الزبيدي يهدد بطرد العليمي من عدن        صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية     
    جدل وأصداء /
المحامي :الثورة.. خطاب جديد!!

2011-04-27 16:48:54


 
كتب/قاسم عفيف المحامي   الثورة: مفهوم ثقافي مجرد يمكن وصفه بأنه الفعل الذي يولد الجديد في الحياة.. وبحسب هذا يكون للثورة معان متعددة ومتنوعة كثيرة، ومنها هنا الثورة الاجتماعية التي تعرف بأنها مفهوم ثقافي اجتماعي يعني الفعل الاجتماعي الجمعي الذي يحدث التغيير الجذري للواقع الاجتماعي الموضوعي باستبداله بواقع اجتماعي أفضل وهو ما يعني النقلة النوعية في حياة الناس المستهدفين. ولذلك فإن أي وصف للفعل الثوري دون أن يحقق ذلك الفعل النقلة النوعية في الحياة فإنه الفعل الذي لا يحمل معاني الثورة إلا أنه قد يكون الفعل الإيجابي الذي يحقق شيئاً من الإصلاح الاجتماعي للواقع الاجتماعي القائم! من دون التغيير الجذري وبحيث يمكن وصفه بأنه فعل الحركة الإصلاحية وليس الفعل الثوري وذلك بغض النظر عن الشعارات والمطالب المرفوعة فيه!.   وبحسب هذا وبالمناسبة أيضا فإنه من الخطأ القول والوصف للفعل الشبابي العربي المستجد في ميادين الاعتصام السلمي بشعاراته ومطالبه بأنه يحمل معاني الفعل الثوري وإنما الوصف المنطبق عليه هو فعل الحركة الثورية الإصلاحية لكونه لا يستطيع إحداث النقلة النوعية الاجتماعية المنشودة وخاصة في المجتمعات العربية ذات النظام السياسي المركزي التاريخي الواحد مثلما هو حال مصر وتونس على سبيل المثال ذات العلاقة بالحركة الشبابية السلمية المكلومة. مع وجوب الفصل بينها وبين الحركة الثورية والحركة الإصلاحية حيث هي الحركة الثورية الشعوبية الحية التي تحمل معاني الفعل الثوري وهي هنا الحركات التي تسعى لاستعادة حريتها وكرامتها وحقوقها السياسية المسلوبة ومنها على سبيل المثال الحراك الجنوبي السلمي، وكذلك الشعوب التي تسعى نحو التحرر والانعتاق من قبضة أنظمتها المركزية التاريخية ومن ذلك جنوب السودان على سبيل المثال.   أما لماذا تسمى الفعل الشبابي العربي المستجد بفعل الحركة الإصلاحية وليس بالفعل الثوري أو الثورة أو الحركة الثورية مع الوضوح الثوري في الشعارات والمطالب المرفوعة فإن السبب هنا يعود إلى توق الفكر العربي والثقافة التقليدية بما تمثل من كوابح وعوائق لا تقبل الجناية على نفسها أو التفريط بتراثها أو في منظومة فلسفتها الحياتية وحيث هي في كل الأحوال المتسيدة في صناعة العقد الاجتماعي المنظم للعلاقة بين الحاكم والمحكوم، ذلك أن الشعارات والمطالب الشبابية بما تحمل من معاني مفردات الثورة إنما تمثل ثورة على الفكر التقليدي الذي ما زال من القوة ومن دون الإشارة من أن الكثير من المفردات الثورية تمثل استيرادا ثقافيا إنسانيا إلا أنها ما زالت تراوح مكانها أو هي ثقافة للاستهلاك أو ثقافة آمال وطموحات يريد لها أصحابها أن تتحقق على الواقع كفعل ثوري سابق الأوان.   ومع هذا تجدر الإشارة الوجوبية من أن حلحلة الكوابح والمعوقات السابق الإشارة إليها هي من الصعوبة بمكان إلا أن هناك من الفعل الثوري الذي يقدم نفسه على نحو تدريجي من شأنه أن يقود يوماً ما إلى الفعل الثوري المنشود ومن ذلك حركة النهضة العربية الثورية القادمة والفاعلة من (العرب غير العرب) المشهود لهم كأعلام وهامات في عدد من المجالات العربية ومنها ميدان الثقافة والفكر والأدب والشعر والفن وميادين الحريات العامة وحقوق الإنسان إلا أن المؤسف له بأن هذه الحركةتسير ببطء والسبب أن الطريق غير معبدة وذات مخاطر حتى أننا نجد حيث الحرية الإبداع والعطاء الذي تنقله الرياح خوفا من الرمال المتحركة! ومع ذلك فهي الحركة المدافعة عن العرب ما أمكن!! وفي المقابل هي الحركة العربية المستجدة المتمثلة بالحركة الشبابية العربية الثورية أو الإصلاحية في ميادين الاعتصام السلمي التي وإن لم تتحقق شعاراتها ومطالبها على النحو المنشود إلا أنها قد حققت الأهم وفي زمن قياسي، ذلك الأهم المعول عليه الذي يحمل معاني الفعل الثوري المنشود والمتمثل في إنجاز المرحلة التأسيسية أو التمهيدية للفعل الثوري في معاني كسر حاجز الخوف وتوديع اللامبالاة والكف عن التمادي في قبول التمادي وفي إزاحتها لقناع الخطاب المركب وكشفت عوراته وكذلك قناع وطنية الأجهزة الوطنية.   كل هذه وغيرها هي في الواقع إنجازات حقيقية على طريق الفعل الثوري المرتقب وأن ذلك لا يكون إلا بالاحتراس وعدم الوقوع في المحذور، محذور الالتفاف والاحتواء وكان الاحتراز والاحتراف والقدرة على مواجهة الرمال المتحركة تحديدا.   وعود على بدء، إلى عنوان المقال أعلاه، وفي هذا هي الرسالة إلى قوى الحركة (الثورية) الشبابية السلمية اليمنية في ميادين الاعتصام السلمي تدعو إلى واجب الحركة أن يكون لها خطابها الثوري الجديد المتحرر من جلابيب مفردات خطاب الزمن الرديء الذي تريد إسقاطه وخاصة في قضايا الاستحقاق الحقوقي والسياسي المثقلة بالتضحيات الجسيمة، إن استمرار استخدام مفردات الخطاب الفتني إنما يثير الآلام والأحزان يجعل مفهوم الحركة لا يرتقي حتى إلى مفهوم الإصلاح ناهيك عن الثورة! مع التأكيد بأنه وإن كان مثل ذلك الخطاب لا يحمل معاني الإجماع إلا أن ردعه وإنكار الناكرين له هو واجب ثوري فيما إذا أراد الناس أن يخرجوا من الوهم والأوهام حيث هو القفز على الوقائع والأحداث التاريخية أو الاستخفاف والاستعباط بها إنما هو حديث للاستهلاك عند الواهمين فقط وهو الأمر الواجب قوله من أن إسقاط الزمن الرديء لا يكفي إذا لم يتم إسقاط ثقافته معه، حيث الأزمة الأم في هذه البلاد هي أزمة ثقافية بامتياز وأن كل الأزمات الاخرى وأولها أزمة الوحدة الوطنية وأزمة الوحدة السياسية ما هي إلا مخرجات الأزمة الأم. فإذا لم يحمل الخطاب الجديد خطاباً جديداً مع هاتين الأزمتين يضع النقاط على الحروف فإن (الثورة) تحمل معاني العبث والهدر الذي لا تسلم منه الدماء الغالية المهدرة!   إلا أن المشاعر والآمال ترفع بقوة من أن الكل في زمن الثورة المباركة.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign