الزبيدي يهدد بطرد العليمي من عدن        صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية     
    كتابات /
تصريحات الخارجية والدفاع السعودي دلالة تناقض ام تكامل على ضوء سعيها للإعداد لسلام مميت.. و ما الذي على الحوثيين فعله

2016-05-28 19:10:36


 
كتب جمال عامر
يشتغل النظام السعودي فيما له علاقة بإدارة الصراع في وعلى اليمن على مسارين الاول سياسي تقوم به وزارة الخارجية
عبر وزيرها عادل الجبير والمتضمنة رسائل طمأنة كما اكد في حوار مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية وكررها بتغريدات على تويتر من إن الحوثيين يمنيون وجيران للمملكة والمملكة تتفاوض معهم, ومن أن الجماعة ليست منظمة إرهابية بينما داعش والقاعدة منظمتان إرهابيتان.
وايضا من خلال سفيرها في اليمن الذي تقوم المملكة من خلاله بدور الوسيط لتقريب وجهات النظر بين اطراف الصراع في مفاوضات الكويت وما سبقها من تهدئة
اما المسار الأخر فهو تصعيدي باتجاه حسم الصراع لصالح حلفاء المملكة بالحرب وهو ما تشتغل عليه
وزارة الدفاع عمليا على الارض من خلال التمويل المالي و تعزيز الجبهات بالعتاد والجنود التي تقوم بتدريبهم بالإضافة الى ما يقوم به الطيران من غارات لدعم حلفائهم
وهو ما عبر عنه مستشارها والناطق العسكري باسم التحالف احمد عسيري الذي اكد بالتزامن مع تصريحات الجبير خلال وجوده فى واشنطن بالقول ان ـ لدينا اثنين من خطوط العمل المتوازية، العملية السياسية والعملية العسكرية. وسيتم الوصول إلى واحد منهما في النهاية"
مضيفا : أن الهدف هو "تأمين اليمن" إما دبلوماسيًا أو عسكريًا، وإذا فشلت المفاوضات فإن "صنعاء ستكون حرة قريبًا".
وهنا كيف يمكن قراءة التصريحات المطمئنة تجاه الحوثين من الخارجية السعودي وتلك المتوعدة بدخول صنعاء بالحرب من قبل الدفاع هل باعتبارها دلالة على تناقض وانقسام تجاه اليمن وهو امر يستحيل حدوثه باعتبار ان القرار
السعودي ليس له سوى مصدر واحد وهو الملك
ام ان كلا التصريحات المهددة والمطمئنة كلها تصب لتحقيق هدف واحد يتمثل بالقضاء على الخارجين عن طاعتها داخل اليمن وفرض سلطة يمنية تابعة للرياض اما باستكمال العملية العسكرية والسيطرة على العاصمة صنعاء كمركز للقرار وصعدة باعتبارها الرمزي كقاعدة للحوثيين
او عبر المسار التفاوضي الذي يحقق ذات الهدف من خلال اعادة السلطة الجديدة القديمة على رأسها خصمهم التاريخي علي محسن الأحمر الى صنعاء بمهمة استكمال حروبه القديمة وهذا الخيار عبرت عنه بوضوح الرؤية المقدمة من وفد هادي في مفاوضات الكويت ويراد منحها شرعية دولية بموافقة المعنيين
تكمن المشكلة في ان النظام السعودي لازال يعتبر الحوثيين من اهم عوامل تهديد وجوده , وامام هذا اليقين لم تتمكن وفودهم من تبديده سرا اثناء اللقاءات المباشرة ولا علنا عبر تصريحات مسؤوليهم السياسيين
وفي سياق يقيني كهذا عبرت تصريحات مسؤولين سعوديين عن هذا الخطر الا ان التركيز سيكون على تصريحات مابعد التهدئة واللقاءات المباشرة مع الحوثيين وأثناء مفاوضات الكويت التي تقدم السعوديه نفسها كوسيط حريص على التوفيق بين اطراف الصراع وهو مالا يشي به الواقع على الأرض ولا على المسار التفاوضي السياسي
وللدلالة فقط على عدم تغير قناعة النظام السعودي رغم كل ماحصل من تطمينات حوثية معلنة وبالذات تجاه ماله علاقة من تبعية لإيران او من ان الجماعة لا تمثل خطرا عليه
, فقد اكد احمد عسيري في لقاء له مع قناة دريم المصرية في 9 مايو الجاري من أن "الوضع الأمني الوطني للسعودية كان قبل عاصفة الحزم مهددا، بحكم وجود ميليشات مسلحة تسيطر على نظام عسكري من صواريخ باليستية ودبابات وأسلحة، تحت أيدي نظام غير شرعي بجوار المملكة" وبما انه وحتى اليوم لازال هذا السلاح قائم فهو يعني من وجهة نظرهم بقاء الخطر الذي لن يزول بزوال المبرر المتمثل بالسلاح والذي التزم الحوثيون بتسليمه بل بقائهم قوة حتى وإن كانت سياسية
وهو ما أوضحه ضابط سعودي كبير هو اللواء الركن الدكتور "زيد العمري" والذي كان اكثر وضوحا في التعبير عن هذا الخطر بالقول
: "سبق وان قلنا قبل رمضان سوف يكون هناك تحول جذري في اليمن لعل أشراف الشمال يتحركون للتخلص من اذناب ايران ومن شايعهم" .
وخاطب اليمنيين في تغريدات على تويتر "يا مشايخ اليمن وأبنائه أنقذوا اليمن٬ ذودوا عن أنفسكم٬ أطردوا فارس من وطنكم٬ إستغلوا الدعم الدبلوماسي الدولي والعسكري العربي قد لا تتكرر الفرص"
وهذا هو نفسه الذي وجه رسالة إلى اللواء علي محسن يحثه على حسم المعركة بل ويرسم له الطريق ويوجهه بإشعال حرب قائمة على اساس طائفي استئصالي بما يمثله من فضح للدور الموكل الى نائب هادي
هذا الجرنال ماكان ليجرؤ على إعلان مثل هذا التحريض الفاضح دون ايعاز او رضاء عما يقول باعتباره موقف لا يجرؤ النظام على تبنيه بكل هذا الوضوح فضلا عن اعلانه
و هذا الطرح ومثله كثير نسمعه يوميا على الوسائل الإعلامية التابعة او الممولة من السعودية او الإمارات او قطر
ولعل واقع مسار المفاوضات التي تعقده الاشتراطات المتوالدة من قبل وفد هادي والتحضيرات التي لم تتوقف في محاولة مستميتة للحسم العسكري يؤكد كيف تنظر المملكة لحل الصراع في اليمن , وكيف ان مانعها الوحيد من تحقيقه يتمثل
في عدم قدرتها اختراق الجبهات الداخلية وتحقيق نصر عسكري وهو مالا زالت تسعى اليه من خلال الوصول الى صنعاء
وبهذا الخصوص نقلت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، عن مسئول سعودي كبير، قوله إن الحملة العسكرية لتحرير صنعاء سوف تستهدف الميليشيات الحوثية للحد من قدرتها على التحرك والتجمع في مجموعات. واستشهد بعملية تحرير التحالف لعدن من المتمردين الحوثيين في يوليو كنموذج ناجح.
واوضح إنها لن تشبه معركة برلين سيئة السمعة في الحرب العالمية الثانية التي هدمت العاصمة الألمانية وأسفرت عن مئات الآلاف من الضحايا. مدعيا أن هذه العملية يمكن أن تكون نظيفة و"جراحية".
كما ان المحلل السياسي الكويتي، الدكتور فهد الشليمي، وهو من الداعين لحسم المعركة بالحرب في اليمن نقل عن هادي ، تأكيده له من أن دخول صنعاء وفتحها وتحريرها أمر لا حياد ولا مناص منه
وهنا وأمام توجه استئصالي اصبح عقيدة لم يعد بالإمكان تغييره الا من خلال الالتحام بالشعب
وهو مايوجب على أنصار الله ان يبدأو جادين بالانتقال من السيطرة الكاملة على الدولة بواسطة الميليشيا كما هو حاصل الى الشراكة الحقيقية الفاعلة لا المشاركة بالإسم واقتصار دور الآخرين على الحضور ويمكن تحقيق ذلك من خلال التوافق على لجنة او جبهة وطنية واسعة تمثل كل الأطياف ممن هم ضد العدوان وهؤلاء هم من يختارون حكومة كفاءات وإن مصغرة تدير الدولة وتمثل اليمن بكامله مقابل العدوان لا الاقتصار على حزب او جماعة بعينها حتى يتوافق الناس عل الحل المغلول بالقيود السعودية




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign