الدعوة الأممية لعقد مباحثات جديدة بين ما يطالب به اليمنيون وما يريد النظام السعودي تحقيقه للخروج من مأزق حربه على اليمن عبر هادي
2016-03-07 21:48:30
المحرر السياسي
اليمنيون يطالبون بوقف لإطلاق النار قبل أي التئام جديد لوفدي مباحثات الداخل والخارج وهو مطلب مشروع بعد تجربة مباحثات بييل سويسرا في ديسمبر الماضي بينما تريد المملكة السعودية وعبر هادي وحكومته وباختصارشديد إما اسقاط العاصمة صنعاء باي شكل ودون النظر إلى الحسم في بقية الجبهات أو اعلان استسلام يمني مكتمل الأركان برعاية اممية يتم عبر الحوار التي تتبناه الأمم المتحدة وهو ماعبرعنه مندوب هادي في هذه المنظمة خالد اليماني من خلال تصريح للعربية بالقول نحن مستعدون للذهاب إلى حوار في أي وقت وبوقف الاقتتال على الأرض ولكن مع استمرار الغارات الجوية للتحالف على اليمنيين وهذا بالطبع خلافا للتصريحات الرسمية للسعودية ولهادي وحكومته التي تعلن في العادة للاستهلاك السياسي ولذا فأنها تناقض بعضها البعض سواء فيما له علاقة بما يتم مطالبته من قوى الداخل او بمرجعيات الحوار وهو ماعبر عنه هادي في لقائه مع المبعوث الأممي اليوم السبت حين اكد على مرجعيات القرارات الاممية والمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار لوطني فيما كان مندوب السعودية في الأمم المتحدة قد اقتصر على مرجعية المبادرة الخليجية فقط هادي لم يتوقف عند المرجعيات إذ زاد شروطا اعتبرها مؤشر للنوايا الحسنة واجراءات بناء الثقة بحسب وكالة سبأ التابعة لحكومته تتمثل ( بالإفراج عن المعتقلين ورفع الحصار عن المدن وإيجاد ممرات أمنه لايصال المساعدات الإنسانية للمحافظات المحاصرة ومنها تعز واعتبرها ضروراة ملحة يستدعي الإيفاء بها". ولهذا السبب حملة روسيا حكومة هادي تعطيل المحادثات للوصول إلى حل سلمي للصراع وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين، الذي كان يتحدث للصحفيين بعد اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول أزمة اليمن "اننا نسمع أن الحكومة لا تريد أن يكون لها وقف إطلاق النار حتى يكون هناك تسوية شاملة" معلقا بالقول أن "هذه وصفة لصراع طويل جدا والتي سيكون لها نتائج أكثر دراماتيكية" وحذر تشوركين بحسب موقع "ميدل ايست"البريطاني من ان الحرب في اليمن يمكن أن تستمر "فترة طويلة جدا" بسبب إصرار "الحكومة اليمنية" على شروط وقف اطلاق النار، معربا عن قلقه من ان آفاق محادثات السلام في اليمن تظهر قاتمة. وفي هذا السياق اكد امين عام مساعد حزب الاصلاح ووزير الصناعة في حكومة هادي الدكتور محمد السعدي من إن الحكومة مستعدة لاستئناف المفاوضات الأممية مع وفد الحوثيين وأتباع المخلوع صالح، إلا أنهم يعرقلون ذلك من خلال اشتراطهم وقف إطلاق النار قبل الدخول في أي حوار. ولذا فأن المأزق السعودي يتعاظم على المستوى الدولي في ماله علاقة بالاستمرار في الحرب على اليمن والدعوات المتكررة لوقفها الى حد لم تعد قادرة على رشوة الدول والمنظمات لإسكات اصواتها المرتفعة المنددة والداعية إلى وقف الحرب والتي تتزايد مع كل غارة تقتل فيه طائرات التحالف اليمنيين وهو ماستدعى من النظام السعودي استنفارا دبلوماسيا غير مسبوق لمواجهة مثل هذا الرفض المتزايد للحرب على مستوى السفراء والوزراء و بتحرك لولي العهد السعودي الى فرنسا الذي التقى الجمعة الرئيس الفرنسي لبحث ملفات بينها الأزمة السورية وعودة الشرعية في اليمن وقضية السلام في الشرق الأوسط، عقب سلسلة من الاجتماعات أجراها بن نايف مع الجانب الفرنسي منتزعا اعلان الدعم لبلاده في عمليتها لإعادة الشرعية إلى اليمن، مؤكدًا ضرورة القرار الدولي رقم 2216. بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية ومن المنتظر ان يتوج مثل هذا الحراك منتصف هذا الشهر بزيارة العاهل السعودي إلى روسيا ولقاء الرئيس الروسي في محاولة ربما هي الأخيرة لزحزحته عن مواقفه في قضاي اليمن وسوريا وإيران الحديث السعودي بدا مختلفا قليلا حين اصبح موجها لمجلس الأمن إذ اشترط على مرجعية المبادرة الخليجية لأي حل للأزمة القائمة على الرغم من تجاوزها على الواقع وقال المندوب الدائم للمملكة السعودية لدى الأمم المتحدة، السفير عبد الله المعلمي، أن "أي حل للأزمة اليمنية يجب أن يكون على أساس المبادرة الخليجية" وجاء كل هذا الاستنفار قبل زيارة للمبعوث الدولي للأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ إلى المملكة في محاولة لمتابعة مساعيه لعقد جولة جديدة من مباحثات السلام قبل نهاية الشهر الجاري في ظل تواجد وفد أممي فني حالياً في الرياض لإجراء مناقشات مع الحكومة اليمنية في شأن استئناف المفاوضات، بحسب ماذكره وزير التجارة في حكومة هادي في تصريحات صحفية وتأتي هذه الزيارة بموازاة جولة يقوم بها وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الى المنطقة غد الاحد تشمل الامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان وتستغرق ثلاثة ايام ووفق الخارجية الالمانية فان محادثات الوزير ستركز على المساعي الرامية الى التوصل لتسوية سلمية للنزاع في كل من سوريا وليبيا واليمن حيث كانت قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الالمانية سوسن شبلي في مؤتمر صحفي في برلين "ان الحكومة الالمانية لديها قناعة راسخة بأن النزاع في اليمن لا يمكن حله الا بالطرق السلمية". واعربت عن قلق الحكومة الالمانية من استمرار اعمال القتال قائلة "ان العدد الكبير للضحايا المدنيين والاوضاع الانسانية الصعبة في اليمن تدعو الى ضرورة التوصل الى هدنة تحقن دماء اليمنيين وتساهم في ادخال غير مشروط للمساعدات الانسانية الى المدنيين". وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية،المصرية أحمد أبو زيد، في حوار مع «سبوتنيك»، ، أن المبعوث الأممي يقوم بجهد لرعاية المفاوضات بين الأطراف اليمنية، الا ان المحادثات ما تزال تواجه صعوبات وتحديات وتعتبر هشة. مضيفا أن هناك محاولات مختلفة لوضع أسس أو ركائز تضمن استئناف المحادثات خلال أسابيع قليلة، لكن مطلوب الآن من خلال الاتصالات التي يجريها المبعوث الأممي والأطراف الإقليمية والدولية الأخرى، هو التوصل إلى محددات أو عناصر أساسية يمكن على أساسها استئناف المفاوضات والانتقال إلى مرحلة أخرى. وقال أبوزيد: «مازلنا في طور هذه المحددات التي يسعى المبعوث الأممي إلى الوصول إلى توافق بشأنها بين الأطراف» وتعرض ممثل السعودية و الحكومة اليمنية خلال جلسة لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، الى انتقادات غير مسبوقة بشأن الغارات الجوية، التي ينفذها التحالف وأدت إلى سقوط ضحايا مدنيين، واستهدفت منشآت مدنية، بينها مستشفيات تديرها منظمة "أطباء بلا حدود" على الرغم من الاستعدادات المسبقة التي بذلها اللوبي السعودي لإسكات هذا الصوت وهو ماجعلهما في الأخير يتحولان الى موقف الدفاع والسير بالحديث إلى دور المملكة في جهود الإغاثة الانسانية وتقديم المساعدات واتهام الحوثيين وصالح بعرقلة وصولها