المبعوث الاممي يدعو لعدم ربط الحل السياسي في اليمن بقضايا اخرى        تعثر خطة الرد الاسرائيلي على ايران        اعتراف امريكي بريطاني بنجاح الهجمات اليمنية البحرية والجوية        صنعاء ,, انفجار اسطوانة غاز يتسبب باندلاع حريق هائل في سوق شعبي     
    مقابلات /
حمودى الصوفي للوسط:كان اقتحام ساحة تعز عملا غير أخلاقي، ومثل تحديا لي لأني أعلنت مسؤوليتي عن حمايتها فخري بقيادة تعز للتغيير السلمي بقدر حسرتي لمصادرة سلميتها واستخدام أبناءها لتحقيق مكاسب غير مشروعة

2012-01-04 14:46:30


 
احتلت تعز صدارة الفعل في التغيير الثوري وتمكن ثوارها من انتزاع الإعجاب والتقدير بما قدموه من تضحيات لم تقتصر على ساحة تعز وحدها بل تعدتها إلى كل ساحات اليمن المختلفة.  وفي المقابل ابتلاها الله بمن ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا دمي في هذا الطرف أو ذاك، ومع ذلك لن يذكر التاريخ إلا أولئك الذين صاحوا بملء أفواههم أن لا للذل والبقاء تحت أحذية الطغاة.   كثر الحديث عما حدث في تعز ومن يتحمل دماء أسيلت وأرواحا أزهقت وبيوتا تهدمت، وبعيدا عن ما سهل  من الاتهامات، وما تم تداوله من شائعات رأينا في صحيفة الوسط الالتقاء بمحافظ المحافظة حمود خالد الصوفي  باعتباره شاهد على الأحداث وجزء من الصورة تاركين للقارئ والمتابع أو لمن له قول آخر أن يحكم ويعلق ويرد وعن:  ما الذي جرى ويجري في تعز؟     قال الصوفي   - الذي جري في تعز هو جزء مما جري في الوطن وهذا السؤال ولسوء الحظ قد تناوله كثيرون من وسائل الإعلام.  نحن نعلم أن هناك حالة سياسية استثنائية  في طريق التحول السياسي نحو بناء وطني جديد وبالتالي فان تعز كانت البوصلة التي حجت إليها كثير من أجندة الناس الطامحين للتغيير، وهناك الكثير من القضايا في تعز ولكن للأسف بدا أن الحراك الحميد والطبيعي الذي كان سائداً في تعز تقاطع مع رغبات وأهواء آخرين انحرفوا به عن الطريق الصحيح.   اقصد أن الحركة التي بدأت في تعز وامتدت إلى إحدى عشر شهراً كانت هي نقطة البداية  والتي بدأت بمنظر جميل وبمسار احتجاجي متوافق مع النصوص القانونية والدستورية ومثل نموذجاً حضارياًَ سلمياً في المنطقة العربية أضفت عليه تعز بأبنائها وثقافتها وتاريخها ذلك البعد الحضاري وبالذات في بداية الاحتجاجات.   .. أفهم من كلامك أن الاحتجاجات التي قامت بغرض تغيير النظام تعد أمراً ايجابياً   - لا بد أن أقول إن التغيير هو الثابت الوحيد في الكون.   .. أنت اليوم تعتبر الاحتجاجات التي قامت لتغيير النظام أمرا ايجابيا، هل كان هذا رأيك في بداياتها والحديث هنا عن تعز باعتبارك مسئولا فيها؟   -      النظام القائم ليس مقدساً ولا محصناً من التغير، وإذا أردنا أن نتكلم بصراحة في هذه المقابلة فعلينا أن ننظر إلى الاحتجاجات التي بدأت وتطالب بتغيير النظام بأنها ليست عملاً منتقداً وبالعكس فإني اعتبره مشروعاً ومشرعا له سواءً بالشرعية الوطنية أو الدستورية أو بشرعية سنة الله في التغير.   .. أرد السؤال بشكل أوضح.. هل كانت قناعتك هذه أثناء ما كانت عليه الاحتجاجات في بداياتها حين كانت السلطة أقوى والرئيس أكثر سيطرة على مفاصل الدولة؟   -      يا أخي العزيز لماذا نتحدث بهذه الطريقة وكأن الأمر كان على ما يرام قبل هذه الاحتجاجات؟ لقد كانت الحياة السياسية لا تختلف إلا قليلاً عما هي عليه اليوم ولا يمكن لأحد أن يدعي أنه تفاجأ بما حصل في فبراير الماضي إذ كانت مؤشرات هذا التغيير قد بدأت عقب الانتخابات الرئاسية والمحلية في 2006م عندما لا ح في الأفق بوادر أزمة سياسية تعامل معها أطرافها بنوع من الاستهتار حينما كان كل طرف يحاول أن ينتفض على الآخر ولكن وفق تكتيك سياسي تعود علي ممارسته اليمنيون إلا انه لم يستمر طويلاً وانفجر البارود مع أول شرارة بدأت في تونس وولدت ثورة كان لابد من محاكاتها في بقية الأقطار ومنها اليمن.     .. لماذا تواطأت مع العسكر وأنت المسئول المدني باعتبارك محافظاً ورئيساً للمجلس المحلي بجعل ثوار وأبناء تعز أشبه بفئران تجارب حينما بدأ تجريب نجاعة القمع في ضرب ثورتهم بالقوة لكي يكونوا عبرة للساحات في المحافظات الأخرى؟   -      أولاً أنا لا آبه مطلقاً لما يقوله الآخرون  سواء بصفتهم الشخصية وحتى من خلال وسائلهم الإعلامية أو من خلال تمترسهم وراء تحصيناتهم الحزبية، وما يهمني في هذه القضية هو رأي وتقييم أبناء تعز الذين يعرفون كيف كان يعمل المحافظ وكيف كان ينظر إلى هذه الاحتجاجات نظرة فخر واعتزاز ويرعاها بل ويدعمها من وقت لأخر وأقول هذا بشجاعة.   .. ماذا تقصد هل كنت تدعم الثورة مادياً؟   -      لا كنت ادعم هذه الثورة من خلال حمايتها والتصدي لكل من حاول ان يقتحمها.. أما مسألة الدعم المالي فما أنا إلا موظفا لا أملك إلا راتبي، ولو كان لي من المال ما يمكنني أن ادعمهم لدعمتهم ولم لا؟ على الأقل لدعم احتجاجاتهم الضرورية.   .. وان كان مثل هذا الدعم يؤدي إلى تغيير النظام الذي أنت جزء منه؟   -      ولم لا إذا كان تغيير النظام سيتم عبر الطرق الدستورية والقانونية التي منها الاحتجاجات الشعبية السلمية..     .. ولكن هذه الاحتجاجات أرادوها الناس سلمية وأردتموها معركة؟   -      اعترف أن أخطاء إستراتيجية قد حدثت ولا بد أن نخوض في هذه المسألة بشجاعة وتفصيل وقد كان هناك اثنان وخمسون يوماً في بداية الاحتجاجات مرت بود وسلام وسلاسة، وكنا سلطة ومعارضة في دائرة تفاهم، وكان إذا ما حصل خطأ من أجهزة الأمن كنت امثل مرجعية للثوار بشبابهم وأحزابهم، وحين كان يأتيني قادة في الأحزاب للشكوى حول احتجاز شباب لم تكن تمض ساعات حتى يتم أطلاق سراحهم ولكن حين انتقلت الاحتجاجات إلى مستوى من العنف كان لا بد أن يتم كبح جماحه بأقل الخسائر.   ولكن المتغير الحقيقي في مسار هذه الثورة بدأ بعد 29-5 حين تم اقتحام الساحة وتحولت من عنف إلى مواجهات دامية.   .. ماذا كان دورك في جريمة اقتحام الساحة؟   -      لقد مثل اقتحام الساحة بالنسبة لي صدمة لم أكن أتوقعها وبالذات وأنا لم ابرأ وبعد من مرض سافرت على إثره منقولاً على طائرة إخلاء إلى جدة ثم إلى ألمانيا، وكان أن ابلغني احد الأصدقاء ظهر اليوم الثاني للاقتحام واعتبرت أنني أمام مبالغة قبل أن اتصل لأتأكد بنفسي من فداحة ما حصل. وبدا أن ما حدث ليس فقط فعل غير أخلاقي وإنما هو بمثابة التحدي لي خاصة، وكنت قد أعلنت من خلال وسائل الإعلام ومنها قناة الجزيرة أنني أتحمل مسؤولية أخلاقية وقانونية في اقتحام الساحة، ومن جانب آخر لقد أثار هذا الفعل مخاوفي التي صارت واقعاً فيما بعد من أن يكون ذلك بمثابة الخطوة الأولى التي ستجر المحافظة المسالمة إلى عنف يصعب السيطرة عليه وبالذات بعد حرمان المحتجين من مكان اعتبر وسيلة للتعبير عن احتجاجاتهم، وهو ما سيمثل فرصة لأولئك الراغبين في جعل تعز ساحة للمواجهات، وهو ما حصل بعد ذلك.   .. هل نفهم من كلامك أن اقتحام الساحة لم يتم من خلال خطة أعدت قبل سفرك خاصة وأنت رئيس اللجنة الأمنية في المحافظة؟   -      أولا حينما يتعلق الأمر بخطة مسبقة اعلم بها فهذا من سابع المستحيلات وإلا ما كنت سأتحمل مسؤولية حماية الساحة أمام العالم اجمع، ثم إن الاقتحام تم في 29-5 أي بعد 16 يوماً من سفري ولم يكن هناك أي خطة معدة ولأكون صادقاً معك ومع قراء صحيفتك لقد كنت استشف تفكيرا ًلدى عددا من القادة بالقيام بمثل هذا العمل ولعل ذلك هو ما دفعني للإعلان عن مسؤوليتي في حماية الساحة وكنت اعتبر مثل هذا الإعلان بمثابة ردع لكل من يحاول اقتراف مثل هذا الأمر.   .. هل يمكن أن نكون أكثر وضوحاً باعتبار أن مسألة التكهن بما يفكر به الآخرين يبدو صعب الفهم؟   -      قد لا يكون الوقت مناسبا والمكان مناسبا للحديث بأسماء ووقائع ولكن ما أود أن أقوله أن ضباطاً كانوا يتطلعون لاقتحام الساحة وتصديت لهم ووصل الأمر أن قلت لهم انه لو تم اقتحام الساحة فإني سأقلب المحافظة رأساً على عقب.   أما فيما يتعلق بتعريضك كوني رئيساً للجنة الأمنية. فإنه من الناحية القانونية ليس هناك ما يجعل المحافظ رئيساً للجنة الأمنية،  وهو ما يجعل الأمر لا يعدو وان يكون أمرا نظرياً، أما من الناحية العملية فليس له أي معنى لأن ما كان يتمتع به المحافظ من الناحية القانونية من السيطرة على الجهات الأمنية هو النص الوارد في السلطة المحلية وحتى هذا تم الالتفاف عليه بواسطة القرار الجمهوري الذي ابعد السلطة المحلية عن أي دور إشرافي أو تنفيذي على الجانب الأمني، أما ما عدى ذلك فان قوانين الشرطة والجيش وقانون العقوبات والجزائية وغيرها فلا تعطي أي دور في الإشراف على الجهات الأمنية، وبعيداً عن ذلك كله فأنه حينما غادرت إلى الخارج كان هناك مشرف على الجانب الأمني هو نائب رئيس هيئة الأركان لبوزة، وقبله علي صلاح، وهذا ربما لان خبرتي في هذا المجال ليست كافية وربما لأنني مدني وليس جنرال حرب.     .. ولكنني أعلم انك توقع بصفتك رئيس اللجنة الأمنية؟   -      لقد قلت لك إنها مسألة نظرية استعراضية، لأن المحافظ لا يدري بخطط الأمن وتصور أن المحافظ يوقع على استحقاقات كل المكاتب الحكومية ما عدى استحقاقات الجهات الأمنية، حتى انه لا يوقع بجانب مدير الأمن مثلما لا يستطيع أن يوجه عقابا لمدير أمن ولا عقابا لقائد أمني فضلاً عن قائد معسكر، وكل ما في الأمر أن الرئيس يقول أحيانا لا بد أن تحترموا قرارات المحافظ، وحتى هذا يرجع إلى مزاج القائد الأمني أو العسكري إن شاء نفذ وإن شاء رفض.   .. إذا لماذا قبلت أن تكون ديكور وبدون صلاحيات، هل هذا خاص بتعز أم أن ذلك راجع للقوانين المقيدة لصلاحيات المحافظ؟.   -      يا أخي أنا حين انتخبت محافظاً لم انتخب رئيساً للجنة الأمنية  وليس هناك ما يشير من الناحية القانونية لمثل هذا، إذن لماذا تقول قبلت.   .. اعتقد وبعيداً عما قلت انك كرئيس للسلطة المحلية على الأقل، من حقك أن تقبل أو ترفض الموظف الذي يرسل إليك، هذا إذا لم يتم اخذ رأيك فيه لتقوم بترشيحه، وأخص تحديداً مدير الأمن عبدالله قيران الذي جاء على خلفية صراع في محافظة أخرى وعليه أحكام، ومع ذلك لم ترفضه؟.   -      أولا قيران ليس أول ضابط امن تعين في عهدي دون أن يتم أخذ رأيى، حيث لم اعلم بتعيين مدير الأمن، سواء الحالي او السابق، إلا بعد صدور القرار وهناك كما قلت قرار لرئيس الجمهورية بعزل المحافظ عن أي دور أو تدخل في سلطات مدير الأمن أو الإشراف عليها، وإذا كان وزير الداخلية هو من يعين مدير امن مديرية أو مدير قسم فكيف سيعين المحافظ مديرا للأمن.. هذا خلل بالتأكيد يجب أن يراجع في قانون السلطة المحلية حتى يكون للمحافظ سند قانوني في التوجيه والإشراف على الجهات الأمنية.     .. أتحدث عن قيران تحديدا بعد أن أصبح مشكلة وعامل توتر في محافظة تعز، الم يكن من الواجب أن يكون لك موقف حازم في هذا الموضوع؟.   -      قيران ليس شرا مستطيرا بالمطلق لكن عندما أصبحت مسألة رفضه قضية رأي عام كان لابد من التفكير مليا قبل تعيينه في منصب تنفيذي، وأنا خاطبت نائب رئيس الجمهورية عقب عودتي من ألمانيا وطلبت منه ليس تغيير عدد من القيادات الأمنية فحسب وإنما طلبت تغيير بعض القيادات العسكرية ووعد بذلك وما زلت انتظر.   .. بصراحة أقول لك في ظل ما جرى  في تعز كان أبناؤها ينتظرون منك موقفاً أقوى وبالذات وأنت احد أبنائها المنتخب كرئيس لسلطتها المحلية وبالذات بعد أن تزايدت الانتهاكات التي لم تحصل في محافظة أخرى   -      أولا يا أخي لا ينبغي أن تقارن الوضع في أي محافظة بالوضع في محافظة تعز التي عاشت أوضاعا استثنائية وتم استهدافها وأنا اتهم بعض قادة أطراف الصراع أنهم حين كانوا يهدؤون في صنعاء كانوا يذكرون بأنفسهم في تعز   أما ما قلت بخصوص ما كان ينتظره مني أبناء تعز فهل كنت امتلك عصا سحرية لأوقف بها كل هذا العنف الهائل الذي حصل وإذا كنت تقصد انتظارهم مني الانضمام إلى الساحة فهذا ليس موقفي وإذا كان هذا يمثل قناعات البعض فهي لا تمثل قناعات الجميع.   بالإضافة إلى أنك حينما تتخذ موقفاً حدياً فانك في هذه الحالة ستصبح طرفا في الصراع وليس مهدئا له، خاصة وقد نجحت في أن لا يصل الصراع إلى الحد الذي كان يراد له من أطراف عدة بتحويل أبناء تعز إلى أدوات حرب يقتل  بعضها بعضا ولي قناعات خاصة اعتقد أن مكانها ليس الساحة.   .. ولكن الاقتتال مع ذلك كان واقعاً في تعز حتى بعد عودتك من العلاج؟   -      صحيح فحينما عدت في 4 يوليو تفاجأت لأنني حينما غادرت كان في تعز مظاهرات ولكن حينما عدت كانت هناك مواجهات وكل يملك مواقع وأسلحة يتم استخدامها بدون رشد في محاولة من الأحزاب لإيجاد ما يمكن وصفه بتوازن الرعب وكان أن أول ما قمت به هو إيقاف هذه المهزلة ومحاولة العودة بالأمور إلى نطاقها الطبيعي المتمثل بالاحتجاجات السلمية ووقعنا اتفاقية 8 أغسطس وتم تهدئة الوضع من خلال انسحاب المسلحين من جبل جره ومن المكاتب الحكومية وتم سحب المدرعات والدبابات من مستشفى الثورة العام، وتم إخراج الحرس الجمهوري من النقاط التي كانت داخل المدينة ثم عادوا للعنف من جديد.   ما أريد قوله انه حتى وان حصل عنف أو خطأ أو ضحايا  فقد كان الجميع شركاء في هذه العملية.. بسبب استخدام الأسلحة من قبل من اسموا أنفسهم بحماة الساحة، وكان ذلك يمكن تفهم مثل هذا الفعل بعدما حصل في الساحة، إلا أن استمراره رغم عودة المحتجين ليس إلى ساحة واحدة بل إلى عدة ساحات، جعل الأمر يخرج عن كونه مجرد رد فعل لما حدث إلى استغلال ما حصل، لكي تتحول المدينة إلى ساحة حرب كمقدمة لإسقاطها ليس في يد الثوار وإنما في يد قوى تتصارع للوصول إلى السلطة تحت أي مبرر ومهما كانت التضحيات.   .. ولكن ما حدث يا أخي المحافظ أن منازل المواطنين هي التي استهدفت، واعتقد أن منزلك الخاص أيضا ناله من القذائف العشوائية بينما المسلحون لم يصبهم أذى.   -      بالتأكيد حصلت أخطاء  أثناء التصدي للمسلحين ولذا  فقد اتخذنا قراراً أثناء اجتماع اللجنة الأمنية بالامتناع تماماً عن استخدام السلاح الثقيل بقصف المسلحين الذين تمترسوا في أوساط الأحياء السكنية ويقومون بضرب المواقع العسكرية بالرشاشات الثقيلة إلا أن مثل هذا الضرب كان يعود من وقت لآخر كرد فعل على استهداف عدد من المواقع العسكرية، وعلى أية حال فقد شكلت لجنة للتحقيق ولجنة أخرى لتقييم الأضرار والمطالبة بالتعويضات بالتنسيق مع الأخ نائب رئيس الجمهورية.   .. ولكن من المسئول أو الآمر بإطلاق الأسلحة الثقيلة على الأحياء السكنية؟   -      كل قائد عسكري يأمر بالضرب، مع أنني حينما كنت أوجه برقية لوم لأحد القادة أو لمدير الأمن يرد علي بأنه لم يأمر وإنما الضابط الموجود في أي موقع حينما يهاجم موقعه، يرد باستخدام الأسلحة التي أمامه دون أوامر.   .. ولكن هل المسلحون قادرون بأسلحتهم على الوصول إلى موقع القاهرة أو استهدافه بأسلحتهم وهو كان احد المواقع العسكرية التي قامت بالرد على هؤلاء؟   -      الضرب من القاهرة لا معنى له.   .. ولكن هذا ما حدث؟   -      نعم وقد وجهت في هذا رسالة بمنع الضرب من القاهرة تحت أي مبرر إلا في حالة ما كان هناك اقتحام لموقع القاهرة كإجراء وقائي.   .. من وجهت؟   -      وجهت مدير الأمن.   .. هل كان هو المسئول عن القيادات في جميع المواقع العسكرية؟   -      من الناحية العملية أنا لا أوجه إلا مدير الأمن، لان القادة العسكريين لا يتبعونني.   .. هناك من كان يطرح أن الحرب في تعز شرعبية باعتبار أن قياداتها المختلفون من شرعب، أنت المحافظ وحمود المخلافي من الإصلاح وصادق سرحان القائد العسكري لدى علي محسن بينما من دفع الثمن هم المدنيون في المدينة والسؤال: طالما والأطراف القيادية شراعبة لماذا لم تعملوا على تجنيب تعز ما حدث؟.   -      استغرب أن ما قتله كان يقال أيضا بسوء نية داخل السلطة والمعارضة، وقد وصل الأمر إلى القول إنه لو لم تكن الأطراف من شرعب لكان المحافظ قادرا على إيقافها نظراً لعلاقة تجمعهم فيه.. مثل هذا يطرح بينما هناك أيضا أطراف متصارعة من سنحان وعلي محسن يدير الصراع وهو من مسقط رأس الرئيس، ومع ذلك أقول إن كون قادة الصراع المسلح من شرعب كان له ايجابية من حيث أن علاقات مثل هذه كانت تستغل للتهدئة، وقد ذهبت بنفسي إلى شرعب لكي يوقع صادق سرحان على اتفاق التهدئة ووقع عليه وكنا نتواصل من اجل عدم توسع الصراع، والسؤال لو كان صادق أو حمود من منطقة غير شرعب هل يعني أن المشكلة لن توجد؟.. على العكس ربما كانت ستأخذ أبعادا أخرى.   ـولكني اسأل انه رغم هذه القرابة فإن ذلك لم ينعكس سلاماً على تعز؟   .. ما أدراك   لقد ضلت المواجهات قائمة أشهرا عدة.    لقد تم تحجيم المشكلة وتطويقها وحد من تداعياتها وكثيرا من القضايا تم فرملتها من خلال تفاوضات خاصة وكان يمكن أن تكون الكارثة أوسع.     ماذا عن فروع الأحزاب في المحافظة كيف كان دورها؟   -      لقد كنت التقي مع قادة الأحزاب أسبوعيا، وكنا نصل إلى اتفاقات تهدئة وقد وقعنا اتفاق 8-8 وكنا قد أخلينا المدينة من المسلحين قبل نزول اللجنة العسكرية وسهلنا عملها بناء على  التفاهمات التي تمت، وأرجع إلى  الشرعبة التي تم تناولها بشكل واسع حتى أنها تحولت إلى قصة إعلامية، والغريب انه تم التوافق عليها بشكل مريب بين أطراف الصراع إلى درجة ان قناة سبأ وهي قناة رسمية تخصص لموضوع كهذا ثلاث حلقات تتهم بحدوث خيانة فقط لأن الجميع من شرعب، ومع ذلك تجاوزنا ترهات كهذه باعتبار أن هناك ما هو أهم، وهو إنقاذ تعز مما يحاك ضدها وبالذات بعد أن تبين أن هناك من الطرفين من اعتبر أن ما يجري في تعز أصبح مصدر رزق للبعض وتأمين فرص لتصفية حسابات كل ضد الآخر.   .. ألست معي أن كل أطراف الصراع قد ساهموا بشكل أو بأخر بمعاقبة تعز على مدنيتها وقيادتها للثورة في اليمن أجمع؟   -      لا ننكر أن السلطة كانت مرعوبة  جداًَ من الاحتجاجات السلمية في تعز، وحين تم استخدام السلاح فإن السلطة تنفست الصعداء، وحين عدت من الخارج وجدتها لم تكن بتلك الصورة المرتعشة، لم تعاقب تعز بسبب مدنيتها ولكن الخطأ الاستراتيجي حدث حينما تدخل المسلحون في الثورة السلمية .   .. ولكن من بدأ أليست هي السلطة حينما قامت باقتحام الساحة بذلك الشكل البشع؟   -      صحيح لقد كان خطأ واعتداء على حق مكفول بالقانون وهو عمل مدان، وقد انتقلنا بعد الاقتحام من عنف المظاهرات إلى عنف المواجهات، لأنه كان هناك استخدام لقنابل الملتوف واقتحام لبعض المشاءات الحكومية واعتداء على بعض الجنود نستوعبها ولكن مع ذلك كان اقتحام الساحة عملاً فاضحاً بمعنى الكلمة.   -      .. كان خطأ أم جريمة؟   - كان جريمة واعتداء، واكشف لك أن احد القادة من الصقور الذي كان متبنياً ومشجعاً لاقتحام الساحة انضم إلى الثورة فيما بعد.   .. دعني أتحدث إليك باعتبارك احد أبناء تعز الست فخوراً بكون هذه المحافظة هي التي قادة التغيير .   -      أنا لا أكتمك بمدى فخري واعتزازي  بكوني محافظ لمحافظة تعز وكوني احد أبنائها كما اشعر بكل الاعتزاز والتميز لما قامت به  هذه المحافظة من دور في هذه الأحداث بسعيها للتغير وللمكانة التي كسبتها في نفوس الناس على امتداد اليمن أجمع.   ولكن وفي نفس الوقت أحس بالحسرة من الخدوش الرئيسية التي لحقت بالحركة السلمية في محافظة تعز والمحاولات التي تمت لمصادرة هذه السلمية واستخدام أبنائها لتحقيق مكاسب أقول إنها غير مشروعة، ولكن مع ذلك فتعز ما زالت عنوان التغيير في اليمن وهي التي أدارت العجلة في الأحداث السياسية، ولولا ما حدث في تعز ما كانت المبادرة الخليجية والاقتناع بانتهاج الحلول السلمية وفوق ذلك فقد فوتت تعز الكثير من الصفقات بين الأطراف لأنها فرضت جزء من طموحات الناس بحكم الضغط الشعبي الذي كان سائداً في تعز، وعلى أية حال فقد كانت هذه المحافظة  مرجعية الرشد للنضال اليمني ابتدءاً من احتضانها لمناضلي حزب التحرير في جنوب الوطن، وفي رسم مسارات الوحدة اليمنية.   ولذا ليس غريباً أن نرى أبناءها أيضا على امتداد الثورات في الخارطة اليمنية من مأرب حتى سقطرة وظلت تعز حاضرة  بتضحياتها في كل الساحات بما في ذلك ما قدمته كأحد اكبر ضحاياها في جريمة جامع النهدين الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني.   .. وأنت تطرقت إلى الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني رحمه الله يقال انه وفي ظل التغييب الممنهج لرموزها وممثليها خلال العقود الماضية فإنه وبغياب عبدالعزيز صار هناك تنافس لوراثة من يمثل هذه المحافظة وان السلطة تستغل ذلك لتشعل حمى المنافسة بين رشاد العليمي, سلطان البركاني, عبدالرحمن محمد علي عثمان, حمود الصوفي, وهو ما جعل البعض يربط ذلك بعدم وجود أي موقف قوي إزاء ماحدث في تعز بسبب هذه الجزرة التي علقت لك..   مقاطعاً: أولا هذا غير صحيح لأنه لم يعد بيد جهة أو شخص لوحده مسألة تقرير من يمثل تعز أو غيرها وثانيا أسال مجدداً ما هو الموقف الذي كان منتظراً من حمود الصوفي ليتخذه دفاعاً عن تعز ولم يفعل وأين المكان الذي قصر فيه حمود خالد واسأل مجدداً : هل كان مطلوبا مني أن اذهب إلى الساحة، هل تعلم أن هناك من الراشدين ومن العقلاء في الساحة السياسية داخل المعارضة من عارض مسألة استقالتي؟ كان ذاك حينما تم اقتحام جامعة تعز واقتياد رئيسها وحينها قلت وعبر وسائل الإعلام انه إذا لم يتم عزل قائد الحرس الجمهوري المنفذ للاقتحام فاني سأقدم استقالتي عند الثانية عشر ظهراً وفعلاً غادر تعز قبل الموعد المحدد إلا انه للأسف فقد تفاجأت عند عودتي من الخارج بأنه قد عاد مجدداً.   .. ماذا كانت ردة فعلك؟   -      رفعت للأخ نائب رئيس الجمهورية بمذكرة بضرورة التغيير لقائد الحرس الجمهوري ومدير الأمن وقد أقرت اللجنة الأمنية العليا برئاسة النائب بالتغيير وابلغني بأنه سيتم .   أما الشق الثاني من سؤالك حول من يمثل تعز، فيجب أن تعرف أن المعايير قد اختلفت حول من هو الرمز أو من هو الممثل لهذه المحافظة وذلك لأن الإعلام والمال والسلطة قد خلقوا نماذج مشوهه وبالتالي فلم تعد المعايير الأساسية المتمثلة بالكفاءة والقدرة والحرص هي التي من خلالها يتوقع الناس أن يكون هذا أو ذاك هو ممثل لهذه المساحة الجغرافية ومن وجه نظري فأن تعز كلها نجوم .. في الساحات نجوم، وفي المعارضة نجوم، وفي السلطة نجوم، وأطمئنك بأن تعز ليست فقيرة في الرجال، وانظر تشكيلة  الحكومة الآن فهناك من تعز من السلطة والمعارضة ومن شرعب التي يتم الحديث عنها، هناك ثلاثة وزراء وهو ما يخلق لدينا اطمئنان من أن تعز مازال لديها نجوم كثر وليس سلطان أو حمود خالد أو من تحدثت عنهم.   .. دعني أعود واكرر: وأنت قد أعلنت زهوك واعتزازك بمحافظة تعز وأبنائها، ألا يستحق هؤلاء موقفاًَ حازماً منك إزاء ما جرى لها بأن تقدم استقالتك احتجاجاً، ولا أقول لك بأن تنضم إلى الساحة..   -      أريد أن أقول لك وقد استدرجتني إلى صراحة لا أعرف مقدار ثمنها، سأكشف لك انه ويوم حادثة الجامعة جاءني قادة الأحزاب وهم الأستاذ احمد الحربي والأستاذ رشاد سيف سعيد التنظيم الناصري وآخرون، وحذروني من الغضب وأشاروا علي بالبقاء في منصبي لحفظ التوازن والدفاع  عن المحافظة حتى لا ينفرط العقد وان تعالج المسالة بحدودها وحين كنت في ألمانيا للعلاج أتصل بي الأخ احمد عبد الحافظ الفقيه رئيس التجمع اليمني للإصلاح وطلب مني الإسراع بالعودة وأخبرني أن  الأمور قد فلتت وقال لم نعد ندري مع من نتفاوض، وان هناك مخاطر تنتظر المحافظة، وطلب عودتي للعودة إلى نقطة التفاهم التي كنا فيها، وكذلك اتصلي بي الوالد علي محمد سعيد وزارني إلى هناك، وكثيرون غيرهم رأوا أن خروجي من الحافظة أدى إلى تداعيات غير محمودة .   .. طالما وأنت على هذا القدر من التفاهم مع المعارضة وكان دورك بهذه الايجابية، لماذا كل هذا الهجوم عليك من قناة سهيل وبعض الوسائل المحسوبة على  المعارضة؟   -      أولا لا أتهم المعارضة انها وراء هذه الحملة إذ من السهل جداً أن  أحد ما يريد ان يصفي حسابه معك  أن يستغل هذه الوسيلة الإعلامية  أو تلك، ويعتقد انه سيطيح بك من خلالها، وتصور أن أكثر من ثلاثة صفحات في الفيس بوك تم تسجيلها باسمي وأن أحدها قد وصل عدد أصدقائه إلى ثمانية الآلاف بينما لست أنا، وبالتالي فإن قناة سهيل تريد احد شيئين، إما بقصد ممارسة الضغط لدفعي على الاستقالة وإما إنها واقعة تحت موجة من التضليل الإعلامي من بعض الأفراد الذين  ينقلون إليها المعلومات مغلوطة ولهذا لست منزعجا مما ينشر باعتبار أن الواقع لا يمكن تزييفه إلى الأبد.   .. ولكن البعض يطرح أن لديك خصومة مع الشيخ حميد الأحمر مالك القناة ربما لانتقادك القبلية؟.   -      بالنسبة لي ليس لدي أي خصومة مع الشيخ حميد وليست لدي أي مشكلة مع القبيلة، أنا لي رؤية وطنية سياسية مدنية قد تتناقض مع رؤى أخرى، أما بالنسبة لحميد فأنا اعتبره احد السياسيين الأذكياء جداً وانه يسعى نحو تحقيق تطلعاته بشكل ممنهج.   -      .. وماذا عن اللواء علي محسن الأحمر؟   -      علي محسن ليس لدي معه أي خصومة.   .. ولكن حين كنت وزيراً للخدمة المدنية كنت متبنياً نظام البصمة في الجيش والأمن وقيل انه كان رافضاً وانه كان سبباً في إقالتك؟   -      لا علم لي بمن أقالني من الخدمة المدنية، وعلي محسن لم يكن الخصم الوحيد في قضية الامتناع عن تسليم بيانات الجيش، ولم يكن الوحيد في إفشال مشروع البصمة والصورة والبصمة لوحدها لم تكن هي مشروع الإصلاح المؤسسي إذ كان له أركان كثيرة مثل إعادة الهيكلة وقواعد البيانات ومعايير شغل الوظيفة العامة وتحديد دور الدولة فكثير من الأشياء المتعلقة بالإصلاح المؤسسي ذهبت أدراج الرياح، وأنا لست المعني الوحيد بالإصلاح المؤسسي، ومن المفروض أن تتبناها حكومة، ولا ينبغي أن تسند إلى شخص واحد.   -      ..تحدثت عن علي محسن باعتباره المسئول عن خطف ولدك صهيب وهو ما جعلني اعتقد أن الخصومة موجهة نحوك شخصياً إذا ماهي الأسباب التي جعلته يستهدفك في ابنك ؟   -      - والله انه أمر محير إذ مازلت أسأل لماذا خطف ابني كوني لست متورطاً بأي عمل من أعمال العنف كما أنني لست جهة قامت باعتقال أفراد تابعين لعلي محسن أ للأحزاب يمكن مقايضتهم معي، مثلما لم أكن مسئولا عن جهة أمنية أو عسكرية كالحرس الجمهوري أو وزارة الداخلية  كي يمارس ضغطاً على  بالإفراج عن معتقلين، إذا كان هذا هو الهدف والوسطاء الذين وسطتهم لاسترجاع ابني من الفرقة الأولى مدرع قالوا إن علي محسن قال كنت على وشك الإفراج عنه ولكن تدخلت الحزبية وقوى سياسية ولم ادري من هو الذي تدخل ومع ذلك لم اصعد إعلاميا، وكان هدفي هو استعادة ابني وأن لا أدفع ثمن صراع سياسي لست طرفاً فيه،وكانت هذه وأمثالها إحدى الممارسات التي خدشت مسار الثورة ومسار التغيير..   -      .. إذا كيف تمكنت من إخراج ولدك وما هو الثمن الذي دفعته؟   -      - لم ادفع شيئا ولكن كان هناك وسطاء من ضمنهم اللجنة التي كانت مكلفة بحل الأزمة، وقالوا لي إن علي محسن كان يطالب مقايضة صهيب بمعتقلين من الفرقة لدى الأمن القومي الأمن السياسي، وقد كلمته شخصياً بأني لست طرفاً في هذه القضية، وليس من حق أي أحد أن يطالب بابني معتقلين، وإذا أراد ذلك فعليه أن يخطف من هو مسئول عن  هذا الاعتقال. إذ  ليس من المنطقي أن يخطف ابن محافظ تعز من اجل مختطفين تم خطفهم في صنعاء. هل لأنه من تعز إذ لم تحميه حصانة مجلس النواب ولا حتى كونه مدنياً ليس له علاقة لا في السياسية ولا في الصراع الجاري، وتصور حتى لم يشفع له كونه مريضا، وعومل بوحشية منقطعة النظير..   -      ومع ذلك لم يطلق سراحه رغم حشد الطاقات المدنية والوطنية، وبعد أيام شددت الرحال إلى سفارات دائمة العضوية بمجلس الأمن وسفارات مجلس التعاون الخليجي، وهنا أوجه الشكر والامتنان لكل هؤلاء السفراء الذين تحملوا مسؤوليتهم الإنسانية في هذا الأمر وعلى رأسهم السفير السعودي وسفير الولايات المتحدة الأمريكية، لأنهم هم الذين اخرجوا ابني ولا سواهم..   -      .. ونعود إلى تعز ما هو الوضع الآن؟   -      - بالنسبة للتواجد العسكري فقد انتهى في تعز وحتى في المواقع التي كان موجودا فيها قبل احتجاجات فبراير بما في ذلك الحزام الأمني في الستين رغم انه لم يكن ضمن الاتفاق بما في ذلك النقاط العسكرية للحرس الجمهوري داخل المدينة، أما عن المسلحين من الطرف الآخر فأقول إن كانوا قد اختفوا من شوارع المدينة فأتمنى أن لا يكونوا قد اختفوا داخلها حتى تعود المدينة كما كانت بلا سلاح، كما أتمنى أن يقوم الأمن بإعادة هيكلة نفسه، لان الأمن بمستوى كبير من الضعف، كما عليه أن يقوم بتأهيل نفسه والاهتمام بأفراده ومنحهم حقوقهم لأن الناس يريدون الأمن ولأن وزير الداخلية كان مديراً لأمن تعز ويعلم ما تحتاجه من الأمن وما يريده أبناءها.   -      .. ولكن أبناء تعز يريدون بصراحة مغادرة مدير أمن تعز وقائد الحرس الجمهوري، وأعتقد أن من حقهم ذلك؟   -      - لا يجوز أن ندفن رؤؤسنا في الرمل وهذه القضايا مثارة على أعلى مستويات بما فيها ا لرئيس ونائبه وحتى سفراء الدول، ولا مانع مطلقاً من تغيير من ذكرت واسأل لماذا لا يتم التغيير رغم أني طالبت بذلك وكنت قد اقترحت ذلك كجزء من المصالحة وليس لأني أكره قيران أو غيره أو يمكن أن نبتعد جميعنا إذا كان ذلك سيعيد المحافظة إلى سابق عهدها.   -      .. ولكن كيف، هل هناك مؤشرات لإبعادهما؟   -      - ينبغي أن يتم ذلك   -      .. أسألك كمسئول في تعز كيف سيتم النظر إلى  من قتلوا في هذه الاحتجاجات دون النظر في صف من كانوا بالنسبة لي أرى أن تعوض  أسركل من قتل في هذا المعترك بغض النظر مع أي طرف كانوا وان يكون لهم الأولوية في مشروع الصالح السكني سواء من الجنود أو من أسر المواطنين الذين قتلوا وأطلب من المسئولين  عن هذا المشروع أن يعطوا من ذكرت الأولوية وقد شرعنا بدفع ديات عشرة من الضحايا من الأبرياء الذين قتلوا أثناء القصف.   -      .. علمت انك في هذه الفترة تقدمت باستقالتك إذا كان ذلك صحيحاًَ فلماذا؟   -      - حين تم تعييني في المحافظة قبلت على مضض وباعتبار أني سأقدم شيئا لمحافظتي، وكان مشروعي ينطلق من أن تعز حرمت لعشرات السنين من حقوق كان يجب أن تتحقق منذ عقود، وتساءلت: لماذا ليس في تعز مطار دولي لماذا مات ميناء المخا ولماذا يحرم مواطنو تعز من شربة الماء، لماذا رغم وجود نجوم رياضيين من تعز ومع أمجادها الرياضية ومع ذلك  ليس فيها مدينة رياضية أو حتى استاد رياضي  رغم أنه يوجد في أصغر محافظة ..   -      لذلك كان اتجاهي تنمويا، وبدأنا   -      نعوض الناس لبناء مطار تعز، واتجهنا لإعادة دور ميناء المخاء ثم المدينة الرياضية وتكرم الرئيس  مشكورا بإخراج الحرس الجمهوري من جزء من الأرض لإقامة هذه المدينة وبدا العمل فيها، وأبشر أن الإخوة القطريين اختاروا تعز لبناء مدينة طبية بمبلغ سبعمائة مليون دولار، وتواصلنا معهم، وهم عائدون الآن.   -      أقول إذا كانت مهمتي ستستمر في تعز فلتكن تحت هذه العناوين إذ لن أقبل أن أكون جنرال حرب لان هذا ليس من مهامي ولا من تطلعاتي، وقد استهلك العام الماضي في مصالحات ومتابعة مشاكل أمنية وتوقفت الحياة في محافظة تعز  وإذا كنت سأبقى فمن اجل استكمال هذه المشاريع التي بدأتها، ولهذا لن أعود حتى أخذ تطمينات من النائب  ورئيس الحكومة ووزير المالية بتعويض تعز عما فاتها وإلا فلا داعي للعودة،  وأقول لرئيس الحكومة ووزير المالية أن لا يبخلوا على تعز لان الكراسي التي وصلوا إليها الآن كانت تعز هي الجسر الذي عبروا من خلاله إلى كراسيهم واطلب منهم أن ينظروا إلى تعز بما تستحقه من الاحترام والمهابة.   -      .. لماذا تحمل الحكومة المركزية كل المهمة بينما تغفل إمكانية تعز وقدرتها على أن تمول نفسها، والمطلوب فقط هو إدارة إمكانياتها التي يتم تعطيلها فعلاً. ميناء المخاء بدلاً من يوظف دخله لصالح أبنائها أصبح يصب في جيوب المهربين ومن يحميهم   -      - يا أخي ليس الميناء وحده الذي تم تدميره وأصبح للمهربين ثم إن ما يجري في هذا الميناء لا يعد تهريبا  بل أصبح أشبه بتجارة محرمة تتم في وضح النهار، ومن يقوم بذلك ينتمون إلى أجهزة دولة،  وقد شكونا كثيرا  وطلبنا معاقبة عدد من الضباط الكبار المتورطين في رعاية التهريب. كان ذلك من سنين مضت. وفي آخر زيارة للرئيس إلى تعز ذهبنا إلى باب المندب وتكلمنا حول التهريب  وحددنا الضباط المتورطين ولعلكم في صحيفة الوسط قد فتحتم ملفاً كهذا، ومن خلال ذاك التحقيق الذي قمتم به فقد أثرنا الأمر ووصل بي الأمر في أحد الاجتماعات أن طلبت فقط إيقاف تهريب ما يضر بالبلد وشعبه مثل تهريب المخدرات والسلاح والسموم الكيماوية والديزل، على الأقل من باب  ما لا يدرك كله، رغم خطورة التهريب بشكل عام على الاقتصاد خاصة وأنت تعلم أن تعز تطل على ساحل من أخطر السواحل الملاصقة للقرن الأفريقي المتخصصة بتهريب كل شيء، ولذلك طرحنا الأمر على رئيس الجمهورية ووجه بتشكيل لجنة ووصلت لجنة من الأمن القومي وحددت بالاسم من هم كبار الضباط المتورطين في هذه العملية، ورغم توجيهات الرئيس إلى الحكومة بضرورة إحالتهم إلى القضاء لم يعاقب أحد، ولم يتم شيء.   -      .. لماذا؟   -      - لان منظومة الضبط منظومة مفككة ولأن قوى الفساد أكثر مؤسسية من أجهزة الحكومة، ولذلك نظر إلى إجراءات التحقيق باستهتار لان كل من هؤلاء مسنود بمن هو أكبر منه ويكفي أن تعرف أن مثل هذه الوظائف يتم شراؤها بمبالغ كبيرة، ولذلك فأن ما يتم لايعد تهريبا بل إنها عمليات تتم بوضح النهار ويتم تأمين  القوارب ابتداءً من رأس العارة  وحتى سواحل المخا.   -      .. أنت قلت إن التحقيق انتهى في رئاسة الحكومة لماذا لم تتابع مثل هذه القضية؟   -      - لقد بدأت فصول هذه القضية في 2010 وقد أدخلتني في خصومات كثيرة، وأذكر أن رشاد العليمي كان حينها نائباً لرئيس الوزراء ووزير للداخلية، ابلغني أنه تم تغيير مدير مديرية المخاء وباب المندب كإجراء عقابي باعتبار التحقيقات التي تمت وكانا من ضمن أسماء وردت وتوجب تغييرهم وحين طلبتهما قالا لي لقد اقتصر دورنا على أننا كنا نستلم مائتي الف ريالفي الشهر يسلمها لي الضابط فلا ن  ولا ندري لماذا رغم أننا لا نقوم بالتهريب وعدد لي أسماء ضباط كبار مشرفين على  التهريب بحكم مسؤوليتهم في حماية السواحل ، ولذلك اتصلت برشاد وقلت له لا ينبغي ان نكون من الذين قال الرسول فيهم اذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليهم الحد، ورفضت إقالتهم حتى يتم تغيير الجميع، وللأسف لم يغير أيا ممن تضمنتهم الكشوف.   -      .. لماذا أنت لم تقم بإحالة مثل هؤلاء مباشرة إلى النيابة بحكم صلاحياتك..   -      لا .. صلاحياتي لا تمنحني الحق في إحالة قادة عسكريين إلى النيابة ولكنني أحلت الملف إلى النيابة والأمن القومي ورئاسة الحكومة ولكن من يستطيع إلقاء القبض عليهم، رغم أن هناك من تم التحقيق معهم وتم سجن بعضهم  ولكن ضاع الملف في رئاسة الحكومة.   -- وهذا اللقاء مشارف على الانتهاء هل تعتقد بعد كل ما جرى من أن جروح تعز ستلتئم وتعود إلى استقرارها وبالذات في ظل التوافق الوطني نبحث عن إجابة تستند على ما تملك من معلومات؟   -- تعز ستستقر حينما تستقر الأوضاع في الوطن كله إذا كانت هناك عملية سياسية وطنية مبنية على تطلعات الناس في تحقيق الدولة المدنية استطع القول إن تعز سوف تهدأ، وفي الجانب الثاني يمكن القول إننا في تعز في هدنة، لأن السلاح ما زال موجودا فيها، كما أن الحالة السياسية ما تزال متهرئة ويمكن أن نضطرب في أي وقت من الأوقات كما أن الجهات الأمنية مازالت في حالة من الضعف ولا يمكن لأحد أن يدعي انه قادر على الدفاع عن مصالح الناس أو حماية المؤسسات، بالإضافة إلى أن الثقة معدومة وليس عندهم اطمئنان من أن الأوضاع قد استقرت تماماً، بسبب الشد والجذب ومحاولة استغلال الضعف الحاصل في الدولة، ولذا فنحن منتظرون المخاطر التي ستسفر عنها الحياة السياسية، ولكن مازال هناك ثوار في الساحات ومنها ساحة تعز يرفضون الحل السياسي القائم على المبادرة الخليجية.   يجب أن نعترف أن التغير قد تم في اليمن وما بقى هو ترتيب البيت السياسي في ظل هذا الجو التوافقي ولا أدري ما سبب لهذه الروح الانتقامية لدى البعض، مع أن رئيس الجمهورية قد انصاع لهذه المنظومة السلمية التي بدأت بمبادرة الخليج وانتهت بالآلية التي تم الاتفاق عليها بين الأطراف، وبدأت عملية التغيير بموجبها ابتداءً بتولي النائب مهام رئيس الجمهورية مروراً بتشكيل حكومة الوفاق وتشكيل اللجنة العسكرية، هذه المسؤولية التي تتوالي اليوم بهذه السرعة دالة على أن التغيير قد حصل.   .. أسأل عنك كمسئول في محافظة تعز، كيف ستتعامل مع هؤلاء الشباب في حال قرروا رفض المبادرة والتظاهر ضدها؟   - هناك نوعان من التعامل، الأول أننا مجبرون على احترام الحقوق القانونية لمن أراد أن يحتج، طالما وهو ملتزم بالقانون، فنحن لا نستطيع أن نفرض عليهم قناعات ليسوا مسلمين بها، ولكن لا يمكن أن نسمح بممارسات تضر بالمجتمع، خاصة وان المواطنين قد تعبوا طوال السنة الماضية ويريدوا أن يتفرغوا لمعيشتهم ولذا فإن هناك ما هو مشروع يجب أن نحترمه، وهناك ما هو غير مشروع يتوجب مواجهته.   .. على ذات السياق، عقب تشكيل حكومة الوفاق حدث ما سمي بثورة المجتمع ضد الفساد، تتم تحت هذه اللافتة طرد عشرات المسئولين من مؤسساتهم.. كيف تنظر أنت لكل هذا الإطراء الحاصل في جسم النظام السياسي؟   - انظر إليها كاتجاهات نتيجة الفساد المستشري في أجهزة الدولة نتيجة ضعف مستوى الأجور وعدم استقرار حالات الناس المعيشية ونتيجة لسوء الأداء الإداري لبعض القيادات الإدارية نحو موظفيهم، وكل هذه كانت متراكمة إلى أن أتى الوقت نفسه. لا يجب أن يتم التعامل مع كل ما ذكرت بانتهازية حزبية بحيث يتم إجراء تغييرات غير مشروعة ستقود إلى الفوضى وإنهاء مؤسسات الدولة، وفي تعز توجد احتجاجات بدأت منذ فترة طويلة والآن هناك من يريد استغلال مثل هذه الأوضاع للحسم، وأنا أحذر أن مثل هذا التوجه قد يؤدي إلى مواجهات داخل المؤسسات بين موظفي الأطراف السياسية، وهو ما يعني نقل المواجهات من الشارع إلى داخل المؤسسات، وهذه مسألة خطيرة وسيئة وتحمل مخاطر كثيرة، ولذا يجب أن تتوقف هذه المهزلة لأن ما يحدث هو يسئ للنائب في باكورة عمله ويضعف من الوصول إلى الانتخابات المحددة في 21 فبراير القادمة.   .. هل تعتقد أن هناك نفسا حزبيا لهذه الاحتجاجات؟   - نعم هناك نفس حزبي وهناك رغبة من بعض الأحزاب بأن تعجل من سرعة الحسم، وان هذه هي الطريقة المثلى لانهيار المؤسسات وربما يكون المخطط هو إسقاط مشروعية التحالف الوطني لتقوم بتشكيل حكومة بمفردها حتى تغلق الانتخابات البرلمانية القادمة عليها وحدها، وكل ما أخشاه هو أن ينهار ما تحقق حتى الآن، وينبغي أن لا يذعر هؤلاء من المستقبل بسبب مثل هذه التصرفات.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign