|
|
|
2014.. عام الانهيار والانكسار والموت الهائج
سقوط النظام القبلي وانهيار أجهزة الدولة وتأكل شرعية الحكم وصعود المليشيا
31/12/2014 19:56:38
الطفل احد جرحى العملية الارهابية التي استهدفت المركز الثقافي في إب |
رصد / رشيد الحداد
2014.. عام الانهيار والانكسار والموت الهائج سقوط النظام القبلي وانهيار أجهزة الدولة وتأكل شرعية الحكم وصعود المليشيا رصد - رشيد الحداد لم يكن العام 2014 أفضل من الأعوام السابقة؛ فكل تمنيات المواطن اليمني بعام خالٍ من الاضطرابات والحروب تبددت منذ الشهر الأول من عام ربما كان الأسوأ على الإطلاق خلال الـ 50 عامًا الماضية؛ فيه انهار النظام السياسي، وتآكلت الشرعية إلى أدنى المستويات، وانهار النظام القبلي وفقد رمزيته، وبرزت الجماعات المسلحة كلاعب أساس في البلاد، وسالت دماء اليمنيين في أكثر من موقعة، وفي أكثر من حدث بغزارة. إنه عام الحرب والموت.. عام الانهيارات والانكسارات.. عام الويل والثبور بامتياز.. فقد فيه اليمنيون أمنهم واستقرارهم، وعاشوا أيامًا وليالي عصيبة بسبب المواجهات المسلحة التي دارت هنا وهناك، فالآلاف من الأُسر شردت، والآلاف من الأطفال يُتّموا. "الوسط" بمناسبة انتهاء العام 2014م رصدت أبرز أحداث العام المنتهي.. إلى التفاصيل: يعد العام 2014 عام الانهيار بامتياز؛ فقد شهدت أيامه الـ 360 الماضية أحداثًا لم تكن مدرجة بحسابات الساسة، ولم تكن تلك الأحداث التي شهدت البلاد على مختلف المستويات مرسومة بأية خارطة. عام سقوط القبيلة سقطت في العام المنتهي النظام السياسي الرسمي والنظام التقليدي القبلي، وفيما تقلص دور النظام الرسمي الذي تمثله الدولة، وأصبح مجرد نظام رمزي لا صانع قرار، انتهى النظام القبلي بعد سقوط حاشد - كبرى القبائل اليمنية - بعد مواجهات شرسة راح ضحيتها الآلاف من اليمنيين، إلا أنها انتهت بسقوط منطقة الخمري وتفجير منزل الشيخ حسين الأحمر فيه والدخول إلى خمر الذي مثلت دلالة رمزية للقبيلة على مدى الـ 52 عامًا الماضية. وقبيل انهيار النظام القبلي ابتدأ من حاشد القبيلة التي ظلت على مدى العقدين الماضيين الأكثر تأثيرًا على صانع القرار السياسي، شهدت القبيلة انقساماً حاداً وتفككًا في أوساطها، حيث انضمت عدد من القبائل الى جانب الحوثيين، ومنها قبائل بني صريم، كما وقفت قبائل خارف موقف الحياد، وسارع عدد من مشايخ حاشد الى تأييد الحوثيين ليجد آل الأحمر أنفسهم في مواجهة مصيرية كانوا يدركون أن نتائجها ستكون النهاية، إلا أنهم أصروا في الاستمرار بالمواجهة حتى سقط عرش قبيلة حاشد في ايدي الحوثيين، حيث أعلنت جماعة الحوثي مطلع فبراير الماضي رسمياً سيطرتها على منطقتي حوث والخمري الواقعتين في محافظة عمران، شمال اليمن، بعد مواجهات دامية بين الحوثيين ورجال القبائل في حاشد. ومع سقوط قبيلة حاشد بيد الحوثيين، وتفكك أوصالها تراجع دور القبيلة إلى أدنى المستويات، بل إن معظم القبائل الواقعة في المناطق الزيدية تراجعت عن دورها، واكتفت بحماية مضاربها، كما أقدمت عدد منها على توقيع اتفاقيات سلام مع جماعة الحوثي في محاولة لتحييد تلك القبل عن الصراع، ومن أبرز الاتفاقات القبلية التي أجريت مع جماعة الحوثي اتفاق الحوثيين وعدد من القبائل في مأرب، الشهر الماضي، ومنها قبيلتي عبيدة والاشراف في محافظة مأرب، والمكون من "13" بنداً، تحملت القبائل الموقعة مهمة القيام بالأمن والحفاظ على المصالح العامة، ورفض أي تواجد للقاعدة، والتأكيد على التعايش والسلام والالتزام باحترام حرية الفكر والرأي الآخر. ومع اندلاع ثورة 21 من سبتمبر أعلنت عشرات القبل اليمنية - في منتصف أغسطس الماضي - انضمامها إلى الثورة، ودعمها لها لتنقسم معظم القبائل في خولان والحيمة ومأرب وذمار وإب بعد تأييد البعض منها مطالب جماعة الحوثي. عام سقوط الدولة في العام 2014م انتهى أي دور للنظام السياسي الرسمي، المتمثل بالدولة ومؤسساتها وأجهزتها الرسمية، لا سيما مؤسسة الرئاسة التي فقدت قرارها، نتيجة فشل إدارتها للدولة خلال العامين المنصرمين، فمؤسسة الرئاسة، ممثلة بالرئيس، الذي اكتفى بإدارة أزماته مع النظام السابق، ولم يسعَ الى القيام بأي دور من شأنه أن يحسّن الأوضاع العامة.. وعوضاً عن قيام الرئيس بإدارة المرحلة الانتقالية عقب الانتهاء من مؤتمر الحوار الوطني، في يناير الماضي، اكتفى بإدارة ازماته بأزمات أخرى وترك مهمة صناعة القرار السياسي لنجله جلال - بعد تراجع قبضة الإصلاح واللواء علي محسن الأحمر، وخلال العام المنتهي اتخذ الرئيس عددًا من القرارات التي لم تكن تصب في استكمال قرار هيكلة الجيش والامن، وإنما خوفاً على الكرسي، ومن تلك القرارات إجراء عدد من التغييرات العسكرية، وإصدار عدد من القرارات التي قضت بتغييرات عدد من قادة الحرس الجمهوري سابقاً ليقضي على ما تبقى من المؤسسة الأمنية والعسكرية، التي انهارت بالفعل وباعتراف رسمي. وبسبب انشغال الرئيس بخلافات السلطة والكرسي تصاعد الصراع مع الرئيس السابق واشتدت وتيرته وصولا الى سعي الرئيس لتفكيك المؤتمر الشعبي العام عقب عزله من منصبة السابق كنائب لرئيس المؤتمر وقائم بأعمال الأمين العام، كما كشفت استقالة رئيس الوزراء السابق محمد سالم باسندوة المقدمة للشعب وليس للرئيس عن صراعاً خفياً بين الرئيس والحكومة السابقة ورئيسها، وهو ما كشف عنه محمد سالم باسندوة باستقالته التي قدمها قبيل شهر من إعلان حكومة الكفاءات الوطنية. وفي ذات العام تراجعت شعبية الرئيس هادي إلى أدنى المستويات، كما فشلت كل محاولاته في إخماد مطالب الحراك الجنوبي بفك الارتباط، وأُسقطت أعلام الوحدة من كافة المحافظات الجنوبية، ورُفعت بديلاً عنها أعلام الجنوب التي وصلت إلى العاصمة صنعاء. يضاف إلى أن غياب الدولة في معظم المحافظات اليمنية، وغياب المعارضة السياسية كحكومة ظِل مدافعة عن حقوق المواطن، أتاحت الفرصة لتغلغل المليشيات المسلحة لسد فراغ الدولة واقترابها من الناس، والحصول على شرعية شعبية في بعض المحافظات من خلال تقديمها خدمات كانت من مهام الدولة، إلا أنها لم تقُم بها، ولم تقدمها للمواطن طيلة العقود الماضية. الجرعة وثورة سبتمبر في مطلع أغسطس الماضي أعلنت الحكومة قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية إلى 4 آلاف ريال للبنزين والديزل والكيروسين كإجراء حكومي بررته بوقف تدهور صرف العملة ووقف نزيف الاقتصاد بعد تصاعد التهريب الى اعلى المستويات، إلا ان القرار قوبل برفض جماعة الحوثي التي غطت فراغ المعارضة السياسية في البلاد، فالقرار اتخذ بموافقة كافة الأحزاب السياسية ومعارضة جماعة الحوثي التي انحازت لمطالب الشعب، وعبرت عن رفضها مظاهرة خرجت مطلع أغسطس، إلا أن الحكومة تجاهلتها ولم تضع لها أي اعتبار، وهو ما أثار حفيظة الجماعة التي أعلنت التصعيد الثوري في منتصف الشهر ذاته. في الرابع من أغسطس أعلن الحوثيون تنظيم مسيرة مناهضة للقرار الحكومي، متوعدين بالتصعيد، وخرج عشرات الآلاف من المناهضين للجرعة في العاصمة صنعاء ومحافظات تعز وإب والحديدة، إلا أن المظاهرات لم يكن لها صدى قويا حينها، واستمرت الحكومة في تطبيق الإجراءات التي أعلنتها للتخفيف من تداعيات القرار الحكومي، وكاد القرار أن يكون ساريا وسط صمت مجتمعي وحزبي باستثناء الحوثيين. في السادس عشر من أغسطس دشن زعيم الحوثيين السيد عبدالملك الحوثي ثورة أغسطس في تاريخ 16 أغسطس، وعبر قناة المسيرة الحوثية ألقى خطاباً قوياً تعهد فيه بإسقاط حكومة الفساد، ودعا الشعب إلى الالتفاف حول ثلاثة مطالب تمثلت بإسقاط الجرعة وتغيير حكومة كفاءات وطنية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وفي اليوم التالي لإلقاء زعيم الحوثيين الخطاب بدأ التوافد على مداخل العاصمة ليبدأ على الأرض بترجمة خطابه إلى أفعال، حيث شهدت مداخل العاصمة صنعاء توافد الآلاف من عناصر الحوثي ومناصريه الذين قدموا من مختلف المحافظات المحيطة بالعاصمة صنعاء إلى مشارف العاصمة، التي نصب فيها عشرات المخيمات في مداخل العاصمة الأربعة لاستقبال القادمين من محافظات (عمران، صعدة، وصنعاء، ذمار، مأرب، الجوف). وفي تاريخ 28 أغسطس أعلن الحوثيون استحداث رابع مخيم في مداخل العاصمة، ويقع في منطقة «الرحبة» بمديرية «بني الحارث» شمال العاصمة، وعلى بعد كيلومتر واحد عن مطار صنعاء وقاعدة الديلمي الجوية والمركز الرئيس للقوات الجوية والدفاع الجوي. مع بداية سبتمبر الجاري كان الحوثيون قد أعلنوا الانتقال إلى مرحلة التصعيد الثالثة والأخيرة، وأعلن زعيم الحوثيين عن خطوات مزعجة ووصفها بالأكثر إيلاماً، وتمثلت باستحداث مخيم جديد في منطقة الحصبة، إلا أن مكان المخيم القريب من ثلاث وزارات حيوية، (الداخلية والكهرباء والاتصالات)، وخلال الأسبوع الخامس من الاحتجاجات نفذ أنصار الحوثي خطوات تصعيد تمثلت بالعصيان المدني والنزول إلى الشوارع العامة لفترات محدودة ابتدأت بساعتين وتوقفت بأربع ساعات قبل حادثة رئاسة الوزراء، التي نجم عنها قتلى وجرحى في أوساط المتظاهرين السلميين. 10 مبادرات سياسية خلال خمسة أسابيع من الازمة بين الحوثيين وحكومة الوفاق، والتي انتهت بسقوط العاصمة صنعاء عسكريا ً في الـ 21 من سبتمبر وتوقيع اتفاق السلم والشراكة الوطني، قدمت الأحزاب السياسية ومكونات قبلية عشر مبادرات لحل الازمة، الا انها فشلت في الحد من التوتر لينتهي التصعيد بمواجهات مسلحة. سقوط صنعاء منتصف سبتمبر الماضي اندلعت شرارة الحرب في قرية القابل والمحجر، وبدأت المواجهات مع مسلحين صالح عامر لتتدخل الفرقة، وتتسع المواجهات الى همدان، وخلال يومين اتسع نطاق المواجهات الى شملان ومذبح، وفي ظرف ساعات تحولت عشرات المناطق إلى ساحات حرب مفتوحة بين الحوثيين وقوات الفرقة الأولى مدرع، فالمواجهات لم تنحصر في تبادل القصف المدفعي إلى تبة الشيخ صادق المطلة على جامعة الإيمان، وعلى الفرقة الأولى مدرع سابقاً، بل اتسعت إلى الفرقة وإلى مقر اللواء الرابع المتمركز في التلفزيون الحكومي الواقع في نطاق مديرية بني الحارث. واتسعت المواجهات لتشمل الجهة الشمالية الغربية للعاصمة صنعاء، حيث تحولت كل من وادي البلس ووادي العميري ووادي الأعناب شمال العاصمة وحارة الطيارين وحارة الخانق وحارة السلام وحارة الكرامة وحارة المنيعي والتباب المطلة على سوق علي محسن الأحمر الى ساحة حرب مفتوحة، ومن ثم انتقلت الى مقر التلفزيون لتنتهي بسقوط اللواء الرابع حماية، المتمركز في التلفزيون، ومن ثم حسمت مواجهات السبت، التي بدأت منذ الساعة الواحدة ليلاً، وبعد عودة المبعوث الاممي جمال بن عمر من صعدة بساعات وإعلانه التوصل لاتفاق ينهي الخلاف مع الجماعة، الا ان المواجهات عادت بقوة لتنتهي بسيطرة جماعة الحوثي على مقر الفرقة الأولى مدرع وهروب اللواء علي محسن الأحمر في تمام الساعة الثالثة عصرا - الأحد - 21 سبتمبر، وبعد ذلك سقطت العاصمة في أربع ساعات. سقوط المحافظات في أقل من شهر من سقوط العاصمة تمدد الحوثيون باتجاه محافظات ذمار والبيضاء وإب والحديدة، ففي الرابع عشر من أكتوبر الماضي انتشر مسلحو الحوثي، في شوارع مدينة "ذمار"، وأقاموا نقاط تفتيش في شوارعها ومنافذ المحافظات وتوارت النقاط والدوريات العسكرية والأمنية من تلك المواقع، وهو ما اعتبره مراقبون بأنه مؤشر على انضمام محافظة "ذمار" إلى قائمة المحافظات والمدن اليمنية الأخرى التي باتت تحت سيطرة "الحوثيين"، وعلى رأسها العاصمة صنعاء، إضافة إلى صعدة، وعمران، والجوف، وحجة، وكذلك مدينة "الحديدة" التي تمكن الحوثيون من السيطرة عليها في نفس الأسبوع، وانتشروا في شوارعها بعد السيطرة على مداخل المدينة. وفي منتصف أكتوبر سقطت محافظة إب بيد الحوثيين بعد وصول أبو محمد الطاؤوس الى المحافظة برفقة العشرات من مسلحي الجماعة، وفرضوا واقعاً جديدا فيها، الا ان تسليم المحافظة للحوثيين أثار غضب القبائل والإصلاح، والذي قام بالتحشيد للرد والدخول الى المدينة للمطالبة بإخراج مسلحي الجماعة التي سيطرت على المحافظة، وعلى مختلف مديرياتها، وأقدمت على فرض تغيير مدير الأمن السابق في المحافظة، ومع انتهاء العام 2014 يحاول الحوثيون الدخول إلى تعز من خلال تحركاتهم لاستقطاب شخصيات في المحافظة وسط معارضة شديدة من السلطات. صراع الحوثيين والقاعدة خاض تنظيم القاعدة (أنصار الشريعة)، وحركة الحوثيين المسلحة (أنصار الله)، خاضا سباق السيطرة والاستحواذ على عدد من المحافظات اليمنية، وعلى الرغم من أن نشاط التنظيم والحركة تركز في منطقتين جغرافيتين، كل منها بعيدة عن الأخرى، وهو ما حال دون تصادمهما، إلا أن عوامل العِداء الفكري والعقائدي وصلت أعلى مستوياتها، فالقاعدة ترى في حركة الحوثيين عدوًّا استراتيجيًّا، بينما يرى الحوثيون في وجود القاعدة خطرًا يتهددهم. مثّل العام 2014م منعطفاً مهمًّا ليس لنمو وتمدد الحركات والجماعات المسلحة وحسب، وإنما لمواجهة الحركتين عسكرياً وخوضهما حرباً مفتوحة كل ضد الطرف الآخر، وفيما نشطت حركة الحوثيين في محافظات شمال الشمال، وتمكنت من السيطرة على محافظة صعدة وتعدتها إلى محافظة عمران، ومن ثم الى العاصمة صنعاء ومحافظات ذمار والحديدة وإب وحجة ورداع، تنامى نشاط القاعدة في عدد من المحافظات الجنوبية والشمالية، فبعد ان احتل زنجبار - عاصمة محافظة أبين، ومارس فيها الحكم علنًا لأول مرة في تاريخ التنظيم عاد مرة أخرى الى العمل السري ليتسع مجال نشاطه الى محافظة البيضاء القريبة من محافظة أبين ومحافظتي شبوة وحضرموت، كما نجح بإيجاد موطئ قدم في محافظات إب وذمار وصنعاء ومأرب والجوف، وأخيرًا نفذ عددا من العمليات في تعز والحديدة. وخلال العام 2014م اشتد العِداء بين القاعدة وحركة الحوثي التي تعتبر القاعدة صناعة استخباراتية أمريكية منذ مطلع العام 2014م، وعلى وجه الخصوص عقب محاصرة وتهجير الحوثيين لقرابة 12 ألف من سلفيي دماج العام الماضي، وهو ما أثار غضب القاعدة التي اعتبرت ما يقوم به الحوثيون جرائم ضد أهل السنة، وتوعدت بالعقاب. وفيما اعترفت القاعدة بسقوط عدد من عناصرها في مواجهات الحوثيين وقبائل الجوف المسنودة من قبل حزب الإصلاح في يوليو الماضي، خاض مواجهات مفتوحة لأول مرة مع الحوثيين في رداع بمحافظة البيضاء، وانتهت باقتحام الحوثيين المسنودين بقوات من الجيش منطقة المناسح، إلا أن دخول الحوثيين الى المناسح لم تنهِ نشاط القاعدة في رداع، بل زاد من وتيرة عملياتها التي استهدفت عناصر الحوثي، ووفق قيادي قاعدي فإن عدد العمليات التي تبناها التنظيم أودت بحياة المئات من عناصر الحوثي التي تتهمهم القاعدة باستدراج القاعدة وإتاحة الفرصة للطائرات الامريكية لضربهم، واتسعت تلك المواجهات بين الطرفين إلى محافظة ذمار التي أعلنت القاعدة عن تنفيذ عدد من العمليات ضد محسوبين على جماعة الحوثي الشهر الماضي. وفي نفس السياق أعلنت القاعدة - الأسبوع قبل الماضي - عن سقوط عدد من عناصرها قتلى في أرحب التي اقتُحمت من قبل الحوثيين، منتصف ديسمبر الجاري، كما أعلن الحوثيون العثور على معسكر القاعدة في أرحب وعدد من معامل صناعة المتفجرات، واعتقال عدد من عناصر القاعدة، وهو ما لم تؤكده القاعدة. خارطة النزوح مع تصاعد أعمال العنف في شمال الشمال، التي ابتدأت في منطقة دماج وانتهت بمعظم المحافظات الشمالية، والتي تسببت بتهجير 12 ألف سلفي من منطقة دماج، ومن ثم اتسع نطاق النزوح الإنساني هربًا من جحيم حرب مدمرة، كانت بداية لأمواج عنف ونزوح تلاطمت بحياة ما يزيد عن مليون مواطن يمني وجدوا أنفسهم مجبرين على النزوح من مناطقهم بفعل اتساع نطاق المواجهات. وفي بلد تكاد الأرقام تتحدث عن نكبات العنف وانتشار السلاح وفقدان الدولة للسيطرة فإن التقارير تشير الى ان المواجهات التي اندلعت العام الماضي في حاشد، وانتهت بسيطرة الحوثيين على مدينة عمران، دفعت 120 ألفًا للنزوح قسرًا، منهم 42 ألف نازح نزحوا خلال شهر رمضان الماضي. وفي محافظة الجوف نزح قرابة 7 آلاف نازح من منازلهم نتيجة المواجهات التي دارت بين الحوثيين والقبائل خلال النصف الثاني من العام الجاري، وكان العدد مرشحًا للارتفاع الى اكثر من 22 ألفًا نزحوا من مناطق الصراع في الجوف، والتي امتدت الى محافظة مأرب، نزوحًا مؤقتًا. العاصمة صنعاء التي نزح نصف سكانها في سبتمبر الماضي، يتجاوزون المليون مواطن، نتيجة المواجهات التي دارت بين قوات اللواء علي محسن الأحمر والحوثيين، وانتهت باجتياح العاصمة صنعاء، إلا أن معظم سكان العاصمة عادوا إلى منازلهم، بينما آخرين فقدوا مصادر أرزاقهم وتردت أوضاعهم المعيشية، إلا أن الجهات الحكومية والمنظمات العاملة في المجال الإنساني لم تسعَ لإيجاد أي حلول لمن تضرروا من أحداث صنعاء الأخيرة. النزوح لم يتوقف في العاصمة صنعاء، بل نزح الآلاف من السكان في محافظة إب ومدينة العدين تحديدًا، التي سقطت بيد تنظيم القاعدة قبل أن تسقط بيد الحوثيين، أما في مديرية رداع فإن نزوح السكان لا يزال مستمرًا حتى الآن بفعل استمرار المواجهات، ولا توجد إحصائية نهائية لعدد النازحين، الا ان الارقام الأولية تكشف عن مأساة إنسانية حقيقية يواجهها السكان المحليون في عدد من مناطق رداع. عام دموي بامتياز يعد العام 2014م عامًا دمويًّا بامتياز؛ فالحروب الطاحنة التي ابتدأت بحرب دماج وكتاف وانتهت بالعاصمة وفي رداع، ولايزال الدم اليمني ينزف تحت مختلف المبررات ومختلف أدوات الموت أكان في العمليات الانتحارية، أو السيارات المفخخة أو العبوات الناسفة أو الاغتيالات والثأرات أو الحروب التي شهدها العام المنتهي، والتي - حتى الآن - لا يوجد أية إحصائية لعدد ضحاياها من طرفي المواجهات والمدنيين، ومن نجا من الرصاص تدركه حوادث السير الناتجة عن انتشار المطبات بطريقة فوضوية، والتي كانت سبباً لحدوث 7178 حادثاً مرورياً خلال الأشهر الماضية من العام الجاري، وفق آخر تقارير الإدارة العامة لشرطة السير التابعة لوزارة الداخلية، الذي أكد تسبب الحوادث المرورية بوفاة 2065 شخصاً، بينهم 311 من الإناث, وإصابة 10227 شخصاً, بإصابات بليغة ومتوسطة وبسيطة. وأشار الى ان الخسائر المادية الناتجة عن الحوادث المرورية ليست بسيطة ولا يستهان بها؛ فقد قدرت الإحصائية الرسمية خسائر الأشهر الماضية من العام الحالي بـ(1,975,230,803) ريالات. تطور نوعي للتدخل العسكري الأمريكي شهد العام المنتهي تطوراً نوعيا للتدخل العسكري في اليمن؛ حيث اتسع نطاق العمليات الامريكية في اليمن من انتهاك السيادة اليمنية عبر الطائرات اليمنية بدون طيار الى التدخل العسكري المباشر، كما حدث في عملية إنقاذ الصحفي الأمريكي، مطلع ديسمبر الجاري، حين تدخلت القوات الأمريكية على الأرض للإفراج عن الصحفي الأمريكي لوك سارمز، والتي أدت إلى مقتله، وتعد عملية الإنزال العسكري ثاني عملية إنزال نفذتها القوات الامريكية خلال العام 2014م في الأراضي اليمنية. وفي ذات السياق اتسع نطاق الهجمات التي نفذتها الطائرات الأمريكية بدون طيار خلال العام المنتهي إلى 11 محافظة يمنية، منها ثلاث محافظات شملها تحليق الطيران الأمريكي وتنفيذ هجمات، حيث نفذت الطائرات الامريكية بدون طيار هجمات في محافظات (أبين- شبوة- مأرب- البيضاء- الجوف- صنعاء- حضرموت- لحج)، وحلقت فوق أجواء العاصمة صنعاء ومحافظة عدن، وهو ما يعكس تمدد القاعدة وانتشارها إلى مناطق ومحافظات جديدة.. وكانت الولايات المتحدة قد دشنت العام الجاري بعملية نفذتها الطائرات بدون طيار في المحفد بمحافظة أبين، والتي أودت بحياة 35 مواطنًا يمنيًّا من ضمنهم عدد من عناصر القاعدة، وبررت ذلك بتنفيذ 3 عمليات جوية ضد مجاميع يشتبه انتماؤهم للتنظيم، وأعلنت القاعدة مقتل عدد من قيادييها في المحفد. وتأتي هذه الغارات بعد يوم واحد من مقتل وإصابة 18 شخصًا في غارة مماثلة على مديرية الصومعة بمحافظة البيضاء، بينهم تسعة مسلحين متشددين يعتقد ارتباطهم بتنظيم القاعدة قتلوا، إضافة إلى ثلاثة مدنيين صادف وجودهم في المكان لحظة الغارة، فيما جرح 6، معظمهم مدنيون. كما نفذت - في ذات الأسبوع - غارة جوية استهدفت سيارة صالون على الخط العام الرابط "بيحان عتق" في منطقة ظليمين بمحافظة شبوة.. وفي الواحد والعشرين من يونيو الماضي ارتكبت الطائرات الامريكية بدون طيار مجزرة بحق المدنيين في المناسح بمديرية رداع، حيث استهدفت أحد المنازل بقرية الحصن بمنطقة المناسح بثلاثة صواريخ.. في أبريل 2014 استهدفت طائرة بدون طيار سيارة دفع رباعي كانت تقل 3 أشخاص في ضواحي بلدة "بيحان" في محافظة شبوة، وقد أفاد شهود عيان عن عملية إنزال عسكرية تلت الهجوم، وهدفها سحب الجثث، ما قد يشير إلى وجود شخصية قيادية لتنظيم القاعدة في عِداد القتلى، وما لبثت وسائل الإعلام العربية والأمريكية أن تناقلت الخبر، مؤكدة أن إبراهيم العسيري، هو العقل المدبر لعدد من التفجيرات في مسار القاعدة الأكثر ابتكارًا وإزعاجًا، وينسب له أنه كان وراء عملية "ديترويت" عام 2009، وقنابل الطابعات التي كانت ستشحن إلى الولايات المتحدة العام التالي على متن طائرة أمريكية، وقد ضحى بشقيقه الأصغر في تفجير انتحاري في محاولة فاشلة لاغتيال الأمير محمد بن نايف - وزير الداخلية السعودي الحالي عام 2009، وقُتل شقيقه في هذا الانفجار الذي استخدم فيه "العسيري" حوالى 100 غرام من مادة PETN، وهي على شكل مسحوق أبيض شديد الانفجار يصعب اكتشافه. وفي 17 مايو 2014 أعلنت وزارة الدفاع اليمنية عن تقدم كبير في العمليات العسكرية التي تنفذها ضد تنظيم القاعدة في البلاد، نافية صحة تقارير حول إمكانية التوصل إلى هدنة مع التنظيم، كما أعلنت مصرع 3 من عناصره، على رأسهم قيادي يعرف بلقب "بيكاسو"، ويوصف بأنه "سفاح القاعدة". وقالت وزارة الدفاع اليمنية: "لقي سفاح تنظيم القاعدة المعروف باسم "بيكاسو" مصرعه، متأثرًا بجراحه التي أصيب بها قبل أيام في محافظة البيضاء، وعرف بارتكابه جرائم وحشية خطيرة بحق ضحاياه والتمثيل بجثثهم.. كما أكدت مقتل القيادي في التنظيم، ناصر عاطف، وشقيقه أحمد المكنى بـ"أبو سالم" خلال المعارك في شبوة. في الثاني عشر من مايو الماضي هاجمت طائرة أمريكية بدون طيار سيارة بمنطقة الحصون في محافظة مأرب، كان بجوارها ٦ من المواطنين اليمنيين، أربعة منهم من آل شبوان - قبيلة عبيدة. وفي السابع من أغسطس حلقت الطائرات الأمريكية بدون طيار بكثافة على أجواء خولان ومناطق قريبة من أمانة العاصمة. في الحادي عشر من سبتمبر قصفت طائرة بدون طيار سيارة هايلكس، على متنها خمسة أشخاص بمحافظة شبوة.. في التاسع من سبتمبر عاد تحليق الطيران الأمريكي بدون طيار في أجواء العاصمة.. وفي الخامس من نوفمبر 2014 أكد مأمون حاتم ــ القيادي في أنصار الشريعة ــ مقتل القيادي في تنظيم القاعدة بمحافظة البيضاء، نبيل الذهب، جراء قصف جوي نفذته طائرة أمريكية من دون طيار. وقال حاتم، في سلسلة تغريدات على موقع التدوين "تويتر": إن الذهب قتل في مواجهات "الرافضة الحوثيين" في معارك رداع، في غارة نفذها الطيران الأمريكي. وكانت طائرة أمريكية من دون طيار نفذت غارتين، استهدفت الأولى سيارتين تابعتين لعناصر تنظيم القاعدة في منطقة "يكلا" المعقل الرئيس لهم، وأسفر عنها قتلى وجرحى في صفوف التنظيم، بينهم قيادات بارزة. يشار إلى أن عمليات القاعدة الهجومية ضد الجيش والأمن أو ضد جماعة الحوثي تصاعدت خلال الآونة الأخيرة إلى معظم المحافظات اليمنية، وكان من أبرز وأبشع تلك العمليات مقتل 21 طفلة من مدرسة أهلية في مديرية رداع الأسبوع الماضي، إلا أن هناك عددًا من العمليات التي استهدفت العشرات من الأبرياء من منتسبي الجيش والأمن، ومن أبرزها مذبحة الجنود التي حدثت في مدينة الحوطة بوادي حضرموت، مطلع أغسطس الماضي، وأودت بحياة 14 جندياً. كما أن هناك عددًا من العمليات الإجرامية التي استهدفت عددًا من قادة الفكر كاغتيال الدكتور محمد عبدالملك المتوكل واغتيال الدكتور أحمد شرف الدين، واللذين لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الاغتيال، ويُعد اغتيالهما اغتيالا سياسيا، قُيّد حتى الآن ضد مجهول. عام انحسار القدرات خلال العام 2014 م انحسرت كافة قدرات الحكومات، وأصبحت فاقدة للشيء؛ فلم تحقق إنجازاً واحدًا يُحسب لها في رصيد الحكومات اليمنية، وخرجت بضغوط شعبية، وبعد 21 سبتمبر اتَُّخذ قرار بإبقاء الحكومة كحكومة تصريف أعمال حتى تشكيل حكومة أخرى بموجب اتفاق السلم والشراكة، إلا أن حكومة التصريف سارعت إلى إصدار عدد من التعيينات استكمالاً لملف المحاصصة والتقاسم الذي انتهجته حكومة الوفاق، فتم إيقاف التعيينات الجديدة من قِبل هيئة مكافحة الفساد ومجلس النواب. تردي الأوضاع المالية في العام المنتهي عاش الشعب اليمني أوضاعاً اقتصادية سيئة، حيث ارتفعت معدلات الفقر إلى أكثر من 12 مليون يمني، وتجاوزت معدلات البطالة الـ 50%، وتراجعت القدرات الشرائية للمواطن اليمني إلى أدنى الحدود، كما تراجعت الحركة التجارية بنسبة 50% عمّا قبل عام 2011م، وفشلت الحكومة في استيعاب المنح المقدمة من المانحين في مؤتمري الرياض ونيويورك عام 2013م، ولم يصل الصرف المالي من تلك المنح والمساعدات الـ 20%. يضاف إلى ذلك انخفاض معدلات الاستثمارات المحلية والأجنبية إلى أدنى المستويات، وهروب شركات النفط، ووقف الشركات الأخرى استثماراتها في مختلف القطاعات جراء تردي الأوضاع الأمنية. يُشار إلى أن اليمنيين عاشوا عام الأزمات والنكبات منذ مطلع العام 2014م، الذي افتُتح بأزمة مشتقات نفطية خانقة استمرت حتى أغسطس الماضي، وكانت أحد الأسباب لتآكل شرعية النظام الحاكم شعبياً.
|
|
|
|
|
|