الصحافة البريطانية تكشف عن مضمون عروض امريكية مغرية لصنعاء        كهرباء عدن ....ماساة الصيف المتكرره تحت جنح الفشل والفساد الحكومي        غروندبرغ : نعمل على إطلاق الاسرى وتحسين القطاع الاقتصادي والمالي         مركز بحري دولي يحذر من سلاح يمني جديد      
    قضايا /
الصمت أفضل طريقة للصراخ

2011-05-18 09:24:02


 
*سامي عبدالملك سعيد الشيباني   في إحدى المستشفيات الكندية حدثت ظاهرة غريبة حيرت الأطباء والمسئولين في ذلك المستشفى، إذ ازدادت عدد حالات الوفاة المفاجئة للمرضى الذين يعانون من أمراض مختلفة النوع والدرجة. والغريب في الأمر أن ساعة وفاة المرضى قد تطابقت بشكل مثير، لأنها كانت تحدث في الحادية عشرة صباحا من كل يوم أحد. في ظل ما حدث، فإن الأطباء قد حاولوا تفسير هذه الظاهرة (قدر استطاعتهم) فاستعانوا بفريق كبير من الخبراء لدراسة القضية ومعرفة أسباب الموت المفاجئ، ولكنهم فشلوا في فك رموز اللغز المحير، وبعد أن تعبوا من البحث والتحليل دونما جدوى تذكر لم ييأسوا، بل اتفقوا على أن ينتظروا خارج قسم العناية المركزة (ICU  ) قبل الوقت المرتقب بخمس دقائق من صباح كل يوم أحد، واشتدت أعصابهم في انتظار ما ستسفر عنه الدقائق المقبلة، وفي الساعة الحادية عشرة تماما فاجأهم قدوم عامل نظافة بسيط يعمل بدوام جزئي كل يوم أحد، وازدادت المفاجأة حينما شاهدوه يدخل العناية المركزة ويفصل أسلاك أجهزة الإنعاش عن المرضى كي يضع مكانها أسلاك المكنسة الكهربائية الخاصة بالتنظيف.   ياآه..، ماذا أقول، فالقصة حقيقية تمثل قمة السذاجة الممزوجة بقصص الغرابة واللامعقول، ولا أملك أمامها سوى أن أكون هادئا فالهدوء أقوى من الغضب والصمت أفضل طريقة للصراخ، وأن أترحم على مئات الآلاف من المرضى الذين ماتوا في عالمنا العربي والإسلامي بشكل عام واليمن بشكل خاص بسبب إهمال الأطباء وجشع المستشفيات الاستثمارية لتي اتخذت من مهنة الطب وسيلة سريعة للربح وبجمع المال (مع احترامي وتقديري لكل طبيب نزيه ومستشفى متميز في عالمنا العربي والإسلامي ويمننا الحبيب) حتى لو كان الثمن إزهاق روح بريئة أو إصابة شاب بعجز جزئي أو كامل ليصبح عالة على المجتمع، أو إصابة طفل او طفلة بعاهة مستديمة كالطفلة أبرار 1.9 سنة التي أصيبت بضمور في المخ Cerebral Atrophy   نتيجة إعطائها جرعات من الأنسولين في إحدى المستشفيات الاستثمارية الكبيرة في الحديدة لأنها ببساطة غير مريضة ولا مصابة بمرض السكر.. وغيرها كثير.   نعم نترحم على مئات الآلاف من الأبرياء في عالمنا العربي واليمن على اعتبار أننا نستورد أسوأ ما في الحضارات الأخرى. إن ما أراه أو أسمعه يجعلني أطالب الجهات المختصة بالضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه الاستهتار بحياة المرضى والمتاجرة بأعضائهم وأرواحهم.   كما سأطالب القائمين على فضائياتنا العربية والمحلية بتوظيف من هم على شاكلة عامل النظافة السابق ذكره، شرط أن يكون دوامه 24 ساعة كل يوم وأن لا يعطى إجازة سنوية، بل يعين برواتب وحوافز مغرية عله يقطع أسلاك البث ليريح ذائقتنا وفكرنا (إن بقي فينا بعض من الفكر) من أخبار مشوشة وتزييف للحقائق ومن أخبار مدفوعة الأجر لإشعال نار الفتنة بين الإخوة الأشقاء ضمن برنامج سياسي لأهداف سياسية مفروضة عليهم.     *معيد في كلية الطب – جامعة الحديدة




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign