صنعاء تنهي الجدل الدائر حول شحنات المبيدات الزراعية        واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة للكيان        المدمرة الالمانية الحريية " هيسن "تغادرالبحر الأحمر بعد تعرضها لاكثر من هجوم        صنعاء تشهد مسيرات مليونية داعمة لفلسطين      
    الاخبار /
جبهات مفتوحة منذ ثلاثة أعوام وخارطة للمعارك ولكن .. ما الذي تحقق؟

2018-02-24 19:00:40


 
حمال عامر
تتعدد جبهات القتال في اليمن، وتتسع على خارطة تمتد من الحدود الجنوبية في كرش إلى الحدود الشمالية في صعدة، أغلب هذه الجبهات لازالت مفتوحة منذ ما يقارب الثلاثة أعوام دون أن يتمكن «التحالف» السعودي - الإماراتي مع حلفائه في الداخل على إحراز أي اختراق يمكن أن يمثل تقدماً استراتيجياً مهماً من شأنه تهديد مركز العاصمة، على الرغم من زحام تصريحات القادة العسكريين في الميدان، ومن قبل كبار مسؤولي «التحالف» و«الشرعية»، على شاشات التلفزة باقتراب نصر حاسم لن يطول انتظاره.
وبالحديث عن ما يمكن عدّه إنجازاً عقب ثلاث أعوام من حرب ضروس يمتلك فيها «التحالف» أحدث الآليات والعتاد العسكري، بالإضافة إلى سيطرته المطلقة على الأجواء، فإن ذلك لم يزد عن استعادة مديريتي بيحان وعسيلان بمحافظة شبوة، وكذا السيطرة على مديريتي المخاء والصلو في تعز، ومديريتي الخوخة وحيس في محافظة الحديدة.
إلا إنه مع ذلك، وبحساب ما تحقق على الأرض، فإن مسألة القول بتحقيق «التحالف» لنصر كامل فيه مجافاة لحقائق لا يمكن نكرانها وتتمثل في:
ـ أن قوات «التحالف» لم تكن قادرة على التقدم ولو شبر واحد دون اسناد مكثف من طائراته، مثلما أن بقاءها في أرض صارت عليها لازال محكوم بمدى بقاء الطيران الحربي يحلق ويقصف، وبمنطق الواقع، فإن هذا الطيران لايمكن أن يظل يقصف إلى الأبد.
ـ أن التقدم والسيطرة على مناطق ومديريات هو تقدم ذو طابع دعائي باعتبار أن ظهر هذه القوات لازال مكشوفاً للخصوم كما هو حاصل في التقدم إلى المخا والخوخة، بينما مؤخرتها في يختل وبامتداد مقبنة لازال في قبضة قوات «أنصار الله»، وهو ما ينطبق على حيس ومحاولة «التحالف» السيطرة على الجراحي، بينما هما على مرمى المدفعية في مديرية جبل راس المحاذية للمديريتين وهو ذات ماحصل حين تم تقدم قوات «التحالف» إلى أولى مديريات محافظة البيضاء ذي ناعم، بينما لازال جبل القنذع الإستراتيجي الذي يعد مؤخرتها بيد مسلحي «أنصار الله» ومثل هذا الانكشاف يحدث دون أي اتعاض بتقدم مماثل لـ«التحالف» إلى نهم قبل عامين، بينما ترك ظهره مكشوفاً في مديرية صرواح بمأرب التي يسيطر عليها خصومهم ما جعل المعسكرات المرابطة وعاصمتها مهددة بالصواريخ التي تنال من بعضها دفاعات «الباتريوت» وتنجح أخرى في اختراقها، وهو ذات التهديد الذي لازال يطال مديرية وميناء المخا وعلى امتداد الساحل الغربي الذي ابتلع مئات الجنود من مقاتلي الداخل ومن «بلاك ووتر» والسودانيين في مجازر لهم غير بعيدة عما جرى ويجري في ميدي ذات الأرض المستوية والمكشوفة، بما تمثله من معارك ربما تجاوزت القواعد العسكرية والتكتيك العسكري في معارك مشابهة.
هذا التعثر المحبط قد يكون هو ما دفع «التحالف» إلى فتح جبهات جديدة باتجاه مديريات في صعدة بهدف تشتيت قوات صنعاء والذي لهذا الغرض تم إنشاء ألوية عسكرية معظمها من المنتمين إلى التيار السلفي في محافظات الجنوب، حيث تم فتح جبهة البقع كتاف وباقم وعلب وزج بها للقتال منذ مطلع 2016، قبل أن تتبخر عتادًا وبشراً على صحراء الحدود، وينجو من تمكن من الفرار من الجنود أو قرر الانسحاب، كحال لواء المحضار.
لم تردع هذه الخسائر البشرية «التحالف»، إذ وبدلاً من الألوية التي أبيدت تم إنشاء ألوية أخرى وتلتها أخرى ولا زال بعضها يقاتل حتى اليوم، فيما يؤكد قادته اقتراب وصولهم إلى عاصمة صعدة، وهي تأكيدات لازالت تدور منذ أعلن «التحالف» فتح جبهاته قبل عامين قافزاً على جبهات مفتوحة ومناطق محتلة داخل عمق السعودية التي لم يتمكن جيشها ولا طائراتها على تحريرها، ليكتفي نظامها بتدبيج التعازي لأُسر جنوده، الذين لا يكاد يمر يوم من دون إعلان عن مقتل المزيد منهم.
إذاً، وفي واقع حال كهذا، يمكن القول إن حدود جبهات القتال لازالت هي نفسها في نهم وصرواح وميدي والجوف والضالع ومدينة تعز ومديرياتها، التي تتقاتل الأطراف على المربعات نفسها منذ الأشهر الأولى من الحرب. حتى وإن حصل تقدم، فهو في العادة نتاج جهد لتدخل الطيران الذي ينتهي بتراجعه.
والإشارة هنا واجبة إلى أن إخفاقات «التحالف» في تحقيق أهدافه هو نتاج لتضحيات مكلفة من الطرف الآخر ربما بلغت أوجها في الأشهر الأخيرة، مع تكثيف الغارات الجوية والتمكن من استقطاب عملاء قاموا بدور إستخباراتي ساعد على إنجاح عملياتها التي استهدفت كل ما يتحرك في مناطق المواجهات وامتدادها.
إلا أن ما هو معلوم هو أن الجو وحده لا يحقق نصراً ولا يحسم معركة، وهو ما يطيل أمد الحرب سنوات ستكون كلفتها السياسية والمادية باهظة على نظامي الرياض وأبوظبي، مثلما ستكون كلفتها البشرية والإنسانية كبيرة على الشعب اليمني.
والسؤال هل يمكن للخسائر المكلفة أن تدفع الأطراف للبحث عن حل مرضي وبالذات النظام السعودي صاحب المصلحة في تحقيق سلام يؤمن أراضيه؟ أما نظام أبو ظبي، فهو ليس أكثر من محتل جشع سيكون مصيره مشابهاً لمصير من سبقه مع فارق القدرات.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign