شنظور: انتخاب الرئيس بين الرفض الجنوبي الرسمي والتعاطف الشخصي مع هادي
2012-01-25 08:53:57
كتب/علي بن شنظور
بإقرار مجلس النواب منح الرئيس صالح الحصانة ومن معه من أركانات حزب الحصان وحلفائه السابقين تكون الانتخابات الرئاسية الشكلية قادمة في موعدها إلا أن تحصل مفاجآت تعرقلها لعل أبرزها الرفض الجنوبي الرسمي للانتخابات وإن كان التعاطف مع الفريق هادي موجوداً في الساحة الجنوبية لذلك نقول.
الحصانة واعتذار الرئيس
الحصانة التي منحت للرئيس علي عبدالله صالح المنتهية ولايته يوم 21 فبراير القادم استنادا لمبادرة الخليج حتى وإن تأجلت الانتخابات فإن الآلية التنفيذية لمبادرة الخليج قد نصت على إجراء الانتخابات بعد 90 يوما وأن الآلية تحل محل أي ترتيبات دستورية، أي أنها قد أسقطت المادة الدستورية التي كانت لصالح الرئيس والتي تتيح له البقاء حتى 2013م، هذه الحصانة لا يوجد سبيل أمام من وقعوا مبادرة الخليج غير إصدارها، لأن أي تراجع كان سيخدم صالح وعلى الرغم من الرفض الشبابي لها واعتقادنا أن أي تصالح لن يكون مجديا إذا ما تم استبعاد الجنوبيين منها وتم التصالح نيابة عنهم بين من كانوا مسئولين عن ما لحق من ضرر بالجنوب عام 94م سلطة ومعارضة فإن المحصلة النهائية تقول إن هذه الحصانة لصالح لا مفر منها لكي يترك السلطة والمفترض على الرئيس صالح -إن كان حقا يريد طي صفحات الماضي بهذه الحصانة- أن يبادر لإعلان تنازله عن أي ثروات جمعها من مال الدولة وأن يعلن اعتذاره عن أي خطأ حصل منه ضد أبناء شعبه وخاصة الخطأ التاريخي الذي حصل ضد أبناء الجنوب في 94م وما تلاها ويدعو من معه -المشمولين بقانون الحصانة- أن يحذوا نفس الطريق للتصالح مع شعبهم وطلب العفو وإعادة الحقوق لأهلها فإن هذا والله سيكون لصالحهم أيها الأخ الرئيس ومن يبحثون عن الحصانة قبل أن تقفوا بين يدي المولى سبحانه ويسألكم عن الأمانة وعن المسئولية وعن حقوق المظلومين وحينها لن ينفع القول "ربي ارجعون لعلي أعمل صالحا.." الآية.
هادي والرفض الجنوبي
ستتجه الأنظار إلى يوم 21 فبراير القادم كموعد لإعلان انتخاب النائب عبد ربه منصور هادي رئيسا للجمهورية وانتصار ثورة التغيير السلمية وإذا تمت الأمور بسلام بإذن الله والانتخاب في موعده فإن هناك مسائل لا بد أن نشير إليها ونأمل أن تؤخذ بعين الاعتبار:
1- من حيث المبدأ نجد أن معظم أو أكثر من 90% من الجنوبيين يتطلعون لمرحلة ما بعد صالح وذلك لسبب واحد وهو أن الرئيس علي عبدالله صالح ظل يكابر حتى اليوم ويرفض الاعتراف بقضية الجنوب وما حصل من أخطاء في 94م وظل يكيل التهم للجنوبيين حتى من هم معه على أنهم انفصاليون وعملاء للخارج وغير ذلك مما كنا نسمعه في خطاباته ولهذا رغم أن معظم مكونات الحراك أكدت أن سقوط النظام وذهابه لن يحل قضية الجنوب لكن الجميع متفقون على أن هذا الأمر سيكون باب أمل لإمكانية الحوار مع السلطة الجديدة بصنعاء لحل قضية الجنوب وكم كنا نتمنى أن يغادر صالح السلطة وقد تصالح مع أبناء الجنوب واعتراف بقضيته لكن (ما عاد ينفع الحسوك أسفل العقبة) مثل شعبي.
2- من حيث المبدأ كذلك فإن أغلب الجنوبيين يكنون الاحترام للفريق عبدربه منصور هادي أولا لأنه ابن الجنوب ثم لأنه ظل بعيدا عن ممارسة القرار الفعلي ثم لأنه لم يقم بمواقف عدائية ضد الحراك الجنوبي كما حصل من بعض الجنوبيين في السلطة المزايدين أكثر من غيرهم لكن هذا التعاطف الشخصي مع هادي لا يمنع من القول إن الانتخابات سوف تواجه برفض شعبي رسمي إذا تم فرضها بالقوة ولم يتم التفاهم مع قوى الحراك الجنوبي حول أسس تكفل عدم رفض الانتخابات وتضمن قضية الجنوب كقضية سياسية رئيسية وليست ثانوية كما هي الآن في آلية مبادرة الخليج وكذلك تضمن الحوار مع أبناء الجنوب لحلها حلا عادلا بصورة مستقلة عن باقي القضايا التي ستطرح في مؤتمر الحوار الوطني.
3- من أجل هذا كنا قد اقترحنا على السفير جمال بن عمر أثناء لقائنا به ضمن المكتب التنفيذي للجنوبيين بصنعاء عصر يوم الجمعة 20 يناير الحالي بأن يتبنى حث حكومة الوفاق لإرسال لجنة للحوار مع الحراك والتفاهم حول أسس مشتركة تخدم الطرفين وتخدم قضية الجنوب وسير الانتخابات دون أي مشاكل فهل ستقبل حكومة الوفاق هذا المقترح الذي لا يعبر عن أي جهة ولكنه رأي شخصي لكن ليس معكم إلا هذا المجال أما إذا فرضت الانتخابات بالقوة أو تجاهلتم الوضع في الجنوب فعليكم أن تتحملوا مسئولية أي شيء يحدث.
4- لقد عرفنا من الإخوة في الحراك السلمي وكما أبلغنا بهذا المستشار السياسي لرئيس المجلس الأعلى للحراك الأستاذ/ علي الغريب وطلب منا إبلاغه لجمال بن عمر وأبلغناه فعلا أن الحراك السلمي متمسك بالنضال السلمي ولن ينجر إلى أي وسيلة أخرى أبدا وأن الرفض للانتخابات يأتي كحق كفلته المواثيق الدولية وحتى دستور اليمن رغم عدم الاعتراف به لأنه دستور معطل ولكن الإخوة في الحراك يقولون إنهم لا يتحملون مسئولية أي أعمال قد تحصل هنا وهناك أثناء الانتخابات لمنع صناديق الاقتراع بالقوة أو قطع الطرق أو غير ذلك لأن الجنوب فيه أطراف أخرى لا تخضع للحراك والحراك ليس دولة ذات سيادة على الجنوب حتى يضمن كل شيء وبالتالي فستكون المسئولية على السلطة الحالية والأحزاب التي ستفرض الانتخابات بالقوة كما أنهم يرون أن الانتخابات وإن كانت شكلية طالما الرئيس التوافقي هادي متفق عليه فلماذا الإصرار على تمرير الانتخابات.. ألا يدل هذا على أن حكومة الوفاق تريد استغلال الانتخابات لحسابات سياسية تخدمها وإلا لتم التفاوض مع الحراك لإيجاد مخرج من هذه الإشكالية كما أن الحراك -وهذا رأيي الشخصي- لن يقف ضد هادي إذا جاء هادي بنفسه ليضمن للحراك ضمانات هو وحكومة الوفاق تحت إشراف جمال بن عمر تشجعهم على عدم مقاطعة الانتخابات لأنها أساس لنقل السلطة.. فهل سيقبلون بهذه النصائح أم سيمضون بالاعتماد على السماسرة الذين سوف يأتون للنائب ولباسندوة ليقولوا لهم كل شيء تمام وهاتوا زلط ونحن نمشي الأمور ليأخذوا لهم ملايين على حساب قضية الجنوب ودماء أبنائه.
والله من وراء القصد
*ناشط سياسي مستقل