صنعاء تنقذ اربع هجمات بحرية ضد بوارج امريكية وسفناً اسرائيلية في البحر الأحمر والمحيط الهندي        إعلان بريطاني عن تعرض سفينة لمطاردة قبالة المهرة       أمبري البريطانية تعترف بفشل التحالف الامريكي في حماية الملاحة الاسرائيلية       امريكا تقر بصعوبة المعركة في خليج عدن ,, وتتحدث عن اشتباك بحري واسع      
    تقارير /
حين حرر هادي غريمه صالح من جزرة السلطة وعصا المجتمع الدولي

12/11/2014 14:04:48


 
الوسط - تقارير
تحرر رئيس المؤتمر الشعبي من عصا الخارج التي ظلت مسلطة فوق رأسه حين أنفذ مجلس الأمن قراره بوضع العقوبات عليه كما تحرر من جزرة هادي المتمثلة بمنحه وزارات في الحكومة الجديدة بعد أن تم استبعاده منها، ليدخل الرئيس هادي نفسه في مأزق المواجهة العلنية مع حزبه المؤتمر الذي كان من الممكن أن يمثّل الرافعة الشعبية
لطموحه في الاستمرار بالحكم قبل أن يظهر اعتمادًا كليًّا على الخارج على حساب كل القوى السياسية وليس المؤتمر فقط، وبحيث ظهر مكشوفًا الآن بعد أن أوصل الخلاف إلى منتهاه، بعد أن اتخذت اللجنة الدائمة قرارًا بفصله كنائب أول
وكأمين عام، وهو ما يمثّل انعتاقًا لصالح الذي ظل محاصرًا بصلاحيات الأمين العام، وباعتباره النائب الأول له في قيادة الحزب،
ويعد فصل كل من النائب الأول لرئيس المؤتمر الأمين العام والنائب الثاني قرارًا ظل يتأجل لأكثر من مرة، ومنع من حصوله عدم انقطاع الأمل من قبل رئيس المؤتمر بمراجعة رئيس الجمهورية لمواقفه من الحزب.
لقد ظل هادي يعتبر "صالح" الخصم اللدود، والأكثر قدرة على تقويض حلمه بالاستمرار كرئيس لليمن،
ومثّل رد الأول الرافض لمشروع قدمه الإرياني العام الماضي حول المصالحة الوطنية، والذي كان المغزى منه الاتفاق على ترشيح هادي رئيسًا توافقيا بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، إذ كان الرد حاسمًا من أن المرشح الرئاسي لن يكون إلا مؤتمريًّا خالصًا ومخلصًا، وهو ما جعله يتأكد من إشاعة تبنّي نجله رئيسًا بدلا عنه، وظل هاجسًا يؤرقه ومثار شكاواه لأعضاء في الأمانة العامة من أن هناك استبيانات تعمل ونشاطات لم تهدأ للتهيئة
لوصول قائد الحرس السابق إلى سدة الحكم بدلا عنه.. وهو ما وسّع الفجوة بين الرجلين لتكبر مع ما كانت تبذله قيادات مؤتمرية من محاولات لردم الهوة في ظل إصرار هادي من أن الحل الوحيد يكمن فقط بإخراج صالح من البلد وبشكل نهائي، وهو ما أصبح مطلبًا له مع كل لقاء له مع سفراء الدول العشر أو حين تزوره وفود من الخارج حتى تمكّن أخيرًا من استصدار قرار أممي ضده قبل أن يتم استغلاله بشكل عكسي ليصبح ضد الرئيس الذي وجد نفسه مكشوفًا بلا حزب ولا قاعدة شعبية، بعد أن تم فصله من المؤتمر الذي عزز قرار فصله ببيانات حرص أن تكون من محافظات جنوبية، ونشر الموقع الرسمي للحزب بيانات تأييد ومباركة لقرارات اللجنة الدائمة الرئيسة التي تم اتخاذها سواء على الصعيد الوطني أو التنظيمي، والتي - بلا شك - ستكون لها بالغ الأثر في تعزيز مسيرة المؤتمر ودوره الريادي في المرحلة الحرجة التي يمر بها الوطن من قيادة وقواعد المؤتمر بمحافظات لحج وحضرموت وشبوة.. وفي مزيد من التنكيل بهادي استقبل صالح أعضاء اللجنة الدائمة في محافظة أبين، الذي قال موقع المؤتمر: إنهم عبروا عن مباركتهم وتأييدهم للقرارات التي اتخذتها الدورة الاستثنائية للجنة الدائمة الرئيسة، مهنئين قيادة المؤتمر وأعضائه وكوادره على تلك القرارات، وفقا للموقع الرسمي للحزب.
معبّرين عن رفضهم واستنكارهم لقرار العقوبات بحق الرئيس السابق ومواطنين يمنيين آخرين.
وفيما لم يتمكن هادي بعد من استصدار قرارات من فروع مؤتمر الجنوب، ما يعبر عن عزلته عن المؤتمريين، فقد وصف أحمد الميسري - عضو اللجنة العامة - أن إقالة الرئيس هادي من المؤتمر قرار باطل، إلا أنه خفف منه حين
جدد تأكيده على موقفه الثابت الرافض لاستهداف أي رمز من رموز المؤتمر الشعبي العام ورفضه للعقوبات التي استهدفت الزعيم علي عبدالله صالح، رئيس المؤتمر، أو أي استهداف داخلي للأخ عبدربه منصور هادي - رئيس الجمهورية النائب - الأول لرئيس المؤتمر.
وهدد لـ (العربية): أن على اللجنة الدائمة التراجع ما لم سيكون هناك اجتماع موسع لقيادات المؤتمر في الجنوب، يعقد في عدن بفصل المؤتمر عن صنعاء.
وقال: الوحدة انتهت على الأرض.. وأضاف: صنعاء لا تعترف بالقضية الجنوبية..
محذراً من تبعات الدوافع التشطيرية لهذه الخطوة وما سيترتب عليها من عواقب ستؤدي إلى تفكك المؤتمر.
إلى ذلك فقد جاء تهديد السفير الأمريكي ضد رئيس المؤتمر، والذي لحقه إقرار العقوبات من مجلس الأمن بمثابة هدية مجانية حصل عليها؛ إذ تمكن من خلالهما إلى إعادة حضوره في الشارع، وكرقم يصعب تجاوزه على مستويات عدة،
وهو ما كشف في المقابل الحجم الضئيل الذي يمثّله هادي مع كونه رئيسًا للدولة، حيث أعلن مجلس النواب، وبرئاسة محمد الشدادي المحسوب عليه، رفضه للتدخلات الخارجية وقرارات مجلس الأمن،
وهو ذات الموقف الذي اتخذه مجلس الشورى الذي اعتبر أن قرار العقوبات يزيد الوضع تازيمًا.
وكانت ردة الفعل القوية وغير المتوقعة نتيجة تسريب التهديد قد أرغمت الخارجية الأمريكية على إيراد نفي مراوغ عن صدور التهديد من سفيرها في اليمن، والذي قالت إنه لم يعقد أي اجتماعات مع مسؤولي المؤتمر الشعبي، وأدلى فيها بمثل هذه التصريحات.. ولكنها لم تُشر إلى كونه أرسل تهديدًا مثل هذا عبر السفير الروسي.. وقد وقع السفير الأمريكي بصنعاء في ورطة الاستخفاف الوقح بالسيادة والشعب اليمني حين استبدل الضغوط على الرئيس السابق بضرورة مغادرته إلى التهديد الفج دون مراعاة لما يمثّله من ثقل ما زال يحتفظ به في مسار التسوية السياسية، وهو ما جعله عرضة لانتقادات حادة شعبية وحزبية وبرلمانية أرغمته في اليوم التالي على استقبال الأمين العام
المساعد للمؤتمر الشيخ سلطان البركاني في محاولة للتخفيف من آثار الرد من خلال كيل المديح لصالح، الأمر بالتأكيد لم ينتهِ إن لم يكن قد بدأ، وبالذات بعد التهديدات المبطنة التي جاءت من خلال تسريبات نشرتها مواقع تابعة
لجلال هادي تفيد أن هناك أنباء عن تخفيض حراسة عفاش من ستة آلاف جندي إلى 250 جنديًّا فقط، وهو تهديد ظل يرفعه هادي بوجه صالح، مع أن تبعاته لن يقدر على تحملها هادي، إلا أنه في المقابل فقد كان
طالب الشيخ ياسر العواضي جهات - لم يسمّها - بتفهم الخطوات القادمة مهما بدت قاسية.
وقال: لن نطلب من أحد المزيد من الصبر، ولا إعطاء مزيد من الفرص، ما نطلبه من الجميع، هو تفهم الخطوات القادمة، مهما بدت قاسية، ففيها الحل". حد قوله.

وهدد العواضي، الذي تم تعيينه مؤخرًا - أمينا عاما مساعدا لحزب المؤتمر: أما بالنسبة للعقوبات الدولية وتفريط السلطة في ثلاثة من مواطنيها، فإن ردة الفعل والتعامل معها لم يحن بعد، فالخطة (بـ) في الطريق، والمرحلة (جـ) بعدها، فالمهمات ما زالت أقوى، بعد استنفاد كل أسباب الصبر، وأصبح وطننا يضيع من بين أيدينا ولن نسكت".

 





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign