المبعوث الاممي يدعو لعدم ربط الحل السياسي في اليمن بقضايا اخرى        تعثر خطة الرد الاسرائيلي على ايران        اعتراف امريكي بريطاني بنجاح الهجمات اليمنية البحرية والجوية        صنعاء ,, انفجار اسطوانة غاز يتسبب باندلاع حريق هائل في سوق شعبي     
    كتابات /
حول مقابلة الشيخ والدكتور

2015-10-16 13:59:59


 
محمد الإرياني
هناك قصه طريفه تروى كدرس من دروس حسن التصرف والإدارة الجيدة ... خلاصتها أن طائراًمن طيور الشمال التي تهاجر الى الجنوب في فصل الشتاء وجد نفسه وهو يطير جنوباً في خضم عاصفة ثلجية شديدة لم يتمكن من الصمود امامها فهوى ارضاً وكاد أن يدفن في الثلج ويموت ... لولا أن مرت بجواره جاموسة شاءت الصدفأن تعملها فوقه ("ضفعت فوقه" بالبلدي)... فبدأ الثلج يذوب وبدأ الطائر يشعر بالدفء فأخذ في الزقزقة والصفير ... فسمعه الثعلب وأقبل مسرعاً فحفر واخرج الطائر والتهمه... العبره في هذه القصة: أن ليس كل من "يضفع" فوقك عدوك، ولا كل من يخرجك من بين "الضفع" صديقك، وعندما تجد نفسك وسط "الضفع" فالأفضل لك أن تلزم الهدوء وتغلق فمك (تجلس ساكت). تذكرت هذه الطرفة وأنا اقرأ ما كتبه د. مروان الغفوري حول لقاءه بالشيخ حميد الأحمر في مدينة دسلدورف ... وخطر في بالي أن الشيخ الذي مر بالمرحلتين الاولى والثانية (هوى من عل ثم "ضفع فوقه هادي) قد بدأ يغرد... فقد كادت عاصفة أنصار الله أن تدفنه ... ثم عملها فيه هادي الذي (ضفع فوقه) في حينها بالتآمر مع الحوثيين (ولاحقاً ضفع فوق اليمن واليمنيين كلهم بإستجلاب التدخل الخارجي)... واليوم ها هو الشيخ يرى بعض التقدم العسكري في عدن ومأرب وباب المندب ويرى شقيقه على رأس 10 الف جندي... يرى ذلك فيخامره شعور بالدفء فيغرد من المانيا... يتبقى أن يتذكر أن ليس كل من يخرجك من بين "الضفع" صديق ... فالثعلب السعودي (وقد يكون الضبعهو الوصف الأصح لهم) بالتأكيد لم يغفر له بعد تصريحاته الشهيرة ... ناهيك عن ثعالب اخرى عديدة متربصة به وباليمن ... ولهذا ربما كان من الأفضل أن يصمت ويبتعد عن الإعلام ... وليقتدي ب"الثعلب العجوز"...
من جانب آخر فقد لفت انتباهي أيضاً في حديث الشيخ حميد تحامله على الثقافة والمثقفين ... وليس في هذا جديد ... فهو أمر طبيعي عند المشايخ نابع من موقف يرى في التنوير والثقافة والعلم مهددات للسلطة التقليدية ... كما يرى في كل ما يمكن أن يجعل القبيلي مستقلاً اقتصادياً ومعيشياً وفكرياً عن الشيخ تهديداً لنفوذ الشيخ وسلطته... فالمدرسة لإبن تنوير وربما وظيفة ومرتب لأبناء القبيلي في المستقبل بدلاً من أن ينتظروا الفرصة الحلم أن يكونوا مرافقين مع الشيخ، والطريق وسيله للقبيلي الرعوي لإيصال منتوجه الزراعي الى السوق وتحقيق دخل أكبر، ومشروع المياه معناه وقت أقل في المعاناه اليومية و"فرغه" للقبيلي قد تعود "بالصداع" على الشيخ وهكذا... هذا بالإضافة الى أن الثقافة والعلم هي من "الأشياء" العصية على النهب والبسط والفيد فهي محمية في رؤوس اصحابها ... صحيح أنه يمكن شرائها لكن يستحيل البسط عليها او تفيدها... فيكون الموقف ازائها اشبه مايكون بموقف من استعصى عليه اللعب بلعبة ما فما كان منه إلا أن قذف بها في عرض الحائط ليكسرها!!!




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign