صارت موضة خروج من يصفون أنفسهم بالثوار خارج البلاد في فتراته العصيبة، مع أن مثل هذا الخروج الباحث عن الترفيه والبُعد عن وجع القلب الذي تأتي به هذه البلد، التي لم تبارح وجعها يومًا، كان حكرًا على مسؤولي الدولة والمترفين. اليوم، وببجاحة هؤلاء الثائرين، ومِن غرف فنادقهم المريحة، يدعون الشعب للخروج والتظاهرات ومواجهة الانقلابيين دون أي إحساس بالخجل، وكأنما هم منفيون قسرًا عنهم. يا هؤلاء: قليل من الحياء واسكتوا فقط واتركوا الشعب في الداخل يتولى أمر نفسه ويقرر ما يراه بحسب ظروفه التي يعيشها هو لا أنتم، أو عودوا وقودوا هذه الجماهير التي توجهونها عن بُعد، وكأنما هي قطيع ورثتموها عن آبائكم.