|
رد حماس ,, تمسك بالثوابت الفلسطينية واتفتاح على الحلول
03-10-2025 22:32:51
كتب الحسن الجلال
جاء رد حركة المقاومة الإسلامية حماس على مقترح ترامب جاء بلغة سياسية دقيقة.. تحمل في طياتها مزيجًا من التمسك بالثوابت.. والانفتاح على الحلول،.. والحرص على وقف العدوان.. لكن القراءة المتأنية تكشف أن هذه الموافقة لم تكن خيارًا حرًا.. بل نتيجة مباشرة لضغوط هائلة ومتعددة الأطراف. الرد يبدأ بتأكيد أن القرار جاء حرصًا على وقف العدوان وحرب الإبادة.. وهو ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي دفعت الحركة إلى مراجعة خياراتها.. ثم يشير إلى مشاورات معمقة داخل المؤسسات القيادية.. ومع الفصائل، والوسطاء، والأصدقاء، ما يدل على أن القرار لم يكن ارتجاليًا.. بل جاء بعد ضغط سياسي وإقليمي ودولي مكثف.. خاصة من الأطراف العربية والإسلامية التي دفعت باتجاه تهدئة بأي ثمن. في الفقرة الأساسية من الرد.. ذكرت حماس صراحة أنها تقدر الجهود العربية والإسلامية والدولية وجهود ترامب وهي صيغة دبلوماسية تستخدم عادة لتسجيل الامتنان السياسي.. لكنها في هذا السياق تعد اعترافًا ضمنيًا بأن هذه الأطراف مارست ضغطًا مباشرًا على الحركة لقبول المقترح.. ولولا هذا الضغط، لما كانت حماس لتوافق على تسليم الأسرى، أو إدارة القطاع لهيئة مستقلة.. أو الدخول في مفاوضات تحت مظلة أميركية.. وهي أمور كانت تعد خطوطًا حمراء في أدبيات المقاومة رغم الموافقة على بعض بنود المقترح.. حافظت حماس على نبرة واضحة في ما يتعلق بالقضايا الجوهرية، مثل مستقبل غزة وحقوق الشعب الفلسطيني.. مؤكدة أن هذه القضايا مرتبطة بموقف وطني جامع.. ما يعني أن حماس لم تمنح تفويضًا كاملاً.. بل أبقت الباب مفتوحًا للنقاش الوطني.. ورفضت أن تكون وحدها من يتحمل تبعات القرار.. الرد يعكس تحولًا في خطاب حماس من المواجهة المطلقة إلى الواقعية السياسية.. لكنه لا يفهم إلا في سياق الضغط الأخلاقي والإنساني الذي فرضته المجازر في غزة.. والخذلان العربي والإسلامي، والتواطؤ الدولي.. فالموافقة هنا ليست تنازلًا عن الثوابت.. بل محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. في ظل حصار سياسي وعسكري وإعلامي غير مسبوق.. * الخلاصة رد حماس على مقترح ترامب هو نتاج ضغط عربي وإسلامي ودولي مكثف.. وليس تحولًا في جوهر موقفها المقاوم.. الرد يظهر براعة سياسية في التوازن بين الانفتاح على الحلول والتمسك بالثوابت، لكنه في جوهره يعكس حجم الخذلان الذي تعرّضت له غزة.. ويدق ناقوس الخطر حول واقع الأمة في المراحل القادمة..
|
|
|
|