الزبيدي يهدد بطرد العليمي من عدن        صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية     
    مقابلات /
الناشط الحقوقي الانسي لـ"الوسط"..الامريكان والغرب عموماً لا يحبون أن يتعاملوا مع المجهول

2011-04-06 15:21:04


 
معروف في أوساط شباب الثورة الأوائل لأنه كان يشاركهم مسيراتهم وتعرض للاعتداء والسجن أكثر من مرة   اشتهر كناشط حقوقي أكثر من نشاطه السياسي ينتمي فكريا إلى حزب الإصلاح ذي التوجه الإسلامي ومجرد أن تقع عينيك عليه لا يخطر ببالك أنه يحمل فكرا راديكاليا، فالعلامات والسمات التي يتميز بها المنتمون إلى هذا الفكر لا تتوفر في شكله وملبسه وكأنه يقود تجنحا آخر بمفرده إنه المحامي خالد الآنسي الذي التقيناه فدافع دفاعا مستميتا عن حزبه الإصلاح وما ميزه أكثر أنه كان يتمتع بسعة الصدر ولا تبدو على ملامحه علامات الامتعاض من أي سؤال من تلك التي لو طرحت على غيره من أتباع فكره لأعلنوا حالة الطوارئ لكن الآنسي يختلف عنهم ولكنه في نهاية المطاف من الإصلاح ويعمل لصالح حزبه فإلى نص الحوار.   حوار/محمد غزوان   الوسط: يقال إن سبب تراجع الموقف الدولي والأمريكان عن تأييد الثورة الشبابية في اليمن وخاصة الأسبوعين الأخيرين يعود إلى هيمنة الراديكاليين على الثورة أو بالأصح حزب الإصلاح وتم تحييد أو تحجيم القوى الليبرالية فمن وجهة نظرك ما هي الحقيقة؟   الآنسي: في حقيقة الأمر إن الأمريكان ليس عندهم ثقة بكل القوى الموجودة في الساحة من يساريين وقوميين وغيرهم وهم محقون إلى حد بعيد باعتبار أن هذه القوى لم تستطع أن تسوق نفسها كبديل سياسي لهذا النظام ولكن المشكلة الآن ليست في هذه القوى، فالغرب حتى الآن ليس عندهم وضوح ورؤية من هي القيادة التي ستكون بديلة، لم يتشكل مجلس انتقالي، مجلس قيادة ثورة يمكن المجتمع المدني من معرفة مع من سيتعاملون في الفترة القادمة فالأمركيان والغرب عموما لا يحبون أن يتعاملوا مع المجهول وفي العديد من اللقاءات والحوارات معهم سمعنا منهم إشارات بأنهم بانتظار ملامح ما ستسفر عنه الثورة، هم يقرأون أن هذه الثورة شبابية ويريدون وجوها شبابية تتصدر الفترة الانتقالية ترك هذه المرحلة بدون وضوح، هي التي يجب أن يعلن فيها عن الوجوه التي سيقوم علي عبدالله صالح بتسليم السلطة إليها أو تنقل السلطة إليها باعتراف دولي، فترك الأمر بدون وضوح يثير قلقاً لدى المجتمع الدولي، فالآن الغرب ليس قضيته اليسار أو اليمين أو غير ذلك فهذه التيارات يرون أن التجربة التاريخية معها لا تجعلها محل اطمئنان ولهذا صاروا يرون أن تكون قوى شبابية حتى وإن كانت من هذه التيارات لها رصيد واحترام في إقرار قيام الدولة المدنية الديمقراطية الحقيقية، باختصار هم يريدون خارطة طريق واضحة للثورة وأهدافاً واضحة لهذه الثورة.   الوسط: أنتم هل تؤيدون قيام دولة مدنية حديثة.. ما زال هناك غموض حتى الآن؟   الآنسي: أنا لا أعرف ما الذي تقصده بـ(أنتم) فعلى الصعيد الشخصي كخالد الآنسي أو خالد الآنسي الذي ينتمي إلى حزب الإصلاح أرى أننا بحاجة ماسة إلى دولة مدنية ديمقراطية حديثة وتنظيمي الذي أنتمي إليه عنده قرار بهذا الأمر وموقفه واضح أن الهدف الاستراتيجي لهذه الثورة إقامة دولة مدنية حديثة، فالقضية أن الغرب لا يريد أن يتعامل مع القوى التقليدية بل يريد أن يتعامل مع القوى الثورية والوجوه التي أفرزتها الأحداث، فهم لا يريدون أن يتعاملوا مع المعارض في ما يعرف بالمرحلة الانتقالية لأنها هي مرحلة بناء الدولة الديمقراطية المدنية ولهذا يريدون أن يتعاملوا مع ذات القوى التي كان لها الدور في الدعوة إلى هذا التغيير.   الوسط: أنت تقول إن حزبك يؤيد قيام الدولة المدنية ولكن من خلال ما يقال في باطن الخيام أن هذا الحزب استحوذ بإمكانياته على الثورة وحيد حتى الشباب الأوائل ولم يمكنهم من المنصة ويرغب أن يفرض آراءه وتوجهاته على الجميع وهذا مخالف لسلوك من ينشد الدولة المدنية.. فما تفسيركم؟   الآنسي: ربما من غير الإنصاف أن أتحدث باسم حزب الإصلاح لأن الإصلاح له متحدثوه الرسميون، فأنا مجرد عضو في الإصلاح.   الوسط: أنت عضو قيادي؟   الآنسي: يعتبروني عضواً قيادياً ولكن له متحدثيه الرسميين ولكن ما أقوله في هذا الامر من حق الناس أن تنتقد الإصلاح ومن حق الناس أن تشكك في نوايا الإصلاح وعلى الإصلاح أن يتقبل النقد والشك ويعطي للناس تفسيرات عن هذه التصرفات ولقد سمعنا مثل هذا الكلام كقوى ثورية داخل الساحة وكنا نسمع توجيه أصابع الاتهام لحزب الإصلاح في الاستحواذ وكانت وجهة نظري لمن كانوا يتحدثون بهذا الأمر وهم من قوى سياسية يفترض أنهم شركاء للإصلاح فقلت لهم إذا كنتم ترون في حقيقة الأمر أن هذا عمل ممنهج فعليكم حين تجلسون مع الإصلاح أن توضحون له تلك التجاوزات وتقولون له هذا عمل مرفوض وإذا كنتم ترون أنها تصرفات فردية من أشخاص ينتمون لحزب الإصلاح كتصرف فردي فعلينا أن نحدث حلاً للمشكلة وامتصاص هذه المشاكل، فحزب الإصلاح حزب كبير يمتد بامتداد الخارطة وداخل تيارات متعددة، فيه من تعود وتعلم على عمل الشراكة وفيه من لم يتعود على ذلك إضافة إلى أن أي تصرف من أي شخص يحسب على الإصلاح على أساس الشكل فأي تصرف من شخص ملتح يصنف على أنه ملتح وأنا شخصاً غير ملتح وببنطلون جينز ممكن يعتبرني البعض أني يساري، فالقضية أحيانا يكون هذا الشخص غير إصلاحي نحن وجدنا أن جزءاً من الإشكاليات التي كانت في الساحة كانت تيارات أمنية تتبع الأمن القومي كانت تمارس تصرفات فيها عنف وفيها سوء بقصد إيجاد خلاف في الداخل بالإضافة إلى أن بعض القضايا هي قضايا حقيقية ناتجة عن تعامل الناس مع بعضها لأول مرة في قضية ثورية وليس ناتجة عن عمل ممنهج فليس ذنب الإصلاح أن يكون الحزب الأكثر عدداً وبحكم أنه الأكثر عدداً فسيكون الأكثر وجودا فليست خطيئة فالخطيئة أن يمارس هذه التصرفات وفق عمل ممنهج وأنا مستعد أن أقول له أول واحد قف وقد تحدثت مع أشخاص كثيرين وقلت لهم تعالوا واثبتوا أن هذا العمل ممنهج ولم يتم وفي حوارات مع قيادات الإصلاح كان هناك أشخاص من الذين يشكون من هذه التصرفات ولكن لم يتحدثوا ولم يشكوا ولم يتطرقوا إلى هذه القضايا وهذه الشكاوى والتزموا الصمت وأثرت هذه القضايا واستمعوا إلى توضيحات مقنعة على أنها غير ممنهجة، فالذي يفترض علينا أن نتعامل بمسئولية ونعترف بأن الناس جاؤوا من مناطق مختلفة وبعقليات مختلفة ونتعاون على تغيير مفاهيم هؤلاء الناس.   الوسط: أستاذ خالد ألم تلاحظ أن اتساع الساحة وكبرها أصبح بحاجة إلى منصات متعددة حتى تتنوع الثقافات بشرط أن تبقى هناك منصة رئيسة تختص بإصدار القرارات وخطابات الثوار بشكل رسمي؟   الآنسي: من اليوم الأول وهذا شيء يعرفه الكثير من الثوار إنني كنت مؤيداً وجود تعدد المنابر وهناك فرق بين مسألتين وجود إذاعة مركزية واحدة أمر مربوط بأمن ساحة الاعتصام تعطي التحركات والاوامر وما إلى ذلك وأما المنابر الثقافية فأنا معها من البداية حتى لو لم تكن هناك فكرة بأن تمنع التيارات والحركات فكنت ضد هذا الأمر وكنت أقول إن هذه فرصة أن يعيش الناس حياة مدنية مصغرة ويتدربون على تكوين هذه المكونات وقد تتحول فيما بعد المرحلة إلى كيانات سياسية أو مدنية وكنت مع المنابر الثقافية، والمشكلة أن إخواننا لم تكن قضيتهم إيجاد منابر ثقافية وإنما منابر رئيسية، فتخيل كيف سيكون الأمر عندما تكون هناك عشر إذاعات توجه الاوامر بشكل متناقض وهناك منابر ثقافية موجودة الآن داخل الخيام.   الوسط: نقصد المنصات..   الآنسي: المنصات كمنابر ثقافية ممكن وكنت أدعو إلى قيامها وأذكر أنه من ضمن التيارات الثورية هناك من عمل منبراً ثقافياً ثم ألغاها ثم عاد ليقيمها مرة أخرى، الناس الذين فهموا فيما بعد عندما أعيد بناؤها أنها كإذاعة مركزية رئيسية ستؤدي إلى الإرباك أما المنابر الثقافية مطلوبة وبالعكس ستخفف من الضغط على المنصة الرئيسية فما الذي يمنع من إقامة المنابر والمنصات الثقافية فيها، كل تيار يسوق لنفسه، فالليبراليون واليساريون يستطيعون أن يعملوا لهم منبراً، الحوثيون يعملون لهم منبراً، الإسلاميون يعملون لهم منبر، فأنا معها فالحقيقة أن ما كان يسعى إليه أو يفهم أنه يسعى إليه هو إيجاد منصة مركزية رئيسية أخرى وكما أسلفنا سيسبب ضرراً لأمن الساحة، فأعتقد أن نتيجة أن هذه أول تجربة لنا في هذا العمل مارسنا كلنا تصرفات معينة لا ندرك أبعادها، فأنا أقصد أن من كانوا يريدون بناء منصات لم يكونوا يقصدون إذاعات مركزية كما كان يعتقد وأن من تصدوا لهم لم يشرحوا لهم سبب التصدي فحصل شد وجذب أما المنابر الثقافية فبأي شكل كانت خيمة أو منصة أو غيرها فأنا معها، لأن هذا ما نريد أن نعيشه.   الوسط: إذا رحل علي عبدالله صالح فهل سيجد الأمريكان حليفاً لهم لمكافحة الإرهاب والقاعدة في اليمن؟   الآنسي: هذه هي الورقة الأخيرة بيد صالح بالإضافة إلى ورقة المال العام التي يستخدمها، فعلي عبدالله صالح لم يعد موجوداً إلا من خلال الموقف الأمريكي والموقف الأمريكي نحن سمعنا منهم تأكيدات واضحة على أنهم مع قاعدة التغيير وكانت هنالك لغة واضحة أن لديهم قلقاً عن ماهية المجلس الانتقالي والأشخاص الذين سيتولون إدارة المرحلة الانتقالية وهذا أمر طبيعي منهم وهو سبب التأخر في المطالبة بالرحيل فأنا أرى أننا أصبحنا مطالبين بإيجاد قوى ثالثة تحظى باحترام محلي وقبول دولي حتى يكون هناك ضغط على علي عبدالله صالح بتسليم السلطة لهذه القوى لأنه هو يقول لن أسلم السلطة للمشترك والمشترك يقول إنه ليس هو وراء هذه الثورة، لذلك لا بد من إطار يتولى هذه المهمة سواء في حالة الانتقال السلمي أو رغب الرئيس تسليمها للقوى الثورية.   الوسط: برأيك إذا ذهب صالح من السلطة هل سيكون هناك تواجد لتنظيم القاعدة؟   الآنسي: لا يمكن لنا أن ننكر وجود تنظيم القاعدة في اليمن ولكن المغذي لهذا التنظيم هو هذا النظام والحاضن والبيئة المفرخة له هو هذا النظام، فهذا النظام تعامل مع القاعدة تعاملاً نفعياً فتعامله مع الغرب لم يكن جادا في محاربة القاعدة فهو أراد أن يستخدم القاعدة في أوقات معينة حتى يخوف بها الغرب وأيضا يوجهها لخصومه ولهذا أثبت التاريخ الماضي أن هناك نوعاً من العلاقة الوطيدة والاستقطاب الأمني لهؤلاء الأشخاص، فهناك ما يسمى قاعدة علي عبدالله صالح وقاعدة بن لادن وقاعدة نفعية التي يراضيها النظام حتى لا يقومون بأي أعمال إرهابية مثل ما كان يراضي القوى التقليدية التي كانت تقوم بأعمال خطف أو تقطع حتى تحصل على المال فلهذا أوجد العديد من الأنماط للقاعدة، فهناك قاعدة أمنية يتم استخدامها عندما يكون هناك احتقان سياسي تقوم بأعمال إرهابية لكي تخيف الغرب وقاعدة نفعية وجدت لها فرصاً وظيفية وقاعدة تتبع تنظيم القاعدة استراتيجيا وترتبط بابن لادن تنظيميا وهي الأقل عددا لأنها تعرضت لضربات موجعة وبعد تفكك قيادتها لم تعد لها قدرة على التواصل وهي حاليا صارت رموزاً وليس كتنظيم وبذات الوقت تمثل مشكلة للغرب ومشكلة لليمن وأنا أعتقد أن مشكلة التطرف في اليمن غياب الدولة الديمقراطية المدنية، دولة العدالة والحرية والمساواة، الدولة التي توجد فيها فرص لكل المواطنين ولهذا فأنا أعتقد أن زوال هذا النظام سيؤدي إلى حل بنسبة 90% لمشكلة التطرف والإرهاب في اليمن.   الوسط: باعتبارك عضواً في حزب يصنف بأنه من الأحزاب الراديكالية فبماذا تطمئن الأمريكان والمجتمع الدولي عموما؟   الآنسي: إن حزب الإصلاح على مدى السنوات الماضية ومن خلال شراكته مع القوى السياسية في اللقاء المشترك وحرصه على أن تكون هذه القوى شريكة معه في أوقات كان بمقدوره أن يكون وحيدا في كيانات نقابية ودخوله في العملية السياسية وفي الانتخابات البرلمانية والمحلية قدم دليلا على قبوله بالآخر قبولاً متنوعاً في شراكة مع قوى كانت تصنف أنه لا يمكن أن يلتقي معها الإصلاح فهذا دليل أن حزب الإصلاح سيمد يده لكل من يرغب في بناء اليمن على قاعدة الاحترام المشترك والمصالح المتكافئة وهذا بدليل عمله مع منظومة اللقاء المشترك والتي كانت منظومة متقدمة على الساحة العربية وقدم الإصلاح تنازلا لهذه القوى حتى يكون لها تواجد بجواره رغم عدم وجود قواعد جماهيرية تكفي ليصل أشخاص إلى أماكن متقدمة، فأنا أعتقد أن هذا كله دليل عملي والآن هذه الثورة التي نعيشها فرصة للصلاح في أنه كل ما توارى إلى الوراء ومنح فرصاً لشركائه من القوى السياسية والقوى الأخرى بأن تتواجد ويكون لها دور أكبر مع أنه قادر على أن ينفرد بالساحة ستكون مسألة أخرى ستخدم الإصلاح أنه ليس الحزب الراديكالي الذي يتخوف منه بل حزب حداثي أعاد بناء نظريته وفق أنه حزب سياسي وليس حزبا دينيا، يسعى للوصول إلى السلطة بأدوات سياسية وليس بأدوات دينية.    




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign