منح من لا يملك لمن لا يستحق.. شباب الثورة يعتبرون إقرار الحصانات اعترافا بارتكاب جرائم ضد الشعب
2012-01-11 18:58:53
اثأر إقرار قانون الضمانات والحصانة لصالح ردود فعل غاضبة من قبل شباب الثورة في ميدان التغيير الذين اعتبروا إقرار قانون الضمانات والحصانات للرئيس صالح وكل من عمل معه طوال فترة حكمه خيانة لدماء الشهداء وعلى الرغم من الإجماع على ان منح صالح وأعوانه الحصانة مفسدة كبرى لدرء مفسدة صغرى وليس العكس كون القانون الصادر يخالف كافة الشرائع السماوية ويمنح حق من لايملك لمن لايستحق إلا ان معظم الشباب اعتبروا إلحاح صالح على إقرار القانون دليلاً على تورطه الشخصي في قتل المئات من شباب اليمن الذين نشدوا التغيير فقابلهم بالرصاص .
قانون الحصانة أثار ردود أفعال متباينة في ساحة التغيير بصنعاء حيث اعتبر بعض الشباب أن إقرار القانون خطوة في طريق إغلاق ملفات الماضي والبدء في بناء الدولة المدنية وتحقيق أهداف الثورة صفحة (ساحات) رصدت تباين الآراء حول منح صالح قانون الضمانات والحصانة الذي أقره مجلس الوزراء السبت وأحاله إلى مجلس النواب للتصويت عليه:
أحمد الرازحي مسئول العلاقات الإعلامية بشباب الصمود قال إنه من المخجل أن يقوم من يسمون أنفسهم بشركاء في الثورة بمنح حصانات لنظام ارتكب العديد من الجرائم ضد الشعب، مشيراً الى ان القانون كشف الوجه الحقيقي للأحزاب الموقعة على المبادرة الخليجية والتي أضاعت دماء الشهداء الشباب واتخذتها سلماً للصعود عليها الى السلطة وفي الوقت الذي وصف تجاهل دماء الشباب من قبل الأحزاب السياسية خصوصا المشترك خيانة للثورة كونها كانت مكوناً من مكونات الثورة اعتبر الرازحي إقرار حكومة الوفاق القانون بمثابة جريمة أخرى تضاف الى الجرائم التي أرتكبها النظام خلال سنوات حكمة .
من جانبه قال الناشط الإعلامي بساحة التغيير بصنعاء عبدالله بن عامر إن إقرار قانون الضمانات يعد بمثابة ضربة وجهت للثورة ولشبابها من قبل الأطراف الموقعة على المبادرة الخليجة قائلاً إنه لا يحق لأي شخص أو جهة أن تتحدث باسم الشعب اليمني صاحب المصلحة الحقيقية في التغيير ولا أن تتخذ قراراً باسم شباب اليمن الثائر الذي يرفض تحصين أي فاسد، وأضاف أن ما يحصل هو منح حصانة ممن لا يملك لمن لا يستحق.
وأكد بن عامر أن قانون الحصانات والضمانات دليل واضح على فساد النظام خلال الثلاثة عقود وكذلك على تواطؤ أحزاب المشترك بل ومشاركتها النظام هذا التاريخ في فترات معينة وأضاف أنه بدلاً من أن يذهب أي مجرم أو فاسد الى قفص الإتهام هاهي الأحزاب تضمن لهم الخروج الآمن من السلطة وهذا يُعد سابقة خطيرة لم تحدث في أي بلد من قبل و ذلك يعتبر وصمة عار لأنه يعبر عن مدى استهتار هذه الأطراف بالدم اليمني، وأشار إلى أنه لا توجد أي مبررات تدفع احزاب المشترك الى تمرير هذا القانون الذي يخالف الشرع والدين وكل الأعراف والقوانين الإنسانية.
واوضح بن عامر في حديثه أن الضمانات ليست للرئيس صالح فقط بل لكل أعوانه الذين عملوا معه اثناء فترة حكمه ومنهم حزبا الإصلاح والإشتراكي، حيث كانا الطرفان جزءاً من حكومات إئتلافية في فترة ما بعد الوحدة وكذلك كان الإصلاح حليفا قوياً للرئيس صالح وأدار في وقت ما أجهزة حساسة كجهاز المخابرات .
مخاوف الشباب من الالتفاف على المطلب الأساسي للشباب في بناء دولة مدنية حديثة كان قائما حيث اشار عبدالملك حسن الحجري القيادي بحركة التغيير إلى أن إقرار الضمانات لصالح وأركان نظامه بإمكانه أن يؤدي الى الالتفات على مطلب بناء الدولة المدنية وإكمال تحقيق أهداف الثورة مبرراً منح الحصانات للرئيس ونظامه بأن مرحلة حكم النظام شاركت فيه احزاب هي شريكة في الثورة حالياً وبالتالي فإن من يريد أن يفتح أي ملف من ملفات النظام التي يستحق بموجبها العقاب والمحاكمة عليه ان يتطرق أيضاً إلى بقية الملفات.
جابر الغزير عضو الرابطة الإعلامية لشباب الثورة اعتبر من جانبه صون قطرة دم يمنية واحدة أغلى وأشرف وأثمن مما يمكن ان يقدم لصالح وعصابته وحول ما اذا كان القانون مقايضة تتم بغطاء دولي قد تفشل في صون دماء اليمنيين وتريق المزيد من الدماء سيكون ردها قاس من قبل الشعب الذي يطالب بمحاكمة صالح وأعوانه وحالما توقفت آلة القتل عن قتل الابرياء احتمل ان يتم الضعط على الجراحات بأقصى ما نستطيع وتحمل الألم مايمكن من اجل تحقيق أهداف ومبادئ الثورة وصياغة المستقبل المنتظر لهذه البلد والذي دفع المئات من شباب وشابات الثورة دماءهم وأرواحهم ثمنا لذلك ..
أما مشير الشارحي/ رسام في الساحة ومن الشباب الذين شاركوا في إشعال الثورة من جامعة صنعاء فيرفض مبدأ إعطاء ضمانات لأي شخص مبرراً ذلك بالقول إن الثورة جاءت لتحاسب وتعاقب لا تعطي الضمانات وتقدم الحصانات لأي كان، متهماً الأحزاب الموقعة على المبادرة بأنها تمارس عملية التضليل السياسي على الشارع وأنها بذلك أصبحت شريكة للنظام في كل الجرائم التي ارتكبها لأن من يحمي المجرم سيصبح مجرماً ومن يتستر على فاسد يصبح فاسداً وعبر الشارحي عن تنديده بهذه الخطوة التي اعتبرها سابقة خطيرة في تاريخ اليمن والمنطقة.
تحصين النظام أعتبره شباب الثورة في ساحات التغيير والحرية بمثابة ضربة قاصمة وجهت للثورة ولشبابها في الساحات من قبل الأطراف الموقعة على المبادرة الخليجية