شعر/ عباس الديلمي إلى الرموز العظيمة من جمال الدين الأفغاني إلى جمال عبدالناصر   أملٌ يضيعُ، وسفحُ وادٍ يُجدِبُ   والماء غورٌ، والسَحَائبُ خُلَّبُ   وطفولةٌ، غنَّت لفجر واعدٍ   فأطلَّ من صُبح تنَفسَ مَغْرِبُ   وأضاعَ حاديَ رْكبَنا ألحانَه   وتقدَّم المَسْرى أسِيفٌ يندُبُ   ولما أصابَ عقيدةً وفضيلةً   يهتزُ قبرٌ تحتويهِ (يَثْرب)   يا شاعراً سدَّت منافذ قلبهِ   نكباتُ من راموا الفَخَار فَخَيَّبُوا   بِيْ ضعفُ أوجاعِ شكوتَ وها أنا   بعروبتي -وبما أصابك- مُتْعَب   في أمةٍ أكلَتْ بثدييها ومن   وجهٍ تعفَّر بالمهانةِ تشرب   هذا (أبو جهلٍ) يُشَكِّلُ وجهها   وعلى المنابر (بِنْ أُبي) يَخْطُب   في كلِ منعطفٍ كمينُ خيانةٍ   وبكل (تلفاز) (سجاح) تَكْذِب   تشقى بأحقاد الجِمَالِ، وطالهَا   غدرُ الذئابِ، وطيرُ شؤمٍ يَنْعبُ   وكأنَّما قامت قيامتُها بمفـ   ردِها ، وفي دُنيائها تتعذبُ   يا صاحبيا، وأي كاسٍ حولها   نَسْلو ونسعدُ بالجمالِ وَنطْرَبُ   وبأي ألحانٍ أغني واصِفاً   (هندا) وما صنعت بقلبي (زينب)   وأنا الجريحُ بأسهمٍ زَرَعُوا لها   أيدٍ إلى أسيادِها تتقرب   وكأنَّ قلبي في غياهِب ظُلمةٍ   طيرٌ، على نارِ الشواءِ يُقَلِّبُ   وبساحةِ الأصنامِ تلك طواطمُ   بجهالةِ العصرِ الحديثِ تُنَصَّبُ   üüü   يا أم جندبَ ما فتئتِ للحمِنا   أكَّالةً، ولفتنةٍ تتأهبُ   وتمد ذيلاً أودَعَتهُ شرورها   فتدُس ما دَسَّت بذيلِ عَقْربُ   تبكي على دينٍ، وتنشر دعوةً   وتضيقُ من فكرٍ حواه مَذْهَبُ   بنوازعِ المتجملين بسبحةٍ   يلهو بشاهدها المُوشَّي مِخْلب   وتبيت حاضنةً ربيبَ خيانةٍ   إن ضمَّهُ خالٌ فليس له أبُ   في ليلةٍ سرقَ اللصوصُ نجومَها   وعيونُ سمَّار المدينةِ تَرْقُب   صمتت زغاريدٌ، وقال شيوخُنا   إن العروسَ كما تَبيَّن ثَيِبُ   يا أمةً سلب الغزاةُ عفافَها   وعلى كرامتِها تبوَّل ثَعْلبُ   لا عاصمٌ يأوي جموعَ ضلالةٍ   فاضّت رواسبُها وعمَّ الغَيْهَبُ   غيرُ التطهُرِ من قيودٍ مِثْلمَا   بالتوبِ يخلعُ ثوبَ رجسٍ مُذنبُ   القاهرة 7/11/2009م