المستشار الذي يقوم بمهام الرئيس بانتظار أن يكون نائبًا رسميًّا أو قائدًا لمجلس إنقاذ
19/06/2013 09:32:18
المحرر السياسي
في مكتبه بالقصر الجمهوري يُمارس اللواء علي محسن مهام الرئيس في إدارة شؤون البلد الذي تغافل عنها هادي.. مكتبه يعج بالمراجعين من مختلف محافظات اليمن، ولا يقتصر الأمر على مشائخ القبائل وذوي القضايا الاجتماعية أو الخاصة. إذ أن من بين المنتظرين قيادات عسكرية ومسؤولين ابتداءً من درجة وكيل، ومنهم أعلى درجة.. الكل يبحث عن قضاء حاجته التي لا يمكن أن تُقضى دون أن تمر من هذه البوابة.. وهو وعي استقر في ذهن الجميع، وبالذات ممن لهم علاقة بالدولة ـ وظيفة أكانت أو مصلحة. فالرجل يملك من القرار أكثر مما يملكه الرئيس نفسه.. أحد المحافظين، والذي كان من بين منتظري دوره للمقابلة كان يبحث - فقط - عن فرصة لإثبات ولائه، وطلب الرضا كي تهدأ احتجاجات الإصلاح تحت لافتة الثورة ضده في المحافظة التي يديرها. اللواء علي محسن يُهيئ مريديه نفسيًّا من أن من سيتم مقابلته ليس مستشارًا كالذين عهدوهم أو حتى سمعوا عنهم، فالقادم إلى بوابة القصر الخارجية يدرك من طريقة استقباله مكانة من سيُقابل، إذ أن على أيٍّ كان من غير القادة الكبار المحسوبين عليه أن يتخلوا عن سياراتهم ومرافقيهم وأسلحتهم وهواتفهم النقالة ابتداء من النسق الأول، حيث ستقله سيارة خاصة إلى نسق آخر يتم تفتيشه للمرة الثانية، وتقله سيارة أخرى حتى الباب الخارجي للمكتب، وهنا تتم إجراءات التفتيش الأخير قبل أن يلج مكان الانتظار، الذي يعج بالمنتظرين.. من الناحية البروتوكولية ليس هناك رجل ثانٍ في الدولة، وهو أمر سهّل على المستشار أن يكون هذا الرجل من الناحية العملية، وبالذات بعد أن كلّفه الرئيس بتمثيل اليمن في المؤتمر الاقتصادي بالدوحة نيابة عنه، وهي رسالة تم إيصالها ومخرج لحساسية إعلانه نائبًا رسميًّا لما يمكن أن يمثّله قرار كهذا من وجع رأس لا تحتمله المرحلة.. اللواء اليوم ببذلته المدنية هو أقوى، ليس بما يملكه من علاقات وقدرات فقط، ولكن بما منحه المنصب والرئيس من صلاحيات تجاوزت الجيش إلى الأمن الذي يرتبط بالسياسة والاقتصاد، متجاوزًا حدود العاصمة إلى المحافظات، وبهذه الصفة كان الحاضر الأبرز في اجتماع مصغر تم عقده - يوم أمس - بوجود رئيس الحكومة، ورئيسي الأمن القومي والسياسي، ووزيري الداخلية والخارجية؛ لمناقشة الاختلالات الأمنية وضرب الكهرباء.. وبدا الغرض من الاجتماع وكأنه ليس أكثر من تفويض حكومي لتسليمه هذا الملف والتعامل معه بشكل رسمي. كان تعويل المجتمعين بما لا يحتمل الشك في نجاحه باعتباره صاحب العلاقات الأوسع مع الأطراف ذات الشأن بهذه المحافظات، ولم يبالِ الحاضرون، وبالذات رؤساء الجهات الأمنية إن كان هذا التفويض دلالة إثبات على عجزهم، واتساقًا مع عودة تصحيح وضع قدر البعض أنه اختل بعد أن تم استبعاده من قيادة المنطقة الشمالية والفرقة الأولى مدرع، كانت كلمته التي ألقاها في حفل اختتام أعمال اللقاء الموسع لقادة القوات المسلحة، الذي عقد على مدى يومين بمشاركة مساعدي وزير الدفاع ورؤساء الهيئات وقادة القوى والمناطق والمحاور والوحدات والمنشآت التعليمية العسكرية, تحمّل الحزم واللين معًا من قائد أعلى يحمل روح الأب، وإذ دعاهم إلى أهمية التعامل بحزم وقوة، وأن يكون الجميع على قلب رجل واحد، حثهم على أن يكونوا حكماء، وأن يُراعوا حقوق الناس. بسرعة غير متوقعة أنهى اللواء علي محسن ما كان علِق بأذهان البعض عن انتهاء دور واقتراب أفول ليعود أكثر صلاحيات وقوةً، مستعيدًا ذلك الدور الذي طالما لعبه بمزاج عالٍ كمسؤول ثانٍ لسنوات كثيرة حينما كان أركانًا لحرب الفرقة الأولى مدرع، فيما محسن سريع قائدًا صورِيًا للفرقة.. لذا على من أحب ذلك أو كرِه أن ينتظر اللواء نائبًا رسميًّا للرئيس فيما إذا كان هناك انتخابات تُجرى في وقتها، أو رئيسًا لمجلس انتقالي عسكري في حال حصول مفاجآت من أي نوع، وكل ما يحدث من خلل طال جسم الدولة أمنيًّا واقتصاديًّا هو مقدمة لضرورة مجيء القائد المنقذ..