في ندوة للعفيف الثقافية..الدراما اليمنية بحاجة إلى قرار سياسي
2010-06-16 09:30:55
خلص المشاركون في الندوة النقاشية المعنونة بـ"أزمة المفقود في الدراما اليمنية" إلى غياب العمل الدرامي الجاد في المشهد الثقافي اليمني وتراجع الدراما اليمنية عاما بعد آخر فنيا وكميا، وإرجاع ذلك إلى أسباب ارتباط العمل الدرامي بالقرار السياسي الذي يظل بحاجة إليه لإكسابه اهتماماً خاصاً ودورة تنشيط يستعيد معها عافيته كما حدث مع فيلم "الرهان الخاسر" الذي لاقى اهتماما واحتفاء رسميا به أدى إلى انتشاره بغض النظر عن جودته من عدمها.
وفي الندوة التي أقامتها مؤسسة العفيف الثقافة ثلاثاء الأسبوع الماضي أكد الدكتور حسين جغمان في ورقته أن الأزمة لا تكمن في النصوص الجادة والكوادر الجيدة سواء من ناحية الأداء التمثيلي أو التصوير مرورا ببقية تخصصات العمل التفصيلية غير أن الواقع يشير إلى أن الأعمال المنجزة كلها سطحية وركيكة وكلها تنسخ بعضها البعض وتكرر نفسها وتمارس السرد المباشر بشكل ممل تغيب عنها الحركة، معتبرا اعتماد التلفزيون على شراء الأعمال من مقاولين كمنتج منفذ أدى إلى ضعف في الأعمال بعكس ما كان متوقعا منه. كما يغلب على الأعمال المنجزة على حد جغمان أنها تتم بطريقة الاستحواذ وهو سبب للفشل، مشيرا إلى نجاح التجربة السورية التي توزعت فيها البطولة وجاءت أعمال ذات بطولة مشتركة في العمل الواحد والمخرجين أيضا بينما نحن نحتكر العمل على الوجوه التي نعرفها في المقيل والسمرة ونتجاهل المبدعين الحقيقيين الذين يمكن أن يقدموا أعمالاً ناجحة، واعتبر جغمان أن الأعمال المقدمة حاليا تفتقر إلى كثير من القيم الإبداعية، كالاهتمام بالصورة والمنظر العام والتركيز على الحوار، كما أنها تعتمد على الخطاب المباشر بطريقة أساسية، مؤكداً أنه إذا أردنا إيجاد دراما ناجحة فإن علينا أولا أن نوجد الإدارة المبدعة المحبة للعمل والمخلصة له، وبالتالي يكون لدينا الإدارة والمال والتخطيط المدروس .
من جانبه أكد الفنان فؤاد الكهالي أمين عام نقابة الفنانين اليمنيين أن الكادر اليمني لا ينقصه سوى وجود الفرصة المناسبة، وهي اكتمال -كما قال- عناصر العمل الأخرى من تصوير وتمويل وخلافه مؤكدا على أن مشكلة عدم تمويل الأعمال واشتراط تمويلها من قبل المعلنين أدى في هذا العام إلى توقف العمل الدرامي حتى هذه اللحظة لأن المنتجين لا يملكون أدوات تسويق،.
ودعا الكهالي القنوات الخاصة الجديدة إلى الوفاء بتعهداتها السابقة التي كانوا قد وعدوا بها في فترات البث التجريبي وأكدوا وجود أعمال درامية في الخارطة البرامجية وهو ما لم يتم حتى الآن باستثناء بعض الأعمال الرمضانية، وقال الكهالي إن تنشيط الدراما يحتاج إلى قرار سياسي مقترحا إنتاج ولو خمسة أعمال درامية في العام الواحد وبثها في القنوات الرسمية بحسب نشاطها ونوعها، كما دعا المؤسسات الثقافية إلى الاهتمام بالعمل الدرامي وجعله من أولوياتها، قائلاً إن عملية استيراد المسلسلات من الدول العربية هو عمل سهل لأن هناك مسئولين يستفيدون من هذه العمليات ويأخذون عمولات عليها، كما أكد الكهالي مرة أخرى على أن الاهتمام بالعمل الدرامي هو قرار سياسي بالدرجة الأولى، مشيرا إلى ما حدث من احتفاء بفيلم "الرهان الخاسر" وترويجه عبر القنوات الرسمية للبلد.
هذا وكانت الفعالية قد شهدت كثيراً من المداخلات التي أكدت في مجملها ضرورة أن تقوم الجهات المعنية بواجبها والعمل على الارتقاء بواقع الإنتاج الدرامي التلفزيوني، وفي مقدمة ذلك المؤسسة اليمنية للإذاعة والتلفزيون، كما دعوا مخرجي الأعمال الدرامية إلى التنبه لوجود من سيشاهد عمله، وبالتالي تقديم عمل يرتقي بالذائقة لا أن يحط منها أو يدمرها حسب المتحدثين.
الندوة التي تحولت إلى محاكمة لما يقدم على الشاشة الصغيرة من دراما كان ملفتاً فيها غياب المعنيين من مسئولين وممثلين، الأمر الذي دعا المؤسسة لتأكيد تواصلها معهم ودعوتهم للمشاركة بالحضور والتحدث حسب مدير الفعالية.