صنعاء تنقذ اربع هجمات بحرية ضد بوارج امريكية وسفناً اسرائيلية في البحر الأحمر والمحيط الهندي        إعلان بريطاني عن تعرض سفينة لمطاردة قبالة المهرة       أمبري البريطانية تعترف بفشل التحالف الامريكي في حماية الملاحة الاسرائيلية       امريكا تقر بصعوبة المعركة في خليج عدن ,, وتتحدث عن اشتباك بحري واسع      
    كتابات /
مصانع الإرهاب

21/01/2015 22:00:26


 
صلاح السقلدي
القوى الحزبية والدينية والقبلية التي استخدمت الإرهاب بعد 22 مايو 1990م كأدوات للظفر بالسلطة والاستحواذ عليها، ووسيلة لإقصاء خصومها السياسيين من الحكم هي ذاتها التي تستخدم هذه الأداة القاتلة، وإنْ تغيرت بعض الأساليب وتعدلت بعضها، بحسب مقتضيات الحاجة..!!
- البعرة تدل على البعير، فالفكر التكفيري الذي أخرج الحزب الاشتراكي ومعه الجنوب من الدين والملة هو ذات الخطاب الذي نسمعه ونراه اليوم يمطر فتاوى مفخخة من فوق منابر (بعض) المساجد وعلو منائر (بعض) الجوامع الواقعة تحت هيمنة أحزاب الإسلام السياسي والجماعات المتطرفة ذات الارتباط الاقليمي فكرًا وتمويلاً.! .!
- الخطاب الإعلامي الذي جعل الحزب الاشتراكي عام 1994م رجسًا اشتراكيًّا ونجسًا شيوعيًّا في ثوب الإسلام وجب إزالته ومحوه، هو ذات الخطاب الإعلامي المدمِّر، الذي يرى في خصومه اليوم عبارة فئة ضالة مارقة خارجة عن الشريعة، وخطرًا ماحقًا على الأمة لا بد من قلعه من جذوره, بكل وسائل الإعلام التحريضية، وبكل طرق التضليل التي لا تتوقف عن تبرير القتل والتماس العذر للقتلة والمفخخين والذباحين إما قناعة بهذا الفعل أو نكاية بالضحية, والذي هو في العادة خصم سياسي وإنْ لبس الإرهاب ثوب الدين, الذي هو براء من شناعة هذه الافعال.. هو ذات الإعلام الذي يلف حول خاصرته أحزمة ناسفة من نشرات الأخبار، ويطوّق صدره بعبوات متفجرة من تقارير صحفية طائفية مذهبية على شاشات القنوات الفضائية وصدور الصحف وواجهات المواقع الإخبارية المفخخة، فضلاً عن صواعق صفحات التواصل الاجتماعي لبعض خبراء التفجير التابعة لغلاة الإسلام السياسي .
- الممول المالي والمادي لإرهاب عام 1994م هو ذاته الذي يفتح اليوم كل مساربه إلى خزان ومخازن إرهاب اليوم.
نقولها بالمجمل: إن ما نراه اليوم هو إعادة لفيلم يعرض لنا طريقة صناعة منتج قاتل, اسمه الإرهاب, تم صناعته في مصنع واحد متعدد الأقسام والورش.. أشبه بمصنع لصناعة الآلة, السيارات مثلاً، فقسم يصنع المحرك، وقسم يصنـع السرير، وقسم آخر يعد الهيكل، وقسم لتصنيع التوابع الإليكترونية، وآخر يجهّز أجزاء نقل الحركة والإطارات.
وكذلك هو مصنع الإرهاب منظومة متكاملة من الورش والمعامل والأقسام وتوابع قطع الغيار, موزعة بين قسم التفجير التكفيري وورشة التحريض الإعلامي، وقسم التكفير المذهبي، ومعمل لتبرير القتل والذبح.! . وشتّان بين مصنع ومصنع..!
-ورحم الله عبدالرحمن الكواكبي القائل: (اعلم أيها المفتي المحترم، أن هذه الحالة التي أنتم عليها من التشديد والتشويش في أمر الدين هي أكبر أسباب انحطاط المسلمين...).




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign