صمود اليمن يبخر أمنيات المملكة بأن تكون بديلة لمصر ولعب دور لصالح إسرائيل وفشلها في تحقيق نصر يصعب موقفها ويحدد خيار اليمنيين
2015-12-29 19:38:50
المحرر السياسي
الحرب السعودية على اليمن لن تتوقف قبل أن يعلن اليمنيون استسلاما مذلا يعيد لنظامها الملكي جزء من كبرياء بعثره مقاتلون حفاة بأسلحة هي أقل بكثير حداثة وتقنية مما يمتلكه جيشه الذي لم يقدر على المواجهة فضلا عن الصمود وبعيدا عن أحاديث المبعوث الأممي المستهلكة حول متابعة جهوده في التحضير لجولة جديدة بين قوى الداخل وقوى الرياض لإحلال سلام وهمي يراد منه ذر الرماد على عيون المناهضين للحرب من دول ومنظمات حقوقية وإنسانية يتوجب على قوى الداخل والقصد هنا يتجه الى المؤتمر وأنصارالله أن يعيدا ترتيب أولوياتهما باستعادة الدولة إذ لم تعد هناك خيارات متاحة في ظل مايحاك ضد البلد من مؤامرات تسعى لإدخاله في نفق مجهول وطويل من احتراب أهلي الخطوة الأولى تبدأ بخلق فتنة تقود إلى صراع بين المؤتمر والحوثيين كون كل منهما يمثل مكملا للآخر في الصمود لمواجهة تركيع اليمن خلال الفترة الماضية وفيما له علاقة بالمسار السياسي قدم المكونان كل مايمكن من تنازلات بغرض اسقاط ذرائع المملكة لاستمرارها في حرب إثبات القوة بتحقيق نصر ماحق وعاجل يقود الى تعزيز نفوذها ليس على اليمن فقط وإنما على الخليج والمنطقة بأسرها وهو نتاج لغرور تمكن من قيادتها الجديدة بإمكانية ان تصبح بديلا لمصر ومواجهة لإيران كمقدمة لتكون قائدة للعرب والمسلمين في طريق يقود إلى عاصمة إسرائيل كي يصنع هناك سلام أو استسلام تأخر بسبب دول تم ضربها مثل العراق وإضعافها كسوريا أو قوى مواجهة كحزب الله في لبنان وأخرى ناشئة ورافضة للتطبيع كأنصار الله في اليمن ولأن أمنية مثل هذه قد تبخرت بعد فشل تحقيق أي نصر في اليمن وهو ما يؤكده عشرة أشهر من الصمود واستمرار المقاومة التي ظهرت على مستوى الخسائر العسكرية كمعدات وبشر, وواضحة وبينة على الاقتصاد السعودي الذي تداعى لم يعد أمام السعودية سوى البحث عن نصر وإن متأخر في اليمن بأي ثمن يمكنها من صناعة سلطة تابعة لها في صنعاء تكون مهمتها اشبه بشركة بلاك ووتر التي توفر مقاتلين مرتزقة لمن يدفع وسيتمثل الخلاف فقط بالتوصيف الذي سيحمل مسمى جيش أو لجان وبحيث ستكون من مهامه نجدة النظام السعودي الحالي من أي انقلاب داخلي وأيضا سيعد بمثابة ذراع تهديد يستخدمه ضد كل من يخرج عن سيطرته من دول الخليج المتربصة به وفي حال فشل في تحقيق أي نصر وهو امر مؤكد ستسعى بدلا عن ذلك لإدخال اليمن بحرب أهلية حتى تتمكن من حل مشاكلها الداخلية التي ستزداد تفاقما عقب انكسارها وخروجها بأعباء إضافية ليس اقلها تحمل إضاعة هيبة جيش الدولة الذي كان ضعفه احتمالا فصار واقعا ملموسا ومشاهدا ولذا وبالعودة إلى وهم الحل السلمي الأممي فقد مثلت مفاوضات بييل سويسرا الأخيرة مايشبه المسمار الأخير في نعش أي أمال فرضتها النوايا الحسنة أو دواعي موجبات التعاطي السياسي إذ تكشف بوقاحة كم هم مفاوضو الرياض ورئيسهم ليس اكثر من ارجوزات يحركهم السفير السعودي في سويسرا بناء على تعليمات بلاده وهو مادعا رئيس وفد أنصار الله محمد عبد السلام لتحذيرهم من إمكانية انهاء المفاوضات واستبدالها مع المملكة باعتبارها صاحبة الحل والعقد وولية أمرهم وكان ان تقدم هؤلاء وقبل اليوم الأخير للمفاوضات المحددة ب21 ديسمبر بمطالب تعجيزية مكونة من عشرين نقطة بغرض دفع مفاوضي الداخل للرفض والانسحاب وكانت المفاحأة ان وافق هؤلاء بالإجماع على بدأ نقاش النقاط لينتقل إلى المربع السياسي وهو ما أربك الطرف الآخر الذي طالب بالعودة إلى قياداته ليعودوا برفض النقاش مطالبين عوضا عن ذلك بتقديم رؤية مكونة من نقاط مماثلة وتمت الموافقة أيضا حيث تم تقديم رؤية للحل في اليوم التالي مكونة من سبع نقاط سبق ونشرتها الوسط ولتعرية هادي وجوقته المفاوضة وفضح الدور السعودي والأمريكي الساعي لإطالة أمد الحرب بعث مفاوضو المؤتمر بعث مفاوضو المؤتمر رسالة إلى السفير الأمريكي في اليمن الذي كان متواجدا بالإضافة إلى 15 سفيرا أخرا في بييل طالبو فيه بتمديد المفاوضات ليومين آخرين بعد أن تم بلورة النقاط التي يمكن نقاشها إلا ان السفير رفض متواطئا مع رغبة المملكة وبدلا من ذلك اقترح المبعوث الأممي عديم الحيلة ان تحدد جولة لمفاوضات جديدة بحيث يأتي كل فريق ومعه إجراءات تنفيذية للنقاط التي قدمها وبخصوص مكان اللقاء.. كان تم طرح عاصمة أثيوبيا والجزائر ولم يتم الاتفاق على اي منها قبل أن ينقل ولد الشيخ متأخرا وبعد مغادرة الوفد اليمني سويسرا رغبة السعودية وحلفاءها بأن تكون المفاوضات القادمة في الكويت وهو تقصد يرمي لتعطيلها باعتبار الرفض المتوقع من قوى الداخل وقد تأكد هذا القصد حين نقل وزير خارجية هادي موافقة الكويت على استضافة اللقاء بالتوازي مع نشر أخبار عن موافقة مجلس الوزراء على إرسال كتيبة مدفعية مقاتلة للمشاركة في تعزيز الحرب على اليمن وفي هذا السياق يمكن فهم الرفض المطلق لرئيس المؤتمر علي عبد الله صالح أي حوار مع هادي وجماعته واستبدالهم بمن يمتلك حق القرار وهو النظام السعودي