اليونسكو: كنوز “تدمر” في خطر .. داعش على أبواب المدينة
16/05/2015 20:49:12
نوفال أوبسارفاتور "يجب إنقاذ تدمر": هل سيسمع النداء الّذي أطلقته إيرينا بوكوفا يوم الخميس 14 من مايو؟ إذ تخشى المديرة العامة للـ "يونسكو" أنّ يتمّ تدمير الموقع الأثري الّذي يقع على بعد 200 كم شمال شرق دمشق في سوريا، والمسجّل في قائمة التراث العالمي، من قبل تنظيم الدولة الإسلامية؛ إذ كانت داعش يوم الجمعة 15 من مايو على بعد كيلومتر واحد من الآثار، في جنوب المدينة. داعش على أبواب المدينة دفع الاقترابُ المقلقُ الجيشَ السوريَ لإرسال تعزيزات إلى الموقع، حسب رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان؛ الّذي قال لوكالة الأنباء الفرنسية "أ ف ب": "لقد أرسل النظام تعزيزات إلى المدينة ويقصف جيش الجوّ ضواحي تدمر". ودعت مديرة اليونسكو جميع الأطراف المتصارعة إلى حماية الموقع الّذي عانى خلال السنوات الأربع للصراع، وتعرّض إلى النهب؛ ويمثّل اليوم كنزًا لا يمكن تعويضه للشعب السوري وللعالم بأسره. جوهرة مهدّدة وتضمّ مدينة تدمر، الّتي تعرف أيضًا باسم "لؤلؤة الصحراء"، ما تبقى من واحدة القافلة؛ إذ كانت من أهم المراكز الثقافية في العالم القديم، باعتبارها إحدى محطّات طريق الحرير. وتعود المدينة إلى عدّة قرون قبل الميلاد، ولكنها عرفت أوجهًا في القرنين الثاني والثالث الميلادي؛ إذ اشتهرت بالأعمدة الرومانية والمدافن البرجية وبأنّها كانت مركزًا ثقافيًا لامعًا في الشرق الأوسط خلال حكم الملكة الشهيرة زنوبيا في القرن الثالث للميلاد وقبل اندلاع الأزمة السورية عام 2011، زار أكثر من 150 ألف سائح المدينة. ومنذ 2013، أصبحت "لؤلؤة الصحراء" مسجّلة في "قائمة التراث العالمي المعرّض للخطر" الموضوعة من قبل اليونسكو. بُني هذا الشارع، الّذي يعد الرابط الأساسي بين "وادي القبور" غربًا و"المعبد" شرقًا، على مراحل، في القرن الثاني والثالث للميلاد؛ ويعبر المدينة كلها، أي أكثر قليلًا من كيلومتر. وتصميه غير قياسي؛ إذ ينحرف قليلًا عن النموذج الروماني المستقيم؛ إذ يحيد مرّتين عن محوره ويتميّز مدخله بقوس ضخم. يمتدّ "وادي المقابر"، الواقع خارج المدينة، على طول كيلومتر واحد، ويضم ما يقرب من 500 قبر؛ وتتكون المقبرة أساسًا من قبور على شاكلة أبراج وأبنية معمارية فريدة في الشرق القديم، ويضم كلّ مبنى عدّة طوابق متّصلة بسلالم. ولعل أكثرها إثارة للإعجاب، المدفن البرجي إيلابل، الّذي يمكن أن يستوعب ما يصل إلى 300 جثة. إنّه المبنى الأهمّ في تدمر؛ حيث يمتدّ إلى مساحة تقدّر بـ 4 هكتارات، وأكثر الآثار الّتي تمّ الحفاظ عليها على مرّ القرون رغم الأضرار الّتي لحقت به في عام 2013 خلال تبادل لنيران المدفعية بين الجيش السوري والثوّار. وقد تمّ الانتهاء من بناء معبد بل في عام 32 ميلاديًا، ولكن المباني المحيطة به -الرواق الهائل على وجه الخصوص- استمرت حتى القرن الثاني. ولئن زالت آلهة تدمر غير معروفة، فمن المفترض أن يكون "بل" أهمّها؛ أي ما يعادل زيوس في الحضارة الإغريقية. تدرك مديرة اليونسكو جيّدًا أن نداءها للحفاظ على المواقع الأثرية في تدمر لن يأتي بنتيجة في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية؛ حيث ندّدت إيرينا بوكوفا باللجوء إلى "النهب وتدمير المواقع الأثرية" كـ "تكتيك حرب لإرهاب الشعوب". كما ظهر في الشهر الماضي على الشبكات الاجتماعية فيديو يصوّر تدمير تنظيم الدولة الإسلامية إلى موقع نمرود الأثري في العراق، والّذي يعود إلى القرن الـ 13 للميلاد، بمتفجّرات وجرّافات