اقال العميد الركن محمد عبدالجليل الشامي - مدير شرطة محافظة إب - إن ما تشهده إب ليس انفلاتًا أمنيًّا، ولكن المحافظة تأثرت بما تشهده بلادنا من أزمة سياسية.. مؤكدًا بأن ما يحدث في إب إنما هي قضايا جنائية، وأضاف أنه تم القبض على 40 مطلوبًا أمنيًّا للعدالة على ذمة قضايا جنائية كانت موجودة أمام النيابة العامة، وإدراة الشرطة، ورغم إصدار أوامر قهرية من النيابة العامة ضدهم، إلا أن تلك الأوامر لم تنفذ من قبل الإدارة السابقة، والعمل جارٍ بجدية للقبض على بقية الفارين من وجه العدالة.. وأوضح العميد الشامي: أنه تم القبض على متهمين من عناصر تنظيم القاعدة في جريمة الانفجار الإرهابي بقاعة المركز الثقافي، وكذا شخصين آخرين مشتبه بهما في اغتيال الشهيد العقيد عباس أحمد المغربي.. مؤكدًا بأنه تم تشكيل فريق تحقيق ميداني مكون من الأجهزة الأمنية تحت إشراف مباشر من محافظ المحافظة القاضي يحيى الإرياني، ونحن وجهات أمنية أخرى، والفريق يعمل على مدار الساعة لرصد تحركات العناصر الإرهابية.وأضاف العميد الشامي بأن عددًا من العناصر الإرهابية تسللت إلى مدينة إب أثناء الأحداث التي شهدتها المحافظة في شهر أكتوبر عام 2014م.. إلى التفاصيل:-
ماذا عن الوضع الأمني في محافظة إب؟
الوضع الأمني بمحافظة إب تأثر بالأوضاع السياسية التي تشهدها بلادنا.. حيث إني استلمت عملي كمدير لشرطة المحافظة الشهر الماضي بناءً على قرار وزير الداخليه اللواء جلال الرويشان.. وبدأنا عملنا في تأمين المحافظة من الناحية الأمنية، وقد ركزنا على أهمية ترسيخ قواعد الأمن والاستقرار بالمحافظة وضبط المطلوبين أمنيًّا للعدالة على ذمة قضايا جنائية، والذين كانوا يحاكمون من قِبل المحاكم، وهم موجودون أمام المباني الحكومية، وذلك بسبب ضعف الإدارة السابقة في عدم تنفيذ أوامر القضاء بضبط أولئك المطلوبين أمنيًّا وخلال الأسبوعين الماضيين تمكنّا من ضبط أربعين مطلوبًا أمنيًّا للعدالة، منهم 10 في قضايا قتل عمد، وتم إحالة أولئك إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات معهم وتقديمهم للمحاكمة.. كما تمكنّا من ضبط عصابات سرقات، والتحقيقات جارية معهم.. بالإضافة إلى تنفيذ العديد من الأحكام القضائية التي كانت متعثرة منذ سنوات، منها قضايا أراضٍ واستعادة سيارات وغيرها.. ويمكن القول بأن الوضع الأمني بالمحافظة مستقر، ولكن ما يقلق الأمن هو ظاهرة الإرهاب الذي يتطلب منّا (أمنًا ومجتمعًا) القضاء عليه بمختلف أشكاله؛ حفاظًا على أمن واستقرار وطننا الحبيب.
ـ محافظة إب شهدت أحداثًا إجرامية وإرهابية واغتيالات لرجال أمنها.. أين دور أجهزة أمن المحافظة من ذلك؟
نعم.. حصلت اغتيالات لبعض ضباط الأمن بالمحافظة، حيث إن هناك عناصر إرهابية تسللت إلى مدينة إب في أحداث أكتوبر المنصرم، التي شهدتها المحافظة.. وهناك من يتستر على تلك العناصر الإرهابية، حيث إن التحريات حددت مواقع تلك العناصر، وقد تمكنّا من القبض على متهمين رئيسين من عناصر القاعدة، واثنين آخرين مشتبه بهما، وهم - حاليًّا - رهن التحقيقات.. ونحن مستمرون بالتنسيق الكامل مع النيابة العامة والأجهزة الأمنية الأخرى لملاحقة للقبض بقية العناصر الإرهابية الفارة من وجه العدالة، والقبض عليها.
ـ ما نتائج التحقيقات التي توصلت إليها الأجهزة الأمنية بالمحافظة في ما يخص الانفجار الإرهابي بقاعة المركز الثقافي، والاغتيالات للضباط؟
تمكنّا من ضبط مشتبهين بعملية تفجير قاعة المركز الثقافي، وتم تحديد هوية الانتحاري الذي فجّر نفسه، وكذا تم ضبط اثنين آخرين بعملية الاغتيالات للضباط، والتحقيقات جارية معهم، كما تم تشكيل فريق تحقيق ميداني مكون من الأجهزة الأمنية، وتحت إشراف مباشر من محافظ المحافظة ونائبه، ونحن والأمن السياسي والفريق، نعمل على مدار الساعة في التحقيقات بالجرائم الواقعة بالمحافظة، وقد توصل الفريق الميداني المشكّل إلى نتائج جيدة في ما يخص أحداث الاغتيالات لضباط الأمن وغيرها من الجرائم.. وإن شاء الله خلال الأيام القليلة القادمة سوف نكشف الحقائق مع أسماء المتهمين، ومن يقف وراءهم للرأي العام.. ونتمنى من أبناء المحافظة، بمختلف فئاتهم الحزبية والسياسية والمدنية والإعلامية، التعاون مع أجهزة الأمن بما يحفظ أمن واستقرار المحافظة.
- محافظة إب تشهد انفلاتًا أمنيًّا غير مسبوق.. إضافة إلى ارتفاع نسبة الجرائم فيها.. ماردك على ذلك؟
أختلف معكم على تسمية ما هو حاصل "انفلات أمني"، حيث إنه يمكن القول بأن الحاصل قضايا جنائية معدودة، ومعظم مرتكبيها مقبوض عليهم ومحالون إلى النيابة، والبعض من المتهمين، وهم يُمثّلون القلة القليلة، مجهولون أو فارون من وجه العدالة، والعمل والملاحقة جارية للقبض عليهم وتقديمهم للعدالة، وقد تكللت بعض الجهود بالنجاح.. حيث تمكنّا - خلال الأسبوعين الماضيين - من القبض على 40 مطلوبًا أمنيًّا للعدالة على ذمة قضايا قتل، وتم إحالتهم إلى النيابة العامة.
- إب شهدت انتشارًا كبيرًا للمظاهر المسلحة وعصابات النهب والسلب.. أين دور الأجهزة الأمنية من ذلك؟
بدأنا الآن بحملة أمنية واسعة لإنهاء المظاهر المسلحة من شوارع مدينة إب ومراكز مديرياتها، وقد تمكنّا خلال الأيام الماضية من ضبط كمية من الأسلحة، وبإمكاننا إطلاع الجميع على ما تم احتجازه من أسلحة.
أما بالنسبة لعصابات النهب والسرقات فقد تمكنّا من ضبط عدد من تلك العصابات، وهم رهن التحقيقات، وسنعمل بكل جهد، بتعاون الجميع، على ضبط كل العصابات وإنهاء المظاهر المسلحة بالمحافظة، وكذا تم ضبط واحتجاز عدد من السيارات والدراجات النارية التي لا تحمل أرقامًا، وذلك بهدف ترقيمها من قبل إدارة شرطة السير بالمحافظة.
ـ محافظة إب شهدت ارتفاعًا بمعدل جرائم القتل.. ما أسباب ذلك؟
قضايا القتل أغلبها خلافات على أرض وخلافات أسرية وغيرها، ونحن نعمل على مكافحة الجريمة بشتى الوسائل.
ـ كم بلغت عدد الجرائم الواقعة بالمحافظة خلال العام 2014م، وكم عدد المتهمين الذين تم القبض عليهم بتلك الجرائم، وكذا عدد القضايا المحالة إلى النيابة العامة؟
بلغت عدد الجرائم الواقعة بالمحافظة خلال العام 2014م (2120) جريمة، منها (236) جريمة قتل عمدًا، وغير عمد (19) جريمة.. أما عدد المتهمين الذي تم القبض عليهم فقد بلغ (2818) متهمًا.. أما القضايا المحالة إلى النيابة العامة خلال العام 2014م فقد بلغ (1636) قضية.
ـ ما الخطة الأمنية المرسومة لديكم للعام الجاري 2015م؟
بالنسبة للخطة الأمنية المرسومة لدينا للمحافظة للعام الجاري 2015م هي خطوط عامة وانتشار أمني لحفظ الأمن والاستقرار ومكافحة الجريمة بصورة يومية، وكذلك الانتشار الأمني لحماية المنشآت العامة والخاصة، بالإضافة إلى تحسين أداء واجب رجال الأمن ومكافحة الفساد بمختلف أنواعه في إدارات الأمن وأقسام الشرطة وغيرها.
ـ ما أبرز القرارات التي تم اتخاذها من قبلكم فيما يخص عملية التغييرات في إدارات شرطة المديريات وأقسام الشرطة؟
إلى الآن لم نتخذ أي قرارات متعلقة بالتغييرات لمديري إدارات شرطة المديريات وأقسام الشرطة.. فقط تم تكليف ضباط بالعمل في أماكن شاغرة في إدارة البحث الجنائي وبعض إدارات شرطة المديريات، وسوف تتم عملية تغييرات خلال الفترة القادمة.
- ماذا عن علاقتكم بقيادة السلطة المحلية والقضائية والأجهزة الأمنية الأخرى؟
علاقتنا مع تلك الجهات جيدة، ونحن على تواصل وتشاور مستمر معهم، ونجد منهم كل التعاون في سبيل تذليل الصعاب التي تصاحب عملنا الأمني.
- كيف تقيّمون مستوى أداء أجهزة الشرطة في المحافظة؟
ضعيف جدًّا بسبب أحداث العام 2011م التي أثرت على نفسية رجال الشرطة جراء ما تعرضوا له من اعتداءات واغتيالات ونهب سيارات وغيرها من أعمال.. ولكن مع ذلك سنعمل على تحسين أداء رجال الشرطة خلال الفترة القادمة، وقد تم رفع مشروع تبنّاه الأخ المحافظ الإرياني، يتضمن تحسين مستوى اداء رجال الشرطة بالمحافظة ومباني الامن في المحافظة.
- هل تم نهب أسلحة تابعة لإدارة شرطة المحافظة من قِبل إدارة المدير السابق؟
بالنسبة للأسلحة بالفعل تم صرفها من إدارة الشرطة بصورة غير قانونية، منها ما هو معروف، وهذه تصرفات عشوائية من قِبل الإدارة السابقة.
ـ رسالتكم للقوى السياسية والحزبية ولأبناء المحافظة؟
رسالتي للقوى السياسية والحزبية وأبناء المحافظة التعاون مع الأجهزة الأمنية بما يكفل الحفاظ على أمن واستقرار المحافظة، والإبلاغ عن أي عناصر تخريبية وإجرامية وإرهابية بما يمكّن لنا القيام بدورنا الأمني في القبض على تلك العناصر.. حيث إن أمن المحافظة أمن الجميع.
ـ كلمة أخيرة لكم؟
ما أريد قوله لك وللأخ القارئ الكريم: إن استتباب الأمن والاستقرار في بلادنا الحبيبة اليمن الميمون عمومًا ومحافظتنا خصوصًا، أمر ينشده الجميع، ولن يتحقق ذلك، على النحو المطلوب، إلا إذا أسهم كلّ منّا في العمل على تحقيقه كل في موقعه، وأنا من خلال صحيفتكم الغراء، أوجّه نداء إلى كل الغيورين على وطنهم، ممن ينشدون وطنًا آمنًا ومستقرًا أن يعملوا كل ما بوسعهم من أجل رفعة اليمن وعزته وكرامته، وأن يكونوا على ثقة بأن رجال الأمن، ومعهم كل المخلصين لدينهم ووطنهم، سيكونون الصخرة الصلبة التي تتحطم على ظهرها رؤوس كل المحاولين العبث بالأمن والاستقرار والنيل من الوطن.