تواصلت الحملة الأمنية التي تنفذها قوات الأمن بعدن - منذ يومين- مستهدفة ما قالت أنها تقوم بملاحقة ما تصفهم بمخالفي الاقامة في المدينة. ورغم تصريح هادي يوم أمس أن ما حدث في عدن هو تصرف انفرادي يجب معاقبة مرتكبيه ووقف هذه الإجراءات إلا أن الحملة مستمرة وبشكل منظم من قبل السلطات المحلية في عدن حيث نفذت عصر اليوم -الاثنين- قوة أمنية وعدد من الأطقم العسكرية حملة مداهمة لسوق الخضار المركزي بمديرية المنصورة، وقامت باحتجاز العشرات من العاملين فيه من أبناء المحافظات الشمالية، قبل أن تقوم لاحقاً بنقلهم على متن شاحنة إلى معسكر الرباط تمهيداً لترحيلهم من عدن.
لاقت هذه الحملة سخط شعبي كبير وبنفس الوقت ساندها عدد من السياسيين الجنوبيين حيث ايد عبد الرحمن الجفري رئيس رابطة ابناء اليمن الاجراءات في بياناً له قائلاً: بسم الله الرحمن الرحيم "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأً فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين". صدق الله العظيم كثر الضجيج حول قرار اللجنة الأمنية العليا لضبط مجهولي الهوية في العاصمة عدن!! الغريب أن المتصارعين اتفقوا على عدن وعلى السلطة المحلية الوطنية في عدن وكأنهم وجدوا فرصة لإزاحتها مع أنها تحقق نجاحات تجعل كل منصف يقول" أن الوضع الأمني اليوم أفضل مما كان وأنهم وضعوا أرواحهم على أكفهم من أجل أمن عاصمتهم وأهلها، رغم شح الإمكانات." للأسف فإن البعض تسرَّع وانتقد الإجراءات الأمنية قبل أن "يتبيَّن" الحقيقة. إن الإجراءات الأمنية ، بضبط الذين ليست لديهم إثباتات لهوياتهم وإعادتهم إلى مناطقهم ، هي إجراءات تتم في كل الدنيا في ظل الظروف العادية ، فكيف لا تسري في ظل الاغتيالات المستمرة لأعز الرجال في بلادنا!!
من جانب آخر تلق " الوسط نت " بلاغ صحفي صادر عن المرجعية الجنوبية ونقيب يافع الشيخ عبد الرب بن احمد أبو بكر النقيب أعلن فيه تأييده للحملة الامنية مؤكداً أن ما قامت به اللجنة الأمنية في العاصمة عدن من إجراءات احترازية لتثبيت الأمن وحفظ وسلامة المواطنين من خلال الحملة الامنية للتحقق من إثبات الهوية، تعد خطوة إيجابية وموفقة لترسيخ الأمن والاستقرار في المناطق المحررة كما أنها تنهي الوضع الذي يحاول أن يروج له الأطراف الأخرى أمام المجتمع الإقليمي والدولي في أنهم مازالوا قادرين على زعزعة الأمن والاستقرار في عدن والمناطق المحررة من خلال خلاياهم النائمة مجهولة الهوية التي تنتمي للأمن المركزي والحرس الجمهوري وللجماعات الحوثية .
مصادر كثيرة كشفت أن معظم المرحلين من عدن معظمهم من أبناء المحافظات الشمالية والوسطى، ويحملون بطائق شخصية تثبت هويتهم ولي كما تزعم القوات في عدن أنهم بدون هوية حيث شكا بعضهم من معاملات سيئة وتوبيخ وألفاظ مناطقية وجهت لهم أثناء ترحيلهم.
هذا وقد أشارت مصادر محلية عن عثور مواطنون صباح يوم الاثنين على جثة مواطن في العقد الرابع من عمره مقتولا بالقرب من محيط سجن المنصورة بعدن، وقال مسعفون أنهم عثروا على جثة شخص في الأربعينات من عمره مقتولا حيث تم نقل الجثة إلى مستشفى النقيب بعدن.
وقال مصدر طبي في المستشفى الذي نقلت إليه الجثة في تصريح " لعدن الغد " أن القتيل عثر بحوزته على بطاقته انتخابية تفيد بأنه يدعى عبده محمد بجاش من محافظة تعز. وبحسب المصدر فإن القتيل تبدو عليه آثار عنف يبدو أنه تعرض لها قبل مقتله. ولم تتوفر معلومات وافية عن أسباب مقتله.
حملة الملاحقة للمواطنين من المحافظات الشمالية لم تتوقف في بعدن وصلت إلى محافظات جنوبية أخرى حيث دعا مكتب العمل بشبوة اليوم المواطنين الشماليين إلى سرعة الحصول على ترخيص عمل وبكفالة جنوبية خلال أسبوع مالم سيتم ترحيل ومعاقبة المخالفين في تطور خطير ومؤشر على الانفصال في ظل عدم وجود حكومة ودولة
تحفظ حقوق المواطنين من التعسفات التي تمارسها بع القوات والجماعات المسلحة والسلطات المحلية المدعومة من جهات خارجية.
هذا وتشير مصادر إعلامية أخرى عن بدء عمليات ملاحقة في مدن جنوبية أخرى كلحج وأبين تهدف لترحيل المواطنين الشماليين من الجنوب.
الجدير ذكره أن عمرو علي سالم لابيض نجل الرئيس الجنوبي سابقاً اعلن في تغريده له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر تأييده للحملة الأمنية التي انطلقت من عدن بترحيل الشماليين داعياً فيما اسماه إلى استعادة دولة الجنوب.