الأديب بن الحاج: الكتابة لا يمكنها تغيير الوضع الراهن لانها لا تملك سلطة القرار
2010-07-07 09:33:51
أكد الكاتب والسيناريست التونسي واسع الشهرة عبدالقادر بن الحاج نصر أن الشعر في العشريتين الأخيرتين فقد هالته وسلطانه وموعزا السبب إلى ركوب موجته أناس كثيرون ليست لهم ثقافة شعرية ولم يطلعوا على التجارب العربية والعالمية وإنما اقتصر همهم الوحيد على السطو على مكان في الساحة الأدبية يخول لهم إلقاء القصائد بقطع النظر عن قيمتها مقابل مكافآت مالية.
وعن الكتابة الروائية قال نصر إنها تعبير عن المعانات والإرهاصات والصراعات التي يخوضها كل إنسان متحديا ما يريد الآخرون فرضه عليه بالحيلة أو بالقوة أو بالقوانين المصطنعة، وهو ما يجعل انتباه الكاتب الروائي يشتد في كتاباته إلى المهمشين وصغار القوم الضاربين في مناكب الأرض سعيا إلى كسب لقمة العيش في سبيل بذل المزيد من العرق والكدح.
وأضاف الكاتب الذي تأثر في بادئ مسيرته برواية "البؤساء" ليفكتور هيجو في مقابلة أجراه معه موقع "العرب أون لاين " إن الكتابة الإبداعية في أي نوع من الأنواع الأدبية ترتكز على الخيال الذي يثري الأحداث ومسئولية الكاتب تجاه قضايا مجتمعه والتعبير عنها بصدق وحرفية وجمالية وتجديد، ووصف الكتابة بأنها لعنة قاسية ومدمرة وليست لعنة لذيذة كما يصفها البعض ويعرفها آخرون.
إذ الأثر الأدبي -الرواية أو القصة- عنده لا تأتي إلا بعد صراع مرير متواصل مع الكلمة والأسلوب والقضية والأحداث والشخصيات فإذا ما انتهى الكاتب من عملية التأليف التقته لعنة المطبعة والنشر ثم لعنة تصريف الكتابة ولعنة التعريف بالإصدار الجديد ولعنة نفور القارئ، متسائلا فأي لذة في هذا؟ حد تعبيره متابعا "لقد شعرت بوطأة اللعنة لكني لم أشعر باللذة.
وعن دور الكتابة والأدب في تغيير الواقع قال: "إن الكتابة لا تستطيع تغيير الوضع الاجتماعي أو السياسي في العالم العربي فذلك مستحيل في الحالة الراهنة لأن الأدب ليس له سلطة القرار وهو لا يصل إلى القراء بسهولة حتى وإن وصل إليهم فإنهم لا يقتنونه ولا يقبلون عليه ربما لأن الأدب في عصرنا لم يصل إلى مستوى الرسالة ولم يتمسك الأدباء بقناعات وأهداف محددة يمكن أن تقنع القارئ بجدواها".
متابعا "أكثر الكتابات في واد وما يحدث في المجتمعات من متغيرات في واد".
وأضاف "المشكلة أن المبدع يعتبر نفسه أقل درجة من السياسي وأن رأيه في نحت المجتمع الجديد المتطور المحصن ثقافيا واجتماعيا وحضاريا لا يأخذ به أحد وبهذه النظرة السلبية تتحول الكتابة إلى ما يسميه البعض ترفيها عن النفس أو قتل الوقت الممل.
وزاد "الكتابة في فترات من التاريخ كانت فاعلة في المجتمعات لأنها ارتبطت بمعالجة القضايا التي تسبب معانات للمجتمع، فاقتربت من هموم الناس أما الآن فإن أغلب الكتاب يبسطون في كتاباتهم همومهم الشخصية بمعزل عن الهموم الجماعية.