من تجاهل حكومة الوفاق الوطني التي لم تحرك ساكنا تجاه المعتقلين الخمسة
منذ سبتمبر الماضي وحتى اليوم، فالتجاهل الحكومي أصاب الأهالي باليأس ودفعهم إلى تحمل عناء المتابعة أكان في اليمن لدى بعض الوسطاء والجهات الحكومية أو لدى بعض الوسطاء من شخصيات دينية ومنظمات مجتمع مدني، وعلى الرغم من سفر بعض الأهالي المقتدرين إلى تركيا قبل ثلاثة أشهر إلا أنهم عادوا دون نتيجة ولم يستطيعوا الإفراج عن أبنائهم الذين لا يزالون في قبضة جبهة النصرة.
أهالي الضباط المعتقلين حملوا الحكومة اليمنية مسئولية ما يعانيه أبناؤهم في الأسر، ومسئولية معاناتهم في اليمن، معتبرين الصمت الحكومي حول قضية الاعتقال تواطؤا غير مبرر بأي حال من الأحوال.. مؤكدين أن دولا أجنبية وعربية نجحت في الإفراج عن العشرات من المعتقلين من أبنائها ومن تلك الدول فرنسا وبلجيكا ولبنان وإيران بطريقة مباشرة أو مباشرة، بخلاف معتقلي اليمن الذين ألقي القبض عليهم أثناء مرورهم في الطريق العام براً ولم يكونوا أسرى حرب بل كانت مهمتهم الرئيسة الدراسة والعودة لخدمة بلدهم.
وعود لم تنفذ
وزارة الدفاع سارعت بنفي ما جاء في شريط الفيديو الذي بثته جبهة النصرة وتضمن اعترافات قسرية للضباط الخمسة المختطفين، حيث أكد مصدر مسئول في وزارة الدفاع اليمنية ان الضباط اليمنيين مبتعثون بشكل رسمي منذ سنتين للدراسة في أكاديمية الأسد للدراسات العسكرية في حلب, وليس كما زعمت جبهة النصرة بأنهم أرسلوا لدعم نظام الأسد. ونشرت وثائق تؤكد ان تخصصات الطلاب المبتعثين وهم محمد عبده حزام المليكي تخصص كهرباء قوى وآلات، وحسين احمد سلامة تخصص كهرباء قوى وآلات، وهاني صالح نزار تخصص كهرباء حاسبات وتحكم، حسن محمد الوهيب تخصص هندسة الكترونية واتصالات، احمد علي ردمان تخصص كهرباء وجميع تلك التخصصات مدنية..
ونفى المصدر العسكري في أكتوبر الماضي نفيا قطعيا أي ارتباطات أو مشاركة للضباط اليمنيين في الأحداث التي تشهدها سوريا، وأوضح المصدر أن الضباط اليمنيين كانوا في طريق عودتهم إلى اليمن بعد أن أكملوا دراستهم للحصول على شهادة الماجستير في أكاديمية الأسد. وأنه تم اختطافهم مطلع سبتمبر الماضي في منطقة أدلب بين دمشق وحلب وهم في طريقهم إلى دمشق للعودة منها جوا إلى اليمن بعد أن كان قد تم قطع تذاكر العودة لهم.
مشيرا إلى أن فريق الضباط اليمنيين سلكوا طريق البر من حلب بعد تعذر نقلهم جوا لتوقف حركة الطيران في مطار حلب بسبب استهداف الطائرات..
وعلى الرغم من تأكيد وزارة الدفاع حينذاك أنها بالتعاون مع وزارة الخارجية تبذلان جهودا واتصالات مكثفة لتأمين سلامة الضباط اليمنيين والإفراج عنهم في أسرع وقت ممكن.
إلا أن ذلك الاهتمام انحسر خلال الأشهر الماضية فوزارة الخارجية لم تتدخل ولم تبلغ من أية جهة كانت بالقيام بأي دور وفق المصادر المؤكدة.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign