ائد آيزنهاور: هجمات الحوثيين تحاصرنا في البحر الاحمر       مقتل مغترب يمني في أمريكا         إسرائيل تسرق آثار يمنية        العملة الوطنية تواصل الانهيار في مدينة عدن رغم ارتفاع العرض      
    الاخبار /
ابن سلمان وشرك مماثلة إيران بالعراق و«حزب الله» بالحوثيين وعلاقته بفشل انظمة امريكية متعاقبة بإشعال حرب سنية شيعية

2017-11-12 17:06:39


 
جمال عامر
يعيش السعوديون حالة غير مسبوقة من عدم اليقين من أن استقراراً يمكن أن يكون منظوراً في المستقبل القريب.
وبينما السعودية تشهد مثل هذا الارتباك والمخاوف في ظل كساد اقتصادي وتحديات طالت هذه المرة استقرار الحكم الذي كشف فساد منظومته بشكل رسمي تم فضحه على العلن، يبدو أن كل هم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان منصب على الهروب من هذه الأزمة العميقة إلى خلق معركة خارج مملكته. نصب نفسه ليكون عرابها دون أن يحسب أي حساب للنتائج الكارثية التي سترتد على حكمه ضعفاً وعلى بلاده تقسيماً وتشظياً.
بن سلمان، ومع أزمته الداخلية، وقبلها صعد صراعه مع إيران و«حزب الله» في لبنان في الوقت الذي لا زالت حربه مفتوحة مع اليمن دون أن يتمكن من تحقيق نصر أو حتى يستعيد ما سقطت من أراضيه.
وفي هذا الدور الذي يلعبه رغم علمه أنه أكبر من حجم مملكته وقدراتها قد يبدو متكئاً على حليفتيه أمريكا وإسرائيل، صاحبتي المصلحة بأن تكون دولته واجهة للصراع باعتبارها الخيار الأوجه لحمل مشروع لقتال، سيكون قائماً على أسس مذهبية طالما وهناك مؤسسة دينية جاهزة لإصدار فتاوى تشرعن الحرب التي ستصبح مقدسة لحماية جوهر الدين من توسع «الروافض» و«المجوس»، بحسب توصيفاتها، باعتبار أن فتاوى مثل هذه قد تم إصدارها في ما يعد أقل منطقية وأوضح بخروجها عن الدين، حين أجاز علماء الوهابية الاستعانة بدول كافرة لقتل مسلمين، كما في حالة الحرب على العراق واحتلاله بعد قتل جنوده وجزء من شعبه.
لقد كان هدف إشعال حرب مذهبية في المنطقة العربية هدفاً لأنظمة أمريكية متتابعة ظل يرحل لعدم وجود الحامل من كل الأنظمة العربية السابقة التي كانت تعلم عواقبها ومن المستهدف منها، حتى كاد أن يدب اليأس لدى المتبنين لهذا الخيار، وبالذات بعد أن فشلت سلطة أوباما عقب نجاحها بتأسيس نظام ديني سني في دولة قوية مثل مصر، حين آل حكمها إلى «الإخوان المسلمين»، والذين مع ذلك لم يبدوا تسرعاً بالإشارة إلى كونهم مستعدين لحمل مهمة جائرة التكاليف كإشعال حرب دينية في المنطقة.
مثل هذا الموقف الرافض وأكثر عبر عنه بشكل معلن ومباشر الرئيس عبد الفتاح السيسي، حين تجاوز مسألة البحث في أن تقود مصر هذه المهمة إلى تأكيد رفضه لأي حرب تشن على إيران و«حزب الله» في تصريحات صحافية نقلت عنه اليومين الماضيين.
إلا أن بن سلمان، وفي مغامرة انتحارية طائشة لن يخرج منها سالماً قبل أن يقوم بدور كهذا بناء على تقديرات خاطئة من أن أميركا وإسرائيل تقفان خلفه ومعه، ما سيحقق له طموحه غير المشروع والمبني على أساس في أن يكون فرس رهان هاتين الدولتين في الشرق الأوسط بأكمله.
وفي ظل شهوته العمياء الطامحة التي يمكن أن تكون قد قادته إلى استحضار تجربة إسقاط النظام العراقي وغيبت عنه الفارق المهول بالمماثلة بين إيران اليوم بترسانتها الحربية وإمكانياتها القتالية التي ستنال دولته الجزء الأكبر منها، وبين عراق الأمس التي تم إضعافها بالحصار عقب حرب ثماني سنوات طاحنة ومنهكة، والذي مع كل ذلك لم يسقط نظامها إلا بعد حرب قادها تحالف دولي وعربي غير مسبوق.
وبنفس السياق يمكن استحضار «حزب الله» باعتباره المستهدف الثاني الذي يريد بن سلمان أن يجعل منه نسخة ثانية من جماعة الحوثيين، بعد أن أرغم الحريري على الاستقالة من رئاسة الحكومة اللبنانية، مستنسخاً تمثيلية الإنتصار لسلطة الدولة باليمن في ظل تغول سلطة من خارجها، وجعلها ذريعة لاستهدافه عسكرياً.
إلا أنه هنا أيضاً يقع فريسة جهله وجموح طموحه الذي غيبه حتى عن حقيقة خساراته الفضائحية في حربه على اليمن، وكيف تمكنت جماعة لم تُمهل ليشتد عودها من تحقيق كل هذا الصمود بوجه التحالف الذي تقوده بلاده.
بينما ينتهي به الأمر إلى حد لم يستطع فيه حماية عاصمته، بل ومطارها الرئيس، من صاروخ تمكن من استهدافه، دون أن يسأل نفسه عن كيف سيكون الحال مع «حزب الله» صاحب التجربة الطويلة، تنظيماً، وإعداداً، وتسليحاً، الحامل قبل ذلك وبعده لعقيدة قتالية مكنته من تحقيق النصر الثاني على إسرائيل بعد نصر غير مكتمل في 73 قادته مصر، مع أنه ليس دولة ولا يمتلك إمكانياتها.

 





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign