صوت مرتفع يأتي من جنوب الجنوب ينادي بدولة كانت ماثلة قبل 90م فأصبحت تحت الاحتلال بعد 94م كما يقولون، يتماها ذلك الصوت إلى قيادات متعددة الصوب والاتجاه، حتى تاهت القضية بين متصلب في دعوة الانفصال أو فك الارتباط، وبين من يقترب من الوحدة بفكرة (نظام محلي واسع الصلاحيات)، وبين ساخط لكل زعيم جنوبي يحاول أن يسلب منه وجاهة القضية الجنوبية.
وفي هذا التباين يحاول القيادي في الحراك الجنوبي الدكتور ناصر الخبجي أن يدفع هذا التصور ومن يروج له كما يقول "سوى الإعلام الرسمي"، وفي حين يقول الصريمة في آخر كلام له في الحوار إنه يمثل الحراك الجنوبي وكذلك محمد علي الحمد، يقول الخبجي: "نحن نعبر عن موقف سياسي يتناغم مع موقف الإرادة الشعبية في الجنوب".
لكن ما ركز عليه الخبجي هو أن ما يصدر عن الجنوب هو أقوى من أي صوت في الحوار الوطني، وإن كان من الجنوب، وإذا ما أرادت الحكومة والمجتمع الدولي أن يحاور فإن علي ناصر البيض هو من يمثل الجنوب، وليس المستنسخين.
حاوره/ أمجد خشافة:
ـ بداية.. كيف تقبلتم قرارات هادي في شأن هيكلة الجيش؟
في البداية نشكر صحيفة "الوسط" وهيئتها الإدارية على هذه الاستضافة التي تكاد هي الأولى مع هذه الصحيفة المميزة في نشاطها.
وما يتعلق بالسؤال فإننا نعبر عن رفضنا القاطع لقرارات رئيس نظام "الاحتلال"، وفي الأصل هي لا تعنينا بقدر ما هي جزء من المؤامرة التي تحاك ضد الجنوب شعباً وأرضا، وتقسيم الجنوب إلى ثلاث مناطق عسكرية هي مقدمة لنتائج الحوار اليمني في السيطرة العسكرية والأمنية على الجنوب وثرواته الاقتصادية من خلال إفراغ عاصمة "الاحتلال" من الوحدات العسكرية ونقلها إلى مناطق الجنوب وإسقاط التقسيم الإداري على أساس المناطق العسكرية بشكل أقاليم ونظام الحكم المحلي واسع الصلاحيات وليس فيدراليا مثل ما يعتقد بعض المشاركين في مؤتمر الحوار، وهذه القرارات تعد تاريخية من حيث التآمر على الجنوب وتعزيز سلطة القوى التقليدية المتنفذة. *إذا ما انتقلنا للحوار، هناك فريق من الحراك الجنوبي شاركوا في الحوار الوطني ولهم ثقلهم الشعبي في الجنوب.. كيف تتعاطون مع مثل هذه المكونات لاسيما وأنتم من المقاطعين؟
- نحن لا ننكر أن من شاركوا هم جنوبيون ولكن لم يكونوا حراكيين بعد مشاركتهم في الحوار ولا يمثلون الحراك السلمي ولا قضية شعب الجنوب.. و شعب الجنوب عبر عن موقفه من مؤتمر الحوار من خلال الفعاليات المليونية الذي أكد فيها رفضه للحوار ومن شارك فيه من الجنوبيين يمثلون أنفسهم حتى وإن تحدثوا عن قضية شعب الجنوب بأفضل التعبيرات لا يعني ذلك أنهم على حق في المشاركة، وأنهم يمثلوا شعب الجنوب وقضيته هم يعبرون عن أنفسهم فقط ونحن لم نقاطع، ولا يوجد حوار حتى نقاطعه، وما هو جارٍ هو استكمال لتنفيذ صفقة سياسية أطرافها نظام "الاحتلال" في صنعاء والقوى الدولية استهدفت ثورة التغيير في صنعاء وتحويلها إلى أزمة بدلا عن ثورة، والمحاولة مستمرة لاحتواء الثورة السلمية في الجنوب والقضاء على الحراك السلمي من خلال مؤتمر الحوار اليمني والدفع بعناصر جنوبية لكي تحل محل القوى الثورية المنادية بالتحرير والاستقلال.
*مكون شعب الجنوب والممثلون فيه كـ محمد علي أحمد صار لهم صوت مسموع في الحوار من قبل القائمين على الحوار والمجتمع الدولي، فما الذي ستفيدون الجنوب بمقاطعتكم للحوار؟
الصوت المسموع هو صوت شعب الجنوب وليس صوت الأفراد أو الشخصيات أو المكونات، وعلى إي أساس استندت لذلك إذا كان الحوار لم يبدأ بعد، والحديث حول مقاطعة الحوار نحن لم نقاطع الحوار ولكن لم نكن طرفًا فيه، ولا موقعين على المبادرة الخليجية، وبالتالي غير ملزمين بآليتها التنفيذية، نحن عبرنا عن موقفنا السياسي من مؤتمر الحوار العبثي والدفع بالقضية الجنوبية إلى هذا المؤتمر ومن يمثلها من أبناء الجنوب حسب رغبة المنظمين وليس حسب رغبة وإرادة شعب الجنوب في من يمثلها، فنحن ندرك أن المكان الحقيقي لحل القضية الجنوبية يكون على طاولة الحوار الندي بين الجنوب والشمال كدولتين سياديتين تحت رعاية وضمانة إقليمية ودولية، ومن يمثل الجنوب الرئيس علي سالم البيض، ويجب على القوى الدولية التواصل المباشر مع الرئيس علي سالم البيض بدلا من البحث عن قيادة جنوبية وفي بعض الأوقات استنساخ قيادة جنوبية تتوافق مع أطروحاتهم الترقيعية، ومهما نجحت هذه السياسة العبثية لكنها تظل مؤقتة ولا تحل المشكلة التي تكاد كل يوم تتوسع وتأخذ أشكالا نضالية جديدة قد يأتي وقت لم يجدوا من يتفاهم معهم وترتفع تكلفة الحلول عما هو ممكن اليوم.
على القوى الدولية أن تميز بين التعامل مع الأزمة اليمنية والثورة الجنوبية لا يمكن أن تضع حلولا لقضيتين مختلفتين، كل قضية لها أسبابها ومرجعياتها ونوعيتها، الأعراف الإنسانية والقانونية تقول: إذا أردتم حلا لأية قضية عليكم الاعتراف بهذه القضية وممثليها الحقيقيين وليس المستنسخين والاعتذار عن الأخطاء لأن ذلك يعد نصف الحل ويفتح الباب لحوار مسئول بين أطراف القضية، وبكل تأكيد سوف ينجح هذا الحوار وينتج عنه اتفاق وتوافق في الحلول المرضية لطرفين.
وأما سؤالك ما ستفيدون الجنوب بمقاطعتكم الحوار، أقول: الموضوع ليس بهذه البساطة نحن نعبر عن موقف سياسي يتناغم مع موقف، الإرادة الشعبية التواقة إلى الحرية والاستقلال، أما الحديث عن مؤتمر الحوار الوطني هو حديث عبثي، وشعب الجنوب يُقمع ويُقتل وتُسفك دماؤه يوميا مع تهديد ووعيد بالضرب بيد من حديد.. إضافة إلى إعادة إنتاج الفتوى الدينية التكفيرية ضد أبناء الجنوب (حتى من الفكاهة الشعبية لم يسلم شعب الجنوب من التهديد).
أبناء الجنوب تم تهديدهم بالقتل وتجريم الانفصال والجهاد من أجل الوحدة، واعتبرها احد "المهرجين" أنها مثل الصلاة يجب القتال والحفاظ عليها، وهذه فتوى جديدة وبأسلوب كوميدي.
كيف نستطيع أن نؤمن ونثق بأن الحوار يؤدي إلى نتيجة إذا تمت المشاركة وكل الأسلحة الفتاكة تحيط بنا وتصوب نحونا، تبدأ بوسائل العنف العسكري والأمني ثم استخدام الفتوى الدينية، وآخر إبداع أو اختراع الفكاهة الساخرة والمهرج المسرحي فهد القرني.
الخطأ ليس فينا يا أبناء الشمال ولكن من قادتكم المستبدين والسياسيين ورجال الدين وحتى الفن والفكاهة هم من قتلوا الوحدة وكرهوا شعب الجنوب بها، ولم تتوقف العملية عند هذا الحد بل كل يوم تتطور ويعمقون الكراهية بكل شيء يأتي من الشمال، وإذا لم تتوقف هذه الأساليب والأعمال المعادية التي تعمق الحقد والكراهية سوف تتعقد الحلول ومصير العلاقات الإنسانية والمصالح المشتركة بين الشعبين الشمال والجنوب، وهذه حقيقة يجب أن يدركها الجميع وعدم تجاهلها.
*ولكن المكونات التي شاركت في الحوار ومن "بينها شعب الجنوب" أوصلوا صوت الجنوب ومطالبهم عبر الحوار.. فما جوانب الاتفاق والاختلاف فيما بينكم؟
شعب الجنوب لم يعد قادرا على أن يتحمل أكثر ما يتعرض له من تعسف وقمع وإهانة وتحقير يستفز مشاعر عامة الجنوبيين ويحفز دوافع الانتقام من كل ما هو منتمٍ للشمال.
ونتمنى من القوى الوطنية المخلصة أن تتفهم مشاعر الغضب الجنوبي وتبحث عن الحلول الجذرية للقضية حتى وإن كانت لا تعبر عن رغبة الشمال ونحن نقدر رغبة أبناء الشمال في كيفية حل قضية الجنوب لكن الإرادة الشعبية يجب أن تحترم والحلول التي تفرض مشروعيتها بالقوة لن تدوم ولن تستمر ومصيرها الفشل، وتجارب الشعوب التي توحدت بظروف سياسية لم يكتب لها النجاح وبعض الدول فشلت وحدتها خلال فترة زمنية قصيرة وبعضها لم تطُل أكثر من سبعين عاما مثل ما حصل لدول الاتحاد السوفييتي واليوغسلافي وتشيكوسلوفاكيا وغيرها.. الوحدة قامت على الشراكة الندية وبالخيار السلمي لكن فشلت وتم إسقاطها بحرب عسكرية شاملة ضد الجنوب في 94م وإعادة إنتاج الجمهورية العربية اليمنية بقوانينها ودستورها وسلوكها التدميري لمؤسسات دولة الجنوب، الفرصة ضاعت من أيادي الشمال قادة وشعبا وسلطة ومعارضة، كان يفترض خلال العشرين السنة الماضية أن يقدموا الأنموذج الأفضل والأصلح للجنوب والشمال، وعملوا على تحقيق الاندماج الاجتماعي لكن ما حصل عكس ذلك، بدلا من تحقيق الاندماج الاجتماعي تمزيق النسيج الاجتماعي حتى الشعب في الشمال بكافة فئاته يعتبر مشاركا في ذلك الفعل من خلال سكوته وصمته، والحديث عمن يتحمل المسؤولية هو نظام المخلوع هذا غير صحيح، كل أبناء الشمال كانوا مساهمين في احتلال الجنوب وتدمير دولته وأفضل واحد منهم فضل الصمت، وإن وجد صوت يستنكر ذلك فهو صوت خافت لا يتجاوز جدران مقيل قات.
*تحاول قيادات الحراك الجنوبي الداعية لفك الارتباط إيجاد دولة الجنوب، لكن هذه القيادات ما زالت مختلفة ومتشظية في قرارها.. كيف يأمن المواطنون على مستقبلهم بمثل هكذا بيئة مختلفة؟
قيادات الحراك الجنوبي وكافة شعب الجنوب يناضل من أجل التحرير والاستقلال واستعادة دولة الجنوب المستقلة، وموضوع التشظي والاختلاف هذا نسمعه من وسائل الإعلام الرسمي والحزبي لغرض إضعاف ثورة الجنوب..
وإذا وجدت وجهات نظر مختلفة حول طريقة الوصول إلى الحل وليس حول الهدف، فلا يعني أن قيادات الحراك بالضرورة أن تكون قيادة الدولة القادمة التى سوف تعتمد على الكفاءة العلمية والخبرة والنزاهة والإخلاص، والمواطنون هم من يخرج إلى الشارع الجنوبي يعبرون عن هدف التحرير والاستقلال.
* علي سالم البيض ما زال متمسكاَ بخيار الانفصال، وعلي ناصر محمد يدعو للفيدرالية.. هل ثمة على المدى القريب اتفاق حول رؤية موحدة للقضية الجنوبية أم ستستمر الخلافات؟
أعتقد أن الرئيس علي سالم البيض متمسك بخيار شعب الجنوب المتمثل بالتحرير والاستقلال والرئيس علي ناصر من خلال تصريحاته هو مع ما يريده شعب الجنوب، وهناك لقاءات وتشاورات تجري في الداخل والخارج لتوحيد المواقف السياسية وصوت شعب الجنوب والتعبير عن خيارات الإرادة الشعبية وتوضيح ذلك للقوى الإقليمية والدولية، والأيام القادمة حبلى بالمفاجآت.
*أنت تدعو - الآن - لاستعادة دولة الجنوب تعرف أنه لا يمكن أن تقام دولة إلا بغطاء دولي، وما هو حاصل الآن توجه المجتمع الدولي لوحدة اليمن.. ألا ترى أن قضية الانفصال مسألة مستبعدة بهذا الوضع؟
نحن لم نكن جزءا من الجمهورية العربية اليمنية حتى ننفصل.. نحن دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية دخلت في 90م مع الجمهورية العربية اليمنية في وحدة سياسية سلمية، لكن لم تستمر هذه الوحدة بعد قيام الجمهورية العربية اليمنية بإعلان الحرب العسكرية معززة بالفتوى الدينية ضد الجنوب، وهنا تكون الوحدة سقطت وانتهت بإعلان حرب 94م ضد الجنوب، وما هو قائم منذ 7/7/94م هو احتلال عسكري بما تعنيه الكلمة، ومن يعتقد غير ذلك فهو يعيش في وهم لا يمكن أن يصحو منه إلا بعد استقلال شعب الجنوب وانتصار ثورته السلمية.
*باعتقادك ما الأسباب التي جعلت المجتمع الدولي يرفض مسألة الانفصال والتمسك بوحدة اليمن؟
نحن ندرك ماذا يريد المجتمع الدولي حماية مصالحه وتوفير الأمن والاستقرار في المنطقة وتأمين الممرات الدولية، وهنا شعب الجنوب عندما خرج إلى الشارع وكسر حاجز الخوف لم يستأذن من أحد واعتمد على إرادته وذاته وتضحياته حتى استطاع أن يضع قضيته على طاولة صناع القرار الإقليمي والدولي، ولفت انتباه المجتمع الدولي حتى اعترف بوجود هذه القضية وأهميتها الاستراتيجية وخطورة بقائها بدون حل، ولهذا فالحل ينبغي أن يأتي وفق الإرادة الشعبية وليس وفق إرادة النخب السياسية، ونحن نعلم أن دور العامل الخارجي مهم في حل قضيتنا لكن دوره ممكن يكون مساعدا وليس رئيسا، والرهان الرئيسي على شعب الجنوب وإرادته التواقة إلى الحرية والاستقلال ومدى قدرته على الصمود والثبات والتنظيم وتصعيد النضال السلمي والحفاظ عليه وعدم الانجرار إلى العنف، ولهذا ليس هناك شيء مستحيل أمام الإرادة الشعبية، وإرادة الحق هي مصدر قوتنا والمجتمع الدولي لم يرفض الانفصال وقرارات الشرعية الدولية 924/931 ترفض الوحدة بالقوة وهي ما زالت قيد النظر، ومفهوم الانفصال لا ينطبق على شعب الجنوب والجنوب تحت الاحتلال منذ 94م من قبل الجمهورية العربية اليمنية، والمجتمع الدولي لا يرفض حق الشعوب في الحرية وانتزاع حقوقها السياسية والتحرر من الاحتلال، والمسألة مسألة وقت، وشعب الجنوب بصموده وتضحياته سوف يغير المعادلة السياسية الدولية لصالح قضيته.
*في 9مارس التقى كل من العطاس وعلي ناصر والجفري في دبي مع بن عمر وطرحت فكرة الحوار "الجنوبي جنوبي" بإشراف جمال بن عمر والتنسيق مع مجلس التعاون الخليجي.. كيف تقرأ مضامين هذا الحوار المحتمل انعقاده في 27 أبريل القادم؟
لقاء دبي هي جهود إقليمية ودولية وامتداد لمخرجات المبادرة الخليجية، ونحن نرحب بمثل هذه الجهود التى تتفهم قضية شعب الجنوب وتضعها في صياغتها الصحيحة في التفاوض الندي بين دولتين مستقلتين وليس في حوار لأطراف متعددة وعشرات القضايا.
أما الحديث عن حوار (جنوبي ـ جنوبي) فهذا حق يراد به باطل، ثورة شعب الجنوب مع التحرير والاستقلال ومن تبقى منهم لا يزالوا خارج إطار الثورة وليس بالضرورة أن يكونوا كل شعب الجنوب مع الثورة ومن يقتنع بأهداف الثورة ليس هناك أي مانع لمنعه من الالتحاق بالثورة الشعبية، لكن بعد تحقيق الاستقلال تكون ضرورة للحوار (الجنوبي ـ جنوبي) من اجل بناء الدولة القادمة الذي يجب أن يكون أبناء الجنوب شركاء في بنائها وإدارتها ووضع أسسها ودستورها الذي يحفظ حقوق الجميع بدون إقصاء أو تهميش.
إننا نتابع ونراقب ما يجري من تحركات سياسية في الداخل والخارج من مؤتمرات ولقاءات حوار وطني وحوار (جنوبي ـ جنوبي)، وما يتعلق بالحوار الوطني في صنعاء سبق وأن عبر شعب الجنوب عن رفضه لذلك الحوار طالما لم يكن تفاوضا قائما على الندية بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية وتحت إشراف ورعاية إقليمية ودولية ويكون الرئيس علي سالم البيض طرفا رئيسيا في التفاوض الندي، غير ذلك هو نوع من العبث السياسي، والحديث عن الحوار (الجنوبي ـ جنوبي) مضمونه إظهار الجنوبيين للعالم أنهم منقسمون وغير متفقين، ولكن ممكن أن يكون الحوار بين شعب الجنوب وقواه الثورية مع من تبقى من الأشخاص الذين ما زالوا خارج إطار الثورة التحررية وبشرط أن يعلنوا انضمامهم إلى ثورة الجنوب من أجل التحرير والاستقلال، وهذا هدف شعب الجنوب، وعبر عنه بدماء الشهداء والجرحى التى سفكت في مختلف ساحات النضال وبالاحتجاجات اليومية ضد "الاحتلال" بحيث يكون الحوار لتوحيد الموقف السياسي، أما هدف الاستقلال قد رسمه شهداء الثورة السلمية ولا يحتاج إلى حوار ولا يجوز تعديله، ولكن لا يمنع من توحيد الموقف السياسي بعد الاقتناع بالهدف والانضمام إلى الثورة الجنوبية وليس بالضرورة أن يكون كل شعب الجنوب مع الاستقلال لكي نحقق الهدف ومن لم يقتنع اليوم سوف يقتنع غدا، ولن نكون ضدهم، ولكن لا نقبل أن يتحدثوا بأسمائنا ونصمت عن ذلك.
*الجفري يقول - خلال الأسبوع قبل الماضي - إن اللقاء سيجمع كل القوى الجنوبية.. هل تتوقع حضور علي سالم البيض؟
نحن نبارك أي لقاءات تجمع قيادات الجنوب في الداخل أو الخارج، ونأمل أن تتم مثل هذه اللقاءات طالما هي تخدم هدف التحرير والاستقلال وتعزز من وحدة الصف الجنوبي وتوحيد المواقف السياسية.
وبالنسبة للرئيس علي سالم البيض فإن ظروفه الأمنية وحرية حركته هي التي تمنعه عن الحضور، لكن ليس الأهم هو الحضور إلى اللقاء، ولكن ماذا يناقش اللقاء، وهدف اللقاء، وما ينتج عنه من مخرجات تخدم مسار القضية.
*تصريحات القيادي في الحراك الجنوبي محمد علي أحمد الأخيرة يوجه فيها نقدا لفكرة الحوار الجنوبي في 27 أبريل.. ألا تعتقد أن هذا الانفصام يقوض مشروع الداعين لفك الارتباط؟
ممكن يكون محقا في ذلك، ليس هناك لزوم في حاليا الحديث عن حوار (جنوبي ـ جنوبي)، لكن بعد الاستقلال ممكن أن يكون هذا الحوار حول بناء الدولة القادمة، لكن ما نحتاج إليه اليوم كجنوبيين الانضمام إلى الثورة وتوحيد الجهود والمواقف السياسية ضد الاحتلال والمشاركة في إدارة الثورة الشعبية في الجنوب لكي تحقق كامل اهدافها.
*ما علاقتكم في الداخل مع القيادات في الخارج؟
العلاقة حسب المواقف السياسية وتوجهات تلك القيادات، العلاقة الطيبة بكل تأكيد تأتي مع القيادات التى تؤيد هدف شعب الجنوب، وهي مع الشعب وليس الشعب معها على قاعدة "من هو معنا نحن معه، ومن ليس معنا اليوم سيأتي غدا ولن نكون ضده".
*هل ما زالت هناك علاقة بين الداعين لفك الارتباط والحزب الاشتراكي في صنعاء بقيادة ياسين سعيد نعمان؟
أعتقد أن برنامج الحراك السلمي حدد العلاقة مع الأحزاب اليمنية ليس فقط الاشتراكي، ولكن كل الأحزاب ذات المنشأ الجنوبي، العلاقة تعتمد على مواقف تلك الأحزاب من القضية الجنوبية وهدف التحرير والاستقلال وارتباطها بنظام الاحتلال..
*المعروف أن هناك حركات إٍسلامية مختلفة وفاعلة بشكل قوي في الجنوب سواء من الإخوان أو السلفيين.. ألا يعيق هذه الأمر مشروعكم في الجنوب.. وكيف ستتعاملون معها؟
-الحركات الاسلامية طالما لديها برنامج ثوري جنوبي من أجل الحرية والاستقلال واستعادة دولة الجنوب المستقلة لن تكون عائقا بقدر ما هي رافد قوي من روافد الثورة السلمية في الجنوب.. شعب الجنوب شعب متسامح ومتصالح ومتعايش مع كل التوجهات أكانت سياسية أو دينية أو اجتماعية.
* أخيرًا سأسألك سؤالًا باعتبارك - فقط - محللا ومراقبا للشأن الجنوبي..
كيف ترى مستقبل القضية الجنوبية بقيادتها الحالية؟.. وهل ستحدث تسوية للقضية الجنوبية والاتفاق مع القيادات في الداخل والخارج كمخرجات للحوار الوطني؟
مستقبل القضية الجنوبية نحن متفائلون أنه، كل يوم، ثورتنا تحقق انجازات، وتمتد حتى وصلت إلى كافة قرى ومدن الجنوب، ورغم التعتيم الإعلامي المتعمد المحلي والدولي إلا أن مناضلينا كسروا هذا الحاجز وأوصلوا قضيتنا إلى المحافل الدولية ومراكز البحوث السياسية، وكثير من التقارير الدولية والصحافة العالمية متعاطفة مع قضيتنا، وكثير من المنظمات الحقوقية والإنسانية رصدت ووثقت كثيرا من الجرائم والانتهاكات ضد الانسانية، ونتوقع أن تصعد هذه الملفات إلى المؤسسات والمحاكم الدولية، وتفتح هذه الملفات لمحاسبة مرتكبيها مثل قضية ضحايا المعجلة ومصنع السلاح في أبين والقتل والقمع في مختلف مناطق الجنوب منذ 94م .
حل القضية الجنوبية لا يمكن أن يأتي عبر مؤتمر حوار فيه خليط من البشر وأشكال وألوان من القضايا، حل القضية يأتي من خلال التفاوض الندي بين الدولتين السياديتين اللتين دخلتا في وحدة سياسية فاشلة في 90م وتم إسقاطها بحرب شاملة ضد شعب الجنوب.