الزبيدي يهدد بطرد العليمي من عدن        صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية     
    الاخبار /
هل ينعش ملف الأسرى اتفاق استكهولم من الفشل ؟

2020-02-16 20:36:58


 
كتب , رشيد الحداد
بعدما وصل اتفاق استكهولم إلى الموت السريري على أرض الواقع، عملت الأمم المتحدة على إنعاشه الاتفاق ورعت مشاورات سرية جرت بين المعنين بملف الأسرى في العاصمة الأردنية عمان بين حكومة "الشرعية " وحركة " أنصار الله " خلال الأيام الماضية ليتوصل الطرفين إلى اتفاق جديد يقضي بتنفيذ الاتفاق السابق الذي أعلنت الأمم المتحدة التوصل إلية خلال مشاورات استكهولم في 11 ديسمبر/كانون الأول 2018م على دفعات ووفقا لخارطة زمنية جديدة قد تنهي معاناة أكثر من 1400 أسير من أسرى الطرفين مبدئياً.
الاتفاق الذي رحبت به صنعاء وأكدت تعاطيها الإيجابي مع أي حلول تنهي معاناة الاسرى من الطرفين، وصفته اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان صادر عنها " بأول عملية تبادل رسمية واسعة النطاق للأسرى والمحتجزين منذ بداية النزاع، وهي خطوة أولى نحو الوفاء بالتزامات الأطراف بالإفراج المرحلي عن جميع الأسرى والمحتجزين على خلفية النزاع وفقًا لاتفاقية ستوكهولم، وفي أول تصريح صحفي لرئيس وفد حكومة صنعاء، محمد عبدالسلام عقب توقيع الطرفين الاتفاق ، أكد أن الاتفاق الذي تم برعاية الأمم المتحدة سينهي معاناة عدد كبير من الأسرى من الطرفين يثبت حرص صنعاء على إحراز تقدم نحو السلام الشامل والعادل ، وأشار إلى أن " أتفاق تبادل للأسرى سيشمل أسرى سعوديون وسودانيون " ، وأضاف رئيس الوفد المفاوض " نؤكد أننا وسعيًا لإحراز تقدم في اتفاق السويد سبق وقدمنا خطوات كبيرة كإعادة الانتشار في موانئ الحديدة والالتزام بوقف الأعمال العسكرية رغم الخروقات المتصاعدة ، وغير ذلك من الخطوات التي نص عليها اتفاق ستكهولم وبما يثبت حرصنا على إحراز تقدم نحو السلام الشامل والعادل ".
من جانبه أعلن رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الاسرى في صنعاء، عبدالقادر المرتضى عن التوقيع مع الطرف الاخر الأحد على تنفيذ المرحلة الاولى من اتفاق تبادل الاسرى التي تشمل الافراج عن 1420 اسيرا من الطرفين، وأشار إلى أن الاجتماعات ستستمر ليومين قادمين لتجهيز وتنقيح قوائم الاسرى النهائية.
مكتب المبعوث الاممي الى اليمن مارتن غريفيث أعلن الأحد عن اتفاق جديد بين الاطراف اليمنية ، وقال بيان مشترك صادر عن مكتب غريفيث واللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي , ان الاطراف اليمنية وافقت على خطة مفصلة لإتمام أول عملية تبادل رسمية واسعة النطاق للأسرى والمحتجزين منذ بداية النزاع، وهي خطوة أولى نحو الوفاء بالتزامات الأطراف بالإفراج المرحلي عن جميع الأسرى والمحتجزين على خلفية النزاع وفقًا لاتفاقية ستوكهولم ، واضاف البيان ان الأطراف قررت ، الأحد، البدء فورًا في تبادل القوائم للإعداد لعملية التبادل المقبلة. وذلك في ختام اجتماع دام سبعة أيام في العاصمة الأردنية، عمان.
وحث غريفيث "الأطراف على الإسراع في تنفيذ عملية التبادل التي اتفقوا عليها اليوم. كان التقدم بطيئًا للغاية في هذا الملف حتى الآن، ويجب أن تنتهي آلام الآلاف من الذين ينتظرون لم شملهم مع عائلاتهم وأحبائهم "، وأضاف غريفيث: "أظهر الأطراف لنا اليوم أنه على الرغم من التحديات المتزايدة على الأرض، فإن الثقة التي عمل الأطراف على بنائها حتى الآن لا زالت قادرة على تحقيق نتائج إيجابية."
وعلق رئيس وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر في صنعاء فرانز راوخنشتاين، على الاتفاق ، قائلاً "على الرغم من الاشتباكات المستمرة، رأينا أن الأطراف قد وجدت أرضية إنسانية مشتركة تسمح للعديد من الأسرى بالعودة إلى أحبائهم ، هذا يدل على أن الأطراف نفسها هي فقط من تمتلك القدرة على إحداث تغيير إيجابي ودائم. هذا أمر مشجع للغاية ونأمل أن يمهد الطريق لمزيد من عمليات إطلاق السراح في المستقبل القريب.".
مراقبون اعتبروا الاتفاق محاولة أخيرة للأمم المتحدة في وقف انهيار اتفاق استكهولم، في ظل تعمد طرف حكومة هادي إعاقة تنفيذ الاتفاق في الحديدة، والتهرب من مبادرات أحادية الجانب أعلنتها حركة " أنصار الله " لإيجاد حلول لعدد من القضايا المحورية في تعز ، معتبرين ما يحدث من محاولات بطيئة لتنفيذ اتفاق استكهولم من قبل الأمم المتحدة يعكس رغبة أممية في عدم حسم عملية التنفيذ وإبقاء الوضع هش في مختلف الملفات الإنسانية والعسكرية والاقتصادية التي ناقشها طرفي الصراع في استكهولم ، وهو ما يضاعف معاناة الشعب اليمني ، ويطيل أمد العدوان والحصار .
وتعد المحاولة الأممية الأخيرة لإنعاش ملف الأسرى في إتفاق السويد، الأولى منذ أن تهرب الطرف الاخر " حكومة هادي " عن تنفيذ اتفاق استكهولم بشأن الأسرى والمخفيين قسريا في في فبراير من العام الماضي، وذلك بعد أن تبادلا الطرفين أسماء الأسرى والمعتقلين خلال مشاورات السويد ومباحثات عمان بلغ " 8576 " أسيراً من الطرف الموالي لحكومة هادي و7487 أسيراً من طرف "أنصار الله "وكان يقضي اتفاق السويد الموقع بين الطرفين برعاية أممية في 11 ديسمبر/كانون الأول 2018، أن يتم الإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين من الطرفين خلال 45 يوما من تبادل الكشوفات بأسمائهم، وبعد تبادل الأسماء تعثرت كافة المساعي لحل ملف الاسرى الإنساني بين الطرفين وازداد تعقيداً بعدم تقديم الطرفين الإيضاحات حول الأسرى والمعتقلين والمخفيين قسرياً فالطرف الأخر قدم كشوفات عشوائية وناقصة وأسماء وهمية ، ومع ذلك لجئت صنعاء إلى إنعاش الاتفاق بشأن الأسرى وأطلقت اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى في صنعاء مطلع مايو الماضي مبادرة لإجراء "تبادل 1000 أسير بمناسبة شهر رمضان ، فأجهضت السعودية أي جهود محلية من الطرف الآخر لإنجازها ،وعلى مدى الفترة الماضية من عمر اتفاق استكهولم أطلقت صنعاء من طرف واحد مبادرة أخرى مطلع أكتوبر الماضي وقدمت المبادرة للمبعوث الأممي لدى اليمن مارتن غريفيث على أن يقوم الطرف الاخر بالتعامل بالمثل لتفرج اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى بصنعاء عن 350 من اسرى الجانب الاخر من ضمنهم ثلاثة سعوديين وجميعهم مشمولين في كشوفات الأسرى وفق اتفاق السويد ،ونفذت المبادرة بإشراف الامم المتحدة ، وجراء ضغوط عمانية واممية أعلن تحالف العدوان الإفراج عن 200 أسير من أسرى " انصار الله " مبرراً ذلك لدواعي إنسانية ، وتم نقل 128أسير ومعتقل منهم من قبل الصليب الأحمر الدولي أواخر العام الماضي معظمهم تم اعتقالهم في الطرقات العامة ولايزال اكثر من 70 أسير لم أعلنت الرياض الإفراج عنهم ولم تفرج عنهم ، وبادلت صنعاء ذلك بإطلاق سراح عدد من الأسرى السعوديين .

 





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign