ائد آيزنهاور: هجمات الحوثيين تحاصرنا في البحر الاحمر       مقتل مغترب يمني في أمريكا         إسرائيل تسرق آثار يمنية        العملة الوطنية تواصل الانهيار في مدينة عدن رغم ارتفاع العرض      
    الاخبار /
سكان صنعاء بين تطمينات القادة ومخاو ف وقائع تشاهد على الأرض

2017-09-02 20:03:20


 
جمال عامر
مثّل حلول عيد الأضحى مناسبة، لقائد «أنصار الله» عبد الملك الحوثي، وزعيم «المؤتمر» علي صالح، للتهدئة والتخفيف من حدة الاحتقان الذي أعقب الاشتباكات في نقطة أمنية بالعاصمة رفعت من مخاوف انفجار الوضع الأمني بعد مقتل مقدم في الحرس الجمهوري مقرّب من صالح وثلاثة من «اللجان الشعبية» التابعة «للحوثيين».
وفي كلمتين مكتوبتين تم نشرهما نقلاً عن الطرفين، أكدتا على مسألة حفظ الجبهة الداخلية ووحدة الصف من التصدّع، وكذا على الاستمرار في مواجهة العدوان ومحاربة الفساد. إلا أن الكلمتين من جهة أخرى أوحتا بعدم حصول اتفاق نهائي على القضايا الخلافية، وكذا عن عدم توحّد الرؤى في ما له علاقة بالأوليات التي يرى عبد الملك الحوثي، أن على رأسها مواجهة العدوان من خلال رفد الجبهات بالمقاتلين كدلالة مصداقية، معتبراً أن ما سوى ذلك يمثل اهتمامات هامشية وثانوية على حساب المسؤولية الكبرى، باعتبار أن الانجرار خلفها مدعاة للغرق والضياع، مع كونه أشاد بالقوى التي تتصدى للعدوان وفي طليعتها «أنصارالله» و«المؤتمر الشعبي العام» وشركاؤهم وحلفاؤهم.
في المقابل، فقد أكد صالح أن مواجهة العدوان وتماسك الجبهة الداخلية «لن يتأتى إلا من خلال العمل على الالتزام بالشراكة في إدارة الدولة وفقاً لنصوص اتفاق تشكيل المجلس السياسي الأعلى وبقية الإتفاقات الموقّعة، وتطبيق نصوص الدستور والقوانين النافذة في عمل مؤسسات الدولة، وعدم السماح بأي تدخّل في أعمالها، والعمل بروح الفريق الواحد، وضرورة إلتزام الإعلام الرسمي بمفاهيم الشراكة والحيادية والعمل كمؤسسة رسمية تابعة للشعب وعدم الإنحياز لأي طرف»، من دون أن ينسى الدعوة إلى العمل على رفد ودعم جبهات القتال بالمقاتلين ضد العدوان ومرتزقته.
اللجنة العامة لـ«المؤتمر الشعبي» كانت قد أكدت في اجتماع طارئ لها قبل عيد الأضحى برئاسة نائب رئيس «المؤتمر»، على عدم الانجرار وراء دعاة الفتنة، واعتبرت حادث جولة المصباحي بأنها كان بمثابة جرس إنذار للخطر الذي يخطط له ويستفيد منه «تحالف العدوان ومرتزقته»، وتوّج كل ذلك رئيس «المجلس السياسي» المتوافق عليه من المكوّنين، بدعوته الجميع إلى «الابتعاد عن المهاترات والمشاحنات ولغة التحريض، وكل ما من شأنه توتير الأوضاع وإقلاق السكينة العامة، والعمل على ترشيد الخطاب الإعلامي، وتعزيز دوره في تماسك الجبهة الداخلية، ونبذ كافة أشكال الفرقة والتطرّف وفق ما تقتضيه ظروف المرحلة ومواجهة تحدياتها ومخاطرها، وكذا التمسّك بمبدأ الشراكة الحقة والحرص على مبدأ التوافق، وتغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الفئوية والحزبية والشخصية الضيقة، والتفرّغ لأولويات مواجهة العدوان».
ما سبق من تأكيدات على أولويات المرحلة جاءت من أعلى المستويات السياسية، لم تنعكس حتى هذه اللحظة على ناشطي المكوّنين، أو حتى على وسائل الإعلام التابعة للطرفين، وهو ما يجعل مثل هذه التوافقات ليست أكثر من تفاهمات عليا ضلّت طريقها إلى المستويات ذات العلاقة المباشرة على الأرض.
بالتأكيد، هناك نوايا صادقة من قبل قيادات في المكوّنين المؤتلفين لحلحلة الأزمة وفكفكة صواعق التفجير، إلا أنه وفي المقابل هناك من يسعى ومن الطرفين إلى صبّ الزيت على نار الخلافات بغرض تأجيج الفتنة، إما لارتباطات مع الخارج أو بسبب خسارة البعض لمصالحه جرّاء هذه الشراكة في الحكومة والسلطة.
بالإضافة الى أن الضخ الاستخباراتي والإعلامي الذي لم يتوقف بعد كم هائل من التسريبات الذي تبنّاه «التحالف» وروّج له تابعوه من قوى الداخل، قد مثّل ضغطاً شديداً خلال الفترة الماضية بعد أن تلقته الأطراف وكأنما هي حقائق غير قابلة للتشكيك، وتم البناء عليها في اتخاذ مواقف تصعيدية ،وإن لم تكن من رأسي الهرم في طرفي المواجهة، فإنها تحوّلت أفعالاً من قبل القيادات الوسطية كل لغاية وهدف.
استمرار ضخ الإشاعات من قبل «التحالف» حول مؤامرات يحيكها «المؤتمر» ضد «أنصارالله» والعكس، في ظل تواصل التعامل مع مثل هذا التشكيك، سيجعل من استعادة الثقة بين الطرفين صعباً للغاية، خاصة وأن ما يجري على الأرض لا يدل على أن ما خرجت به اجتماعات القيادات العليا قد أصبح واقعاً قابلاً للتنفيذ، وهو ما جعل من سكان العاصمة صنعاء رهائن لخوف يتعاظم جرّاء عدم يقين بما يسمعون من تطمينات عبر شاشات التلفزة وما يلاحظونه على الأرض.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign