وقال مولر إنه "تعرض لمعاملة سيئة اثناء التحقيق في السجن"، مضيفا أن المحققين ابلغوه أن استجوابه جاء بطلب من دولة خليجية"، دون ذكر اسمها"، عقب نشره تحقيق صحفي عن تلوث نفايات "شركة توتال الفرنسية" السامة للمياه الجوفية في محافظة شبوة أبريل الماضي.

وأكد مولر في تغريدات له على "تويتر"، اليوم الإثنين، أنه تعرض للاعتقال مع زميله كريستيان ميركادير، من قبل عناصر مسلحة في سقطرى، اخضعتهم للاستجواب لمدة 4 أيام بعد مصادرتها ممتلكاتهم الشخصية وجوزات السفر.

وبين أن استجوابه لعدة ساعات متعلقة بمقالاته المتعلقة بالتدخل الخليجي في اليمن ووحشية وكلائها، مشيرا إلى انهم قاموا بترجمة مقالاته السابقة إلى العربية وسط ضغوطات للحصول على أسماء مصادره وأماكن الاجتماعات و"المؤامرات"، وشبكات المعارضين السياسيين والاطلاع على محتويات أجهزتهما الشخصية "اللابتوب والكاميرات".

وأفاد مولر أن المحققين ابلغوه بأن صورته كان معمم عليها ومتداولة في مجموعات دردشة لأشخاص يعملون في مجال الأمن بين اليمن ودول الخليج تلك، متهما مسؤولين ليسوا يمنيين في مناصب عليا المطالبة باعتقاله، لأن تقاريره لن تنال رضى الدول الخليجية.

وذكر أن المحققين اتهموه بوقوف دولة أخرى "دون ذكر اسمها" الدفع به للكتابة مقابل الدفع له أموال، واوهموه بأن مصادره اعتقلت وتم التحقيق معها.

وأوضح مولر أن فترة بقائه رهن الاعتقال والتحقيق تعرض لظروف معيشية ووضعه في الظلام جراء انعدام الكهرباء منتظرا النهاية المجهولة للتحقيق.

ولفت مولر إلى أنه تم إطلاق سراحه مع زميله كريستيان بالتوقيع على اعترافات خطية بكتابته مقالات سياسية وحساسة تعرض استقرار سقطرى للخطر.

واستطرد الصحفي الفرنسي بالقول "بعد ذلك، اضطررنا إلى مغادرة الجزيرة قبل الأوان والتخلي عن خططه"، واصفا ما حدث له بالحدث غير السار لكنه قد يحدث في حياة كل صحفي.

واختتم الصحفي الفرنسي تغريداته بالقول "كنت حزينًا جدًا أمس لمغادرة سقطرى. الموت في الروح، لقد عشت لحظات شخصية قوية هناك، قصة قصيرة، أناس تعلقت بهم، مثل المناظر الطبيعية الخاصة، مثل هذا التاريخ الغني، ربما لن أعود أبدًا".

ويأتي اعتقال الصحفي الفرنسي مولر على خلفية تحقيق نشره في مجلة "لوبس" الفرنسية عن كارثة مخلفات شركة "توتال" ودفنها للمواد السامة في أراضي واسعة من محافظة شبوة، اثرت على البيئة والمياه الجوفية التي يستخدمها المواطنين للشرب.