المبعوث الاممي يدعو لعدم ربط الحل السياسي في اليمن بقضايا اخرى        تعثر خطة الرد الاسرائيلي على ايران        اعتراف امريكي بريطاني بنجاح الهجمات اليمنية البحرية والجوية        صنعاء ,, انفجار اسطوانة غاز يتسبب باندلاع حريق هائل في سوق شعبي     
    مقابلات /
كان هناك دولة شبه فاشلة ولا أرى اليوم دولة بل انهيار دولة
الجفري للوسط .. من وضعوا على رأس السلطة ليس لهم سلطة وهو ابتلاء اتعاطف معهم

06/11/2013 08:57:54


 
التقاه / جمال عامر
قال الأستاذ عبد الرحمن الجفري رئيس حزب رابطة أبناء اليمن: أن الجنوبيين وضُعوا على رأس السلطة وليس هم السلطة معتبرا أنه ابتلاء،ودلل على ذلك بما قاله رئيس الحكومة باسندوة من أنه لا يعلم شيئا عما يجري بل إن وزراء حكومته لا يضعونه في الصورة بما يجري، بينما الأخ الرئيس عبد ربه على الأقل يعلم ما يجري ويعاني وما عساه أن يقول غير ما يقوله من ابتلي برئاستهم .. وأتعاطف معهما كثيرا كأشخاص.
وأوضح في مقابلة أجرتها معه "الوسط" ، كانت هناك دولة شبه فاشلة .. ولا أرى اليوم دولة بل انهيار دولة بينما الجميع مشغول "بحوار موفمبيك" .. وأهل النفوذ يتصارعون على اقتسام مناصب اللاسلطة وامتيازات التنقيب الى التفاصيل : ــ
• دعنا نبدأ من حيث أنت متواجد في الرياض لنسأل عن سبب هذا الغياب عن صنعاء أو اليمن بشكل عام مع أن ما يجري على الساحة السياسية يتطلب تواجدكم كرئيس حزب سياسي هل يمكن اعتبار هذا الغياب اضطرارياً أم موقفاً من النظام الحالي؟
- أولا أشكر الأخ الأستاذ جمال عامر على هذا اللقاء .. هو عندي من أهم الإعلاميين الموضوعيين ومن البارعين في طرح الأسئلة التي تبحث في عمق القضايا،الأسئلة وصلتني وأنا في الإمارات العربية المتحدة الشقيقة .. على أنني أزور الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية الشقيقة فعلاقتنا بها منذ عهد روادنا من عام 1956 م ، ولم نخفها في يوم من الأيام لأن ليس فيها إلا قراءة موضوعية مبكرة لدور المملكة ومكانتها وصلة شعبنا بها، ووجود مئات الآلاف من العاملين فيها من أبناء بلادنا وعشرات الآلاف منهم يحملون الجنسية السعودية .. ونؤمن بأهمية أن تكون لبلادنا علاقات متميزة بالمملكة وبأشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجية ، وكل من انتقدنا بل وكال لنا التهم بسبب هذه العلاقة جاؤوا تباعا إلى المملكة ودول الخليج، وفي ذلك إقرار بصواب نظرتنا.
أعود إلى التساؤل حول سبب غيابنا عن صنعاء في الفترة الأخيرة ، هو إدراكنا أن وجودنا لا جدوى منه، فلسنا في فلك التقاسم القائم .. ولا نرغب أن نكون .. فبعد محاولات وتجارب مريرة وصلنا إلى قناعة منذ وقت مبكر أن لا فائدة ترجى .. وأن علينا أن نساهم مع شعبنا في الجنوب في النضال لتحقيق أهدافه المشروعة في بناء الدولة الجنوبية الفيدرالية الجديدة ، وهو مشروعنا منذ عام 1956 م الذي تعرضنا بسببه إلى القمع والنفي من المستعمر البريطاني نعلم عن الدور المحوري للنظام السعودي وتأثيره على مختلف الأطراف في اليمن إلا أنه مع ذلك لم يعلن موقفاً محدداً مما يجري فيما له علاقة بمطالب قيادات الجنوب باستعادة الدولة الجنوبية مع أنها ومن خلال مسؤولين تبنت لقاءات لقيادات جنوبية ولعلك كنت أحد الحاضرين إلى أي مسار يتجه الموقف السعودي وهل تعتقد أنها قادرة على إقناع قيادات يمكن اعتبارهم محسوبين عليها وأحدد شخصكم والمهندس حيدر العطاس والأستاذ عبد الله الأصنج وجميعكم عاكفون هناك ؟
..أولا نحن لسنا من الساعين إلى "استعادة" و "إعادة" مشتقاتها، بل من الساعين لاستقلال الجنوب وبناء دولته الجديدة، وطرحنا مشروعاً متكاملاً للحاضر والمستقبل وكل ما يتعلق ببناء الدولة وسياساتها الداخلية والخارجية بل ومسودة دستورها المقترحة، وستجد رؤانا حول كل أمر في وثائق هذا المشروع..أما المملكة العربية السعودية فلم نعقد اجتماعا لقيادات جنوبية حتى الآن .. والاجتماع الذي عقد كان في 18 ديسمبر 2012 م بدعوة من معالي أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، وحضره ما يقارب الـ60 من الشخصيات الجنوبية يمثلون من حيث التوجه معظم الطيف الجنوبي .. وحضره فريق منا، وأجمعنا جميعاً على مذكرة كان أهم ما تضمنته الاتفاق على التحرير والاستقلال وبناء دولة جنوبية فدرالية وفقاً للمعايير الدولية ، ومطالبة الأشقاء في مجلس التعاون لتبني مبادرة خاصة بالقضية الجنوبية لخصوصيتها في أنها ليست قضية سياسية داخلية وإنما قضية هوية ووطن،وكان معالي الأخ الأمين العام يحاول إقناعنا بالمشاركة في الحوار القادم .. واستمر معاليه في لقاءات لاحقة معنا ومع غيرنا في تلك المحاولات .. وكان موقفنا نحن واضحا .. هو أن آلية مؤتمر الحوار في صنعاء لا يمكن أن تأتي بحل لقضيتنا يتوافق مع إرادة الجنوبيين ومن أهم العقبات، علاوة على آلية مؤتمر الحوار، هو التوصيف المختلف تماما لتشخيص القضية الجنوبية .. وعند اختلاف التوصيف يأتي العلاج قاتلا .. كالتشخيص الخاطئ لأي مرض، فإنه لا ينتج عنه الوصفة العلاجية الصحيحة مما يشكل خطرا.
أما موقف المملكة من القضية الجنوبية كغيره من المواقف الدولية المتبنية للمبادرة وآلياتها التنفيذية ، لا نتوقع أن يتبلور الآن ولا نتوقع إلا أن تتخذ تلك الدول مواقفها من القضية الجنوبية بما تقتضيه مصالحها الاستراتيجية، وأي دراسة عميقة لهذا الأمر لا شك ستبين أن مصالح الجميع - يمنيا وجنوبيا وإقليميا ودوليا - وأن استقرار وأمن المنطقة وتنميتها، تتحقق كلها بحل للقضية الجنوبية يقوم أساسا على استقلال الجنوب وبناء دولته المستقلة كاملة السيادة .. كما لا أتصور أن أحداً يمكن أن يفرض علينا ما يخالف قناعاتنا، فقناعاتنا جاءت بناء على دراسة معمقة ، وتأكد لنا من خلالها أن لا جدوى من وحدة تقوم على الفرض والدم والكراهية التي للأسف، وأقولها بألم ، أنتجتها ممارسات كل مراكز القوى والغنائم والفيد ، والطريقة التي تمت بها الوحدة ، أما الإخوان الذين ذكرتهم فلا أستطيع أن أجيب نيابة عن أحد.
• هناك نزوع حضرمي قوي باتجاه إعلان حضرموت دولة مستقلة ويتبنى مشروعاً كهذا رجال أعمال حضارم يحملون الجنسية السعودية وقد حصل أكثر من لقاء تمهيدي بهذا الخصوص في المملكة إلى أي مدى تعتقد أن انفصال حضرموت أمر ممكن وهل يمكن اعتبار سكوت الحكومة السعودية عن مثل هذه اللقاءات في أراضيها بمثابة الموافقة خاصة وأن بعض هذه اللقاءات حضرها مسؤولون سعوديون ؟
- حضرموت كغيرها من مناطق الجنوب تعرضت للتهميش وقد يكون أكثر ومركب، ومن حق أهلها أن يطرحوا ما يشاؤون ... وقد يكون الحل في نظرنا أن نكون دولة الجنوب فيدرالية كاملة .. تعطي كل ذي حق حقه .. وأثق أن هذا سيكون مقبولا من الغالبية العظمى في حضرموت، فالحضرمي بطبعه حضاري النزعة يعشق التنوع واعتاد عليه في المهجر ولم أعلم بأي لقاءات لحضارم في المملكة حضرها مسؤولون سعوديون .
ومن تجاربنا فإن لقاءات الجنوبيين مع بعضهم في المملكة لجنوبيين لا تأتي بتوجيه أو موافقة من الدولة، فهي لا تتم في أماكن عامة، فالناس يجتمعون إما بتنسيق بينها أو بالصدفة في مناسبة اجتماعية، ويتداولون الحديث عن قضاياهم ... كما يعملون في عدن أو صنعاء أو القاهرة أو بيروت أو غيرها.
• مع ما يجري من حراك في الجنوب.. لماذا برأيك غابت الأحزاب عن التأثير في الشارع وأقصد هنا تحديدا الحزب الاشتراكي وحزب الرابطة وحضر الأشخاص كقيادات التف حولهم الجنوببين وصاروا ممثلين للجنوب بحكم الواقع.. هل يعد دلالة على سأم وانعدام ثقة بالأحزاب ؟
- أي حزب، أو أفراد أو قيادات من أي حزب، تحمل نفس رؤية الحراك الثوري السلمي في الجنوب .. هو أو هم من ضمن مكونات الحراك الثوري السلمي ولا يتصرف بمفرده .. والقيادة الحقيقية الفعلية الفاعلة للحراك الثوري السلمي الجنوبي هي من تقود الساحات .. وخاصة الشباب، وفي معظمها موحدة الحركة والفعل، وما هو على السطح هو صورة من صور "السباق على الجنوب" .. ورغم بعض آثاره السلبية على "الصورة" إلا أنه طبيعي كعاكس لطبيعة "ثقافة السباق" التي سادت عقوداً، وقد تسبب أحيانا بعض "المناكفات" هنا وهناك ، إلا أنها تحدث وستحدث أكثر، نوعا من التلاحم الميداني في إطار القوى الفاعلة في الجنوب .. بعكس ما كان قد أحدثت في فترة سابقة من بعض "التجاذبات" ..والأحزاب ستكون ضرورة مستقبلية لكن بعيداً عن الصراع وإنما التنافس في خدمة الجنوب وقضيته.
• من هم اللاعبون في الجنوب اليوم وكيف يمكن أن تقرأ كسياسي مجرب ما يجري في الجنوب اليوم وإلى أين يتجه في ظل انقسامات القيادات التي افقدت المطلب الجنوبي شرعيته أو على الأقل انتقصت منه ؟
- الجنوب والقضية الجنوبية إلى خير .. وما هو على "السطح" من انقسامات القيادات لا علاقة له بتوجه القضية الجنوبية ، ولا تمثل شرعية القضية الجنوبية، لتنتقص منها أو لتفقد القضية الجنوبية شرعيتها ، فجميعها جاءت بها القضية الجنوبية وليست هي من أنشأها بل العكس، بل تؤدي إلى وحدة الهدف الجنوبي ويبقى أي انقسام خاص بالمنقسمين، أياً كانوا، وليس من الهدف، ويمكن أن يكون ما طرقت صحيحاً، لو أن القيادات المنقسمة هي التي أنشأت القضية الجنوبية وليس العكس.
• كيف تقّيم تواجد حزب الإصلاح في الجنوب وإلى أي مدى هو قادر من خلال تواجده في الشارع الجنوبي على إجهاض مشروع الانفصال في ظل ما أعلنه رئيس الحزب محمد اليدومي من أن الوحدة خط أحمر وهو موقف يجمع المؤتمر الشعبي العام ومراكز القوى المشيخية والعسكرية والدينية في الشمال بالإضافة إلى قيادات جنوبية في السلطة على رأسهم الرئيس هادي وبدعم دولي واضح هل بعد كل هذا يمكن أن يتحقق انفصال ؟
- أولا نحن لا نطالب بالانفصال .. نحن نعمل على بناء دولة جنوبية فيدرالية جديدة، فالواضح أن الوحدة قد تم وأدها بحرب 1994م على الجنوب، وما تلاها من استباحة وتحويل الجنوب وأهله إلى "غنيمة حرب وفيد" فالتوصيف الحقيقي هو أن القضية الجنوبية قضية هوية ووطن تمت استباحته واحتلاله .. بل أكثر من ذلك هو ما قاله اللواء علي محسن الأحمر، صادقا ً، من أن الجنوب يخضع "لإستعمار" .. والاستعمار أسوأ من الاحتلال لأنه يشمل الاحتلال والتملك والاستباحة.
أما الإخوة أصحاب "الخطوط الحمراء" ، أياً كانوا، فيفترض أن يدركوا أن هذه النظرة هي التي بنت جدران الكراهية بين الناس، وهو ما يشغلنا، وأن يدركوا أن الجنوب أرضاً وإنساناً ليس في عصمتهم ولا هم أوصياء عليه .. وأن قراره بيد شعبه وليس بيد أحد أياً كان، فلا يعنيهم من الجنوب إلا التقاسم العنيد، وهو ما اختلفوا عليه ويحاولون أن يتفقوا عليه من جديد ولا تعنيهم وحدة ولا شعب اليمن أو الجنوب ، والأخ عبد ربه منصور هادي ما عساه أن يقول غير ما يقوله من ابتلي برئاستهم ..والدعم الدولي لا يدوم .. فحركته بحسب مصالحه .. وأنا على يقين أن دولة الجنوب الجديدة قادمة لا محالة وعلينا جميعا أن نتفق على بناء علاقات سوية ومتميزة بين الدولتين .. فنزيل جدران الكراهية ونبني جسور المودة والمصالح المشتركة وهي كثيرة.
• ما سبق يجر إلى سؤال يصعب تجاوزه وهو ما الذي تغير على مستوى القضية الجنوبية بعد أن صار جنوبين على رأس السلطة ..هل يمكن اعتبارهم عامل دعم للوحدة أم للانفصال ؟
- نعلم جميعا أنهم وضعوا على رأس السلطة وليس هم السلطة ... وهو ابتلاء أظن أنتم تشعرون به .. ولا أدل على ذلك من حديث الأستاذ باسندوة الذي قال صراحة أنه لا يعلم شيئا عما يجري بل أن وزراء حكومته لا يضعونه في الصورة بما يجري، والأخ الرئيس عبد ربه على الأقل يعلم ما يجري ويعاني .. وأتعاطف معهما كثيرا كأشخاص.
وسبق أن ذكرنا في مناسبات سابقة، ومنها احتفال (اتحاد شباب الجنوب) بالذكرى الخامسة لتأسيسه، أن أهلنا من الجنوبيين الذين لهم رأي مختلف، لا نوافقهم عليه، ولكن يظلوا جنوبيين لهم حق الرأي، إلا أنه ليس مقبولا من أي كان أن يقطع في أمر بإسم شعب الجنوب دون تفويض من شعب الجنوب وقواه المناضلة، كما أنه لن يكون مقبولا ولا متوقعا أن يحمل السلاح ضد نضال شعبه الجنوبي.
• في مواجهة حراك الجنوب تشكل حراك شمالي وقد أحدث لغطاً كون مؤسسه السفير عبدالوهاب طواف مقرباً من اللواء علي محسن ومستشارا سياسيا له في قيادة الثورة .. كيف تنظر إلى تطور كهذا، هل هو من باب خلط الأوراق ؟
- ما أعلنه الأخ السفير عبد الوهاب طواف من حيث التوجه نباركه، وإن اختلفنا معه في بعض ما يطرح. فنحن كما نرفض أي تجريح من أي جهة لإخواننا في اليمن كشعب نحترمه ونوده، فإننا نرفض أي تجريح لنا كجنوبيين .. فبناء دولة الجنوب الفيدرالية الجديدة علاوة على أنه حق لنا فإننا نعتقد بأهمية هدم جُدُر الكراهية بين الناس وبناء جسور المودة بينهم والمصالح المشتركة .. وليس أن يكون المنطلق تمتين جُدُر الكراهية .. وقد لا يكون الأخ السفير قصد ذلك.
• بعد ما أطلق عليها مسمى ثورة.. إلى أي مدى هي كذلك أولاً وثانياً ألست معي أنها أعادت مراكز القوى التي كانت شريكة للرئيس السابق أكثر قوة ونفوذا ودعني أذكركم أن هؤلاء ومنهم الشيخ حميد الاحمر كانت له لقاءات مع قيادات جنوبية قبيل وأثناء الاحتجاجات بغرض خلق جبهة معارضة واسعة.. هل يمكن أن تطلع الجمهور عن مثل هذه اللقاءات وعما إذا تم إبرام اتفاقات من أي نوع؟

 

- بدأت "ثورة" وتحولت إلى "بورة" .. وتقاسم بين نفس من تقاسموا السلطة قبل إعلان الوحدة وبعده، وبعد إنهاء الوحدة 1994 م..أما اللقاءات بين الشيخ حميد الأحمر وبعض القيادات الجنوبية في القاهرة فقد علمنا بها .. ولم نكن طرفاً فيها .. وبالتالي لا علم لنا يقيناً بما دار فيها، إلا مما أعلنه بعض من حضروها من أن اتفاقات قد تمت بينهم حول فيدرالية بين إقليمين، كما تداول الإعلام عن دعم مالي أرسل لساحة التغيير في صنعاء لكن لا نستطيع أن نتحدث بيقين عن حقيقة ما تم الإتفاق حوله .. أو التعليق عليه.
• من يحكم اليمن اليوم.. هل هو هادي ورجاله أم مراكز القوى أم حزب الإصلاح أم كل هؤلاء مجتمعون ؟
- ما المسؤول عنها بأعلم من السائل.
• كيف تنظر لعامين من حكم هادي وكيف تفسر حدوث كل ما يحصل من انهيار لمعنى الدولة وهيبتها وانعكس على طول اليمن وعرضها ، حرب سلفية شيعية ـ تنام كبير لدور القاعدة وحضورها ـ فشل اقتصادي قد يقود إلى إفلاس الحكومة ـإحباط الشارع وانهيار ثقته بمن يحكمه كل هذا ومن كانت أحزاب معارضة مشاركة بأهم وزارات الحكم ؟
- كانت هناك دولة شبه فاشلة .. ولا أرى اليوم دولة بل انهيار دولة .. هناك سباق على تقاسم مناصب في سلطة جزر متناثرة (سبق أن توقعنا هذا في رؤيتنا اليمن إلى أين، قبل حوالي 16 عاماً) .. وتقاسم منافع، وحمايتها، وسباق "بقع" في البر والبحر، للتنقيب عن النفط والغاز والمعادن والأسماك، وكلها عقودها غير مشروعة بأي قانون .. لأن الحالة استثنائية وفي غياب الدولة .. وجنوب يطالب ببناء دولة مستقلة .. والشركات تجدها فرصة لعقود بشروطها المجحفة .. لن تختلف عن عقود الغاز - الفضيحة - هذا ما يجري ، وكجنوب أعلنا عدم الإلتزام بأية عقود تتم في هذه الظروف ،وقد نشر مؤخرا أن أكثر من 400 مليار دولار على الأقل هي ما تم نهبه خارج إطار الدولة وعقودها من الفترات الماضية ، فترة الدولة شبه الفاشلة .. فكيف سيكون الأمر عليه في هذه المرحلة .. مرحلة اللا دولة؟!! والجميع مشغول "بحوار موفنبيك" .. وأهل النفوذ يتصارعون على اقتسام مناصب اللا سلطة وامتيازات التنقيب، والتي هي أساس الحديث عن "الخطوط الحمراء"، والتي بدورنا نقول لهم وللشركات وللعالم .. أنها بالنسبة للجنوب "خطوط حمراء"
• ألا تلاحظ من يقف خلف كل تلك الحروب والإنفلات الأمني .. والفشل الاقتصادي ووو إلخ .. فهل هم أصحاب الخطوط الحمراء لوحدة لا وجود لها ؟؟!!
- بل إن كثيرين، ونحن منهم، يتوقعون، لا سمح الله، تدهورا للأوضاع بين مراكز النفوذ المتصارعة على المصالح ونسأل الله تعالى اللطف بالأبرياء، حيث قد يجتمع لا سمح الله، لباس الجوع والخوف
• فيما له علاقة بالحوار الوطني ها هو يتعثر أو يكاد يفشل في القضايا الأهم الذي تم تأسيس الحار لأجلها والمتمثلة بالقضية الجنوبية وقصية صعدة وشكل نظام الحكم السياسي والآن تتم محاولة طبخ توافقات سياسية بتواطؤ دولي ومن ذلك اقرار الخمسة أقاليم اثنان في الشمال وثلاثة في الجنوب.. إلى أي مدى ذلك ممكنا ؟
- أولا القضية الجنوبية لم يأتِ ذكرها إلا في الآلية التنفيذية المزمنة - سابقاً - وكان ذكرها كإسقاط واجب، لإسقاطها..أما الحوار/ التفاوض، من حيث المبدأ فهو سمة حضارية بل ودينية، لكن الآلية المصممة له كنا ندرك، قبل بدئه وبعده، أنها لن تقود إلى نجاح حقيقي .. وبالنسبة للقضية الجنوبية كنا واضحين وبكامل الصراحة مع السيد جمال بنعمر بأن هذا الحوار وهذه الآلية ستزيد الأمور تعقيداً وأنها لا يمكن أن تحقق حلاً حقيقيا للقضية الجنوبية .. ويبدو أنه استغرب وضوحنا وصراحتنا التي لم نلجأ فيها إلى العبارات السياسية "المطاطة" حمالة الأوجه .. وقد يكون وجد عند غيرنا هذا .. وهو لا ينكر مجهوده ولا إدراكه .. إلا أنه سعى هو للنجاح بأي صورة .. ورغم تفهمه لما نطرح .. فإن اندفاعه لنجاحه شكل ضبابية في الرؤية وبالتالي "للطبخ" خارج غرف الحوار، وفي ذاته ليس خطأ لكن الخطأ الفادح في الخلط في مواد الطبخ بين التوصيفات للقضايا، التي قد لا تنطبق على الطبخات المراد انضاجها ، فتأتي الطبخة ولكل قضية كما يقولون "سمك، لبن، تمر هندي" ناضجة طبخيا لكنها غير قابلة لأن يتناولها أحد.
فالإصرار على معالجة القضية الجنوبية على أنها قضية سياسية داخلية كان أساس الخطأ، فالقضايا السياسية يتم حلها بالمساومات والتسويات والتنازلات المتبادلة، مع أن طرح القضية الجنوبية من أصحابها الحقيقيين الذين أنشأوها هي قضية هوية وبناء دولة الجنوب كوطن .. فما الذي ممكن أن يتم المساومة عليه أو التنازل عنه في هذا ؟!! فقط ما يتعلق بالمصالح المشتركة المشروعة والعلاقات المستقبلية بين الدولتين، هنا تأتي التسويات،والنتيجة قد يعلنوا حلولاً لهذه القضية أو تلك، ومنها القضية الجنوبية، ولكنها غير قابلة للتنفيذ، فهل ستنفذ بالقوة ؟!! أي بالخطوط الحمراء الدموية ؟! لن يتحقق ذلك .. وإن تحقق شيء منه فسيكون عدم استقرار شامل وسيفشل الحل وستقوم دولة الجنوب الجديد، لكن وهذا المؤلم، بجدار أكثر سماكة من الكراهية، يمنع لعقود أية علاقات سوية ومصالح مشتركة،وآن الأوان لدور العقلاء والمثقفين في اليمن ليقولوا كلمتهم الحقة والعقلانية ويساهموا معنا في هدم جدار الكراهية ، ويقفوا مع الجنوب في حقه المشروع في استقلاله وبناء دولته المستقلة الجديدة، فأصحاب "الخطوط الحمراء" منطقيون مع أنفسهم دفاعاً عن مصالح خاصة جديدة يريدون تحقيقها ولا يريدون أن يكتفوا بما حققوه ويحافظوا على ما هو قائم، لكن مصالح الناس والعقلاء والمثقفين والقبائل وكل أطياف الشعب في اليمن مصالحه مع جنوب مستقل مستقر.
ثم كيف تفسر تلكؤ الرئيس والحكومة في إصدار قرارات في ما له علاقة بالنقاط العشرين و الاحدى عشر الأخرى رغم كونها مطلباً ومحل اجماع أعضاء مؤتمر الحوار والأحزاب ؟
هذا أكبر مثال على الفشل الأكبر القادم .. فهذه نقاط مطلبية حقوقية يتلكأون في تنفيذها .. وقد يكون من الأسباب أن بعض مراكز القوى والسلطة ذاتها يريدون إتمام مشاريع على أراضي الناس المنهوبة منهم أو من السلطة، ويريدون أن يستكملوا هذا قبل أن ينفذوا فيصبح أمراُ واقعاً وتدخل الناس في دوامة التعويضات المزاجية .. وأيضاً هذا يعبر عن عجز السلطة الواضح، فإن كانت عاجزة عن إعادة ممتلكات منهوبة أو إعادة حقوق وظيفية أو أمور مشابهة فهي أعجز عن تنفيذ مخرجات "موفينبيك"
وفي كل الأحوال فشعب الجنوب لا يلقي بالاً لهذه الأمور فهدفه -كما- أسلفنا تحقيق استقلاله وبناء دولته، ولن يقبل أن تكون مطالبه الحقوقية الذاتية رشوة للتفريط في هذا الهدف. فتحقيق الهدف سيحقق له ويعيد كل حقوقه الأخرى.
• ماهي حدود علاقتك بالرئيس هادي ومنذ متى كان آخر تواصل وهل يأخذ رأيك في بعض القضايا ليس بصفتك الحزبية وإنما على الأقل كشخصية سياسية مخضرمة ومجربة ؟
- الرئيس هادي لا أكن له بصفة خاصة ولا لغيره إلا المودة فهو كشخص كما أعرفه، يمتلك كثيراُ من الصفات الشخصية الطيبة، وهو لديه ما يكفي من الذين يستشيرهم .. ولم يستشرني في شيء وهو يعلم وجهات نظري وموقفي وقد يعتقد أنها لا تناسب ما هو فيه، أعانه مولاه، وآخر تواصل كان قبل تشكيل اللجنة الفنية للحوار، فقد اتصل بي ودار نقاش طويل محاولاً إقناعي بأن أكون فيها ولكني اعتذرت وأوضحت له أن لنا استفسارات قدمناها للرعاة [10 + 4] كرابطة، وقدمناها كتكتل وظني جنوبي ديموقراطي، نحن من مؤسسيه، ولا نستطيع أن نشارك دون رد مقنع على استفساراتنا.





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign