|
|
|
|
|
رئيس اتحاد كرة القدم (3-3)
2010-01-27 18:14:04
بقلم الكابتن سفن
يبقى العميد يحيى محمد عبدالله صالح الرجل الأول بنادي العروبة ونجل شقيق فخامة الوالد الرئيس حفظه الله ليس ذلك الرجل المخلص لبزته العسكرية، فالرجل وإن كان نجلاً لعسكري مخضرم لم ترفع قبعته العسكرية من على رأسه إلا عند وفاته إلا أن (عفاش) الصغير يميل إلى الدعة ويجد نفسه في صفوف المثقفين أكثر بكثير مما يجد نفسه داخل معسكر يتفرج على نياشين البطولة وأوسمة الشجاعة وهي تتدلى من على صدره، لهذا فليس غريباً أن يسعى من مثله إلى رئاسة اتحاد الكرة، رغم أنه في غنى عن مثل هذا المنصب إلا إذا فكر أنه الطريق الأقرب إلى عقول وقلوب الشباب وهو ذكي إن فكر بهذا فأن تكون رئيس اتحاد ناجح لكرة القدم في اليمن التي تحاصرها المصائب من كل اتجاه، يعني بصراحة انك شخص تصلح لكل شيئ نعم لكل شيئ!!!!؟
لست مع المتشائمين القلقين من تولي الشاب صالح رئاسة اتحاد الكرة، فالعميد الأنيق ليس شخصية دكتاتورية لا تقبل المناقشة كمعظم العسكر، كما انه يعتبر اقرب صديق في القصر للصحافة والصحفيين، ويُعرف عنه دائماً بأنه يخاف كثيراً على اسمه وشخصه من النقد وهذه نقطة قوة الرجل في كارزميته، كما أن هذا الخوف الحميد أيضاً يُعدّ ضمانة قوية لأن يجدّ في مسعاه وبكل ما يمتلك من نفوذ إلى تحقيق النجاح في اتحاد الكرة خوفاً من سياط النقد اللاذع.
إن نفوذ يحيى وقربه من القصر سيسمح بضخ الأموال الكثيرة لكرة القدم اليمنية، كما أن وجوده في قمة اتحاد الكرة يعني بالمفتوح تذليل كل العقبات أمام مشوار هذه الكرة التي نهارها كليلها حالك أسود منذ فترة طويلة، ومعناه أيضاً جذب جميع قطاعات الدولة عامة وخاصة لدعم النشاط الرياضي، وإذا ما فشل في رئاسة اتحاد الكرة وظلت كرتنا تتخبط من المس الفاسد فإن النقد سيكون مضاعفاً وأكثر قسوة كونه سيدفع رغماً عنه ضريبة إدارة عمه للبلاد وما وصلت إليه من حال بغض النظر عن السبب والمسبب، وسينهال عليه الجميع وقتها بنقد جارح وشديد لن يقف عند شخصه فقط بل قد يطول الأسرة الجمهورية (الحاكمة) بجميع أفرادها، ثم أنه لمن الظلم الشديد أن نحكم على الرجل قبل أن نجرّبه على العكس تماماً مما هو الحال مع الحاج أحمـد العيسي الذي من الظلم الشديد أن يجرّب بعد كل هـذا فكما يُقال من يعيد تجريب المجرّب دليل على أن عقله مخرّب.
لست من مناصري العميـد العماد ولست أحد جنود معسكره لكن الرجل مهم وحضوره أي مجلس لابد أن يلفت الأنظار بقـوة، وحيث أنه دخل عالم المستديرة وتورط في أتون شبكة كرة القدم فإنه من الصدق أن نقول إن وجوده على رأس ناد هو أو أي من أنجال الوالد الرئيس حفظه الله أمر ليس فيه من العدالة بشيئ، فهم كشخصيات عامـة لا يجب أن يتخندقوا أو يقفوا وراء ناد محدد سيخوض مقابلات مع أندية أخرى، بمعنى أوضح أن مثل هؤلاء وعند تخندقهم وراء أندية محددة فإنهم بطريقة أو بأخرى سيقفون ضد آخرين حتى وإن كان هذا وفق مسلمات الروح الرياضية إلا أنه في كل الأحوال تصرّف بنتائجه يؤكـد انه ليس من المناسب ما يقوم به العميد يحيى مطلقاً من دعمه ووقوفه إلى جانب صفوف فريق العروبة....
نتخيـل مثلاً الوالد الرئيس حفظه الله رئيساً لنادي فرتك المهرة ماذا سيحدث!!؟ تلقائياً سنجد الجميع يتجه نحو هذا الفريق ومن لم يتجه نحوه لن يتجه ابداً ضده وهـكذا هي المعادلة، إن من أهم شروط سباق كرة القـدم التوازن في السباق والتنافس العادل، إذ يجب أن يكـونا متاحاً للجميع دون استثناء، وإذا مالت الشخصيات المحسوبة على الوالد رئيس الجمهورية حفظه اللـه نسباً أو مصاهرة أو قـُرباً بالخصوصية لنادي معين خاصة لو كان في العاصمـة صنعاء سنكون أمام ميزان تنافسي مائل بكل تأكيــد، وأستدل على هذا بما حدث مع أمين جمعان وهو موضوع تطرقت إليه في الجزء الثاني وكيف أنه ترك نادي الأهلي رغم أنه كان أحد أقطابه بل وكان أحد قرونه في (مرادعة) النادي الخاسرة مع اتحاد كرة القدم في الموسم السابق وكيف أن هذا الشاب فضل الالتحاق (بميناء) نادي الوحدة على تذوق المحلبية الصنعانية الشهيرة بمجرد (غمزة ) من العميد طارق محمد عبدالله صالح، كما مازلنا نتذكر كيف أن العميد يحيى صالح حشد ربع أعضاء الحكومة تقريباً دفعة واحدة لتكريم نادي العروبة بعد صعوده إلى الدرجة الأولى في حين فشل الحاج العيسي رئيس اتحاد الكرة في إقناع وزير الشباب والرياضة بحضور المباراة النهائية لكأس رئيس الجمهورية... ونتذكر أيضاً كيف أثار دعم يحيى صالح لنادي أهلي تعز قبيل مباراة هذا الأخير مع جاره الصقر الأقاويل الكثيرة حتى تحوّل صداها إلى سخط وغضب صامتين من البعض صمتاً لا اعتقد أنه سيتكرر إن تكرر ماقام به العميد، وهو تصرّف غير موفق البته لأنه جاء من العميد بخصوصيته على عكس ما لو جاء من أحدٍ غيره....ثم فلنترك كل هذا فيكفي ما يحدث أثناء مباريات فريق العروبة إذ تطغى المظاهر المسلحة على الملعب والشارع والجمهور فإن تحشد ألفاً أو مائتين أو حتى مائة جندي من الأمن المركزي وتحشرهم داخل السيارات الكبيرة (القلابات) التابعة لأفراد قوات الأمن المركزي لنقلهم إلى الملعب لتشجيع فريق العروبة هو بحد ذاته استغلال (بشع) وغير قانوني لقوات عسكرية يفترض وفق أبسط المبادئ أنهـا ملك الشعب بأكمله لا تتحرك إلا لتحقيق مهمتها الأساسية ألا وهي حفظ الأمن والسكينة العامة لا تشجيع ومؤازرة فريق كـرة قـدم يلعب مباراة مع فريق محلي من محافظة أخرى!!!؟.....
إن كل هذه الظواهـر تضفي حساسية بنفس الجمهور والمتابع وتشبّع روحه بالسخط من مثل هذه التصرفات بنتائجها السلبية باتجاه شخصي نحو العميد يحيى محمـد عبدالله صالـح ويفترض من مستشاريه إن كانوا يعزّونه فعلاً لفت نظره إلى مثل هذا وحثه على أن يبقى للجميع لا لنفر من الناس وإلا فإنه لا محالة سيتحول إلى شخصية مكروهة ومحروقة وسيأتي اليوم الذي يُقابل به بما قوبل به الحاج العيسي في يوم السبت الأسود!!!
وإذا ما جئنا لما يقدمه العميد مع نادي العروبة سنجده يبذل جُهـداً واضحاً في مربعات النادي لكنه رغم ذلك يفتقر للنجاح الكبير الذي يتوازن مع مركزه ومنصبه وهو ما سيظل كذلك حتى لو حقق بطولة الدوري، فمن العيب أن لا يحقق رجل مثله مفاتيح خزينة البنك المركزي وقوات الأمن المركزي مطواعة له مع نادي يتوفر له كل شيئ نجاحاً يتعدّى حدود الوطن أو لا يحتكر كل البطولات المحلية، كما أن العماد يجب أن يدرك أن خسارة فريق العروبة لأي من مبارياته ينظـُر إليها الجميع على أساس أنها خسارة شخصية له كما أنها خسارة لأسلوب إدارة الدولة ككل وهذا أمر خطير لو غـُصنا في أعماق تفاصيـله، أما إذا حقق الفريق أي فوز فإن تهمة أن الجميع يقف مع النادي لأجل عيون العميد العماد جاهزة (للتبرير)، لذلك على الرجل أن يترك فريق العروبة لمن يثق بهم ويذهب إلى ماهـو أبعد من هذا وبما يليــق به ولو حتى ظاهرياً....
إن حساسية موقف العماد تحتـّم عليه أن يكون رُمانة الميزان لا أحد صحونه، كما أن الظرف السياسي الساخن الذي يعيشه الوطن يحتم على مثله الابتعاد ولو هـُنيهة عن مواقع المواجهة الفردية والتنافس الجماعي حتى وإن كان تنافساً شريفاً، كما أن كل هذا أيضاً يدعو إلى أن يحقق هؤلاء نجاحاً يعيد ثقة الأمــة بـِهم وهو ما يُمكن أن يفعله العماد في اتحاد الكرة إن أخلص نيته فقط، أما إذا غرق في أتـون التكتيكات السياسية وتربيطات أهل الحكم فصعد لسدة الاتحاد بذلك ولأجل ذلك فإنه سيكون الخاسر الأكبر ولن ينال إلا سياط النقد التي يتلقاها الآ، بغزارة ظهر وبطن الحاج أحمد صالح العيسي أعانه الله.....
في الختام ما قلناه سابقاً نختم به الآن أن الحديث عن أن المدرب سين أو صاد مناسب أو غير مناسب، كما أن الحديث عن من الأصلح لتمثيل الوطن في المنتخبات الوطنية ، أو أن الخطة جيم أنسب من هاء أو العكس وما من فصيلة هذا التنظير لهو حديث (لهو) كحديث ابن النظير لا يغني ولا يسمن، فما تعانيه كرة القدم اليمنية هو كامن في الإدارة السيئة التي تدير شؤونها وترتب مسابقاتها، وما تعانيه الإدارة هو كامن كذلك في عقليــة وقـدرة الرجل الأول صاحب القرار فيها والذي ابتلى الله به كـُرتنا أن يكون بين شخصين إما أن يكون فاسداً يلتهم الأخضر واليابس أو أن يكون جاهلاً لا يفرّق بين الكرة إن كانت لليـد أوالقـدم ومتى ما أنجلى هذا البــــلاء سترى كـُرتنا الضوء دون عناء.. هذا وسيبقى نبض قلبي يمنيا والله من وراء القصـد وهـو حسبُنا ونعم الوكيل..،،،.
|
|
|
|