قوات صنعاء تكسف عن عملية عسكرية جديدة في خليج عدن والمحيط الهندي        الحداد ينسف ماجاء في التقرير المرجعي لبنك عدن بالوقائع والاحداث        صنعاء تتوعد اسرائيل وامريكا بمرحلة تصعيد جديدة        نقابة الصحفيين تدين استهداف امينها العام في صنعاء      
    قضايا /
يوم تحت حصار قبيلة جَدِر اليمنية

2011-05-18 09:27:35


 
*فوزي أمين العزي  ذهبت ومجموعة من الأصدقاء القاطنين في عدة أحياء في محافظة أمانة العاصمة إلى محطة تعبئة الغاز المنزلي في منطقة جَدِر التابعة إدارياً لمديرية بني الحارث، ولم نكن نعرف أننا سنخوض مغامرة صعبة محفوفة بالمخاطر.. ونقع تحت حصار شديد من قبل قبيلة تلك المنطقة.   كانت بداية القصة هو احتياجنا للغاز المنزلي وصعوبة الحصول عليه؛ بسبب الأزمة الخانقة له التي تعيشها بلادنا هذه الأيام.. وفي فجر يوم الثلاثاء المنصرم 22/5/1432هـ الموافق 26/4/2011م انطلقنا بسيارة على متنها عدة اسطوانات غاز فارغة صوب محطة الغاز بمنطقة جدر، وبعد وصولنا قمنا بتعبئتها. وأثناء خروجنا من المحطة مع مجموعة كبيرة من السيارات المحملة به فوجئنا ببعض أبناء قبيلة جدر الذين وصل عددهم إلى 300 شخص تقريباً، قد استحدثوا نقطة تفتيش عند المدخل الرئيسي للمحطة، ومن ثم فرضوا حصاراً عليها، ومنعوا اسطوانات الغاز من الدخول إليها أو الخروج منها، وكانوا يحملون أسلحة مختلفة من الآلي الكلاشنكوف والمسدسات والجنابي والعصي الغليظة(الصُّمَّل).   وقد حاولنا معرفة أسباب ذلك فأخبرونا أن فعلهم هذا بسبب عدم حصولهم على الغاز المنزلي وأنهم يبحثون عنه منذ أيام طويلة ولكنهم لم يجدوه!!.. بالإضافة أن هناك من وعدهم من قبل المسئولين على المحطة بإعطائهم كمية منه ولكنهم لم يوفوا بوعدهم، فما كان منهم إلا أن لجؤوا إلى هذا الحصار والتقطع القبلي بهدف إجبار الحكومة والمحطة على إعطائهم كمية من الغاز.     وفي تمام العاشرة مساءً جاء أحد عقال ومشايخ القبيلة إلى المحطة وأخبرهم بأن اسطوانات الغاز ستصل إليهم على شكل مجموعات ابتداءً من الليلة وذلك بناءً على معلومات أكيدة وصلته، وكان هذا الكلام إيذاناً بإنهاء حصارهم، وعودتنا إلى منازلنا، بعد يوم شديد جداً واجهنا فيه الكثير من الصعوبات والمتاعب.   أمور لابد من التنويه إليها   من خلال الحادثة السابقة لابد من التنويه إلى عدة أمور، وهي:   1-مطلب هؤلاء القبائل مشروع؛ لأنهم كانوا يطالبون بالحصول على الغاز المنزلي، على الرغم من وجود محطة رئيسية للغاز وسط منطقتهم، والتي تقاعست في تلبية احتياجاتهم الضرورية من الغاز المنزلي، مع العلم بأن الطريقة التي سلكوها للمطالبة بحقهم المشروع غير قانونية أو حضارية.   2-التلاعب بالغاز من قبل العقال والمشايخ وأعضاء المجالس المحلية، الذين رفعوا شعار"هذا هو يومنا.. وهذا هو عهدنا وزماننا"، ويقومون ببيعه في السوق السوداء وبمبالغ مالية كبيرة .   3-عدم ثقة القبائل بالحكومة، وشعورهم بأنها لن تنصفهم فلجؤوا إلى هذه الطريقة لاسترداد حقهم المشروع.   4-غياب المصداقية لدى بعض من رجال الشرطة والأمن؛ إذ حاول رجل أمن(سائق طقم عسكري) الخروج من المحطة وكان على متنه عدة اسطوانات مملوءة بالغاز لكن القبائل منعته، فوعدهم بأنه سيتواصل مع الجهة المعنية لحل مشكلتهم، ومن ثم سمحوا له بالخروج.. ومَرَّ وقت طويل ولم نرَ أو نسمع أثراً للإيفاء بوعده في حل مشكلتهم.   5- ضعف هيبة الدولة؛ فعلى الرغم من حضور عدة أطقم عسكرية بجوار المحطة إلا أنهم لم يستطيعوا حل المشكلة وفك الحصار، ومن ثم مكثوا صامتين.. ولا ندري ما هي أسباب ذلك؟ وأين هم من مبدأ "الشرطة في خدمة الشعب"؟.   رياح التغيير  قد هبت   غير الحادثة السابقة، هناك الكثير من الحوادث المشابهة لها.. والتي باتت تهدد الاستقرار الأمني والمعيشي في بلادنا.. وتنذر بتمزيق النسيج الاجتماعي الواحد لأبنائها.. والأمر الغريب أننا نجد أن حكومتنا الحالية صاحبة السياسات الخاطئة والفاشلة في إدارة البلاد والعباد مازالت تتفرج عليها.. وكأن الأمر لا يعنيها!! ولم تدرك بعد أن رياح التغيير قد هبت بشدة ولن تتوقف- بإذن الله - حتى تقتلع منها كل أشجار الظلم والاستبداد والفساد وانتهاكات حقوق المواطنين!! fawzi3333@hotmail.com




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign