شنظور :سقطت أبين والقادم عدن وصنعاء مشغولة بالرئيس..هل يعود الحراك لقوته ويوحد الجنوب وهل يتحقق التغيير بعيدا عن الحرب؟
2011-06-22 14:03:15
كتب/العميد/علي بن شنظور
لما كان الحراك السلمي في قوته قبل انطلاقة الثورات العربية استطاع أن يوحد معظم أبناء الجنوب ولما انطلقت ثورة التغيير ظن البعض أن توحد الشعار لإسقاط النظام قد وحد اليمن غير أن الأحداث اليوم تؤكد أن الخطر أشد بعد أن سقطت أبين وأجزاء من الحوطة لحج والقادم عدن وصنعاء مشغولة بالرئيس. لذلك نقول:
أولا: مهما قيل عن تواطؤ السلطة في قضية سقوط محافظة أبين بأيدي العناصر المسلحة وما لحق بأبناء زنجبار وجعار من تشريد وأضرار وقتل فإن النتيجة أن المحافظة باتت خارجة عن الكل سلطة ومعارضة وحراكاً وثورة تغيير وبعد أن وصل المسلحون بما يسمى بالقاعدة ولم تعلن القاعدة وجوداً لها في أبين بعد، وصلوا الحوطة وتم منع سقوط لحج حتى الآن بات الخطر يهدد عدن وقد أعلن اللواء محمد ناصر وزير الدفاع طلب الإغاثة من أبناء عدن لحمايتها من الخطر القادم ولذا إذا لم يسارع الجميع لوضع الخطة العملية لحماية عدن وخاصة قوى الحراك والتغيير فإن البديل سيكون إمارة عدن المستقلة الجهادية أما الإسلامية فاليمن كلها مسلمة ولا تحتاج لمجاهدين من خارجها لخلق الفوضى وقتل الأبرياء بحجة إقامة شرع الله وحينها لا يمكن للحراك أن يتحدث عن وحدة الجنوب ولا لثورة التغيير أن تتحدث عن وحدة اليمن.
فهل آن الأوان أن ينتقل الكل من التنظير إلى العمل من خلال إعلان مجلس تنسيق موحد يضم كل القوى لحماية السلم الاجتماعي فإنه إذا عمت الفوضى والحرب لا يمكن لأحد أن ينتظر التغيير أو الحل العادل لقضية الجنوب وعلى قادة القوى السياسية المعارضة في الداخل والخارج أن يتحركوا سريعا ولا يعتقدوا أن كرسي الرئيس سيحفظ لنا الوطن من التمزق فلن يتبقى يمن ولا جنوب موحداً والصومال خير شاهد إذا عمت الفوضى، لقد علمنا أن أبناء يافع بدأوا بجهد شعبي والإعداد لاستعادة جعار من المسلحين وهو شيء طيب لكن نأمل أن تقوم الدولة بواجبها في حماية عدن ولحج أو تعلن فشلها ويتولى المواطنون حماية أنفسهم وهذا اختبار للأخ نائب الرئيس الذي يتولى الآن مهام الرئيس.
ثانيا: إن هذه المخاطر تتطلب من الإخوة في الحراك السلمي استعادة دورهم في توحيد أبناء الجنوب تجاه ما يهددهم من مخاطر وأن يضع قادة الحراك خلافاتهم جانبا ويلتقوا على أساس من القواسم المشتركة، فنحن نرى ومن خلال جلوسنا في عدن مع عدد من قادة الحراك وما تم من لقاءات وخاصة في منزل العزيز د/ محمد مسدوس أن الخلافات لا تخدم قضية الجنوب وأن تتعايش كل الحلول المطروحة لقضية الجنوب في إطار الحراك كحاضن سياسي لكل الجنوبيين، إذ أن تعدد الآراء ظاهرة صحية ومن يعتقد أنه يريد توحيد الجميع تحت حل أو رأي واحد فهو خاطئ ولا بد أن نستفيد من الماضي عندما حاول الحزب الاشتراكي أن يفرض رؤية واحدة بالقوة ماذا كانت النتيجة؟ صراعات ومآس وضعف أدى إلى ما نحن فيه اليوم وإلى ما حصل من أخطاء عند قيام الوحدة أو أثناء حرب 94م التي استغلها النظام بصنعاء لصالحه. لذا نجدد الدعوة لعقد لقاء تشاوري عاجل لقيادات الحراك يحضره ممثلون عن كل المكونات والأطراف يقف أمام مسيرة الحراك ويضع أولويات المرحلة الراهنة في ضوء الثورة الجارية للتغيير وليس صحيحا أن البعض يقول لا يعنينا ما يحصل بصنعاء هذا كلام عاطفي لأن ما يحصل داخل اليمن يؤثر على الجميع شئنا أم أبينا وما يجري اليوم في أبين والحوطة إلا ناتج لهذا التأثير وإذا ظل البعض يقول لا يعنينا فسيجد الخطر قد وصل إلى بيته وهو يتفرج وكما قلت قبل فترة لبعض الإخوة في الحراك: "الجماعة كملوا الجنوب نهبا وأنتم تقولون لا يعنينا". آن الأوان أن يقول الكل هذا يعنينا لأنه متعلق بوجودنا.
ثالثا: في الوقت الذي نجد فيه الخطر يداهم الجنوب نجد إخواننا في صنعاء مشغولين بكرسي الرئيس ويؤسفنا أن هناك ضغوطاً على الأخ الفريق عبدربه منصور هادي القائم بمهام الرئيس حتى الآن في الوقت الذي يبدي فيه الرجل بما عرف عنه من خبرة وحكمة تفهمه لمطالب الثورة وأما القول بأن النائب ضعيف فهذا استخفاف بأبناء الجنوب لأن الذي أضعفه معروف أما أبناء الجنوب فيرونه قوياً بهم وعليه أن يدرك قوته وبالتالي ينبغي أن يدرك قادة ثورة التغيير أن الإصرار على نقل التجربتين التونسية المصرية هو تفكير خاطئ مع تقديري للشباب وحماسهم لأن اليمن تختلف ظروفها في ظل امتلاك النظام لقوة عسكرية بيده ومناصرين يمكن أن يؤدي ذلك لسفك دماء، فما دام الثورة قد أنجزت هذا الثبات والتغيير الذي بات موجودا على الواقع فإن الواجب تفهم ما يطرحه الأخ نائب الرئيس لنقل السلطة ونعتقد أن الرئيس صالح نفسه لم يعد بعد حادث مسجد الرئاسة الذي تم إدانته من الجميع باعتباره حادثاً إجرامياً لم يعد يرغب في الاحتفاظ بالسلطة إلا إذا دفعه البعض من أنصاره للمغامرة لذا لا بد من الحكمة مع حماس الشباب فالحرب إن اشتعلت لن يسلم منها أحد وما جرى في تعز وأبين خير دليل.
برقيات
1-لقوى التغيير: نعتقد أن تشكيل مجلس انتقالي لا يتعارض مع انتقال السلطة من الرئيس لنائبه لأن المجلس الانتقالي بمثابة مجلس نواب لكن إذا تم إعلان المجلس ورفض الرئيس نقل السلطة يعني دولة داخل دولة وليبيا جديدة والأمر الآخر نأمل أن تثبت قوى التغيير أنها خير من السلطة تجاه الجنوب وتعلن عدم إجراء أي انتخابات أو تعديل دستوري قبل حل القضية الجنوبية والحوار مع أبناء الجنوب وعلى رأسهم الحراك السلمي وأن يكون الجنوب حاضرا بـ50% في أي تكوين لهيئات المرحلة الانتقالية ما لم فالخطبة الخطبة والجمعة الجمعة والثورة ستهدأ بصنعاء وتستمر في الجنوب.
2-هناك خطر حقيقي يتهدد عدن بعد سقوط أبين ويعتقد أن هناك مؤامرة على الجنوب لتسليمه لقوى بديلة تخلق الفوضى وتمزق الجنوب وقضيته التي تنتظر الحل العادل بعد انتقال السلطة وهذا تحد نأمل من الأخ نائب الرئيس وابن الجنوب أن يتجاوزه سريعا وعلى قوى التغيير أن تثبت مصداقيتها عبر تخصيص جزء مما ينفقون بصنعاء لدعم جهود أبناء الجنوب لحماية محافظاتهم من الفوضى المسلحة.