وزير خارجية صنعاء يتسلم أوراق اعتماد سفير إيران الجديد        صنعاء .. صدور قرار جمهوري بتعيين نواب لوزراء حكومة التغيير والبناء ( الاسماء )        الاعلام الغربي يؤكد انهيار تحالف الاردهار في البحر الاحمر        قائد حركة "أنصار الله ".. عملياتنا البحرية في ارتفاع والرد قادم لامحالة      
    مقابلات /
الجيش الجنوبي المُحال للتقاعد القسري 85 ألف متقاعد ومبعد عسكري.. 12 ألفًا من الأمن العام و8 آلاف من وزارة أمن الدولة

01/05/2013 15:07:07


 
حاورة / امجد خشافة
بعد أن أعيت الحكومة الحالية مشروع الجيش وبقائه على حدة الانقسام خلال سنتين، لم تكن تلك الهيكلة الأخيرة التي قسمت اليمن إلى سبع مناطق في اهتمام الشارع الجنوبي كما لاقت تقبلًا من الشمال واستحسانًا ممن وقف ضد النظام السابق، إذ يعتبر الجنوبيون بشقيهم المعارض للحوار في صنعاء أو المشارك في الحوار أن ذلك استباق غير مدروس في ظل عدم حل القضية الجنوبية وارتفاع صوت الانفصال، وحل القضية الجنوبية هي التي ستحدد شكل الدولة القادمة وشكل الجيش.
في هذا السياق يتحدث لـ "الوسط" أحد القادة العسكريين في الجيش الجنوبي السابق والنائب الأول في لجنة الجيش والأمن في الحوار الوطني العميد الركن ناصر الطويل عن تفاصيل الجيش اليمني الشمالي والجنوبي، وكيف سيكون شكل الجيش فيما إذا كانت دولة اندماجية أو فيدرالية من إقليمين، وكيف يمكن استعادة الجيش الجنوبي الذي أُبعد بعد حرب 94، والبالغ قوامه 85 ألف عسكري.
التقاه في الحوار الوطني/ أمجد خشافة:
*بصفتك النائب الأول في فريق الجيش والأمن.. أين وصلتم في لجنتكم وخطتها؟
وصولنا ومشاركتنا في مؤتمر الحوار الوطني كانت استجابة للدعوة الدولية والإقليمية ودعوة من رئيس الجمهورية شخصيا، واعتباري من قائمة رئيس الجمهورية وممثلا عن الحراك السلمي الجنوبي، طبعاَ ليس منتخبا ولكن أحمل رأيي في الحراك الجنوبي وأحمل رأي الشارع الجنوبي، وهذه أمانة في أعناقنا - جميعًا - الذين حضروا الحوار.
وفيما يتعلق بسؤالك عن لجنة الدفاع والجيش أنا - كما أشرت - انتخبوني نائب رئيس هذا الفريق وشرعنا في وضع خطة العمل في الاتجاهات المستقبلية في وضع أسس بناء الجيش والأمن وعلى أسس وطنية، ومهنية وحيادية، وقد وضعنا عددًا من الضوابط والاتجاهات لنشاط عمل الجيش والأمن، أبرزها أن يكون هذا الجيش والأمن محايدًا وخارجًا عن الحزبية والجهوية والمناطقية والقبيلة.
طبعًا اتجاهات العمل مرتبطة بالمخرج التي ستصل إليه القضية الجنوبية، باعتبار فيما إذا كان الجيش جيشان، أو يكون الجيش اتحاديًا أو يمكن أن يكون أي مسمى تتفق عليه مجموعة القضية الجنوبية ومخرجات هذا المؤتمر، ونحن في بداية المؤتمر كنا قد قدمنا رؤية واضحة للمستقبل وحددنا فيها ضرورة استعادة الدولة وتقرير المصير لشعب الجنوب، ونحن في جميع الفريق الأخرى تقريبًا متمسكين بهذا المطلب؛ باعتباره مطلبًا شرعيًا وباعتبار الجنوب تعرض لتدمير شامل وممنهج، بعد حرب صيف 94، ونحن بصدد معالجة هذه الأمور بدرجة أساسية وعودة جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، والتي تم تدميرها بعد الحرب وكذلك مؤسسات الأمن سواء أكان الأمن السياسي أو الأمن العام في الجنوب؛ لأن حرب 94 جاءت والجيش جيشين والبلد بلدين والمؤسسات مؤسستين وجاءت الحرب وقضت بقرار سياسي، وأصبح الجنوب في خبر كان، ومن أرادوا أن يستفيدوا منهم في الشمال أو في الجمهورية العربية اليمنية أخذوهم كممثلين.
إذن هذا ليس للتهريج ولا للعمل الإعلامي الخارج عن المنطق بل هذا هو المنطق وما زال، ونحن مؤمنون بهذا الفريق بأن نصل الى أن نضع أسسًا مع الجهات الرسمية بأننا لسنا المخولين ببناء كل شيء وتدمير كل شيء، نحن نقدم ملاحظاتنا وقراراتنا وعلى الجهات الرسمية سواء أكانت الدول المشرفة على هذا المؤتمر الدول العشر أو من إخواننا في مجلس التعاون الخليجي ورئيس الجمهورية وكل مؤسسات الدولة القائمة أن تساهم في وضع أسس منطقة مهنية وطنية لبناء هذا الجيش بحيث نعيد اعتبار جيش الجنوب كما هو الاعتبار لجيش الجمهورية العربية اليمنية الحالية.
*أنت تتكلم عن كيف يكون الجيش اليمني وقلت يمكن أن يكون جيشًا موحدًا أو اتحاديًا أو غيره.. بمعنى أنكم متوقفون على حل القضية الجنوبية ومخرجات الدولة القادمة؟

نعم نحن نضع الأسس العامة للجيش، هذه الأسس يمكن أن تنطبق على جيش اتحادي أو جيش إقليمي، لأنه يجب أن يكون الجيش في أي بلد جيشًا محايدًا، جيشًا وطنيًا يعبر عن كل مناطق البلد سواء أكان موحدًا أو بشكل إقليم أو ما يمكن أن يخرج منه مؤتمر الحوار الوطني.
لكن نحاول أن نخرجه من تركيبته الحالية، التركيبة القبلية والعشائرية والمناطقية. فمثلا لو تأتي وترى منهم ضباطًا في أية وحدة من الوحدات والأفراد سترى أنه بالعشرات موجودين من مناطق معينة والبقية كلها من منطقة صنعاء وما حولها، وهذا هو الذي جعل الجيش ينفذ أوامر المسئولين في ضرب المواطنين.
الجيش في كل البلدان عندما تُعطى له الأوامر في ضرب المواطن لا يستجيب، وأنت تعرف تجربة الجيش المصري حينما أمر وزير الداخلية في ضرب المسيرات، فرد الجيش وقال نحن نحافظ على المواطن وليس ضربه، هذا نعتبره جيشًا وطنيًا.
*طيب إذا كان الجيش في إطار اتحادي.. كيف يكون الجيش الجنوبي والجيش الشمالي؟
إذا أقررنا الاتحادية وأقرها شعبنا في الجنوب، سيكون مهمة الجيش هو الدفاع عن سيادة الوطن من أقصاه الى أقصاه، وتأمين المنجزات والتحولات الاقتصادية والثقافية في البلد بمعنى تأمين الأمن والاستقرار في الداخل وتأمين حدود الدولة الجوية والبحرية.
*بمعنى أنه سيكون جيش في المناطق الجنوبية له مؤسساته الخاصة وفي الشمال له مؤسساته الخاصة.. أم ماذا تقصد؟
هذا يعتمد على الحل الذي نخرج به إذا اتفقنا على دولة اتحادية ووافق عليه شعبنا في الجنوب، سيكون هناك جيش موحد، لا يوجد جيشان، وإذا تفقنا على دولتين مع جيشين وأمنين - فعلًا - سيكون هناك جيشان وأمنان، وسيكون هناك روابط مشتركة وقيادة مركزية موحدة.
*كيف يمكن لكم أنتم كفريق استعادة الأجهزة الأمنية التي قلت إنها دُمرت بعد حرب 94م في الجنوب.. هل لديكم خطة مرسومة لاستعادة مثل هذا القوام من الجيش؟

نحن وضعنا في اتجاهات الخطة استعادة الوحدات العسكرية الجنوبية التي تم تدميرها إلى وضعها الطبيعي، أي عودة جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية إلى وضعه ومؤسساته ومن ثم التفكير بالقادم إن كان جيشًا اتحاديًا يتوحد الجيش أو أن يكون الجيش جيشين، وكل يقوم بمهمته، وبالتالي التفكير في كيفية تطبيق قانون التقاعد الإجباري على مستوى اليمن.
الآن بشكل عام سيطبق في حينها قانون التقاعد على كل الناس والقدامى أو عتاولة الجيش القديم، يجب أن يحالوا للتقاعد.
*سواء أكانوا في الشمال أو في الجنوب؟
نعم.. هذا قانون رسمي لأن العسكري حين يظل مسؤولًا وقائدًا في هذه الوحدة وكأنها ملك له، ولمدة ثلاثين سنة فسيكون من الصعب التعامل معهم في عملية الإصلاح، وهذا ما هو حاصل الآن بعد قرارات الرئيس هادي، كان هناك تلكؤ في تنفيذها فلم ينفذ هذه القرارات من قبل المعنيين بها.
لذا فإن القرارات الآن يريد كل منهم تنفيذها على رغبته؛ لأن البلد صارت على هواية ورغبة فئات أشخاص ومناطق وليس على مهمتهم الرئيسة وهي حماية الدولة، وحين يأتي وقت التقاعد يقتنع كل واحد منهم بالقانون.
*هل لديكم إحصائية على قوام الجيش الجنوبي قبل حرب 94م الذي ممكن أن يُستعاد قوامه في خطتكم؟
نعم يوجد لدينا إحصائيات دقيقة.
*كم هذه الإحصائية؟
إلى الآن يوجد من الجيش الجنوبي المحال للتقاعد القسري خمسة وثمانين ألف متقاعد ومبعد عسكري، وهم الآن في البيوت، واثنا عشر ألف من الأمن العام، وثمانية آلاف من وزارة أمن الدولة.
*طيب الآن أنت تتحدث عن استعادة جيش دولة، وكما ذكرت تلك الإحصائية من المبعدين، في الوقت الراهن تعيش اليمن بشقيها سواء في الجنوب أو في الشمال أزمة مالية.. ألا ترى أن فتح معسكرات جديدة تشكل عبئًا على ميزانية الدولة؟
المعسكرات موجودة والمؤسسات موجودة، فقط يضعوا حدا للمتنفذين، ويرجعوهم إلى بيوتهم، فالمعسكرات لا يوجد لدينا مشكلة، فهي موجودة والبشر موجودون والميزانية موجودة.
انظر معي تم تجنيد 200 ألف خلال 2011م و2012م بشكل غير رسمي وهناك 52 ألفًا في الحرس الجمهوري وهميون وأكثر من ذلك في الفرقة الأولى مدرع أناس وهميون، إذن ليتم إبعاد هؤلاء الناس ويحولها للجيش المستحق، للجيش الجنوبي لا يوجد أية مشكلة، الآن المطلوب إرادة سياسية وإشراف مباشر من قبل مجلس الأمن الدولي والدول الراعية، وأي قرارات تتخذ لا بد أن تنفذ بقوة.
*هل تتوقعون مجلس الأمن بأن يتعاطى مع ما يمكن أن يخرج به الفريق من رؤية حول الجيش الجنوبي؟
هذا الذي يجب.. نحن الآن لدينا شكوك أن هناك قضايا تبنتها اللجنة الفنية في الحوار الوطني ومنها 22 نقطة، وهذه تبين مدى مصداقية للإخوة المشرفين على المبادرة ومنها دول مجلس التعاون الخليجي، فلابد أن يتم تنفيذها كضمانات أولية لمخرجات الحوار، وإلا فإن مخرجات الحوار سيكون مشكوك فيها.
مثلا عودة المؤسسات وعودة ما نُهب من الجنوب والحقوق لأهلها إذا لم يم تنفيذها فإنها تضع علامات استفهام كبيرة بيننا.
*لنرجع إلى الفريق المشكل لديكم هناك من يقول إن عملكم سيكون مقتصرًا على المراقبة فقط في المؤسسات التي سيكون عملكم موجهًا لها، فما طبيعة عملكم في فريق الجيش والأمن؟
بالعكس نحن كفريق لا نعتبره فريق رقابة ولا فريق محاكمة، ولكن نحن فريق نَدرس الأوضاع ونحللها ونقترح مخرجات لها، وتكون هذه المخرجات تلبي طموحات بناء الجيش والأمن على أسس وطنية وليس على أسس جهوية أو قبلية، نحن نقدم ملاحظاتنا ومقترحاتنا التي ممكن أن تكون إلزامية إن نفذت للجهات الرسمية بالتنسيق.
ولهذا نحن لسنا جهة مراقبة أو محاسبة، الجهة الرقابية والمحاسبة هي الراعية للمؤتمر سواء أكانت الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن أو دول مجلس التعاون الخليجي، هي الملزمة مع رئاسة الجمهورية، مع وزارة الدفاع ووزارة الداخلية، ثم تنظر إلى مخرجات هذا الفريق وتأخذ ما هو حاصل بالاعتبار وابتدءًا في بناء الجيش الجديد والأمن الجديد.
*أنتم في الفريق قسمت اللجان إلى أربع لجان وهي الدفاع والاستخبارات والدفاع والأمن والمبعدون قسرًا.. ممكن ان توضح لنا عمل كل لجنة ميدانيًا؟
أولا- في لجنة الأمن هناك أسس حددناها في إطار المهام وحددنا اتجاهات عملها، وهم بجانبهم وضعوا خطة تفصيلية للنزول، والنزول سيكون للتعرف عن قرب لوضع المؤسسات، فمثلا حينما يتم النزول إلى وزارة الدفاع والى دوائرها وشعبها ومركز الدراسات الاستراتيجية العسكرية يتم وضع الأسس المقترحة ثم يتم النظر في العمل الراهن في الوحدات، بعدها يخرج الفريق يمكن أن تكون دستورية ملزمة تلزم الجهات الرسمية بمراعاتها عند وضع الدستور والمهام المستقبلية المتعلقة بالقوات المسلحة وعلمها.
*في المجموعة الخاصة بالاستخبارات هناك من اعترض على أداء هذه المهمة من فريقكم بحكم أن عمل الاستخبارات مخفي.. هل تتوقع أن يتعاطى معكم مثل جهازي الأمن السياسي والأمن القومي؟
كما قلت لك نحن لن نحل محل الاستخبارات ولا الأمن ولا وزارة الدفاع، فقط نتعرف على الأوضاع ومسئولي هذه المرافق، وجهاتها وفيما يتعلق بالقضايا السرية ليسوا ملزمين بإعطائنا القضايا التفصيلية عن طبيعية عملهم، فقط ما هو مسموح للحديث حوله، وما هو غير مسموح نحن نقدر ذلك، وفريق العمل مع لم يحلوا محل الاستخبارات، ولن يدخلوا في القضايا السرية الخاصة بالبلد.
*في لجنة المبعدين.. ما الخطة التي ستقومون بها في حل أو استعادة المبعدين؟
الخطط العامة موجودة لكن التفصيلية تخص الجهات الرسمية.
*هناك لجان نزلت قبل أشهر وما زال عملها جاريًا في موضوع المبعدين قسرًا.. هل لديكم تنسيق مع هذه اللجان؟
نعم لدينا تنسيق مع هذه اللجان وقد جلسنا معهم واتفقنا على كثير من الأمور على الرغم أن طريقة المعالجة لم تكن إلى حد ما مجدية لأنها تسببت في إتعاب المبعدين أكثر، بسبب الطوابير وتعبئة الاستمارات والإثباتات، ونحن نعتبرها محاكمات لكن الجهات الرسمية ممثلة بالرئيس هادي حينما التقينا فيه قال لنا: "نحن أردنا أن نعمل هكذا حتى تكون رسمية وقد أدخلنا فيها قضاة، حتى لا يكون لعبًا على الدقون، وعليه نريد أن نتأكد من كل شخص وسنعطي الحقوق لكل واحد".
*بالنسبة لهيكلة الجيش هناك وحدات أنشئت برعاية الولايات المتحدة الامريكية مثل وحدات مكافحة الإرهاب، إذا ما تم إنشاء جيش في الجنوب أو استعادته.. هل يمكن أن تتعاطون مع أمريكا ووضع وحدات لمكافحة الإرهاب في الجيش الجنوبي لاسيما وأن القاعدة في الجنوب أكثر من الشمال؟
أولًا: أقول لك إن القاعدة الموجودة في الجنوب هي مرسلة في الأصل من الشمال، فهي مجهزة من صنعاء ومرسلة للجنوب لأهداف سياسية والكل يفهمها، حتى سقوط أبين كان ليس عن طريق الصدفة بل كان مخطط له، وهذا ما يفهمه القاصي والداني، كيف يمكن خلال أربعة وعشرين ساعة أن تتحول أبين مسرحًا للقاعدة وتمتلك دبابات، هذا يفهم أن هناك جهات رسمية كانت السبب.
*ولماذا وضعت الولايات المتحدة الأمريكية شيئًا اسمه وحدات مكافحة الإرهاب في الأمن المركزي ما دام وأن مصدرها جهات رسمية؟
هذه أشياء ضرورية مهما كان مصدر المخرب، يجب أن تستمر أمريكا وحلفاؤها وكل الأنظمة يجب أن تتعامل مع مثل هذا الأمر أيًا كان مصدره، الذي يشتغل في إطار الإرهاب لا بد أن يضرب وهذه مسألة استراتيجية لا يوجد عليها خلاف سواء أكانت دولة اتحادية أو دولة منفصلة، فجهود إحلال السلام في العالم مسألة لن نتعارض معها وسنمد يدنا لمكافحة الإرهاب.





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign