المبعوث الاممي يدعو لعدم ربط الحل السياسي في اليمن بقضايا اخرى        تعثر خطة الرد الاسرائيلي على ايران        اعتراف امريكي بريطاني بنجاح الهجمات اليمنية البحرية والجوية        صنعاء ,, انفجار اسطوانة غاز يتسبب باندلاع حريق هائل في سوق شعبي     
    مقابلات /
حاشدلـ"الوسط": الشعب قادر على حماية ثورته ومن الضروري كشف القوى التي تريد حرفها عن مسارها

2011-03-23 17:03:41


 
عرف عنه أنه ملهم لثورة الشباب منذ بدايتها الأولى، كان الشباب يجتمعون في منزله ومن ديوان منزله كانت تنطلق المسيرات المسائية.. ومنذ الصباح الباكر كان في كل يوم على موعد معهم بلقاء على بوابة الجامعة، كان يشاركهم المسير ويواجه الضرب والتنكيل معهم، ضرب أكثر من مرة واعترفت بمواقفه الصلبة كافة الصحف الناطقة باسم الأحزاب والصحف التي تدور في فلكها، كان منذ البداية يحفز الشباب على النضال من أجل قيام دولة مدنية وأن المستقبل والأيام القادمة ملك لهم وهم من يحددون مصيرها وتوجهها، حتى المسيرة التي فاخر بها حزب الإصلاح أمام مكتب النائب العام إثر اعتقال توكل كرمان كان هو من قادها خطوة خطوة من بوابة وزارة العدل حتى مقر نقابة الصحفيين ثم إلى مكتب النائب العام حسب ما وثقته الصحيفة والذي لا يستطيع أن ينكره أحد لهذا ما زال الشباب يلتفون حوله ويثقون به، لأن صدره رحب يتقبل كل الشباب وبأفكارهم المتنوعة لا يقصي ولا يرفض أحداً ولهذا هو العدو اللدود لكل أشكال وأساليب الإقصاء والتهميش والاستحواذ ما جعل صدور عشاق الإقصاء تضيق به وتحاول كسره لولا صلابة إرادته وبقاء فكره الوطني الذي لم يسمح لأحد بكسره لاستحالة وجود الذرائع والمبررات.. إنه القاضي البرلماني والناشط الحقوقي أحمد سيف حاشد الذي  التقته الوسط.. فإلى نص الحوار.   التقاه/ محمد غالب غزوان   * ما هي الخطوات التي يجب اتباعها من أجل قيام دولة مدنية في حال رحيل النظام؟   -الخطوات:   1-نحن بحاجة إلى شرعية ثورية ابتداءً لتؤسس لمستقبل مدني وحر وفي هذا الإطار أرى أن يتم اختيار حكومة تكنوقراط من قبل الشعب في الساحات وفق آلية يتم الاتفاق عليها ولست مع أن تنتقل السلطة إلى مجلس رئاسي مكون من بضعة أشخاص، لأن النظام أو المنظومة القائمة ربما تعيد إنتاج نفسها في هذا المكون الجديد وهناك الآن من يرتب إلى مثل هذا.   2-حكومة التكنوقراط يجب أن تكون انتقالية تقوم خلال مدة محددة ويكون من ضمن مهامها الترتيب للمرحلة القادمة على أن تكون المرحلة الانتقالية والمرحلة التالية تؤسس على معايير تضمن بناء دولة مدنية حديثة وديمقراطية تتعاطى مع روح العصر وقادرة على استيعاب احتياجات المستقبل.   3-أن يكون من ضمن مهام الحكومة الانتقالية صياغة دستور جديد لليمن يقوم على أساس مدني وديمقراطي، فيه فصل بين السلطات وحيادية القوات المسلحة والأمن وقيم وثقافة حقوق الإنسان.   4-أن تكون الدولة المدنية المنشودة برلمانية وتعتمد الانتخابات على أساس القائمة النسبية.   5-أن يتم الاستفتاء على الدستور الجديد في مدة لا تزيد عن ستين يوما في أقصى مدى.   * كنت بشكل دائم قريباً من شباب الثورة ومن خلال اختلاطك بهم ما تقييمك لهم، هل هم على قدرة لتحقيق أهداف الثورة وحمايتها من الالتفاف والسرقة؟   -المرحلة القادمة مهمة جدا وخطرة.. نجاح الثورة مرهون بها وبمدى قدرة الطلاب على الوقوف بصلابة ووحدة ضد من يريد الانقضاض عليها أو يحاول احتواءها أو حرفها عن مسارها.   إن الطلاب والشعب قادر أن يحمي ويصون ثورته ولكن من الضروري التراكم المعرفي لتعرية تلك القوى التي تحاول حرف الثورة عن مسارها أو تنقض عليها أو تحتويها. إن في المرحلة القادمة محك واختبار لقدرة الطلاب والشعب على الدفاع عن الثورة واستمراريتها.. إنهم صمام أمانها.. إن من بدأ بإطلاق شرارة هذه الثورة في 16 يناير 2011م ومن صنعها سيكون قادرا على حمايتها واستمراريتها أو هذا ما آمله وأرجوه.   * 80% تقريبا من رموز النظام انضمت الآن إلى ثورة الشباب فهل هذا يعني إعادة إنتاج تلك الرموز في السلطة وهل الشباب يدركون هذه المخاطر؟   -كثير من الشباب بدأوا يدركون أن النظام يحاول أن يعيد إنتاج نفسه ولكن لا بد من تراكم معرفي خلال الفترة القليلة القادمة تكشف للطلاب والشباب ما يحدث في الغرف المغلقة وخلف الكواليس.. إن المؤامرات على الثورة كثيرة فعلى الشباب أن يكون يقظا لمن يحاول أن يسرق ثورتهم أو يحرفها عن أهدافها.    * قيل إن هناك كانت بعض المحاولات من قبل أحزاب المشترك وبالذات القيادات النافذة من أجل ركوب موجة ثورة الشباب وتسييرها وفق أجندتهم ما صحة ذلك؟   -عند الخصوم تجدون نصف الحقيقة.. ولكن ليس المشترك كله وإنما جناح في إحدى أحزابه هو من يحول أن يستحوذ على الثورة ويقصي الآخرين منها ويفرض خطابه المتخلف على الشعب وشبابه ونخبه.. هذا الجناح يضر الثورة ويخمد جذوتها ويسود صفحتها.. هذا الجناح يمزق اليمن ويثقلها بماضيه وثقافته ولذلك يجب على الشباب أن يكونوا كثير اليقظة والفعل للحيلولة دون أن يحدث هذا.   * اللواء علي محسن الأحمر قائد المنطقة الغربية قائد الفرقة أولى مدرع طوع قواته العسكرية وأنصاره من القيادات الأخرى لصالح ثورة الشباب ومعروف عنه أنه يميل إلى حزب الإصلاح والتيارات السلفية فهل دعمه لثورة الشباب جاء بصفقة سياسية من خلف الكواليس أو الرغبة في قيام دولة دينية؟   -نرحب بأي دعم للثورة ولكن يجب أن يكون الجيش حيادياً في المستقبل وما يحدث سوف تكشفه الأيام القادمة، فكل المحاذير واردة وكل الاحتمالات يجب أن تدرس.. والسيناريوهات القادمة عديدة.. لذلك أوصي الشباب باليقظة والإحاطة بكل الاحتمالات والمحاذير.   * يقال إن هناك وساطة سعودية لحل الأزمة السياسية في اليمن والمعروف عن السعودية أنها دائما تدعم التوجه الرجعي في اليمن وكان لها دور في إجهاض ثورة سبتمبر فهل تدخلها حاليا يحمل خطرا على الثورة الشبابية مع العلم أن علي محسن من الحلفاء المخلصين لها؟   -سوف نتعاطى مع السعودية على الوجه الذي يليق بمواقفها حيال الثورة إن كانت معها أو ضدها.. الأهم أننا ضد من يقف ضد الثورة أو يحاول احتواءها أو سرقتها كائناً من كان.   * الحوثي أعلن مباركة انحياز علي محسن لثورة الشباب ولكنه طلب منه أن يقدم اعتذاراً عن كل ما اقترفه في حق اليمن ويعني هذا أن أبناء الجنوب سيطلبون منه الاعتذار أو أكثر فما تقييمكم لمثل هذه المطالب المتوقعة، ألا تخشون أن تتحول مثل هذه القيادات إلى عوائق أمام تمساك النسيج الاجتماعي والسياسي في البلاد؟   -في المواقف مثل تلك، يكون هناك توافق ويكون هناك تقاطعات ولكن من أجل ان تكون الثورة أنقى وأجمل يجب أن يكون حضور الشباب المتحرر هو من يقودها أو يصنع قراراتها.. ولا أظن أن هذا وارد الآن بقوة.. الماضي لن ينساه الناس بسهولة وصعدة والجنوب يحتاج إلى نخبة واعية تفهمهم.. يحتاجون إلى قيادة للثورة تتفهم مطالبهم.. وربما هذا غائب الآن إلا إن كان من باب المراوغة والنفاق وكذب الساسة.   * كثر الطرح حول أن يكون الرئيس القادم من الجنوب فما هي مقومات هذا الرئيس القادم من وجهة نظركم وهل مثل هذا الطرح كان جديا أم مجرد كلام للاستهلاك؟   -يقولون إنهم يريدون رئيساً من الجنوب ثم يقولون نريد نظاماً برلمانياً وهذا يعني أن الرئيس الذي من الجنوب رئيساً شرفياً بدون صلاحيات.. نقول لهؤلاء الساسة كفوا عن المخاتلة والنفاق والاحتيال.. كونوا صادقين حتى يتعامل الجنوب معكم بمصداقية.. لا تكرروا ما مضى حتى لا يفقد الجنوب الأمل فيكم.. عبدوا للسياسة على الأقل الحد الأدنى من الأخلاق إن لم تستطيعوا أن تعبدوا لها أكثر ولا توغلوا في الرياء والكذب والاحتيال.   * كما تعلمون أن الجنوب يتمتع بتركيبة سكانية أغلبها ذات نفس تحرري والحكم وفق أيديولوجية حزب الإصلاح ربما سيعيد مطالب فك الارتباط بقوة.. من وجهة نظركم هل ترون حزب الإصلاح يدرك ذلك؟   -ما أدهشني أن كثيراً ممن كنا نعتقد أنهم في حزب الإصلاح رواد حقوق وتغيير نجدهم اليوم يعيدون أنفسهم إلى المربع الأول المثقل بالأيديولوجيا والانحياز للماضي وعدم القدرة على التحرر منه.. إن الحقوقي يجب أن تكون لديه المعايير الحقوقية واحدة فإذا وجدنا انحرافا في الحقوقيين فكيف يكون الحال بغيرهم.. لكم أتمنى أن أكون واهما وأخشى أن تقصم الحقيقة ظهورنا ذات يوم.   * ثورتا تونس ومصر استمرت في مواصلة الاعتصام حتى بعد أن رحل الزعماء ورفض الثوار كل رموز الحكم السابقة.. فهل شباب الثورة في الساحة يحملون ذات النفس الثوري؟   -أتمنى أن نظل نستلهم الكثير من تجربة مصر وتونس ويجب أن تستمر الثورة في اليمن على النحو الذي هو الحال في تونس ومصر ولكن الإخوان المسلمين في مصر كانوا أنضج ولم يستحوذوا على الثورة ولكن في اليمن أخشى على الثورة من أن يستحوذ عليها الإصلاح أو بعض منه.. إذا كانت الشراكة اليوم لا تستوعب منبراً أو منصة في ساحة التغيير فكيف سيكون الحال في الأشياء الكبيرة والعظيمة.. إن من يريد أن يفرض أمراً واقعاً عليك اليوم وهو مقصي ماذا سيفعل عندما يكون هو في السلطة وتكون أنت في المعارضة؟!! إن الأمر بحاجة إلى كثير من التفكير.   *أحزاب اللقاء المشترك حتى الآن لم تقدم أية رؤية سياسية للخروج من الأزمة وطريقة تحويل الحكم إلى حكم مدني وما زال هناك ضبابية في تحركاتها علاوة على غياب أغلبية الأحزاب المنضوية في المشترك في الدور السياسي وبروز حزب الإصلاح.. ما تفسيركم لذلك؟   -إذا كان حزب الإصلاح قد مارس خلال الفترة الماضية في ساحة التغيير كثيراً من الصمت حيال فرض واستمرار فرض أمر واقع على شركائه وعلى الشباب في الساحة وعمل على استنفاد كثير من الوقت ليبقى شركاؤه بعيدا عن القرار ونحن لا زلنا في بداية الثورة، فكيف سيكون الحال عندما يصل إلى السلطة.. لا زلت أتمنى أن أكون واهما وأن تكون الحقيقة غير ذلك.   * الساسة الذين يديرون الوضع السياسي من خلف الكواليس حاليا هل يلتقون بالشباب ويتشاورون معهم ويناقشونهم أم أنهم يتعاملون معهم مجرد آلية من آليات الضغط؟   -هناك أشباح بالفعل توجه وتأمر بمعزل عن الشباب في ساحة التغيير كنموذج.. هذه الأشباح يجب أن يعرفها الشباب حتى يستيطعوا أن يتعاملوا معها في المستقبل بنجاح.. يجب على الشباب أن يتسلحوا بتراكم معرفي عن الجهات التي تقف خلف الكواليس وتصنع كثيراً من القرارات وتتدخل حتى في كثير من التفاصيل وتعمل على تكريس الأحادية والاستفراد بالقرار.   * هل نجحت الثورة وما هي كلمتكم للشارع اليمني؟   -أقول للشعب إن الثورة نجحت في إسقاط الرئيس ولكنها لم تنجح بعد في إسقاط النظام بل (عاد المراحل طوال ولا زال وجه الليل عابس).. لا زالت الثورة في بداية عهدها ولا زالت تنتظرها كثير من المصاعب والكمائن والمصائد.. وعلى الشباب أن يستمروا بها ويكونوا لها صمام أمان حتى تصل إلى بر الأمان.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign