الزبيدي يهدد بطرد العليمي من عدن        صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية     
    جدل وأصداء /
حميد:المرأة في اليمن.. هل تنقلها ثورة الشباب إلى الوضع الذي هو لها ؟

2011-06-15 15:11:16


 
كتب/علي محسن حميد   أسهمت المرأة بدور رئيس في ثورة التغيير في ساحات الحرية والتغيير في عدن وصنعاء وتعز وحضرموت وذمار وإب وغيرها. واعتصمت مع أخيها الشاب وهتفت معه ضد الفساد ونادت معه بصوت واحد لتغيير النظام وتحركت معه في شارع الستين في كل جمعة  تحت لهيب الشمس وصلّت معه كل الجمع جماعة  في 17 ساحة وميدان ابتداء من جمعة البداية في 25 فبراير وحتى جمعة العهد لأهداف الثورة في 10 يونيو وخبزت وداوت وأجرت عمليات جراحية وتطوعت وأسعفت واختطفت وعانت تعسف قوات الأمن وتحملت الأذى والشائعات والأكاذيب التي أتى بعضه على لسان رئيس الدولة وعلى لسان نساء مثلهن في القنوات التليفزيونية الرسمية والعربية . بررت السيدة نجيبة حداد  وكيلة وزارة الثقافة في قناة الجزيرة في 18 ابريل ماقاله الرئيس بشأن الاختلاط في ميدان السبعين في 15 ابريل قائلة إنه -أي خطاب الرئيس- لايحمل أي إساءة وأفتت بأن الاختلاط لساعة أو يوم واحد مقبول أما مازاد عن ذلك فقالت فضيلة الشيخة نجيبة فمحرم. هكذا تجد المرأة المناضلة من لاتصد الأذى عنها من بين بنات جنسها وعلى هذا يمكن سرد قائمة من اللاتي وضعتهن أوضاع مغلوطة في مواقع تمثيل مصالح المرأة وبضمن ذلك الدفاع عن شرفها وعرضها ولكنهن صمتن صمت القبور . المرأة اليمنية من الفئات الاجتماعية الأكثرمعاناة في المجتمع. وهذه الحقيقة لاتعني بالنتيجة أن الرجل أفضل حالا منها بالمطلق، فكلاهما مقموعان ومضطهدان ومسروقة أحلامهما من قبل قوى عديدة على رأسها النظام السياسي  المفترض فيه أن يكون قاطرة  التغيير ولكنه أضحى  رأس الحربة في الحفاظ على الأمر الواقع لتكريس  قيم تعود إلى ماض سحيق تجاوزها الزمن والمصلحة  ولاصلة لها بالعصر الغائب عنا والهارب منا والذي  يعتبر بالنسبة لنا واقعا افتراضيا نسمع عنه ولاندركه أو نعيشه  ونشاهد قلة من تطوراته التي لاتريد قوى  بعينها لأسباب اجتماعية أو دينية ومصلحية في المقام الأول أن نقترب منها حرصا منها على  خلاصنا من دنيا المعاصي وعلى استقامتنا وحسن سلوكنا ولكي لانحرم من دخول الجنة. هذه الوصاية في الدنيا التي تعطي لنفسها الحق في تحديد مصيرنا  الأخروي  لاينبغي لها  أن تستمر فهي بالإضافة إلى أنها اعتداء على سلطان الله وحكمته وغفرانه فهي تعني أن هؤلاء يسوّقون الجنة ويقسّمونها بين خلق الله وكأنها إقطاعية يوزعونها على هواهم ولمن يصطفونهم من عباد الله وهم بذلك  يرتكبون معصية  واضحة لإرادة الله جل وعلى، العليم  وحده بمصائر خلقه والحكم الوحيد في من هو صالح أو طالح منهم. والمرأة اليمنية ليست أفضل حالا من معظم شقيقاتها العربيات التي تتساوى معهن في المعاناة والتهميش والتمييز الاجتماعي والرسمي.  وفي الألفية الثالثة بأهدافها لتطوير التعليم وتمكين المرأة  والتي ليست ذات معنى لدى البعض  ولايريد سماعها لأنها تذكره بالدنيا التي لم يعلن صراحة كراهيته لها وتطليقه لمغانمها رغم مايبدو عليه من وافر النعم تجعله يطلق على الجماهير في استعلاء وتكبّر كلمات مثل الغوغاء والعامة  في عظاته في المساجد وأمام الشريحة التي يتعالى عليها من الأميين والفقراء الذين يكيل لهم  الشتائم مثل القذافي الذي من فرط حبه لشعبه قال له لو كنت رئيسا لرميت استقالتي في وجوهكم. الغوغاء والعامة تشمل النساء  المقصيات من الحياة العامة واللائي لم يذقن ثمار الوحدة وانتكس وضعهن بعدها  .هذا ليس سوى تعبير عن جهل فاضح واستهتار واضح بقيم ومبادئ الجمهورية والمواطنة ولعمري هل قرأ هؤلاء الدستور أو مبادئ الثورة  أو شيئا من أدبياتها وهل يؤمنون بها وهل اطلعوا على ماجاء في أهداف الألفية الثالثة التي قبلتها  حكومة اليمن حول تمكين المرأة .  وينسي هؤلاء أن مناصري الرسول الكريم في دعوته كانوا ممن يسمونهم الأن بالعوام والغوغاء وكان هؤلاء هم الفاتحين . كل مايقوله هؤلاء يعبر عن وقوعهم  تحت تأثير ثقافة رجعية اقصائية لاصلة لها بالحاضر. وللتوضيح ليس كل ماينتمي للماضي رجعي  ولكن قطعا هذه الثقافة غير يمنية ودخيلة وحصان طروادة. هؤلاء يبذلون جهودا حثيثة لتحديد إقامة المرأة في المنزل بغض النظر عن الدور العظيم الذي  تقوم به الشابات في الساحات  ويفتخر به  الرجال كدور مكمل لنضالهم في سبيل تحقيق هدف مشترك في مجتمع يردد بدون أن يعني مايقول بأن المرأة نصف المجتمع، وهي الأخت وهي الأم الخ ، وهم لايقصدون  سوى وجودها العددي وليس السياسي والتعليمي والفكري الخ. الأخرغير العربي وغير المسلم  ينظر إلينا كناكرين  لحقوق المرأة ويربط سلوكنا هذا بمنظومة الاستبداد  التاريخية في الفكرين السياسي  والديني المعاديان  للديمقراطية ومؤسساتها وحق الفرد في اختيار حاكمه.  و يتجلى بعض هذا السلوك وكذلك الممارسة في الدعوة لطاعة ولي الأمر وعدم الخروج عليه حتى ولو كان ظالما لأن ظلمه  طبقا لأكثر من ناطق سلفي في اليمن وفي مصر سببه المجتمع ( العوام على وجه التحديد. هذا التفكير يتجاهل عمدا ماحققته النساء في مختلف أقطار العالم ولايقول أحدا عنهن أنهن ناقصات أو عاطفيات أوقاصرات عن إدراك مصالح بلدانهن أو غير صالحات لممارسة العمل العام. لذلك تظل المرأة العربية وحدها  من بين كل نساء العالم غير موثوق بها وعاجزة عن أداء الأدوار التي خص الله بها الرجل من وجهة نظرهم. وإذا نظرنا إلى شقيقتها الأفريقية وهي في نفس وضعها الاقتصادي نجد أنها في  وضع أفضل بمراحل من وضع المرأة العربية سياسيا واجتماعيا .  البرلمانيات والوزيرات الأفريقية بالنسبة لعدد السكان أكبر من النساء العربيات هكذا ترصد وتقارن كل  التقارير الدولية المحايدة التي تعيب علينا موقفنا من المرأة. ومع هذا ستجد من يقول بأن الإسلام كرم المرأة واعطاها كل الحقوق قبل أي حضارة أو دين آخر ونظريا هذا صحيح ولكن الواقع عكس ذلك.نحن هنا بصدد ثقافة لاتستطيع الدفاع عن نفسها أمام نساء تبوأن مناصب قيادية سامية  في بلدان إسلامية عديدة منها اندونيسيا وبنجلادش وباكستان وفي الأخيرة كان الزر النووي تحت تصرف رئيسة الوزراء. هل تهميش المرأة إذا ظاهرة عربية وقاصرا على الثقافة العربية أم أن التطور البطيء له أحكامه وضغوطه ؟. نحن الأن بصدد احتمالية كبيرة بتولي سيدة فرنسية هي السيدة كرستيان لاجارد  قيادة صندوق النقد الدولي - أكبر مؤسسة تمويل دولية- ومن ضمن من سيصوت لها دولا عربية وإسلامية. إذا كيف نثق بهذه السيدة في إدارة شئون العالم المالية ولانثق بنسائنا. وإذا ماأتت هذه السيدة إلى صنعاء فسنعاملها بكل احترام كسيدة كاملة الرشد ولاينقصها شيء من حسن الإدراك واتخاذ القراروالاستقامة وحسن السلوك . هل يمكن أن يأتي وقت وننظرفيه لنسائنا نفس النظرة أي نظرة الثقة والاحترام.؟ إلى متى إذا نظل أسيري ثقافة وتقاليد باليين؟ ولماذا ننحاز لوجهة نظر دينية دخيلة في  موقفنا من المرأة ونفصل بين ماهو من العادات والتقاليد التي ينبغي أن تتغير إلى الأفضل وبين ماهو من صميم الدين ونستفيد من ممارسات أخرى في دول إسلامية لم يكفّر مثقفوها كما نكفّرنحن تحت عناوين محاربة الليبراليين والعلمانيين والحزبيين  مع أن الجمهورية بحد ذاتها نظام علماني ؟. إن الدين براء ولكن حملة رسالته ليسوا أبرياء .  وهؤلاء أصحاب مصالح وليسوا حملة رسالة . نحن في سبيل  استمرار السيطرة الذكورية لانقر بأن التقاليد المرتبطة بتخلفنا والمعيقة لتطورنا ولنظرتنا الدونية للمرأة هي من  العوامل الأساسية لدور المرأة الهامشي في الحياة العامة. لماذا؟ لأننا لانقر بأننا متخلفون. وكيف لنا أن نفعل ذلك ونحن نزعم وفي غالب الأحيان في بيوت الله  بأننا أفضل شعوب الأرض وأننا وحدنا على حق وغيرنا على باطل.المرأة الأن شريك كامل في ثورة التغيير . وعندما تراها أنت  وهي تقف جنبا إلى جنب قل لي هل تغيرت نظرتك إليها وماهو موقفك من دورها هذا وهل ترا ه حميدا أم غبر حميد؟ والسؤال هو هل ستنال المرأة حقها الذي لاينازع و نصيبها من كعكة الثورة أم أنها ستعود القهقرى ونعاملها كأجير انتهى عقد عمله. هذا ماحدث في فلسطين حيث كانت المرأة شريكا للرجل في الانتفاضة والمقاومة ضد المحتل الإسرائيلي. في ميدان النضال كان الكل متساويا ولكن عندما هدأت الأحوال ولن أقول تحقق النصر واندحر الاحتلال عادت الأمور إلى ماكانت عليه. البيت ثم  البيت والحجاب عفة والحجاب طريق إلى الجنة الخ.., و تم الاكتفاء بإعطاء هذه أو تلك من محترفات السياسة والمثقفات وقليل منهن مناضلات  مناصب وزارية لاقيمة لها ولاعلاقة لها بقضية المرأة. يتبع




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign