المبعوث الاممي يدعو لعدم ربط الحل السياسي في اليمن بقضايا اخرى        تعثر خطة الرد الاسرائيلي على ايران        اعتراف امريكي بريطاني بنجاح الهجمات اليمنية البحرية والجوية        صنعاء ,, انفجار اسطوانة غاز يتسبب باندلاع حريق هائل في سوق شعبي     
    راي الوسط /
إلى اين تقود تفاهمات السعودية ـ انصار الله من كسب ومن خسر على المستوى السياسي والعسكري في ظل جعل الصراع يمنيا خالصا

2016-03-17 17:47:42


 
المحرر السياسي
التهدئة بحسب السعودية وتقابلها تفاهمات بحسب انصار الله ليس لها الا مفهوم واحد يقول ان جهد لوسطاء في ظل حصار اقتصادي وسياسي منهك قد اتى اكله بإنجاح اختبار النوايا بتطبيق هدنة جزئية شملت العاصمة صنعاء وصعدة مقابل وقف الهجمات وضرب الصواريخ على اراضي ومدن المملكة الحدودية استمرت ثلاثة ايام دون ان يكون هناك أي إعلان رسمي وإلى هذا الحد بدا الأمر مقبولا ومعقولا الى ان تم تجاوز اختبار النوايا بنجاحها , إلى لقاء جمع ممثلين عن الجانبين وجها لوجه وهو تطور يقود الى مايمكن اعتبارها مفاوضات او حتى تفاهمات وهنا كان لابد ان أن تنعكس على الأرض بما يمثل مصالح للبلدين وليس لبلد واحد وهي المملكة التي جعلت من مثل هذه التفاهمات ليس اكثر من امتداد لمرحلة اختبار النوايا المعني به هذه المرة هم الحوثيون وحدهم مع مافيه من اجحاف وظلم ولا اقول إذلال وفي هذا السياق غير المنطقي تمكن النظام السعودي ــ من فصل الصراع الداخلي اليمني يمني عن المواجهات الحدودية التي تعنيه بدرجة اساسية ــ من حفظ دماء جنوده ومواطنيه فيما لازال الدم اليمني يسيل في كل واد وجبل يقتتل فيه اليمنيون ــ جنب اراضيه من ان تكون ساحات حرب مع ماكان يمثله ذلك من اختراق موجع ومذل فيما المحافظات اليمنية لازالت ساحات اقتتال وحروب ــ حافظ على علاقته بحلفائه من المقاتلين داخل اليمن بالاستمرا بإسنادهم بالغارات الجوية في مختلف الجبهات ومحاولة فتح ثغرات على مداخل العاصمة لاجتياحها ــ التمسك بالشرعية من خلال تواصل الضغوط على المنظمات العربية والدولية بتعزيز قراراتها وبما يؤدي إلى فرض الحل بناء على ماتم اخراجه عبر قرارات مجلس الأمن الدولي كان اخرها قرارت الجامعة العربية ومجلس التعاون بهذا الخصوص وبالمقابل مالذي يمكن ان يقدمه انصار الله كدليل على ان ما جرى و يجري في جنوب المملكة وليس في دولة محايدة , له علاقة بتفاهمات لا تنفيذ لشروط تمثل استسلام مقنع يعد تنفيذها بمثابة الخطوة الأولى نحو الحل السياسي الذي لن يكون وطنيا ولا وحدويا بالمعنى الكامل وهنا يجدر التأكيد على انه ليس المطلوب من انصار الله تنفيذ مهمة انتحارية جماعية بقدر ماهي دعوة لعدم تفرده بقرار له هذا القدر من الخطورة الوطنية وايضا للمصارحة والشفافية حول حقيقة الوضع الذي يعرف الشعب ماله علاقة به من سوء حال وتردي طال مختلف جوانب حياته وقد اوضح ذلك رئيس المكتب السياسي لأنصار الله في توضيحه المطول الذي نشره على صفحته في الفيس بوك امس الاثنين محاولا التوفيق بين متضادات ــ مثل حديثه عن تهدئة تفضي الى وقف الحرب وفي الوقت نفسه يحذر من التواني والاسترخاء فالعدوان يعد عدته ويدفع بمرتزقته لتحقيق خرق في مكان ماء ــ مندوبو جماعته يحاورن في جنوب المملكة وينزعون الألغام التي زرعوها فيما يدعو الشعب ان يثق أن من وقف في وجه العالم من أجل عزة وكرامة شعبنا لن يساوم عليها مهما كان حجم التضحيات وغير ذلك من مصطلحات وجمل توحي بالحماسة لابحقيقة ما يريد الناس معرفته وفهمه . إلا أن ماسبق حتى مع ما تبدى من تناقضات يمكن تفهمها في ظل فاجعة الوصول الى اليقين بحقيقة مايمكن ان يمثله تحالف المصالح والمال في عرف الدول والأحلاف بالنسبة لجماعة استولت على دولة بعدد من الأطقم المسلحة بسبب فراغها من قيادات تمثل احترام لدى مواطنيها والجيش التي تقوده صالح الصماد في منشوره عبر عن هذه الفاجعة التي دفعت جماعته للحوار مع عدو ليس من صداقته بد باعتباره نتاج غدر وخذلان روسيا وإيران وإن لم يسمهما موضحا : وحتى تلك القوى الإقليمية والدولية التي كان يؤمل أن تدافع عن الشعب اليمني رغم إيجابية مواقفها إلا أنها لم ترق إلى مستوى وقف العدوان ورفع المعاناة عن الشعب اليمني وكأن كل طرف لديه مصلحة في استمرار العدوان على اليمن كما لم تخلوا من اعتراف بقلة الحيلة مع ماقال عن تحركاتهم لتوضيح مظلومية الشعب امام ضخ المال السعودي الذي قال انه اشترى المنظمات والمواقف مشيرا إلى ( أن كل ذلك الجهد لم يثمر فالمال السعودي قد فعل فعلته والمصالح الدولية قد غلبت على القيم والإنسانية.) انصار الله عبر الصماد حاولوا ان يبروا قدر ماستطاعوا بكشف ماقدموه من تنازلات واسقاط للذرائع الواهية التي اختلقها العدوان لشرعنة الاستمرار في عدوانه مستشهدا بإرسال الوفود تلو الوفود إلى كثير من دول العالم لشرح مظلومية الشعب اليمني بحيث لم نترك عذراً أو ذريعة رغم عدم أحقيتها إلا بددناها لأجل هذا الشعب العظيم وللإنصاف فأن ما قال فيه قدر كبير من الصحة إذا نزع منه اصرارهم على تسيد المشهد السلطوي المفترض الاتفاق عليه إلا ان التساؤل الذي لم يجب عليه الصماد يتمثل , انه طالما وان القصد من التفاهمات الجارية هو الوصول إلى وقف الحرب وحل الأزمة بطرق سياسية وهو ما سيفضى الى تسليم الدولة والمدن فعلام إذا التغاضي عن استمرار النظام الذي يتفاهمون معه بالدفع لحسم الصراع عسكريا من خلال التحظير لاقتحام صنعاء وتحرير المحافظات بمساندة طيران هذه الدولة التي يتم تقديم التنازلات المجانية لها ؟ إلا اذا كان القصد اسقاط الحوثيين شعبيا وأخلاقيا من خلال الإيحاء بأن التفاهمات ليست اكثر من محاولة التوصل إلى ضمان الحفاظ على الجماعة كوجود ولعل مجزرة سوق مستبأ اليوم تصب في هذا التوجه . وكان لافتا أن بيان المكتب السياسي بهذا الخصوص لم يتجاوز الإدانة والشجب إلى التلويح بوقف التفاهمات الذي وصفها عسيري بكونها وساطات مشايخ في معرض التأكيد على نزع الألغام وإرسال مساعدات غذائية إلى صعدة وإذ نختم بتأكيد الصماد اننا لن ندير ظهورنا لأي تفاهمات أو مبادرات قد تفضي إلى وقف العدوان ورفع المعاناة عن الشعب اليمني من أي طرف كان بالتأكيد على تأكيده من أن وقف الحرب هو مطلب شعبي إلا اننا نضيف تأكيدا اخر من ان الطريقة التي سارت على ضوئها التفاهمات لم تحقق هذا الغرض بقدر ماحققت للسعودية مالم تتمكن من تحقيقه من اهداف عسكرية وسياسية وفي حال سيكون مآل مثل هذه التفاهمات إلى طاولة الحوار الأممية فقد كان من الأشرف لأنصار الله وللشعب اليمني ان يتم التعهد بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي ليصبح الخضوع على الأقل للمجتمع الدولي لا لدولة السعودية منفردة والتي تريد استعادة ماء وجهها الذي فقدته في اليمن من خلال حل اقرب لاستسلام في ما يخص كسر هيبتها وبحيث يخرج هذا الحل من تحت عباءتها




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign