صنعاء تشن عمليات هجومية ضد سقناً امريكية واسرائيلية في خليح عدن والمحيط الهندي        صنعاء تنهي الجدل الدائر حول شحنات المبيدات الزراعية        واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة للكيان        المدمرة الالمانية الحريية " هيسن "تغادرالبحر الأحمر بعد تعرضها لاكثر من هجوم      
    راي الوسط /
مبادرة الحوثي تكتيك ومايدور في صعدة حرب بالوكالة

2009-09-01 22:42:31


 
كتب/ المحرر السياسي الإعلان المفاجئ لعبدالملك الحوثي بوقف الحرب من طرف واحد لا يعبر عن صحوة ضمير مفاجئة بقدر ما هي دلالة على احتراف سياسي القصد منه استباق أي موقف يمكن أن يتخذه مجلس التعاون الخليجي الذي وضع قضية صعدة ضمن جدول أعماله.  المبادرة المسالمة التي أعلنها الحوثي في الساعات الاولى من صباح يوم أمس جاءت قبلها بساعات بيانات تهديد وإعلان انتصارات واستيلاء على مواقع ومعدات عسكرية جديدة وهو ما يؤكد أن قرار إيقاف الحرب هو تكتيك وليس استراتيجية ويدل على ذلك الصياغة العجلى للمبادرة والبنود العائمة وغير الواضحة التي استندت عليها لإيقاف الحرب من طرف واحد والمتمثلة بفتح الطرقات ورفع المظاهر المسلحة وعودة الأمور إلى ما كانت عليه. وواضح من قراءة البنود أعلاه أنها صيغت بقصد الإرباك، إذ لم يحدد المعنى بفتح الطرقات وهل مقصود بالمظاهر المسلحة الجيش أم الحوثيين ثم ما معنى عودة الأمور إلى ما كانت عليه؟ هل قبل الحرب السادسة أم الحرب الأولى؟  الحوثيون يخوضون حربهم السادسة بمساندة وتعاطف شعبي أقل بكثير مما كانت عليه في الحروب السابقة بل إن مشاعر الغضب والاستياء تتجه إزاء الحوثي. في المقابل لا يمكن التسليم بالأخطاء القاتلة التي ارتكبتها السلطة سواء في حروبها السابقة أو هذه الحرب التي تكرر فيها استخدام القبائل كإحدى أدوات الصراع مع الحوثيين وهو خطأ ما زالت السلطة تدفع ثمنه منذ الحرب الخامسة بعد أن تحول من حارب معها من القبائل ضدها بسبب عدم منحهم أرقاماً ورتباً عسكرية وتطور الأمر إلى قيام هؤلاء بقطع الطرق في حاشد ونهب سيارات وأسلحة عسكريين. في العادة يقوم النظام باعتماد حلول ترقيعية تتحول بعد ذلك إلى مشاكل أكبر هي ذاتها بحاجة إلى حلول ولكن بثمن أكبر.  وفي حروب صعدة لا يمكن التعامل معها بخفة من يدعو فقط إلى إيقافها دون دراسة أسبابها وتداعياتها على أكثر من منحى اجتماعي وسياسي والرئيس اليوم لم يعد قادرا على اتخاذ قرار إنهاء الحرب فقط لأنه يريد، إذ أن ذلك يعني ببساطة فقدان مصداقيته أمام الجيش وقادته الذين يحاربون في الميدان مثلما يعني وضع آخر مسمار في نعش هيبة الدولة وإمكانية بسط نفوذها الحقيقي على كامل التراب اليمني. الحوثيون لا يفصحون عما يريدون الوصول إليه سواء في حالة ما بسطوا نفوذهم على صعدة أو غيرها بالقوة أو حتى في حالة ما تم التوصل إلى سلام ومع ذلك فإنه لن يخرج عن هدف واحد يطالب بأن تصبح محافظة صعدة أشبه بمنطقة جنوب لبنان الخاضعة لحزب الله.   مع أن المماثلة هنا غير واقعية لاختلاف التركيبة الاجتماعية في البلدين ولعدم وجود طوائف في اليمن. ويجب الاعتراف هنا أن قضية صعدة لم تعد يمنية وأن محاولة جعلها ساحة صراع سعودي إيراني قد أصبحت واقعا لا يمكن التنكر له ليبقى مثل هذا الموضوع رهن القرار اليمني ما إذا كان على استعداد بأن يجعل اليمن تحارب بالوكالة من خلال إطالة أمد الصراع أم أنه سيتصرف بحكمة من يحافظ -بالإضافة إلى هيبة اليمن- على سيادته من أي تدخل كان.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign