* أشرف النولي
نكأت الجرح يا رازحي، جرح تهامة الذي لم يندمل، وما كان له أن يندمل، فأنى له أن يندمل والخنجر ما زال يخترق العظم. نكأت الجرح إنسانيتك، ضمير القلم، شجاعة الشعر، ونور الفكر.. يا سيدي الإنسان، يسرني أن أدعوك بسيدي الإنسان وحق لكل تهامي التعبير عن إجلالهم لعظمة إنسانيتك وشجاعة قلمك.. بل حق على تهامة إجلال يدك البيضاء الحانية، حق عليها ذلك فيما عز اليوم لها الصديق، فقد عز لدى بني البشر الضمير، الناس، الأحزاب، مفلسات حقوق الإنسان، المجتمع الإنساني، وعز حتى لدى المحسوبين على أبنائها ممن استمرأوا العيش من وراء الإمساك برأسها فيما ينتهك عرضها.. يا سيدي.. ليست المفارقة أن مثلك يستحق أن أدعوه بسيدي، فذلك بعض ما تستحق من الإجلال لإنسانيتك وموقف الأديب والمثقف فيك، وإنما المفارقة التي رمانا بها القدر هي دعوة محاسيب تهامة لبسطائها إلى قبول سيادتهم عليهم، والوصاية على تركيعهم. يا سيدي.. حذاري وظيفتك، راتبك، قوت أولادك، سمعتك، ومصالحك في كل مكان، فقد خضت فيما لا ينبغي كما خضنا، ونخشى عليك أن تلقى من المحاسيب ما لقينا ونلقى.. هل عرفت الآن يا سيدي لماذا ينزف جرح تهامة؟!!