صنعاء تشن عمليات هجومية ضد سقناً امريكية واسرائيلية في خليح عدن والمحيط الهندي        صنعاء تنهي الجدل الدائر حول شحنات المبيدات الزراعية        واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة للكيان        المدمرة الالمانية الحريية " هيسن "تغادرالبحر الأحمر بعد تعرضها لاكثر من هجوم      
    مقابلات /
اللواء الركن يحيى مصلح مهدي في حوار خاص لــ" الوسط " علي سالم البيض آذوه في الشمال وانا شعرت بالظلم يوم كنت في الحكم وعشت مهاناً..

06/03/2013 17:45:22


 
حاورة / امجد خشافة
من الإمامة الى الرئاسة، عاشر أكثر من حكموا اليمن، وعاصر المشهد السياسي عن كثب، لم يكن بالمتملق في بلاط الحاكم ولم يكن شريكا قيد أنملة مع الفساد، هكذا حكت مذكراته التي قرأتها في الكتاب المكون من (400) صفحة، لم يعرف فقط بأول رجل دخل الكلية الحربية في1989م، بل عرفته "الوسط" خلال المقابلة بالرجل التعايشي في ظرف استحكمت عليه المذهبية الآخذة للنزاع والاقتتال، فأشار في معرض حديثه إلى أنه تعايش مع زوجته الزيدية وهو الشافعي، وتعايش مع جيرانه كذلك، دون تبرم منهم.. في هذا الحوار يتكلم اللواء الركن يحيى مصلح، السياسي الدبلوماسي عن تسلسل المشهد السياسي اليمني، وكيف جانب الحكام الصواب حتى وصل الأمر إلى حالة الانسداد في الحلول، إلا أنه يرى بريق أمل مع الثورة الشبابية التي تعجب من الشعب اليمني الذي خرج عن طور السكوت عن الحق، فشعر مصلح أنه لم يعد لوحده من يتمعر وجهة ضد الباطل فقط بل أصبح أغلب الشعب يثورون في الساحات كما كان منافحاً هو عن الحق في البرلمان في ثمانينيات القرن الماضي..
فإلى تفاصيل الحوار:
حاوره/ أمجد خشافة
* كشخصية عاصرت عدة رؤساء حكموا اليمن.. هل وُجد استقرار سياسي في أحد هؤلاء الحكام ؟
- أولا أهلا بك وصحيفة "الوسط"، وأنا من القراء لصحيفة "الوسط"..، أما سؤالك، الاستقرار سواء أكان في فترة الإمام أو في فترة الجمهورية، في عهد الإمام يحيى دخل اليمن في حروب كبيرة مع الأتراك وعندما سُلِّم الحكم للإمام أحمد استقرت الأوضاع، لأنه كان هناك إيمان بأن الحكم لهم بما أنه ابن رسول الله كما يقولون، وأنه كان مرسلاً من الله لحكم الدولة، وقد كان الثأر في هذه الفترة قليل والحديث عن هذه الحقبة طويلة، أما في فترة السلال فقد فتح أمامه أربعين جبهة ولولا الدعم من عبدالناصر والشعب المصري لانتهت الجمهورية خلال شهرين على الأكثر..
على العموم من حكم بعد الثورة -أصلاً- هم من كانوا موظفين في عهد الإمام حكاماَ وعمالاَ..، وكذلك بعض المشائخ وقد جاءوا في أسلوب آخر بأسلوب قاض، لاسيما بعد المصالحة الوطنية فتم توظيف في بعض المناطق التي فيها رعية ومارسوا أساليب لم يكن المواطنون متعودين عليها، أيضا في مناطق الرعية لا يوجد عصبية الى فترة الرئيس إبراهيم الحمدي كما عرفت..، فكان أي واحد يعمل مشاكل لا يمكن أن يستقبلوه كمؤاخٍ، لأن المؤاخي لا يوجد عليه دم، وليس متمرداً أو مسائل أخلاقية...، فشيخ القبيلة كما هي العادة يتصل بالقبيلة التابعة له.
الوضع كان في عهد الحمدي لا يوجد فيه مشاكل كثيرة، فمثلا في ذمار كان في منطقة "حور" كان فيها 25 قتيلاً، لكن من كان يثير القتال هم من في الدولة، فمنهم مشايخ ومنهم مسؤولين في الدولة.. لن أقول لك من هم، لكن هذه القضية تم حلها، فقد أخذت الطرفين وأوقفت بعض الرهائن وجئنا بأحمد الذهب، وأخذت منهم 35 بندقاً من الطرفين، وكما قال الشيخ علي بن علي في هذه المنطقة: جلسنا بعدك 5 سنوات -أي بعد أن تركت المحافظة في المرة الأولى- فقد بلغ القتلى بعدها من الثأرات في عهد الرئيس السابق علي صالح خمسة وخمسين قتيلاً..، وهذا بسبب ضعف الدولة، وقد حللت المشاكل، لكن بعدها، ولله الحمد.
* بمعنى أنه يمكن القول أن المشهد السياسي اليمني كان مضطرباً؟
- لا تقل لي اليمن كلها حدد مناطق بعينها.
* أنا أتكلم معك بشكل عام؟
- مناطق اليمن لا يوجد لديهم نزعة للقتال، كان هناك مشاكل على مستوى الأرض.. فمثلا محافظة إب تختلف مشاكلها و ريمة أيضاَ لأن مشاكلها محدودة.
* بشكل عام.. المشاكل ازدادت قبل الوحدة أم بعدها؟
- قبل الوحدة وبعدها، فقبلها هناك في المناطق الجنوبية كانت هادئة بسبب وجود الاستعمار، بعد الوحدة بدأت الفتن فيما بينهم قبل أن يكون الاستقلال والانجليز ضم للجبهة القومية والوحدات المسلحة، لأنه يعرف أن فيها استتباباً لعبدالناصر، وأنهم سيصبحون اشتراكيين وليست جبهة قومية فاتفقوا ومسكوا اخوانهم التحرريين وبدءوا يُصفُّونهم، وبدأت التصفية فيما بينهم، فقد صفى قحطان الشعبي من صفّى ثم تم تصفية قحطان وجماعاته، وبعد ذلك سالم ربيع وجماعته إلى أيام علي ناصر محمد، لأنهم بدلاً من أن يبنوا دولة مؤسسية، بنوها على أساس عشائر، والآن إذا لم يبقوا في رحمة الوحدة مهما كانت المساوئ سواء في عهد علي عبدالله صالح أو من قبلهم، لن تستقر الجنوب ولن يستقر الجنوبيون أنفسهم، ولن يسلم الشمال أيضا.
* إذن تعتقد أن المشكلة الرئيسة في اليمن هي سياسية وليست اجتماعية؟
- فترة الرئيس علي عبدالله صالح كان الحكم هو الذي يغرس المشاكل وكل واحد منهم يأخذ بطرف.
* هل كان هذا متعمداً؟
- معظم المشاكل كان هنالك من الموظفين لدى الدولة رغبة في إثارتها، ولكن لا أستطيع أن أقول إن ما قبل حكم الرئيس السابق علي عبدالله كانوا يثيرون الاقتتال فيما بين المواطنين، لأن من كان يحكم هم عبدالرحمن الارياني والأستاذ احمد نعمان، وهؤلاء فقهاء أجلاء، لكن جاءت الجبهة التي ظهرت من تهامة الى ريمة ثم الى عتمة، وهذه تفاصيلها كثيرة، إلا أن استفحال الفتن في اليمن خلقتها الثلاثة والثلاثون سنة الماضية ، وقد انتفض الشعب اليمني من حرض الى ميدي ضد هذه الفتن وهذا الوضع البائس.
* كيف تقيّم عمل القبيلة.. هل شاركت في لمّ السياج الاجتماعي أم في في تشظية؟
- حينما يكون هناك ضعف في الدولة لا مجال للإنسان في حل قضاياه إلا في قبيلته، تقدر تقول خلط بين ذلك، فبعضهم يخلق المشاكل والبعض يتصدر لحل هذه المشاكل ويصلح بين الناس، وأستطيع القول: إن الشيخ القبلي عبارة عن أب في المنطقة، يستقبل الضيف ويستقبل المشاكل ويحلها، أريد أن تذهبوا من أذهانكم أن المشايخ كلهم سيئون.. النبي -صلى الله عليه وسلم- أرسل ثلاثة وثلاثين رسالة، كما أوضح القاضي محمد الأكوع في "رسائل السياسة في اليمن للرسول علية الصلاة والسلام" أرسل لكل وجيه في المنطقة رسائل بما فيها صنعاء التي كان فيها الإيرانيون التي كان يسمون بالأبناء فقد كان يقول "ذي يزن" إنهم أبناؤه، فسموا بالأبناء.
الشاهد من هذا أن المشائخ هم من قام عليهم الحكم، وقد كنت مثلا أنا من ضمن من بنى الحركة التعاونية في ريمة عن طريق المشايخ، وقد بنينا مدراس وعملنا الطرقات ومشاريع مياه.. الخ، فلا تجعلوا من المجتمع أعداء مع بعضه البعض، طيب ما هو عندكم الحزبية أسوأ، انظر الى اليمن بما فيه من تنازع وكذلك ما هو موجود في العراق، يؤيد الطائفية بشدة لأنه شيعي وسبق من قبل صدام حسين كان سنياً ولذلك خمد الشيعة، فأنا أريد أن تقرؤوا التأريخ لأن بعض المشاكل عندنا كانت مكائد من الحكام.
* تقول إن المشايخ كانوا هم من يساعد على حل المشاكل الاجتماعية.. لماذا تعامل الحمدي مع المشايخ بصدام مباشر؟
- لا لم يتعامل معهم في صدام، والدليل قصة محمد أحمد منصور في منطقة إب.
* طيب لماذا هاجر بعض المشايخ الى الخارج أثناء حكمه؟
- صحيح سنان أبو لحوم والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، لكن كان أبو لحوم طامح للسلطة، ولم يكن الشيخ عبدالله يريد السلطة.
* لماذا؟
- كان الشيخ عبدالله مقتنعاً بما كان عليه، كان يريد أن يكون في السلطة من الوسط لكن لم يكن عنده نزعة للسلطة، لأنه سئل عن السبب في ذلك وعدم رغبته في السلطة فقال: "إذا بقيت رئيساً فإن جميع المشايخ يريدون أن يكونوا رؤساء".
* بمعنى أن الحمدي لم يدخل في صراع مع المشايخ؟
- لا.. لم يدخل هم من بدأ في الصراع مع الحمدي لأنهم قد كانوا آخذين بوحدات مسلحة ما عد بقي الا الكرسي فقط، إضافة الى أنه أرسل الى المشايخ البقية معاشهم الى البيت.
* هل شاركت القبيلة في مقتل الحمدي؟
- لا أستطيع أن قول ذلك، إلا أن مقتل الحمدي كانت مؤامرة عربية دولية.
* قلت في مذكراتك إن مقتل الحمدي شاركت فيها دول عربية دولية وهي أمريكا والعراق والسعودية.. كيف تمت هذه المشاركة؟
- أنا لا أستطيع أن أتكلم لأنني قد تكلمت فيه مسبقاَ، ورد عليّ قاسم سلام أربع مرات في الصحف، لكن قاسم سلام قال إن من قتل الحمدي هو الملحق السعودي، هو الذي كان يسعى لتصفية الحمدي، وقد قلت للحمدي أنا مباشرة، قلت له يا إبراهيم: الملحق السعودي يجب أن يرحل، وأحمد الغشمي يجب أن يحذر، ويجب أن تمسك رئاسة الأركان شهراً، واعمل تنقلات بين الضباط الليلة، وانتهى الموضوع دون أن يصنع شيئاً، وقال كل شيء في أوانه.
* طيب ماذا كان مغزى الدول في قتله.. هل دخل معهم في صراع؟
- طبعا هو بدأ يحكي كل شيء سيفعله مثلما أنت الآن تريد أن تأخذ كل شيء، وقد كان يعتقد أنه مرتكز على قوى، وهي لها ارتباطات مع آخرين، فبدءوا يتنكرون له، والامريكان كانوا يتحركون سياسياً ولهم مصالح في قتله.
* يعني كان قرار مقتل الحمدي قراراً خارجياً وليس داخلياً؟
- نعم.. كان في الداخل فهم منفذون ومازالوا منفذين الى اليوم.
* أحد اليمنيين السياسيين المقيمين في لندن كتب أن الذين شاركوا في قتل الحمدي ضابط - إشارة لعلي عبدالله صالح- فيما بعد الثورة عرف أنه يقصد به هو علي عبدالله صالح ما صحة هذه المعلومة؟
- أنا لا أستطيع أن اسمي شخصاً بعينه ولا حتى أولياء الدم قد قالوا هذا الكلام، والذي قتل ليس واحداً فقط، هناك كثير.
* تستطيع أن تقول من هم؟
- لا.. لا أستطيع أن أقول ذلك.
* أنت كمحافظ لمدينة إب وذمار وصعدة وصنعاء في فترات سابقة.. هل التمست اختلافاً في السياج الاجتماعي اليمني؟
- أصلاً كل عنصر قبلي له طبيعته في التعامل، أنا حين نزلت إلى محافظة ذمار في عهد الحمدي نزلت ومعي نظارة سوداء عن المحافظة فوجدت أن الأمر غير ما كنت أتوقع.. الناس وجدتهم كرماء.
والضعف الإدراي كان موجوداً، والمحافظة كانت قوة شعبية وليست محافظة، وقد تعاملنا معهم بيسر تماما، في عهد علي عبدالله صالح لما نزلت فيها كمحافظ مرة أخرى، اكتشفت أن التمرد يقوده مسؤولون من صنعاء من أعلى الى أسفل، في محافظة صعدة لما نزلت محافظاَ بعد أ، كنت رجلاً دبلوماسياً في دولة قطر، وقد كنت رفضت ذلك لأني كنت متوجساً من الاخوة في السعودية، وكان لي موقف ضد مقتل الحمدي وضد تحركاتهم، فخفت أن تتوتر العلاقة بين الدولة وبين السعودية، المهم لما نزلت وجدت أن المشاكل تأتي من المسؤولين من الدولة نفسها من أعلى الهرم الى أسفله، وقد كتبت عشرين نقطة للإصلاح وقابلت علي عبدالله صالح، وقلت له: لا أريد أن أكون في صعدة لأن لي موقفاً من السعودية في قضية الحمدي، لأني تأثرت على بلدي حين تصل بنا الأخلاق إلى هذا الحد فتحدثت لصحيفة العرب في بريطانيا، بسبب أن أول يوم قالوا في عنوان "أعداء القرن الواحد والعشرين يقتلون الحمدي"، في اليوم الثاني نشر خبر ثانٍ: أن مقتل الحمدي كانت قضية أخلاقية فآلمني هذا الموضوع.
على العموم نزلت صعدة فوجدتها شائكة جدا، منتشرة فيها العصابات وقطاع الطرق وانفلات الأمن، فقط كان فيها اللواء قاسم الروحاني -رعاه الله- متواجداً فيها، لكنه لم يكن يتحرك إلا بأوامر من الحكومة نفسها.. فاستدعيت المسئولين لحل المشاكل، فقد كانت هناك مشاكل مثلا مع قبيلة جماعة آل عمرة، حيث قتلوا عدة جنود وأخذوا مدرعات أيام المحافظ الذي قبلي، المهم حلينا المشكلة وعالجناها، واستقرت المحافظة، وأما الدخل كان من خمسين مليوناً الى مئة وخمسين مليوناً، وسوق الطلح كان كل شيء متواجداً فيها، لكن لا جمارك، لا ضرائب، ولا أمن، فدخلنا الدولة وفرضنا هيبتها، إلا أن الأمر تغير فوجهوا بأوامر أمنية إلى اللواء قاسم الروحاني أن لا ينفذ أي جندي إلا بأمرهم، على العموم اتصلنا بالمسئول عن الأمر، فقال لي الرئيس السابق علي عبدالله صالح: "لقد أصبحت الأمور سياسية" فرديت عليه وقلت له: "وأنت قلت إن الامور فالتة من نجران الى باب شعوب"، وكانت التغيرات التي أحدثناها في صعدة أثارت حفيظة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وهو لا يريد هذا إطلاقاَ.
* في مذكراتك طلبت من الرئيس السابق على عبدالله صالح حينما عُينت على صعدة: أن يعينك على الحق فوافق، إلا أنه انقلب عليك.. ما سر هذا الانقلاب؟
- هي سياسة.. كان الأمر يراد أن يكون المناطق فيها انفلات أمني، وسياسة الحاكم هكذا خلال حكمه الثلاثة وثلاثين سنة.
* ننتقل معك إلى مدينة إب.. أنت كنت محافظاً فيها .. هناك من يقول إن قضية محمد أحمد منصور تم إثارتها بعد 2006م من قبل دعم صالح لمنصور لكي يلفت أنظار الإعلام عن الأزمة السياسية الحاصلة بعد الانتخابات.. كيف تنظر لهذه القضية؟
- الذي حكم اليمن جردها من القضاء، وأما محمد أحمد منصور هو رجل مفوه وأديب، وهو رجل ليس بسيئ، ولكن السوء من الذين دعموه وغطوا عليه.
* كيف تعاطيت معه حينما كنت محافظاً لمدينة إب في الثمانينيات؟
- أنا لم يكن لدي مشكلة معه.
* ولكن لم تكن لدية مشكلة مع المحافظ أو الدولة وإنما مع المواطن ؟
- ولا مشكلته مع المواطن.. كان هناك في عهدي مشكلة مع اثنين من المواطنين وأنا أحترمه ومازلت أحترمه حتى الآن.
* الشيخ منصور شرد كثيراً من المواطنين.. لِمَ يُحترم؟
- شرد ما شرد.. في هناك دولة وهي المتسببة في ذلك.
* معنى أنه لم تصل الجمهورية أو الدولة الى منطقة الشيخ أحمد منصور؟
- ربما.. أعرف أن أحمد السياغي كان في عهده بمحافظة إب لا يوجد شيخ ولا شيء.. يوجد مواطن فقط.. والشيخ مواطن ثان للدولة وهذا الموجود في مناطق القبائل، وفي عهد الامام لم يكن هناك استقواء على الحكم، وأنا من هنا أُرحّم على الامام، لأن المثل يقول لا تأمن الدولة وإن كانت رماداً..
* عُينت من قبل الدولة كمحافظ في مدينة صعدة الآن عين المحافظ من قبل الجماعة التي تسيطر هناك.. هل انحسرت الدولة ودفنت الجمهورية في مدينة صعدة؟
- كان في شبه دولة في فترة النظام الجمهوري أما الآن الدولة مغيبة ولا وجود لها، يوجد معاشات فقط ومباني دولة في حالة نهب، يعني الدولة غير متواجدة و الحوثيون هم الذين يحكمون، وهم الذين دعمهم علي عبد الله صالح من وسط المؤتمر وهو الذي أوعز للحوثيين لإثارة المشاكل هناك، فبالتالي وصل الأمر الى ما وصل إليه، مثل الجنوب الآن نفس القضية، والشمال أيضاَ لا تعرف من هو خصمك ومن هو عدوك.
* لننتقل إلى مرحلة الوحدة.. هل تعتقد أن الوحدة كانت اضطرارية بعد أن سقط الاتحاد السوفييتي في 89م أم كانت اختيارية؟
- البعض احتياري والبعض اضطراري.
* ماذا تعني؟
- أقول لك كان الاتحاد السوفييتي يدعم الحزب الاشتراكي بـ(500) مليون ريال سنوياَ، والحقيقة أن البيض له يد في الوحدة لأنه كان يشعر ان هناك أطرافاً تعد لمذبحة وهو طرف فيها، من قبل وزير الدفاع والأمن الداخلي.
والدليل أنه تم تصفية بعضهم البعض، وكم قلت أنا شخصيا لقحطان الشعبي وحذّرته، وقلت له: أنتم الذين في هذه الطاولة ستأكلون بعضكم البعض، وهو ما حصل.
* يعني أنهم كانوا مضطرين لدخول الوحدة؟
- نعم كانوا مضطرين.
* هل حدثت لك مواقف مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح بعد الوحدة ؟
- نعم ذات يوم أراد ان يلقي كلمة بعد أن كانت هناك معركة قائمة إعلاميا مع السعودية وكنا مجتمعين في اللجنة الدائمة والوزراء، وأعطى عبدالعزيز عبدالغني قائمة بالنقاط التي يقول فيها الكلمة، وفي الأخير كانت نقطة الإعلام، وكان يريد أن يتكلم عن الصحافة السعودية ويرد عليها، فكتبت ورقة فسلمتها للرئيس وقلت لا تتكلم عن الإعلام، فقال الرئيس لمن هذه الورقة قلت له لي.. فبعد الكلمة أشار إليّ وجلست معه بشكل انفرادي، وقلت له يا رئيس أنت رئيس دولة كلامك محسوب وما بعده الا الحرب، هناك وزير إعلام ووزير خارجية.. ومتحدث رسمي دعهم يتكلمون.
فقلت له: هل تكلم عليك أحد الملوك في السعودية، فقال: هم يكرهونني لثلاثة أشياء.. قلت ما هي، قال:
أولا- بسبب الوحدة
ثانيا- الديمقراطية.
والثالثة: استخراج البترول.
فقلت له هل أشبعت جائعاً بعد البترول، فقال لي: أشوفك بعد ثلاثة أيام والى اليوم لم ألتق به.
* لننتقل الى الاغتيالات التي حدثت قبل 94م ؟
- دعني أنهي مسألة البيض الرجل دخل برغبة لكن للأسف آذوه بشكل كبير.
* آذوه في الشمال أو في الجنوب؟
- في الشمال وآذوه أناس كثر وقتلوا من الإخوة القادة الجنوبيين تقريبا 55 ضابطاً.
* هذه تدخل ضمن التصفيات التي انتهجت قبل حرب 94م؟
- نعم وقد زرعوا خمسة وخمسين لغماً ومن ضمنها واحد أمام منزلي..هل هذه دولة.. الدولة لا تقتل مواطناً، وهذا الأمر الذي أدى الى حرب 94م.
* طيب أنت تحدثت عن اغتيالات ما قبل 94م، هناك من يقول إن من قام بالاغتيالات هو نفسه من يقوم به الآن.. كيف ترى ذلك؟
- الآن توسعت الاغتيالات الى مناطق متعددة في اليمن.
* ولكن هل الظروف التي مرت بها اليمن حاليا هو نتاج الاغتيالات؟
- هو نتاج لاستمرار الظروف السابقة المتأزمة التي مرت بها اليمن.
ولذلك أي حكم لا يقوم على العدل فإن الدولة تنتهي .
* كيف تفسر اغتيال 74 ضابطاً يمنياً خلال الثورة اليمنية ؟
- هذه الاغتيالات سياسية.
* لماذا اختير هؤلاء الضباط؟
- يقتل هؤلاء حتى يقذفوا الرعب في قلوب الآخرين فيكونون كبش فداء.
* تفاقمت الأزمة بعد حرب 94م.. هل كان تسريح الضباط له صلة بظهور الحراك الجنوبي عام 2007م؟
- أكيد تم تسريح ضباط وتم تكوين جيش على حسب هوى النظام، هذا الذي كان السبب، أيضاَ هناك خبائث ومستنقعات ظهرت في الحكم ولم تكن هناك حكمة في إدارة البلد والتعامل مع المناطق الجنوبية.
* إذن الجنوب حاليا لم يعد يطالب بالعيش فقط بل تعدى الى الانفصال.. ما رؤيتك لحل الأزمة؟
- الحل هو أن يتم تسريح كل من كان في الحكم سابقاَ، فإذا تم تسريح هؤلاء سيستتب الأمر، وأعتقد أن القضية الجنوبية الشمالية لن تُحل الا بعد عشر أو خمسة عشر سنة،
هناك مظالم في البلد، وأنا شعرت بالظلم، وأنا في الحكم عشت مهاناً، مثلاً اتصل بي رئيس دولة سابقا علي عبدالله صالح، ويعطيني كلاماً لا تتحمله النفس، والسبب لماذا نشتغل للوطن، كان الرئيس يزعجه أن يشكرني الناس حينما كنت محافظاً لذمار، ولا يريد أن يرى تنمية ويشكرني الناس.
هذا كله أدى الى تمزق اليمن وتشظيه حتى على المستوى الاجتماعي..، الآن ظهرت النعرات المناطقية والمذهبية، وقد كانت من قبل غير موجودة بهذا الشكل، عشت مع زوجتي ومازلت معها وهي زيدية وأنا شافعي..، والآن تظهر الفتن لماذا؟
نقول للجميع اجتمعوا لتنهضوا بالشعب الذي يعيش تحت خط الفقر بدلاً من إثارة الفتن بين الناس.، ولذلك أنا أوجه لإخواننا الزيديين ولإخواننا في المذاهب الأخرى، نقول لهم: الأوطان لا تخرب بحفنة من الأموال من الدول الأخرى، فلم أقبل بشمطة مال من السعوديين مقابل عمل لصالحهم، ورفضت لأن البلد بلد الجميع وليس بلدي أنا.
* في 21 فبراير التي سميت بالهبة الشعبية أي الثورة اليمنية كيف تنظر لهذه الثورة؟
- هذه ثورة عظيمة لأول مرة شعب يخرج عن طوره الرجال والشباب والنساء، وأنا لم استطع أن أخرج بسبب ظروفي الصحية، ومطالب الشباب مطالب شرعية.
* بعد أن اندلعت الثورة، انضم علي محسن لها.. هل كانت نتاج أزمة بين علي صالح وبين علي محسن.. أم ماذا؟
- علي محسن انضم إلى الثورة لأن علي صالح حاول قتله ثلاث مرات وقد أطال الحرب في صعدة لكي يتم تصفيته..
* ما سبب هذا العِداء؟
- اختلاف مصالح بينهم ..
* باعتقادك.. عبدربه منصور هادي بإبقائه لكل من احمد علي وعلي محسن.. هل يصنع توازناً عسكرياً وسياسياً؟
- أنا لا أؤمن بكليهما لأن بقاءهم لا يجوز لأن هؤلاء يكفيهم حكما وفسادا في الأرض.
* من تعتقد أن يكون الرجل والشخصية التوافقية صالح للحكم في 2014م ؟
- نريد أن تكون هناك وجوه جديدة ..
* سؤال أخير.. اذا كانت لديك كلمة تريد أن توجهها الى كل من:
أولا الرئيس هادي؟
- نقول نسأل الله له التوفيق لأنه قد تحمل عبئاً كبيراً من الشمال والجنوب.
* الرئيس السابق علي عبدالله صالح؟
- نقول له ياسيادة الرئيس سبق وأن قد نصحناك وما أفلحنا، وخانوك فأفلحوا، وها أنت قد وصلت باليمن الى إفلاس كامل في كل الجوانب، فاتركوا اليمن وأهلها.. من أجل أن يعيش أولادكم في البلد.
* علي محسن؟
- نقول له شأنك شأن علي عبدالله صالح، وتعرف مواقفي في القصر الجمهوري عندما جلسنا أربع ساعات ونناشده بالإصلاح حتى بمقدار 10%، وأنت قلت إنك شريك علي عبدالله صالح في الحكم، وإنك الرجل الثاني، ولذلك أنصحك أن تقتنع وتترك الحكم في اليمن.
* أحمد علي؟
- لا يوجد لك مكان في الحكم ولديكم أموال واسعة، ونصيحتي اترك الحكم.
* ياسين سعيد نعمان..
- عرفته رجلاً في البرمان.. رجلاً مخلصاً وإن كان أول ما دخل في البرلمان، مؤدلجاً وقد شاعت المخابرات كلمة تقول "ياسينو يحيى مصلح طلع دينه"، لكنه رجل وطني..
* عبدالوهاب الآنسي..
- أقول له: لا تعشق الحزبية كثيراً لتعشق الوطن أكثر من حزبك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign